|
العبيد والإماء قادمون لا محالة
مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)
الحوار المتمدن-العدد: 6899 - 2021 / 5 / 15 - 02:38
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يرى بعض المتنبئين أن العبيد والإماء قادمون لا محالة ، فبعد أن وصف مناهضو العولمة عصر العولمة منذ مطلع التسعينيات بأنع عصر العبيد الجدد فى صورة الموظفين المطحونين الخائفين على مستقبلهم الذين يلهثون من الصباح للمساء وراء أعمالهم التى تغطى بالكاد تكاليف المعيشة لتحقيق المكاسب للسادة أصحاب الشركات ، إلا أنه منذ عام 2010 ومع تطور العولمة فى دول شرق آسيا اتجهت الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وهونج كونج إلى تنمية صناعة الروبوتات التى يمكن أن تخدم الإنسان فى كل المجالات . من هنا بدأت فكرة أن نتصور وجود عبيد للإنسان قادمون لا محالة لمعظم دول العالم انطلاقا من شرق آسيا ، ولكن مجيئهم سيكون فى صورة روبوت مطيع طاعة عمياء لما تم تخصيصه له بواسطة الشركة المصنعة للروبوت من خلال برامج محددة يقوم الروبوت بتنفيذها بدقة وبلا كلل أو ملل . لذلك يعتقد بعض المتنبئين فى اليابان والصين أنه بعد ثلاثين عاما من الآن ستجد هؤلاء العبيد الروبوتات فى كل المدن فى شرق آسيا وأوروبا وأمريكا يجوبون الأسواق ويقفون أمام المتاجر والصيدليات ليحضروا المشتروات لأسيادهم أو مالكيهم البشر ، وستراهم فى المتاحف والمكتبات وأمام معظم المصالح يرشدون الداخلين ويجيبون عن استفساراتهم ويقومون بالحراسة أيضا ولا يتقاضون مرتبات أو حوافز أو عمولات ، وستراهم فى الصراعات والحروب يقومون بدور الشرطة والجيش لإنهم يطيعون الأوامر بلا أى نوع من التذمر ، أما فى المنزل فستراهم مرافقين لكبار السن يساعدونهم فى كل ما يريدون من تناول الأدوية وتجهيز المأكولات والمشروبات ويشاركونهم فى الحديث والمناقشة ويساعدونهم حتى فى دخول الحمام ، وبالطبع سيكون هؤلاء الروبوتات هم عماد الصناعة فى شتى المجالات خاصة أنهم أخوة شقائق للآلات التى تنتج كل شئ من الإبرة للصاروخ. إن ما ذكرته سابقا لم يعد من التخيلات أو قصص الأفلام ولكنها الحقيقة التى تتغلغل الآن فى شركات ومصانع وجامعات ومراكزبحوث شرق آسيا . إن صناعة الروبوتات تقدمت بصورة غير مسبوقة فى اليابان والصين وهونج كونج لتصل إلى مرحلة لا يمكن وصفها ، فالروبوتات تقوم بأصعب الأعمال فى المصانع لإنها لا تتأثر بالمواد السامة ولا بنقص الهواء وتلوثه ولا بأى شئ مما يعيق الإنسان فى عمله ، بل هى لا تنام وتستطيع العمل لسنوات طوال وليس ساعات وأيام فقط وبلا كلل أو ملل ، هى تحتاج فقط كل فترة إلى شحن كهربى واختبار النظام ، وهى أيضا من تقوم بعملية شحن نفسها وإجراء أى إصلاحات بسيطة لنفسها أيضا . لقد امتد تطور الروبوتات بعد عام 2010 لتقوم بخدمة الإنسان العادى وبدأت أسعارها تقل لتصل إلى مستوى يناسب الطبقة المتوسطة فى الصين واليابان وكوريا الجنوبية ، فتم إنتاج روبوتات تقترب كثيرا من الإنسان فى لغته وحركته ومشاعره كما حدث مع الروبوت صوفيا الذى صممته شركة "هانسون روبوتيكس" الموجودة في هونغ كونغ عام 2015 وزار(ت) صوفيا المملكة العربية السعودية عام 2017 وحصل(ت) على الجنسية السعودية . إن العلماء الآن فى شرق آسيا يطورون الروبوتات لتكون هى إنسان آلى العصر القادم ليس فى خدمة الإنسان كعبد ينفذ الأوامر المنزلية فقط بل كبديل للبشر فى استكشاف الفضاء والصعود للمريخ والغوص فى البحار وحتى فى الحروب والصراعات التى ستكون بين الروبوتات التى تحمل المدافع والرشاشات وتقود الطائرات والدبابات وتطلق النيران بسرعة ودقة تفوق الإنسان بمراحل، وبالطبع ستختلف أشكالها وأحجامها لتكون فى حجم الصرصار الإلكترونى الجاسوس أو فى حجم الطائرة الصغيرة بدون طيار أو فى حجم مارد يستطيع رفع حاوية ونقلها. إن صناعة الروبوتات فى الصين واليابان ستصل إلى القمة عام 2050 مع الدخول فى مرحلة روبوتات تنتج روبوتات وتقوم بإصلاح روبوتات ، لتتغلغل الروبوتات فى كل الأعمال التى يمكن أن يقوم بها الإنسان بل ويمكن أن تصبح بديل الزوج والزوجة والابن والبنت والخادم فى وقت واحد لمن يريد أن يعيش وحيدا ولا يجد من يؤنس وحدته لإن كبار السن سيشكلون سبع سكان العالم حينذاك . لقد استعدت دول مثل السويد لذلك العصر بتقليل ساعات العمل دون تقليل الرواتب تمهيدا لدخول الروبوتات إلى كل الأعمال لتحل محل الإنسان ودون أن يسبب دخولها بطالة لدى البشر . إنه العصر القادم ، عصر عولمة العلم لكل البشر فهل نحن مستعدون لتقبل ذلك ؟
#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)
Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل عام 2021 هو عام فارق فى تاريخ العالم الحديث ؟
-
بين عولمة الدين ودين العولمة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|