أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - موت الضمير الإنساني وغياب العدالة الدولية في حرب غزة2021















المزيد.....

موت الضمير الإنساني وغياب العدالة الدولية في حرب غزة2021


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 6901 - 2021 / 5 / 17 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف يمكن الحديث عن عدالة دوليةو عن مؤسسات دولية تسهر على احقاق القانون الدولي و تحافظ على السلم الدولي ، في ظل مشاهد مروعة من حرب غزة ؟ هل ما يزال مجلس الامن الدولي ذو جدوى او معنى في ظل غيابه بل تغييبه عن اصدارقرارات وإجراءات فورية لردع العدوان وإقرار الحق الإنساني الذي يجب ان يعلو ولا يعلى عليه ؟ اليس من الضروري اليوم بل اليس من الأمور المستعجلة اليوم قبل الغد ، اصلاح منظومة الأمم المتحدة وإصلاح مجلس الامن الدولي الذي لا يحافظ اليوم الا على امن الدول القوية و المدججة بالأسلحة ؟
لقد فضح عدوان غزة الدول المسيطرة على مجلس الامن والتي لم تستطع اصدار بلاغ لا يقدم ولا يؤخر نصرة للعدالة الدولية ودفاعا عن حقوق الانسان في حرب غزة التي انتهك فيها القانون الدولي الإنساني ببشاعة . و عبرت مختلف دول العالم عن قلقها و استيائها وشجبها للموقف . أي موقف ؟؟
ان مشاهد أشلاء الأطفال الأبرياء العزل في غزة و المباني المدمرة على رؤوس ساكنيها من قبل الصواريخ الإسرائيلية واستهداف المنابر الإعلامية و الصحفيين والمستشفيات ينعي الضمير الإنساني الدولي الى مثواه الأخير و يعبر عن انتكاسة أخلاقية دولية لا مثيل لها . قد نختلف مع أسلوب حماس و الجهاد الإسلامي في أساليب المقاومة وفي أيديولوجياتها و ارتباطاتها الإقليمية والدولية وقد نعتبر صواريخها عبثية و تجلب الدمار والهلاك لاهالي غزة وقد نتفق مع من يعتبر مقاومتهما العنفية واسلوبهما في التصدي للاحتلال الإسرائيلي فيه نقاش بل جدال ، قد نقول بان حماس والجهاد .. تخدم اجندة ايران او قطر او تركيا .. هذه كلها نقاشات مشروعة ان تثار و يختلف حولها ولكن .. كل مقاومة لاي احتلال مشروعة وضرورية و لا بديل عنها لاسترجاع الحقوق المغتصبة ، هل تحررت كل بلدان العالم الا بالمقاومة ؟ المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي مشروعة وفق القوانين الأرضية والسماوية و الاعتداءات الإسرائيلية والجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني ثابتة و موثقة وعليه فموقف الحياد هو انحياز واضح وصريح للظلم والعدوان واستباحة دماء الأبرياء . عندما نسمع رئيس فرنسا ومستشارة المانيا و رئيس الولايات المتحدة ... يدينون صواريخ حماس وقذائف الجهاد الإسلامي و يسكتون ، بل يتغاضىون بفضاضة عن صواريخ إسرائيل و غارات طائراتها اف 16 و اف 35 ، فتلك مواقف مخجلة و لا انسانية ومتحاملة وتعبر عن افلاس الضمير العالمي و سيطرة المصالح الاقتصادية والاعتبارات النفعية على المواقف الإنسانية . ان العدوان الإسرائيلي على أطفال ونساء غزة سيكون بلا شك ايذانا ببداية مرحلة عصيبة في العالم حيث سيعطى للارهاب "الإسلامي" مبررات للظهور مجددا على الساحة الدولية وسيقوي قوى التطرف والظلامية على الساحة الدولية ، ويسجل التاريخ من جديد للاسف الشديد ان القوى الدولية "الليبرالية والديموقراطية والعلمانية" انحازت الى مواقف لا ديموقراطية ولا إنسانية في حرب عدوانية ضد شعب اعزل بل شعب اسير قوى إسلامية وجهادية لم تجد من يساندها في العالم الا ايران " الأصولية الديكتاتورية" ، كيف سيقنع الحداثيون والديموقراطيون والعلمانيون غدا أطفال غزة و حتى ابناء الضفة بان أمريكا و المانيا وفرنسا وابريطانيا ...حريصون على تحقيق دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة و هم يرون بأنفسهم العالم "الديموقراطي الغربي"يخذلهم و يميل كل الميل نحو اعتى قوة عسكرية في المنطقة؟؟ .
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في نظري المتواضع لا يمكن ان ينتهي الا باقتناع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بإمكانية العيش المشترك في ظل القانون الدولي الإنساني و احترام كرامة وحقوق الشعبيين ، أي ان التيارات العنصرية الإسرائيلية جد واهمة اذا اعتقدت ان بإمكانها اجتثات و تذويب الشعب الفلسطيني و تغيير هويته و اقصاء تاريخه ومن الوهم اكثر ان تعتقد ان القوة العسكرية والتفوق الاستخباراتي و التكنولوجي الإسرائيلي كاف وحده للقضاء على الشعب الفلسطيني ، كما ان الفلسطينيين متوهمون ان اعتقدوا بانهم قادرين على مسح إسرائيل من الخريطة و إبادة شعب إسرائيل بالاستعانة بمواقف غيبية وتفسيرات أحلام من قبيل ان إسرائيل ستزول بعقاب من الله تعالى و لي عنق ايات قرانية كريمة "تبشر" بزوال إسرائيل- وهل زالت الولايات المتحدة وكندا اللتين بناتا دولهما على انقاض شعوب اصلية ؟ -، او بالتعويل على الشعوب و الديكتاتوريات العربية والإسلامية لنصرة القضية الفلسطينية .
انا شخصيا ارى بان من حق الشعب الإسرائيلي ان يعيش بحرية وسلام وطمانينة وان استهدافه بصواريخ وقاذفات لا يزيده الا تمسكا بالتيارات العنصرية المتطرفة في إسرائيل وتبعد هذه الصواريخ العبثية الحل الدائم العادل لعقود أخرى ، حيث تنسف أي شروط بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وان كانت يمكن ان تحسن شروط التفاوض بين الطرفين لصالح الفلسطينيين ،و أرى انه من الوهم الاعتقاد بان التيارات اليمينية العنصرية الإسرائيلية قادرة على الحفاظ على امن إسرائيل، بنفس ايماني بان الشعب الفلسطيني ومقاومته يجب ان تعرف وتعي جيدا بان قيام الدولة الفلسطينية لا يكون الا باسترداد الفلسطينيين لعناصر القوة في قرارهم وهذه العناصر هي :
استقلالية القرار الفلسطيني المقاوم في السلم والحرب عن المحاور الإقليمية و عدم الانجرار وراء الطروحات السياسية القومية و الدينية التي تحصر القضية في الفلسطينية في كونها قضية عرب و مسلمين لان في ذلك تبخيس لها و تنقيص من دماء فلسطينية زكية يتعاطف معها كل احرار وشرفاء العالم وقبل كل وهذا وذلك فالدول العربية والإسلامية في معظمها ضعيفة مهزومة ينخرها الفساد و الظلم ويسود فيها الطغيان و ينطبق عليها قولة عنترة بن شداد "العبد يكر ويفر" . حرب غزة اسالت الكثير من الدماء وخلقت العديد من المواجع والآهات بالنسبة للشعب الفلسطيني لكنها كشفت للعالم اجمع ان الرهان على المؤسسات الدولية من موقف الضعف والاستجداء وهم في وهم وان المستقبل هو للعلم والتكنولوجيا و توازن القوى الذي سيمكن من فرض الامن و السلم الدوليين ، وان الدول والشعوب الضعيفة المستضعفة لا مكان لها في القرار الدولي . العدالة والامن للاقوى اذا.



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة الأركان عنوان التفرد البيئي والحضاري والثقافي المغربي ع ...
- سامي كليب : الاعلامي والمثقف الذي يجمع بين الثقافة الواسعة و ...
- شذرات من حياة الأستاذ العربي اقسام البعمراني .
- التفوق الاستراتيجي المغربي في افريقيا اصبح حقيقة .
- نوال السعداوي : ايقونة النضال النسائي التحرري ضد الظلم الاجت ...
- لماذا يجب على حزب العدالة والتنمية المغربي الاعتذار للمغاربة ...
- 2020 سنة الآلام و النجاحات الديبلوماسية
- القضية الفلسطينية من فشل مبادرات التسوية الى محاولات التصفية
- لماذا يسكت العالم عن التطهير الاثني الذي يمارسه الرئيس اردوك ...
- المغرب في عهدمحمد السادس : انجازات وامال وتطلعات
- رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان امينة بوعياش توضح مواقفها ...
- الاستجواب الذي اجراه الاستاذ انغير بوبكر الباحث في العلاقات ...
- حتى لا يصير البرلمان المغربي حكرا على الاعيان واصحاب المال
- الحركة الامازيغية المغربية من التأثير السياسي الى المشاركة ا ...
- كيف استطاع الملك محمد السادس تقوية التأثير المغربي بافريقيا؟
- ميشيل كولون : الصحفي الذي ناهض الحروب الامبريالية
- ايدوي بلينيل : رائد التحقيقات الصحفية المتميزة
- بيير فيرمورين المؤرخ المتخصص في التاريخ المغاربي وفي نقد الا ...
- جان زيغلر : المناضل الاممي الذي امن بالانسانية والعدالة الاج ...
- هل يستطيع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الاستجابة لمطالب ا ...


المزيد.....




- الدفاع السورية تعلن مقتل 5 عسكريين في هجوم إسرائيلي قرب الحد ...
- مصر.. مقتل ضابط حصل على ترقية قبل عام (صور)
- الجاسوس المحتجز في شبه جزيرة القرم كان يحصل على أجره بالعملة ...
- الأعنف منذ 173 عاما.. إعصار -هيلين- القوي يضرب فلوريدا (فيدي ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 88 وجرح 153 في الغارات الإسرائيل ...
- لماذا تثير كبسولة -ساركو- التي تساعد على إنهاء الحياة الجدل؟ ...
- هاريس تؤكد لزيلينسكي دعمها -الراسخ- لأوكرانيا وتنتقد دعاة اس ...
- ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟
- -مثل كيّ النار-.. جرحى غزة يصفون أثر البلاتين في عظامهم
- رئيس فنزويلا يدعو الجيش لاستخلاص العبر من -بيجر- حزب الله


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - موت الضمير الإنساني وغياب العدالة الدولية في حرب غزة2021