|
رسالة مفتوحة !...
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6899 - 2021 / 5 / 15 - 22:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السيد رئيس مجلس وزراء العراق . السيد الأمين العام للأمم المتحدة . السيد رئيس المحكمة الاتحادية . السيد رئيس مجلس النواب العراقي . السيد رئيس جمهورية العراق . السادة قادة الأحزاب العراقية العاملة على الساحة العراقية المشاركين في العملية السياسية ومن هم خارج العملية السياسية . تحية طيبة وبعد : دون مقدمات أو رتوش لتجميل هذه الرسالة بالتبجيل والثناء والمديح ، أو تبيان المثالب والعيوب وما ارتكب من ظلم وإثم قد تصل حد الجرائم بحق شعبنا خلال الأعوام الثمانية عشر الماضية ، ولسنا بصدد صب الزيت على النار أو العتاب والترجي وتطيب الخواطر أو تمسيح الجبهات وتقبيل اللحى والذقون ، فإننا ( نقصد العراق والشعب العراقي ) قد أدرك واقعه وفاض الكأس بما فيه ولم يكن هناك مجال لإضافة المزيد [ فقد ذهبت السكرة وأفاقت الملايين من سباتها ومن سكرتهم .. وجاء يوم التفكر والتفكير ، وبدأت شهرزاد صباحها وبينت وعبرت عن المسكوت عنه .. وبدأت بالكلام المباح !... شعبنا المتمثل بثورة تشرين الأول 2019 م وما زالت تعبر عن مطالبها وبكل وضوح ، هذه الملايين التي قدمت النفس والنفيس ، وكانت تأمل من النظام السياسي وحكوماته خيرا ، ولكن لم تلمس أي شيء يهدء روعها ويلبي جزء من مطالبها ، بما في ذلك الكشف عن قتلة المتظاهرين السلمين ولكن رغم كل الوعود والتطمينات ، لن يتم الكشف عن هؤلاء المجرمين ، بل نشاهد كل يوم يسقط في ساحات التظاهر شهيد جديد وتذهب الجريمة أدراج الرياح دون أن تكلف الحكومة نفسها وتبحث عن المجرمين ومن حرض على تلك الجرائم ، وجميعكم شهود على هذه الحقيقة المؤلمة . هذه الملايين التي تخرج يوميا في ساحات الاعتصام والتظاهر ، تريد أن يكون لها وطن يعيشون فيه بكرامة وتتوفر لهم الخدمات ويتحقق الأمن المفقود والعدالة والمساواة ، ويكون لديهم دولة مواطنة ودستور يمثل إرادة شعبنا بمكوناته وأطيافه يستظل تحت مظلته الجميع . دستور يؤكد على التعددية وقبول الأخر والتداول السلمي للسلطة ويصون وحدة البلاد ونظامها الديمقراطي وحماية الحريات والحقوق وحماية المرأة وحقوقها وعدم التمييز على أساس الجنس والفكر والضمير . والجميع يعلم علم اليقين بأنه لا وجود لدينا في العراق ( دولة ! ) وإنما توجد لدينا دويلة مكونات وإمارات ومراكز قوى تنوب عن ( الدولة ! ) والسبب الرئيس يعود إلى غياب المؤسسة العسكرية والأمنية الموحدة والمستقلة المهنية والوطنية ، وغياب رؤية دولة المواطنة . فأقامت القوى المتنفذة الحاكمة ، فصائل رديفة للمؤسسة الأمنية والعسكرية ، وبخلاف الدستور الذي يمنع قيام أي فصيل أو مجموعة أو منظمة مسلحة خارج المؤسسة العسكرية والأمنية . وتم تشريع قانون الحشد الشعبي بعد كارثة احتلال داعش للمحافظات الغربية وأجزاء من كركوك وحزام بغداد وجرف الصخر . وتم فرض هذا التشريع على مجلس النواب فرضا ، كون التحالف الشيعي كان يمتلك في حينه الأصوات الكافية لتمرير هذا القانون وغيره ، وبالضد من إرادة المكونات الأخرى وبخلاف الدستور الذي يمنع أي تشكيل عسكري خارج إطار الدولة والمؤسسة الأمنية ، وكان يهدف لإضفاء الشرعية القانونية على عمل الميليشيات الشيعية التي بفضل هذا القانون ، تعمل هذه الفصائل المسلحة التابعة إلى أحزاب الإسلام السياسي الشيعي ولرجال الدين وبعض المراجع ، والجميع يعلم ما تأثير هذه الفصائل السلبي على أمن المواطنين وعلى هيبة ( الدولة وفرض سلطتها والتي تتعارض مع وجود هذه الفصائل المسلحة ) . نقول للجميع بأن العراق لن يستتب الأمن فيه ، ولا السلام ولا التعايش ولا سيادة للقانون ، ولا مكان للحريات والتعددية والديمقراطية أبدا ، قبل أن يتم حل الحشد الشعبي وجميع الميليشيات والمجاميع المسلحة مطلقا والحياة تثبت يوما بعد يوم صحة هذا الاستنتاج وحقيقته . ستكونون أيه السيدات والسادة ، شهود على ما نقوله وما نعتقد ، والملايين من أبناء وبنات شعبنا لهم قناعة راسخة في ذلك . سوف لم تتم عملية مكافحة الفساد والفاسدين ، ولن يتحسن الاقتصاد والنماء والخدمات ، كون الفساد والدولة العميقة والحيتان السمان ، خرجوا من رحم هذه القوى المهيمنة على السلطة من عام 2006 م ولحد الأن . أما عن الانتخابات وما يسوق إليه من قبل الحاكمين المتنفذين ، الذين يفرضون رؤيتهم بما يحقق بقائهم على رئس السلطة ، والممانعة في إجراء أي عملية تغيير محتملة في الانتخابات القادمة ، حفاض على مصالحهم وخوفا من المسائلة عن كل ما ارتكبوه من جرائم وما سرقوه من أموال خلال سنوات حكمهم . إن كان في نية الحكومة الحالية والنظام السياسي الحاكم ، أن يجري انتخابات حرة ونزيهة بحق ، ودون تطبيل وتزمير وكذب وتظليل وتشويه للحقائق وبشكل شفاف ، فإن الطريق لهذه العملية سهلة وواضحة ، ولكن تحتاج إلى الصدق والنوايا الصادقة والنزيهة والأمينة المخلصة . وحتى تكون لدينا عملية انتخابية ديمقراطية شفافة وبحرية تامة ، فيجب توفير كل الفرص الصحية للناخب وللمرشح على حد سواء . وواجب السلطات الثلاث وعلى رأسهم السلطة القضائية والتنفيذية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة ، أن لا يكونوا شهود زور على هذه العملية المفصلية والمصيرية ، التي ستحدد معالم النظام السياسي القادم ، إن جرت الإنتخابات في موعدها وبشكل شفاف ، وتوفرت الشروط التي سنبينها لاحقا ، وبعكسه فلا جدوى لإجراء هذي الانتخابات المزورة كسابقاتها . على جماهير شعبنا وقواه الديمقراطية والوطنية الشريفة ، في حال عدم توفر هذه الشروط ، أن ترفضها وتعود إلى دعم ثورة تشرين السلمية ، ورفض هذا النظام ونهجه وسياسة الهيمنة والتسلط ، والمطالبة بقيام حكومة إنقاذ وطني تدير شؤون البلاد لفترة انتقالية ، تعيد النظر في بناء الدولة ومؤسساتها ، وبالدستور والتهيئة لانتخابات ديمقراطية شفافة وبإشراف دولي وليس بمراقبة !.. بل نؤكد أن تكون بإشراف دولي . من أساسيات ما يقع اليوم على عاتق الحكومة العراقية والسلطة القضائية لتوفير أجواء انتخابية صحية أو بعض منها ما يلي : 1- حل الميليشيات والفصائل المسلحة والحشد الشعبي ومصادرة أسلحتهم ومعداتهم فورا ، وحصر السلاح المنفلت بكل أنواعه ومن الجميع وإعادته إلى الدولة ، ومنع امتلاكه عند أي جهة كانت ، ويعتبر هذا شرط من شروط قيام انتخابات نزيه ودون خوف وتهديد . 2- إعادة النظر في هيكلية المفوضية المستقلة للانتخابات ، وجعلها مستقلة بحق ، وإبعادها عن التجاذب الطائفي والعرقي والسياسي ، وعن تدخل الأحزاب السياسية في بنائها وبعيدا عن المحاصصة المقيتة . 3- إعادة النظر بقانون الانتخابات ، ويكون معبرا عن تطلعات وأماني قوى شعبنا المختلفة . 4- على المفوضية أن تطبق قانون الأحزاب على الجميع ودون تمييز ، وتمنع دخول الأحزاب والكتل والمجاميع والأفراد ، الذين يمتلكون مجاميع مسلحة ، والجميع يعلم بأن أغلب أحزاب وكتل الإسلام السياسي الشيعي لديها فصائل وميليشيات مسلحة وفي نفس الوقت لديهم أعضاء في البرلمان العراقي ، فكيف يكون ذلك يا مفوضية يا مستقلة ؟.. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر ، هذه الميليشيات مثلا [ منظمة بدر بقيادة هادي العامري ، عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي ، ميليشية حزب الله العراقي ، ميليشية الخراساني وغيرهم المنظوين في كتلة البناء ] وجيش المهدي أو سرايا السلام بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر المنضوية في تحالف سائرون ، وهذه الفصائل هي أكبر الفصائل العاملة على الساحة العراقية ولها أكثر من مئة مقعد في البرلمان العراقي ، وهذه الفصائل منضوية تحت خيمة الحشد الشعبي ، ويسيطرون على مناطق عديدة مثل بغداد وديالى وصلاح الدين وسامراء ونينوى والمحافظات الوسطى والجنوبية ، وهناك عشرات الفصائل الأخرى ، لأحزاب وقوى شيعية وتحت مسميات مختلفة تابعة لهذه الأحزاب . 5- المال السياسي الذي لا يقل خطورة عن السلاح خارج سيطرت ( الدولة ! ) والذي له أهداف مختلفة في شراء الذمم والرشوة واستخدامه في تصفية الحسابات والتهديد ، والإعلام المسخر لأهداف محددة ، وللإعلام المضاد والدعاية والتظليل والفبركة والكذب والتزوير وغير ذلك وللإسقاط السياسي . منعه والتصدي له والكشف عن مصادرة واجب من واجبات الدولة ، وشرط من شروط قيام عملية انتخابية نزيهة . 6- شرط من شروط قيام انتخابات نزيهة وتوخي الدقة وعدم التزوير ، استخدام البطاقة البايومترية دون سواها كشرط ، وعدم السماح بإبراز أي هوية أو وثيقة غير البايومترية . 7- منع استغلال المؤسسات الرسمية التابعة إلى ( الدولة ! ) من قبل أي جهة مشاركة في العملية الانتخابية بما في ذلك مؤسسة الإعلام والإتصالات العراقية التابعة إلى الدولة . 8- توفير أجواء أمنة في جميع المدن العراقية والقرى والنواحي ، وهذه المهمة تقع على عاتق القوات الأمنية والعسكرية ، وعدم السماح بالعبث بسير العملية الانتخابية . 9 توفير كل مستلزمات الإشراف والمراقبة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ، بمراقبة سير العملية الانتخابية ، وبما يسمح لهؤلاء إعداد التقارير دون إملاء أو ترغيب وترهيب عن سير هذه العملية وبشكل شفاف وأمين ونزيه . 10- على المفوضية أن تعمل جاهدتا على إعلان نتائج الإنتخابات في نفس الليلة وليس بعد مدة منعا للتزوير . 11- تشريع وتطبيق قانون من أين لك هذا ، ومسائلة الساسة والوزراء ومن يشغل الوظائف العليا في ( الدولة ! ) العراقية قبل 2003 م وما يملكه اليوم ومنع الفاسدين ومن أدين بجرائم الفساد والرشاوى والجرائم ، ومنعهم من المشاركة في الانتخابات . هذه بعض من الشروط الواجب توفرها لقيام انتخابات نزيهة شفافة وعادلة، تنتج لنا برلمان يمثل إرادة الشعب وقواه الوطنية ، وتنتج لنا حكومة وطنية تمثل إرادة السواد الأعظم من الناس وتتمكن من إعادة بناء دولة المواطنة وتنهض بأعباء البلاد والعباء ، وتحقق الأمن والسلام وتبدأ بعملية بناء شاملة لتعيد الحياة إلى هذا البلد الذي يعاني من الجوع والجهل والتمزق والبطالة والبؤس وغياب أبسط مقومات العيش الكريم . النصر حليف شعبنا وقواه الديمقراطية والتقدمية ، والهزيمة المنكرة للقوى الظلامية المتخلفة والمعادية لعجلة الحياة وللتنوير وللتعددية والتعايش والمحبة . 15/5/2021 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رب شرارة أحرقت سهل / معدل
-
رب شرارة أحرقت سهل !...
-
الفاشية .. امتداداتها وفلسفتها / معدل .
-
خبر وتعليق على حق الرعاية الاجتماعية !!...
-
دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق وأمنه / الجزء ال
...
-
دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق وأمنه .
-
دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق وأمنه / الجزء ال
...
-
تأملات عاشق وعشيقته اللعوب !...
-
معاذ الله من حنون في حياة شعبنا وفي مسيرته وتأريخه .
-
السيدة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .السيدة مم
...
-
الدعوة إلى تحالف مدني ديمقراطي / معدل
-
الدعوة إلى تحالف مدني ديمقراطي تقدمي ذات قاعدة عريضة .
-
صباح الخير يا وطني / معدل .
-
الدولة الديمقراطية العلمانية هي الحل .
-
الشيطان يضرب بعصاه البحر فينفلق العراق !..
-
يوم الضحايا الغر الميامين .
-
14 شباط يوم الشهيد الشيوعي !...
-
ما الغاية من استعراض التيار الصدري لقوته ؟..
-
من هي ؟ ..ما اسمها ومن أي العوالم جاءتني !...
-
الرفاق والأصدقاء .. أيه الأخيار ..
المزيد.....
-
شاهد.. -غابة راقصة- تدعوك لإطلاق العنان لمخيلتك في دبي
-
بعد مكاسب الجيش في الخرطوم.. هل تحسم معركة الفاشر مآل الحرب؟
...
-
هواية رونالدو وشركاه .. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
-
أكثر من 20 مرتزقا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا
-
باكستان قلقة من الأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان وتحذ
...
-
وزير الدفاع السوري يتفقد ثكنات الجيش بصحبة وفد عسكري تركي (ص
...
-
تركيا.. شاورما تنقذ حياة -مسافر الانتحار- (صور)
-
من أمام منزل السنوار.. تحضيرات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين
...
-
سوريا.. من هم القادة العسكريون الذين شاركوا الشرع -خطاب النص
...
-
وارسو.. اجتماع وزاري أوروبي لبحث الهجرة والأمن الداخلي وترحي
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|