|
التحديات الكبرى التي تواجه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين
محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 6897 - 2021 / 5 / 13 - 01:56
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
بقلم محمد عبد الكريم يوسف
تواجه الإنسانية تحديات في القرن الحادي والعشرين لم يسبق لها أن واجهتها على الصعيدين الوطني والعالمي . يبحث هذا المقال في أهم التحديات الكبرى التي تواجه الإنسانية خلال السنوات القليلة القادمة يأتي في طليعتها كيفية تحقيق التنمية المستدامة وضمان الوصول إلى مياه الشرب النظيفة وتعزيز اخلاقيات اقتصاد السوق ومكافحة الأمراض والأوبئة الجديدة التي تعود للظهور بعد نسيانها. قد تبدو هذه الصورة البانورامية متشائمة إلى حد ما ولكن يجب مواجهة الحقيقة كخطوة أولى لحل المشكلات . تبدو البشرية تربح أكثر مما تخسر ولكنها في حقيقة الأمر تخسر أكثر مما تربح بكثير ، تربح البشرية حاضرها المؤقت وتخسر مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة.
والتحديات الجديدة لا يمكن مواجهتها من حكومة منفردة لوحدها أو مؤسسة بعينها . إنها تتطلب تضافرا غير مسبوق للجهود التعاونية على المستوى الأممي بين الحكومات والمنظمات الدولية والجامعات ومراكز البحث العلمي والمنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد المبدعين .
نحن بحاجة إلى تركيز جاد على النمو الأخضر ، ومعالجة انخفاض منسوب المياه ، وارتفاع أسعار الغذاء و الماء و الطاقة ، والنمو السكاني ، ونضوب الموارد، والمناخ و الرغبة في التغيير والإرهاب وتغيير أنماط المرض ، وإلا فقد تكون النتائج كارثية على المستوى الإنساني .
وعلى الرغم من أن العديد من الاتجاهات والتطورات المستقبلية المحتملة الموضحة في هذا المقال يمكن أن تكون محبطة للغاية ، استنادًا إلى ستة عشر عامًا من البحث حول التحديات العالمية التي حددها مشروع الألفية ، فقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن لدينا الموارد والأفكار التي يجب معالجتها ، وأن هناك اتفاقًا حول كيفية بناء مستقبل أفضل أكثر مما هو واضح في وسائل الإعلام الرقمية ، ومع ذلك ، فإن عملية صنع القرار والقدرة المؤسسية - حتى الآن - غير كافية لاتخاذ القرارات بسرعة كافية وعلى نطاق واسع بما يكفي لبناء مستقبل افضل.
ومع ذلك ، فإن التشاؤم لا أساس له من الصحة ، ويعطي عذرًا لعدم محاولة اتخاذ قرارات أفضل من شأنها تحسين المستقبل. فالإنسانية ظاهريا تربح أكثر مما تخسره، على الرغم من أن المكان الذي نخسر فيه أمر خطير للغاية. وليس هناك ما يضمن أن كل شيء سيعمل بشكل جيد ، لكن الاحتمالات لصالحنا - خاصة إذا أدرك المزيد من الأشخاص والمؤسسات أنه من الممكن أن ننجح جميعًا ، لأننا نجحنا بالفعل في العديد من المجالات. ومع ذلك ، إذا لم يكن المزيد من الأشخاص والمؤسسات أكثر التفاتا إلى الاستراتيجية في التعامل مع هذه التحديات ، فإن السيناريوهات السلبية تكون أكثر احتمالا.
عندما نفكر في العديد من القرارات الخاطئة والقرارات الجيدة التي لم يتم اتخاذها - يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام في جميع أنحاء العالم - فمن المدهش أننا ما زلنا نحرز تقدمًا كبيرًا فيما نحققه.
قبل خمسين عامًا ، جادل الناس بأن القضاء على الفقر كان حلما خيالًا مثاليًا وإهدارًا للمال في محاولة القضاء عليه ؛ ومع ذلك ، فقد انخفض معدل الفقر المدقع من 52 في المائة عام 1981 إلى حوالي 20 في المائة في عام 2020 ولولا الحروب المحلية التي نشبت في أكثر من مكان لارتفعت النسبة حوالي 2% . كانت غالبية دول العالم تعيش في فقر مدقع منذ واحد وثلاثين سنة فقط وأصبحت الآن هناك أقل من 20 بالمائة . يبدو أن المتشائمين لا يقومون بواجبهم على أكمل وجه. واليوم ، يتجادل الناس حول أفضل الطرق لتحقيق هذا الهدف ، وليس هناك ما يشير فيما إذا كان من المجدي المحاولة أم لا.
قبل خمسة وعشرين عامًا ، اعتقد الناس أن الحضارة ستنتهي بحرب عالمية نووية ثالثة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. يعتقد الناس اليوم أنه يجب على الجميع الوصول إلى المعلومات بغض النظر عن معرفة العالم عبر الإنترنت أو الدخل أو الجنسية أو الأيديولوجية. وهذا تغيير غير عادي في الحياة خلال عمر واحد، وفي كل كل مرة يتكرر دخول الشخص إلى مواقع الشركات المعرفية تطلب منك عبارة "أثبت أنك لست روبوت" وهذا بالتأكيد شيء مثير للغاية . . والآن ، هناك شيء آخر أكثر إدهاشا وهو : غوغل تجعل عبارة "لا أعرف" قديمة في معظم المجالات. قال الرسول العربي الكريم "محمد "(ص) في ثورته الثقافية والدينية والمعرفية :" الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار ، واليوم أضاف عصر المعرفة بعدا رابعا لمقولة الرسول الكريم (ص) الناس شركاء في أربع : الماء والكلأ والنار والمعرفة . من الممكن في غضون خمسة وعشرين عامًا أن يتمتع أي شخص يريد بقدرة حسابية عدة مرات تتجاوز قدرة دماغه الفردي - وتكون هذه المقدرة متاحة على مدى 24 ساعة يوميًا ، وسبعة أيام في الأسبوع وأثناء السير في الشارع . وسيتمكن من التواصل مجانا مع رقائق الكمبيوتر الذكية الموجودة داخل المباني على جانبي الشارع. و لن تحتاج إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك أو هاتفك الذكي للوصول إلى كل ذلك. لكننا نعلم جميعًا أن المستقبل ليس ورديا بالضرورة. فإذا استمرت الاتجاهات الحالية في النمو السكاني ، ونضوب الموارد ، وتغير المناخ ، والإرهاب ، والجريمة المنظمة ، والمرض على مدى 50-100 سنة القادمة ، فمن السهل تخيل عالم غير مستقر باستمرار مع سلسلة متوالية من النتائج الكارثية. في الوقت نفسه ، إذا استمرت الاتجاهات الحالية في التنظيم الذاتي عبر الإنترنت في المستقبل ، والتعاون عبر الوطني ، وعلوم المواد ، والطباعة ثلاثية الأبعاد ، والطاقة البديلة ، والعلوم المعرفية ، والحوارات بين الأديان ، والبيولوجيا التركيبية ، والتكنولوجيا النانوية وتتقارب على مدار الخمسين عامًا القادمة بعد 100 عام ، من السهل تخيل عالم يصلح للجميع.
يمكن للفيزياء الحيوية الحاسوبية محاكاة القوى الفيزيائية بين الذرات ، مما يجعل التشخيص الطبي والعلاج أكثر دقة. ويمكن للبيولوجيا الحاسوبية إنشاء برامج مطابقة للكمبيوتر لتقليل عدد العلاجات الممكنة لأمراض معينة بسرعة ، حيث يتبرع ملايين الأشخاص بقدرات الكمبيوتر غير المستخدمة لتشغيل البرامج المطابقة (الحوسبة الشبكية.) تسمح الوسائط الحسابية بتفاصيل غير عادية من البكسل وفوكسل عند تكبير وتصغير الصور ثلاثية الأبعاد - مما يجعلها تبدو أكثر واقعية من الواقع. تجمع الهندسة الحاسوبية بين المعلومات المتوفرة في العالم ونماذج الكمبيوتر لتسريع الكفاءات في التصميم. كل هذا يغير طبيعة العلوم والطب والهندسة ، وتسريعها مرتبط بقانون مور. وبالتالي ، سيستمر كل شيء حسابي في تسريع انفجار المعرفة.) وسنشهد التطبيب عن بعد، والتعليم، وكل شيء عن بعد، والتواصل عن بعدن والبيئة المتضمنة عن بعد ، وقد يكون كل شيء مبرمج لمعالجة التحديات القادمة التي نواجهها. لقد تنبأ كاتب الخيال الأمريكي ري برادبيري في كل ذلك في قصته المثيرة "المشاة" حيث الشوارع خالية وكأنها مدينة الأموات ، لتأتي سيارة شرطة وتستوقفه وتستغرب سبب سيره في الشوارع وتعتقله على ذمة التحقيق لأنه خربط نظام المدينة المعتاد.
أصبح العالم أكثر ثراءً وصحةً وتعليمًا وسلامًا وتواصلًا ، وأصبح الناس يعيشون لفترة أطول ، ومع ذلك فإن نصف العالم يحتمل أن يكون غير مستقر. فالمتظاهرون يتدافعون في الشوارع في جميع أنحاء العالم وهم ليسوا على استعداد للتسامح مع القرارات غير الأخلاقية التي تتخذها النخب الحاكمة. يكبر الجيل الجديد المتعلم والمتصل بالإنترنت بشكل متزايد ضد إساءة استخدام السلطة و أسعار الغذاء آخذة في الارتفاع ، منسوب المياه الجوفية آخذ في النضوب ، والفساد والجريمة المنظمة آخذة في الازدياد ، والجدوى البيئية لدعم حياتنا آخذة في التناقص ، والديون العامة والخاصة وانعدام الأمن الاقتصادي أخذة في الازدياد ، وتغير المناخ مستمر نحو الأسوأ ، والفجوة بين الأغنياء والفقراء آخذة في الاتساع بشكل خطير. وتعمل أنظمة المعلومات والاتصالات من الهواتف المحمولة البسيطة إلى أجهزة الكمبيوتر العملاقة على زيادة عملية صنع القرار البشري. من المعقول أن نفترض أن المعدلات المتسارعة لهذه التغييرات ستربط في النهاية البشرية والتكنولوجيا بأنواع وأشكال جديدة لصنع القرار مع ردود فعل عالمية في الوقت الفعلي المتبقي. ولدينا الموارد والأفكار للتصدي لها ، و هناك اتفاق حول كيفية بناء مستقبل أفضل مما هو واضح في وسائل الإعلام ، ومع ذلك ، فإن عملية صنع القرار والقدرة المؤسساتية - حتى الآن - غير كافية لاتخاذ القرارات بسرعة بما يكفي وعلى نطاق واسع بما يكفي لبناء مستقبل أفضل.
لقد علمنا التاريخ أن الأفكار والتقنيات الجيدة يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة وسلبية. ستمكن هذه الأفكار والتقنيات في نهاية المطاف فردًا واحدًا يتصرف بمفرده لصنع ونشر سلاح دمار شامل، وأن تصبح الجريمة المنظمة أقوى بكثير مما هي عليه اليوم - عندما يكون دخلها المشترك بالفعل ضعف إجمالي الميزانيات العسكرية في العالم. هذه الاحتمالات وغيرها من الاحتمالات المستقبلية الخطيرة ليست حتمية ولكنها محتملة جدا. هناك العديد من الحلول الممتازة التي يتم اتباعها وتحقق تقدمًا كبيرًا ، دون علم عامة الناس. في كل عام ، يقوم مشروع الألفية بتحديث البيانات حول الوضع العالمي وآفاق المستقبل ، حيث تسير معظم تحديثات البيانات ببطء ولكن بثبات في اتجاه إيجابي. ومع ذلك ، فإن العالم في سباق بين تطبيق طرق متزايدة باستمرار لتحسين الحالة البشرية، والتعقيد المتزايد باستمرار وحجم المشاكل العالمية.
إذن ، كيف حال العالم في هذا السباق المحموم ؟ ما هي النتيجة حتى الآن؟ هناك ثمانية وعشرين متغيرًا مستخدما في مؤشر حالة المستقبل العالمي (SOFI) التابع لمشروع الألفية لقييم درجات أداء البشرية في مواجهة أهم التحديات المستقبلية.
لقد اختارت لجنة دلفي الدولية أكثر من مائة مؤشر للتقدم أو التراجع للتحديات العالمية الخمسة عشر الموضحة لاحقًا في هذا البحث. وتم اختيار المتغيرات التي تحتوي على ما لا يقل عن عشرين عامًا من البيانات التاريخية الموثوقة. كما تم تقديم المتغيرات الثمانية والعشرين الناتجة إلى لجنة دولية تم اختيارها بواسطة مشروع الألفية للتنبؤ بأفضل وأسوأ قيمة لكل متغير خلال عشر سنوات . وقد تم دمج النتائج في تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي لعام 2012 (غلين وغوردون وفلوريسكو-2012) .
أين انتصرنا؟ حتى الآن انتصرت البشرية في عدة ميادين منها : • زيادة الوصول إلى المياه النظيفة. • زيادة معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة. • إطالة العمر المتوقع عند الولادة. • الحد من الفقر (باستثناء مناطق النزاع والحروب الأهلية) • الحد من وفيات الرضع. • تقليل الحرب وفرض القواعد القانونية الآمرة للأمم المتحدة. • الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية. • زيادة عدد مستخدمي الإنترنت. • زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. • زيادة عدد النساء في المجالس النيابية والمواقع العلمية والسياسية. • زيادة الالتحاق بالمدارس الثانوية. • تحسين كفاءة الطاقة ناحية التوفير وانتاج مواد صديقة للبيئة. • الحد من النمو السكاني. • الحد من انتشار نقص التغذية. • الحد من الانتشار النووي.
أين نخسر؟ تخسر البشرية في ميادين متعددة منها:
• زيادة إجمالي الديون. • زيادة البطالة. • زيادة عدم المساواة في الدخل. • زيادة البصمة البيئية البشرية / تقليل نسبة القدرة الحيوية. • زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. • تزايد الهجمات الإرهابية. • تقليص إقبال الناخبين.
الميادين لا يوجد فيها تغيير كبير أو تغيير غير واضح؟
• الفساد. • حقوق المدنية والحرية. • الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة مقارنة بالطاقات غير المتجددة. • أراضي الغابات. • نفقات البحث والتطوير. • عدد الأطباء لكل فرد.
يوضح تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي لعام 2012 أن مستقبل السنوات العشر للعالم يتحسن - ولكن بمعدل تحسن أبطأ مما كان عليه على مدار العشرين عامًا الماضية نتيجة الاضطرابات في عدد من البلدان . ومع ذلك ، في العديد من المجالات التي ننتصر فيها ، فإننا لا نحقق الفوز بالسرعة الكافية ، مثل انخفاض معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وسوء التغذية والفقر وانتشار كورونا ؛ وزيادة الوصول إلى المياه ؛ والانتشار النووي. وتمثل مجالات عدم اليقين مشاكل خطيرة في ميادين مثل : الفساد ، والحقوق المدنية والحرية السياسية ، واستهلاك الوقود الأحفوري ، والغطاء الحراجي. قد يكون لبعض المجالات التي نخسر فيها آثارًا خطيرة جدًا ، مثل البطالة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والديون وفجوات الدخل والإرهاب. ومع ذلك ، فإن هذا الاختيار من البيانات يشير إلى أن عشر سنوات تالية من الآن ، بشكل متوازن ، ستكون أفضل من اليوم. نحن نكسب أكثر مما نخسره في عدد من المجالات .
تطور التحديات العالمية :
في عام 1996 ، سأل مشروع الألفية عدة مئات من المستقبليين حول العالم عما يحدث الآن وما الذي يمكن أن يصبح مهمًا للمستقبل في غضون 25 عامًا ، لقد كان السؤال غير معروف للكثيرين أو يساء فهمه. وقد تم جمع ما يقارب 182 رؤية مستقبلية بواسطة مسح دلفي في حين كان هناك مجموعة أخرى من استطلاعات ومقابلات دلفي حيث تم معالجة 131 رؤية مستقبلية كما تم اختصار كل هذه القضايا في خمسة عشر قضية عالمية مع لمحات عامة واستراتيجيات مفيدة . وقد كانت القضايا العالمية التي حددتها استطلاعات ومقابلات دلفي في 1996-1997 : 1. عدد سكان العالم آخذ في الازدياد و الغذاء والماء والتعليم والسكن والرعاية الطبية يجب أن تنمو بسرعة أكثر من المعتاد. 2. أصبحت المياه العذبة نادرة في العديد من المناطق من العالم. 3. تعد الفجوة في مستويات المعيشة بين الأغنياء والفقراء أكبر وتهدد بالمزيد من التطرف والانقسام. 4. يتزايد تهديد الأمراض الجديدة والعودة للظهور والكائنات الدقيقة المناعية والأوبئة. 5. تتضاءل القدرة على اتخاذ القرار (حيث تصبح القضايا أكثر عالمية وتعقيدًا في ظل ظروف زيادة عدم اليقين والمخاطر(. 6. يصير الإرهاب مدمر بشكل متزايد ، ومنتشر ، ويصعب منعه. 7. يتفاعل النمو السكاني والنمو الاقتصادي بشكل سلبي مع جودة البيئة والموارد الطبيعية. 8. وضع المرأة آخذ في التغير نحو الأفضل. 9. الصراعات الدينية والعرقية واللونية تزداد حدة. 10. تقدم تكنولوجيا المعلومات واعد من الوعد والخطر. 11. أصبحت جماعات الجريمة المنظمة مؤسسات عالمية متطورة. 12. يؤدي النمو الاقتصادي إلى عواقب واعدة وخطيرة. 13. محطات الطاقة النووية حول العالم تتقدم في العمر. 14. سوف يستمر وباء فيروس نقص المناعة البشرية في الانتشار. 15. العمل والبطالة والترفيه والعمالة الناقصة آخذة في التغير.
وبعد ستة عشر عامًا من الإدراك المتأخر ، لا تزال هذه القضايا حرجة بالفعل بالنسبة للمستقبل الإنساني. ومع ذلك ، شعرت لجنة تخطيط مشروع الألفية في ذلك الوقت أن هذه القضايا شددت على المشاكل أكثر من الفرص ، مما أعطى رؤية غير متوازنة للمستقبل. ولتصحيح التغير ، أجريت نفس عملية جمع الأحكام واستنتاجات البحث للمستقبليين عبر استطلاعات ومقابلات دلفي في 1997- 1998حول نفس الأسئلة والرؤى المستقبلية. هذه المرة ، سُئلت اللجنة الدولية من المستقبليين عن التطورات الإيجابية التي يمكن أن تتطور في المستقبل المنظور لتحسين الحالة البشرية بشكل كبير. تم تحديد ما مجموعه 180 تطورًا مع 213 إجراءً لزيادة احتمالية تحسين الحالة البشرية ؛ ثم تم تلخيص النتائج في 15 فرصة عالمية مع لمحات عامة واستراتيجيات مستقبلية .
وكانت الرؤى العالمية التي تم تحديدها في 1997-1998 هي التالية :
• تحقيق التنمية المستدامة • زيادة قبول المنظورات العالمية طويلة الأجل الداخلة في صنع السياسات. • توسيع إمكانات الاختراقات العلمية والتكنولوجية. • تحويل الأنظمة الاستبدادية إلى ديمقراطيات. • تشجيع التنوع والقيم الأخلاقية المشتركة. • تخفيض معدل النمو السكاني. • استراتيجيات متطورة من أجل السلام والأمن العالميين. • تطوير مصادر بديلة للطاقة. • عولمة تقارب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. • زيادة التقدم في التكنولوجيا الحيوية. • تشجيع التنمية الاقتصادية من خلال اقتصادات السوق الأخلاقية. • زيادة الاستقلال الاقتصادي للمرأة والفئات الأخرى. • تشجيع الاستفسار عن أفكار جديدة وغير بديهية في بعض الأحيان. • متابعة مشاريع فضائية واعدة. • تحسين المؤسسات.
في العام التالي ، تم دمج القائمتين في 15 تحديًا عالميًا من خلال سلسلة من استطلاعات ومقابلات دلفي ، وتم تحديد 213 إجراءً مستقبليا. في هذه المرحلة ، قال ممثلو فنلندا في لجنة تخطيط مشروع الألفية ، "توقف! لا تستمر في التغيير. هذه قائمة جيدة. احتفظوا بها ؛ نريد استخدامها لتقييم التقدم في بلدنا. إذا واصلنا التغيير ، فسيكون من الصعب علينا مقارنة التقدم من عام إلى آخر ". لذلك ظلت التحديات العالمية كما هي.
التحديات العالمية في عام 2012 كان هنالك حوالي خمسة عشر تحديا بين عامي 1999 و2012 هي : كيف يمكن تحقيق التنمية المستدامة للجميع مع معالجة تغير المناخ العالمي؟
1. كيف يمكن للجميع الحصول على ما يكفي من المياه النظيفة دون نزاع أو حروب؟ 2. كيف يمكن تحقيق التوازن بين النمو السكاني والموارد؟ 3. كيف يمكن أن تولد ديمقراطية حقيقية من الأنظمة الاستبدادية؟ 4. كيف يمكن جعل صنع السياسات أكثر حساسية للمنظورات العالمية طويلة الأجل؟ 5. كيف يمكن للتقارب العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يعمل لصالح الجميع وهل يمكن أن يؤذي التنافر في الصالح الإنساني ؟ 6. كيف يمكن تشجيع أخلاقيات اقتصادات السوق للمساعدة في تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء؟ 7. كيف يمكن الحد من خطر الأمراض الجديدة والمتجددة والكائنات الدقيقة المناعية؟ 8. كيف يمكن تحسين القدرة على اتخاذ القرار مع تغير طبيعة العمل والمؤسسات؟ 9. كيف يمكن للقيم المشتركة والاستراتيجيات الأمنية الجديدة أن تحد من الصراعات العرقية والإرهاب واستخدام أسلحة الدمار الشامل؟ 10. كيف يمكن للوضع المتغير للمرأة أن يساعد في تحسين الحالة البشرية؟ 11. كيف يمكن منع شبكات الجريمة المنظمة عبر الوطنية من أن تصبح مؤسسات عالمية أكثر قوة وتطورا؟ 12. كيف يمكن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بأمان وكفاءة؟ 13. كيف يمكن تسريع الاختراقات العلمية والتكنولوجية لتحسين حالة الإنسان؟ 14. كيف يمكن دمج الاعتبارات الأخلاقية بشكل روتيني في القرارات العالمية؟
لا يتم ترتيب أولويات كل من القضايا والفرص والتحديات من خلال أي تعريف للأهمية . فالتحدي رقم 1 ليس أكثر أو أقل أهمية من التحدي رقم 15. لقد تم استخدام حجم الردود من اللجنة الدولية لترتيب العناصر في كل قائمة. التحديات مترابطة: التحسن في جانب يجعل من السهل تحسين البنود الأخرى ؛ والتدهور في أحدها يجعل من الصعب معالجة البنود الأخرى. إن الجدل حول ما إذا كان أحدهم أكثر أهمية من الآخر يشبه القول بأن الجهاز العصبي البشري أكثر أهمية من الجهاز التنفسي. هذه التحديات عابرة للحدود بطبيعتها وعابرة للمؤسسات في المجمل ولا يمكن معالجتها من قبل أي حكومة أو مؤسسة تعمل بمفردها. إنها تتطلب عملًا تعاونيًا بين الحكومات والمنظمات الدولية والشركات والجامعات والمنظمات غير الحكومية والأفراد المبدعين.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو رؤية استراتيجية للموارد البشرية
-
معنى الحياة مرة أخرى
-
اعرف نفسك
-
معجزة العقل البشري
-
وفاء لعهد قطعناه
-
التداوي بالموسيقا
-
الشخصية الإلكترونية وأنسنة الروبوتات
-
هل يخطىء الذكاء الصناعي في الانتخابات ؟
-
عن الشيخوخة للمشرع شيشرون
-
الحياة السعيدة في فكر أرسطو
-
روسيا والغرب والقضايا الخلافية
-
أقسى الطلقات
-
تاريخ الحب
-
القبلة
-
قراءة في قصيدة الوداع للشاعر الأمريكي إدوارد فيلد
-
قضايا فيليب أدامز
-
الحرب الاهلية من روما إلى رواندا بقلم ميشيل نيكولاسين
-
قصة غريبة للكاتب او هنري
-
السماء جحيم - للكاتبة فاي فلام
-
صوت الطبيعة والضبط على التردد 432 هرتز
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|