|
عابرون في كلام عابر لم يعيها سوى ضيف ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6899 - 2021 / 5 / 15 - 14:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ غير أن محاولة التعامل مع عبارة الشاعر درويش ليست بهذه السهولة التى قد تلوح للوهلة الأولى، وهي في كل حال لا تختصر إلى ذلك التعامل الكثيف الذي يوحي ببساطة ، بأن الفلسطيني هو الفلسطيني والاسرائيلي هو الاسرائيلي ، فعلام المشقة ، بادئ ذي بدء ، كما يبدو 🙄 للقارئ بأن عبارة درويش لم يصدقها ويعمل على تحقيقها سوى محمد ضيف القائد العام ، في الحقيقة وهو وصف لا يحمل مبالغة ، لقد أستحق وصفَ القائد بجدارة ، وايضاً في المقابل ، لو سلم المرء ، بأن المحكمة الإسرائيلية لها الحق في استرداد الأملاك اليهودية ، المزعومة في حي الشيخ حراج ، يبقى السؤال ، هل ستقوم بإعادة الحقوق لساكني الحي حقوقهم التى سلبت في يافا ، إذنً تشير☝المتغيرات تطورات جوهرية ، إذنً هناك مسألتان ، وضعت إسرائيل 🇮🇱 أمام مراوحة ثقيلة ، وأيضاً من وراءها الحركة الصهيونية ، لأن المسألة الأولى ، كان التكاتف البشري في القدس هو الأمر الحاسم ، والأمر الأخر، هو معادلة سلاح المقاومة في قطاع غرة ، وهنا قبل أي شيء ، لا بد التوقف عند مسألة جوهرية وأساسية أفقدت الإسرائيليين والأنظمة العربية سواء بسواء ، مفتاح 🔑 تفكيك مشروع المقاومة في فلسطين 🇵🇸 ، فالإلتفاف الشعبي في القدس ، الذي نفض عن اكتافه لأي تحزب أو تحرك ، جعل تفكيك أنشطة المقدسيين 🕌 مهمة صعبة ، في المقابل ، ابتعاد حركة الجهاد الإسلامي 🌙 عن منافسة حركة حماس لسلطتها وانخراطها في تطوير منظومتها التسليحية والحفاظ على مواصلة تعبئة عناصرها في قطاع غزة واستقطاب مجموعات جديدة ، كان الجدار المانع والأهم في عدم اختراق القطاع بالكامل ، بل التعفف عن السلطة صنع جدار متين في مواجهة أي تدخل من الخارج مهما بلغ ذلك من قوة .
في مستوى ثاني ، يختصر خلاصة أخرى من التساؤلات ، كيف يكون الفلسطيني فلسطيني إذا كان في سياقه الحياتي لا يعمل على تغيير حاله كما عمل محمد ضيف ، لقد مرّ خلال عقود الماضية على دولة إسرائيل 🇮🇱 شخصيات صنفتها في دوائر الخطرة على دولتها ، لكن في الآونة الأخيرة ، يُعتبر محمد ضيف رئيس هيئة الأركان ، الشخصية التى قلبت المعايير وحققت التوازن الرعب العسكري والأمني والاستخباراتي ، وهذا بالطبع ، يعود لبناء المقاومة قوة عسكرية متطورة لا تعرف الاستكانة ، في ظروف صعبة وسنوات طويلة من الحصار ، بل لم يعد يوجد أمامها سوى مسألتين ، معالجة تفوق سلاح الجو الاسرائيلي التى تتمتع به إسرائيل 🇮🇱 ، وبالطبع النووي الذي حولها من كيان ضعيف إلى معربد ، وبالرغم من ميزات محمد ضيف المتعددة والتى تظهر حجم استفادته ممن سبقوه في هذا المجال ، لكن يبقى الميزة الخاصة ، هو ابتعاده أو بالأحرى وهي الادق ، تجريد نفسه من الشو اف ، المنظرة ، لقد أعتمد على العمل السري ( الكامل ) الذي أفقد عدوه إمكانية تتبعه ، وبهذا الصنع ، يكون محمد ضيف قد أسس معادلة ومدرسة جديدة في العمل الاستخباراتي ، بلغة جديدة لم تعتاد عليها اجهزة الاستخبارات من قبل ، بل في الآونة الأخيرة ، أعتمد أسلوب التهديد ، عندما أقدم على تحذير الاحتلال بوجوب خروجه من حي الشيخ جراح والأقصى ، ونفذ الرجل تهديده خلال ساعتين ، بقصف القدس صاروخياً 🚀 ، بل استطاعت المقاومة في قطاع غزة ، ضرب سُمعة السلاح الاسرائيلي مرتين ، الأولى عندما كسرت إدعاء مناعة دبابتها الأشهر ميركافا من الاختراق ، إلا أن المقاومون اخترقوها وافقدوا امتيازها العالمي والآن خرجت منظومة القبة الحديدية من الأسواق الدولي لأن باختصار صواريخ 🚀 المقاومة المتواضعة فضحت هشاشة فاعليتها .
أعتقد🤔 البعض أن المقاومة تابت عن إثم عقلي ارتكبته في الماضي ، هو بالطبع تفكير 🤨 تبسيطي بليد ، لا يرغب في تطوير الموجود والبناء عليه ، فكانت مفاجئة المقاومة أنها طورت منظومتها التسليحية ، في الغالب ، تأثير صواريخ 🚀 المقاومة ، ليست تماماً بالمعنى الاختصاصي بقدر أنها بالمعني النفسي المعنوي ، هي في النهاية اشبه بضربات الخط ، لكن في الوقت ذاته ، اجتهدت المقاومة في الآونة الأخيرة وبعد الحروب التى خاضتها ، التى سمحت لها مراكمة الخبرات ، على ابتكار طرق تمويهية ، وبالتالي ، بفضلها حولت الحياة في اسرائيلي صعبة ، وهذا بصراحة 😶 يعود إلى عدم تقرير الاسرائيلي منذ البداية نوع الدولة التى يرغب بها ، الذي افقد مؤسساته الديمقراطية ، باتت تتراجع ، بل اليوم يقف عند حدود السقوط في المجهول ، بل كل ما لديه هو الانخراط في لعبة الهدنة مقابل الهدنة دون أن يعبأ بالحقوق الفلسطينية ، فاليوم على سبيل المثال ، القدس أخرجت الدبلوماسية الإسرائيلية من الدور الدبلوماسية الدولية ودفعت الدولة بالكامل إلى البحر دون أدوات إنقاذية ، على الرغم أنها كانت مبكراً قد تحولت بأموال الآخرين من دولة عادية 🐰إلى دولة نووية ، وهنا كالعادة وفي كل أزمة كبيرة ، الكثير يطرح حلولاً ، الوقت مناسباً لاصلاح الحركة الصهيونية ، إبتداءً من وقف المشروع التهويدي والانخراط في معالجات ديمقراطية تنصف الفلسطينين الداخل ، بل من الخطأ النظر للحالة الفلسطينية من منظور اقتصادي فقط ، بالرغم أن أغلب الثورات كانت وراء ظهورها هو الحالة الاقتصادية السيئة التى تنعكس على الحالة الاجتماعية ، وبدورها تدفع الناس بالخروج إلى الشوارع لإسقاط الأنظمة ، وهذا بالفعل حصل في العصر الحديث ، في القرن الثامن عشر مع الفرنسيين ، ثاروا عندما أصبح قيمة الإنسان في فرنسا 🇫🇷 أقل من ربطة الخبز ، بل المدهش والمستفز معاً ، وصلت الحكاية في فرنسا ، بأن زوجة الملك أنطوانيت أصدرت فرمان 📜 بمنع الناس من الشكوى من الجوع ، إلا إذا الجائع دفع ثمن شكواه ، على الرغم أن مستشار الملك الاقتصادي كان قد نبه الملك من خطورة العبث بخبز الناس ، تماماً كما نبهوا العرب والمسلمين الإسرائيليون بخطورة العبث بالأقصى والقدس .
الآن هو أفضل وقت ليتكاتف الفلسطيني والعربي معاً ، من أجل 🙌 الوفاء بوعد كان الغرب قطعه على نفسه ، بتوفير مستقبلاً أفضل لصاحب الأرض 🌍 ، واللافت هنا 👈 هو ما جاء به كتاب وعد بلفور 1917م ، لقد حمل النص عبارة صريحة وواضحة وتحمل تخوف مستقبلي للسلوك الصهاينة ، لأن الوعد البريطاني تعهد في إنشاء دولتين واحدة ☝ كوطن قومي لليهود واخرى للعرب 🇵🇸، شريطة عدم القيام الإسرائيليين بتهجير المواطنين الأصليون أو إلحاق الضرر في حقوقهم المدنية والدينية ، لكنهم أخذوا من الكتاب ما هو يتوافق مع مصالحهم وهذا كان قد أشار له مؤسس الصهيونية وصاحب كتاب الدولة اليهودية تيودور هرتزل ، بأن المعادين للسامية سيتحولون إلى مدافعيين عن إسرائيل 🇮🇱 في جميع خطواتنا وبالأخص العرب ، في المقابل ، لم تكن تقديرات هرتزل دقيقة أو لم يفهم كفاية البنيوية الاجتماعية والدينية للجغرافيا العربية ، بل التغيرات الجوهرية في الغرب ايضاً باتت تطل في رأسها ، التحولات التى يشاهدها المراقب في أمريكا 🇺🇸 ، تحديداً ذلك الشعور لاعضاء الحزب الديمقراطي بالخجل في الدفاع بشكل أعمى عن نظام ابارتهايد ، ايضاً على سبيل المثال ، ادارة الجامعات في بريطانيا 🇬🇧 باتوا يضيقون ذرعاً ويختنقون من فرض البرلمان عليهم ضرورة أحياء ذكرى الهولوكوست وهم يشاهدون احفاد المحرقة يصنعون محرقة كل يوم ، في المقابل ، المجتمع الغربي عامةً ، يُشاهد ممارسات الإسرائيليين باتجاه الفلسطينيون .
وبالتالي ، هناك ملايين من الفلسطنيين يذهبون إلى فراشهم كل ليلة 🌙 وهم يشكون من معاناة الاحتلال والعنصرية المزمنان ، وهذا جعلهم تقديم قضيتهم للعالم بشكل حديث ومتطور ، بالفعل تشكل بين أجيال اليوم قناعات تختلف عن الاملاءات السابقة ، فاليوم المثقفون يفرقون بين معاداة السامية وحقهم في انتقاد ومحاسبة إسرائيل 🇮🇱على أفعالها مع الفلسطينين 🇵🇸، بل باتوا يطالبون برلمانييهم في الولايات المتحدة 🇺🇸 ، ضرورة التفريق بين التحالفات السياسية وحقوق الناس . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التميز العنصري والقمع ، تستعجلان في خريف الدولة ...
-
حي الشيخ حراج لنا ، ولقد ورثنا إياه ، طبيب 👨⚕
...
-
حي الشيخ حراج لنا ، ولقد ورثنا إياه ، طبيب 👨---b
...
-
تفشي 😷 الفيروس المزدوج / يسبب ذعراً عالمياً..
-
إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن 🇺🇸 🇺
...
-
الصراع على إرث إبراهيم، وثنائية سقراط وإبراهيم ...
-
إلى رئيس وزراء العراق 🇮🇶 مصطفى الكاظمي ...
-
نظام ابو ماسورة ينتقل إلى عهد التوك توك ...
-
إعادة كتابة القواعد من غرف النوم ...
-
وينك يا عم ابو محمود الصباح ، تبهدلنا بعدك ...
-
استباحوا العراق بالكامل ، حيث تقاطعت المصالح على حساب شعب كا
...
-
قد رُفعت العقوبات بالسر ، هل سترفع رسمياً ..
-
ممكن ذلك يحصل في الخفاء ، أم في العلن غير ممكن
-
مازال العالم يتفرج على صانعي الثلث المعطل ...
-
فيروس صغير يفرض على القوى العالمية إعادة ترتيب الرأسمالية ..
-
التنازل عن المعتقد والحقوق مقابل الانخراط بالعقد الاجتماعي ل
...
-
بين السيف والعائدين من منتصف الطريق ، تكثر الجلجلة والهرججة
...
-
ذات صباح ، صوتاً هز الكنيسة الكاثوليكية ...
-
مصر 🇪🇬 تستطيع خلق هوامش المناورة والمفاجأة م
...
-
كيف ما فيش أوكسجين ، قالها ونقولها ...
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|