|
ما قاله الشعراء الشعبين في العيد :
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 6899 - 2021 / 5 / 15 - 22:32
المحور:
الادب والفن
هلبت تطير الروح وأدريها شتريد تاخذ عشر بوسات وبحجة العيد صباح أول يوم من عيد الفطر سمعت حفيدي يخاطب أمه ويقول ( ماما شوكت نروح للعيد)، ربما هذا التساؤل الطفولي البريء يعرج لعرش الله ويستجيب لهذا الطفل فرحة الخلاص من الداء اللعين ( كورونا) وتعود الحياة كما أراد لها الله لتكتمل أفراح الأطفال باللعب وملابس العيد الجديدة ، حفيدي لا يختلف عن بقية أطفال هذه الأيام، يتنقل بين قنوات الأطفال بحثا عن ( توم وجيري) وغيرها ، أو يمسك جهازه - الموبايل - ليلعب ( البوبجي ) . قلت له لم تفكر بالذهاب للعيد، قال لي اشتقت إلى العيد واللعب وساحة المدرسة، وضجرت كثيرا من الموبايل . العيد مشتقة من الفعل عيَّد ، والعيد عودٌ لفعل أو لسلوك جمعي خيرا كان أم شرا، وأتت مفردة العيد في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة المائدة الآية 144 ( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، وأتت بسورة طه الآية الكريمة 59 بلفظ مغاير ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) فقد أسماه رب القدرة بيوم الزينة، ويوم الزينة واضح فيها لبس الملابس الجديدة وتزيين البيوت والمرافق العامة. الأعياد عامة أما أن تكون أعيادا فردية وعائلية كعيد الميلاد وعيد النجاح والحصول على شهادة ما تخص الفرد أو العائلة مجتمعة، ويلحق بها أعياد الزواج وأعياد ختان الأطفال . وهناك أعياد وطنية يفرح بها شعب أو أمة ما، وهناك أيضا أعيادا دينية للديانات السماوية أو الوضعية، وهناك أيضا أعيادا خاصة بكل طائفة من الطوائف. وحقيقة الآن كثرت الأعياد عند الأمم والديانات والطوائف، وساعدت كثيرا وسائل التواصل الحديثة بالتعرف عليها لنشر البهجة والسرور عند المجتمعات عامة، والجميل انك تجد المسيحي أو اليهودي والصابئة والمسلم يتبادل مع أبناء الإنسانية التهاني والتبريكات وإن كانت تلك المناسبة تخص أمة أو ديانة وطائفة بعينها. تحريت كثيرا معتمدا على ذاكرتي الشخصية لما قاله الشعراء الشعبين في العيد، وأول ما قفز لذاكرتي قصيدة ( جية العيد) للشاعر الكبير الرمز العراقي الوطني الشريف ( مظفر النواب) أطال الله بعمره ... باچر عيد باچر چم ألف حبه باچر چم گصيبه التگرص الرگبه مراچيح التغني العيد هلهوله وألف لعبه ألف بسمة طفل يفرح فرح گلبه صواني ملبس وشمعه ومغاني الشوگ بالربعه ويغص بضحكته الديوان والف غتره بزبون مطرز بنيشان والعشاگ تتلاگه وتشم وتحب تفل حزام هجران بگلب متعب حتى هناك حتى بالگمر هوسه وحتى الگاع تفرش خاطر الونسه واگولن باچر الهوسه دارگ ما بعد تلگاك وبعد شتريد فنگ لو گلت شتريد الك متريد طلبتي غيضك اتبطله واريدن عاد بوسة عيد لو نلاحظ ما كتبه الرمز النواب لوجدنا أن فرحة قدوم العيد تطغى على ألم غربته وتشوقه للعودة لعراقه الأحب. ونلاحظ أيضا عمق توغله بمفردات الحسچه العراقية المحببة لديه، وجميل التقاطه لصور غريبة عند الجميع، ولا غرابة بذلك فهو من سبر أغوار اللهجة الشعبية وعاش في مختلف المحافظات العراقية ، ومظفرنا يعرف أن الجديلة - ( الگصيبه)- تتدلى على رقبة الحسناء، وبعض الأحيان تلتف على لحم الرقبة مسببة بقرصه خفيفة يدركها الناظر لتلك الفتاة التي تفز مرعوبة من تلك ألقرصه . نأخذ أنموذجا آخر لنهر العراق الثالث الشاعر الكبير الراحل عريان السيد خلف رحمه الله ، وهنا لست بمحل مقارنة أو تحليل بين القصيدتين، يقول شاعرنا الراحل عريان السيد خلف بقصيدته ( چية العيد).. يناهي الشوك ذمٌـه وذات من ذات وفرق مابين حالي وحالك بْعيــــد سنه وصدك يِضَـوك الروح لوعات ويجَملّي الجروح جروح ويزيــــــد أبات بحضن صبري إليال ويباتْ جرح يصحى وجرح متغصٌب يْهيد وأكول إشوالف السرحان للشــاة عْلى سـجٌه وكًاوداه الإيـد بالإيـــد إلك جـانت يحلو الطول جيـات عجب تبخل علينا بْجيٌـة العيـــــد. ونعود لشاعر الترافة الشاعر الراحل الكبير كاظم اسماعيل الكاطع رحمه الله الذي يقول بقصيدته باجر عيد والتي يتذكر فيها زوجته الراحلة ... باجر عيد.. باجر تِعْرض عيونج يحلوة والعذاب يزيد باجر كل ولف يشتم عطر ولفه وتطبع حنته إعله الإيد باجر والحزن يلكَاني واتلكَاه.. يلبسني والبسه إجديد ويا محلة الحزن بالعيد وانتي بعيدة كلش..والقريب بعيد وآني وحيد..أصفكَ إيد..أنشف بإيد دمعات العذاب مطركَه بجفني وتصب شما يمرن عيد باجر والحزن بيا يشكَ إشطوط ميهن وي دمعي يزيد يلي إتعودت ملكَاك ماكو اصعب من التعويد إلى أن يقول... إلج دكَات كَلبي تزيد..وابد مايوم مره تهيد
راح أصليلج صلاة العيد.. وانتي الوحدج تنامين ومخليه وراج الناس.. ومخليه حبيب وحيد باجر عيد .. باجر عيد باجر والحزن يلكَاني وتلكَاه ويامحلى الحزن بالعيد وانتي بعيدة وآني بعيد !! لا يمكن لي وبهذه الفسحة الضيقة أن نعرج على ما قاله الشعراء عن العيد فهي لا تحصى ، وكان بودي أن أعرج على الكثير وخوفا من الإطالة اقتصرت على ما ذكرته أعلاه. علينا أيضا أن لا ننسى قول الشعراء المفجوعين برحيل أحبتهم واستذكار الأحبة بأيام العيد، ويعلم الكثير أن من عادات الناس أيام الأعياد زيارة قبور أهلهم الراحلين لرب رحيم، وهذه إحدى النساء تقف على قبر أهلها مخاطبة لهم وهي تنكث تراب القبر وحولها مجموعة من النسوة فتقول.. لفانه العيد وأهل العيد غياب غياب لو سكنوا بالتراب - وتروى (بسرداب) - سكنوا بيوت المالهن باب ونختم بقول الشاعر الكبير د.ناجح عنوز المفجع برحيل ولده الذي هيأ له غرفة زواجه وقبل موعد زواجه عرجت روحه الطاهرة لرب رحيم محتار اجاني العيد ليش انت ماجيت ماخذ الدنيه اوياك يا شمعة البيت
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طرائف تراثية شيقة.. في الابوذية
-
إياكم وشتم الأحزاب !
-
محطات جمالية في.. ( منمنمات دمشقية ) للشاعرة السورية ( ليندا
...
-
عرض كتاب : ( التحكيم في عقود الاستثمار الأجنبية)
-
( بير يوسف )
-
الدارمي أو غزل البنات :
-
( عارات السياسة) / قصيدة شعبية
-
صبراً يا عراق
-
قرأت لكم 18 / ميلو مشهور عبيد / كاتبة وشاعرة سورية
-
قرأت لكم / 17 راسم الخطاط / شاعر شعبي عراقي
-
قرأت لكم 16 / ديانا الأسمر / شاعرة سورية
-
قرأت لكم 15 / رولا حداد / شاعرة سورية
-
قرأت لكم 14 / محمد الشمري شاعر شعبي عراقي
-
قرأت لكم 13 / الشاعرة التونسية سميرة الزغدودي
-
قرأت لكم 12 / الشاعر العراقي د. وليد جاسم الزبيدي
-
قرأت لكم 11 / الشاعر صلاح عواد / شاعر شعبي عراقي
-
قرأت لكم 10 / سونيا الفرجاني / شاعرة تونسية
-
قرأت لكم 9 : ميساء زيدان / شاعرة سورية
-
قرأت لكم 8 / الشاعر علي السامرائي
-
قرأت لكم / 6 الشاعر غزوان فيصل
المزيد.....
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|