أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - باب الشيخ حافلة بالتاريخ ...ج11














المزيد.....


باب الشيخ حافلة بالتاريخ ...ج11


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6900 - 2021 / 5 / 16 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


===================
الإنسان يولد وينمو ويتفاعل و ينضبط داخل نسق مجتمعي ذي قيم وقوانين ينبغي احترامها والتقيد بها وتوجيهها بما يتوافق مع أعراف وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه، قولة أرسطو "إنّ الإنسان مدنيّ الطبع" أي أن طبيعة الإنسان لا يمكن ان تكتمل الا من خلال انتمائه للمجتمع، لا يوجد مجتمع بدون أفراد، والفرد لا يساوي شيئا بدون المجتمع، فهما وجهان لعملة واحدة، وقد يقف في ذلك الموقف الذي يحاول خلق تمايز بينهما، واستبدله بأطروحة تدافع عن فكرة مضمونها ،أن العلاقة القائمة بين الفرد والمجتمع هي علاقة تفاعل وتأثير متبادل. والانسان الحر لا ينحني ، يعيش طوداً منتصباً شامخاً، ويمت عزيز النفس ولا يشتكي لضيق اليد في العيش ولا يسجد امام ابواب المسؤولين ، ولا يشتكي لاحد مما يعنيه وما يحتاجه وسوف نذكر نموذخ في متابعة المقال *، هذه هي صفات الناس الذين عشنا معهم في منطقتنا باب الشيخ ،لقد رايت في حياتي افراد تتمثل فيهم القداسة والايمان والخلق ولازالوا ينقسون في خاطري تلك الصفات القيمة من الصبر والتحمل ، لقد كنا في محلة تسمى الشيخ رفيع ( دربونه الجلبي ) وهي صغيرة و لا يتعدى عدد دورها عن السبعة ولكن ما احلى جمال العيش والمحبة التي لا تقف عند حد معين من التعاطف والتكاتف وعلاقات التعايش المشترك فيها ،كنا كأولاد اخوة ،والبنات ،اخوات ، والنساء امهاتنا ، تراضعنا معاً وكبرنا معاً وتحاببنا معاً ، حتى في زمن الاختلافات الفكرية والسياسية كان همنا واحد وطريقنا واحد رغم كل الاختلافات السياسية ،فترى فيهم القومي ، والشيوعي ، والاخواني ، والبعثي ، والوطني والمستقل ، والكادح ، لكن نحترم الجيرة ونلعب في نفس الفريق الكروي ونخرج للنزة معاً وهكذا، ومن هنا اود ان اذكر ذلك النموذج الرائع في التألف والمحبة والاحترام و واقعة اثرت ولازالت في نفسي رغم السنوات الطويلة التي مرت على تلك الحادثة المؤلمة ،هو يوم استشهاد احد ابناء المحلة من عائلة امام الدين الكريمة اثناء مشاركته في تظاهرات زيادة سعر البنزين ( فلس واحد )عام 1961 وهو من الكادر المتقدم في الحزب الشيوعي المناضل انور احمد امام الدين والمشهور في المنطقة تحت اسم ( عادل ) حسب ما عرفنا عنه بعد استشهاده وهو من عائلة كريمة معروفة عندنا في " الدربونة " والمنطقة عندما كان في اطلالة التظاهرة برصاص قوات الامن ،حيث تم اقامة مجلس للفاتحة على روحه حضرها كل ابناء المنطقة وشاركوا بالشكل الممكن للمساهمة في تخفيف الم الفراق والحزن والمشاركة مع العائلة في المواساة ، ولم نكن نعرف معنى للايديولوجيات والسياسات المختلفة التي كانت تطوق منطقتنا، حيث حضرها الماركسي والبعثي والقومي ومن حزب التحرير الاخواني وما اكثرهم في تلك المرحلة في المنطقة ، ومعمموا الحضرة الكيلانية اصدقاء اخ الشهيد ومن نفس المدرسة حيث كان معمماً ويدرس الدروس الدينية ولم نسمع لهم خلاف في يوم ما رغم كل الاختلافات السياسية والفكرية بينهما واستغرقت المراسيم بدون انقطاع ولا خوف من رجال السلطة مدة سبعة ايام متتالية ،*اما النموذج في الصبروالقناعة في العيش الكريم فقد كنا نعيش مع عائلة عزيز من مجموعة من خمسة اولاد وبنت واحد جاءت متأخر الولادة اواخر سنة 1961، والاب تتمثل فيه كل الطيبة والخلق والهدوء والرزانة والتدين وعرف بالزهد الوافر ، هي عائلة عبد السلام القبانجي ، شقيق مطرب المقام الاول في العراق والتاجر المعروف الاستاذ محمد القبانجي ، وكان الرجل يعيش على بيع الادوات السيارات والحديد المستهلكة للسيارات في شارع الشيخ عمر كنا تنحسس بكل معانته ولكن من يستطيع ويتجراء من ان يتكاشف معه ،ولا انكر من كون اخيه الاستاذ محمد القبانجي كان يأتي بعد ان علم ضيق يد اخيه ليمر في اوقات خاصة " الظهاري" ايام الحر حيث يطمئن و يعرف عدم وجود اخيه في البيت وكان يطرق بابنا ليخرج عليه احدنا اليه ولاننا على علاقة وثيقة مع جميع افراد العائلة حيث تربينا سوية لسنوات وضقنا الحلو والمر وعاصرنا ازمانها و كان الاستاذ محمد القبانجي صديق الوالد والمعروف بكونه من رجال الخير واكثر من اهل بحكم الثقة و( الميانة ) لنوصل اي امانة او اي وصية الى تلك العائلة المحترمة والعزيزة والملاصقة في السكن لدارنا دون ان يعرف العم عبد السلام بذلك رغم كل المعاناة ويذهب وهو ممتن بكل هدوء،ما يعني وحدة أبناء البشر وتساويهم في ارتباطهم بأحسن بالله. إنه ربّ جميع الناس. وليس لأحدٍ – بسبب طبيعته الإنسانيّة – علاقة خاصّة متميّزة به. ولا لأحدٍ معه قرابة. ليس إله شعب خاصّ أو قبيلة معيّنة، ولم يختر شعبًا معيّنًا ليكون ذلك الشعب سيّدًا والباقي عبيد. كلّ الناس أمام الله سواسية، وليس لأحدٍ عند الله كرامة خاصّة إلّا بالعمل الصالح، أي بالسعي والمثابرة على طريق خدمة الناس والعمل المؤدّية إلى سمّو الإنسان، يعني وحدة وانسجام حياة الإنسان ووجوده؛ فهي مركّبة من الذهن والواقع، من الفكر والعمل. وإذا خضع واحد من هذين الجانبين، بأجمعه أو بقسمٍ منه، أي إذا أصبح الذهن خالي من انا والواقع غير انساني ، أو أصبح الواقع اخوي والذهن بعيدًا عن هذا الواقع حينئذٍ تظهر الازدواجيّة في حياة الإنسان، ويبرز الشرك والانحراف. يتبع



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج10
- باب الشيخ وخبز وامي
- باب الشيخ وخبز وامي
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ.. ح9
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ.. ح 7
- باب الشيخ حافلةبالتاريخ.. ح 8
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ح6
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ح5
- فن الكتابة السياسية
- باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج2
- - فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ-
- جروح متجدد في الذاكرة
- اعادة الحياة لداعش من خلال البرلمان
- العلاقات التنكرية.. والصراعات النمطية
- التجبر والطغيان من اثار الفساد والظلم
- الفاسد و المفسد و القيم الاخلاقية
- النصيحة والمعاملة وتهمة الاسلمة
- يوم الشهيد الفيلي.. تجدد الولاء
- الفيليون... الثمرة لا تبتعد عن الشجرة
- العبثية السياسية ...في المشهد العراقي


المزيد.....




- -لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم ...
- فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول ...
- الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
- الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة ...
- ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي ...
- توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط ...
- وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال ...
- لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل ...
- فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - باب الشيخ حافلة بالتاريخ ...ج11