أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ارهاصات ثورة فلسطينية معاصرة















المزيد.....

ارهاصات ثورة فلسطينية معاصرة


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6895 - 2021 / 5 / 11 - 18:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يجري في فلسطين من البحر إلى النهر ليس مجرد أحداث عابرة أو جولة تصعيد عسكري كما كانت تجري العادة، كما أنها ليست مجرد ردة فعل على محاولة إخلاء فلسطينيين من حي الشيخ جراح ومحاولات اقتحام المسجد الأقصى من طرف المستوطنين وجيش الاحتلال ... بل هي فورة أو إرهاصات ثورة فلسطينية شاملة لم يكن يتوقعها أحد ولم تكن من تدبير جهة محددة، ثورة كانت القدس وأهلنا في القدس الشرارة التي أشعلت أوارها لتمتد لكل ربوع فلسطين وتُعيد حضور القضية الفلسطينية دولياً كقضية شعب يخضع للاحتلال ويُجدد ثورته لاستكمال مسيرة النضال من أجل الحرية والاستقلال.
لقد توهم نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل بأن الشعب الفلسطيني قد انكسرت شوكته واستسلم للأمر الواقع وأنه غارق بهموم حياته اليومية وقياداته منشغلة بالصراع على السلطة وتوزيع أموال الجهات المانحة وبخلافاتها السياسية والايديولوجية، وأن السلطة تُلجم الشعب من خلال التنسيق الأمني وأن حركة حماس أسيرة الهدنة التي تم توقيعها بعد مواجهات 2014، وأن العالم الخارجي لم يعُد مهتماً بالقضية الفلسطينية والدول العربية تسير في طريق التطبيع مع إسرائيل ....
لكل ذلك توهم نتنياهو والمستوطنون واليمين الصهيوني أن الوقت قد حان لاستكمال تهويد القدس كعاصمة لدولتهم وهي خطوة من وجهة نطرهم لن تكتمل إلا بالسيطرة على المسجد الأقصى وإجلاء الفلسطينيين من القدس بدءاً بحي الشيخ جراح وذلك لإحلال المستوطنين محلهم، وفد اعتقد نتنياهو أنه بهذه الخطوة سيحقق انجازاً يُحسِن وضعه السياسي ويُبعد عنه شبح محاكمته على جرائمه وفساده.
الشعب الفلسطيني أفشل مخططات نتنياهو وأربك المراقبين والمتابعين وأحرج الشامتين والمُطبعين والمتخاذلين وأعاد وضع وتصويب مسار القضية الفلسطينية، وإن كان من السابق لأوانه وصف ما يجري بأنها الثورة الفلسطينية المعاصرة إلا أن ما يجري يؤسس لهذه الثورة ويؤكد أنها ممكنة كما يؤكد أن القوة الظاهرة والخارجية لدولة الكيان الصهيوني لا تستطيع إخفاء نفطة الضعف الداخلي لهذا الكيان أو تعويضها ونفصد هنا أن نصف ساكنة هذا الكيان عرب فلسطينيون متمسكون بهويتهم وعروبتهم وفلسطينيتهم.
ما يجري في فلسطين ثورة أو بدايات ثورة في ظل متغيرات ومتحولات جيوسياسية محلية وعربية وإقليمية ودولية مختلفة عن واقع انطلاق ثورة منتصف الستينيات كما إنها مختلفة عن انتفاضتي 1987 و 200. ما يجري يؤسس لثورة بأبعاد وطنية ودينية وإنسانية ودولية ستأخذ دروس وعبر من التجارب الثورية الفلسطينية السابقة كما أنها لا تتجاهل المتغيرات الإقليمية والدولية.
قد يتوقف التصعيد العسكري في غزة بعد أيام نتيجة وساطات كما هي العادة، وقد تهدأ الأمور في القدس مؤقتاً نتيجة تدخلات خارجية وبما ينسجم مع المكر والمراوغة الصهيونية، أيضاً قد تهدأ المظاهرات وحالة الغضب في كل مناطق فلسطين 48 وفي الضفة، ولكن بالتأكيد فإن الأمور لن تعود كما كانت وأن زمناً فلسطينيا جديد قد بدأ.
ما يجري له بعد استراتيجي سيغير معادلة الصراع في فلسطين وعلى فلسطين ،وفي هذا السياق نوضح معالم ومؤشرات ارهاصات هذه المعادلة الجديدة أو الثورة المتوقعة، كما يلي:
1- إنها ثورة ذات بعد ديني حتى وإن لم يشأ البعض إعطائها هذا البعد، لأن شرارتها كانت عندما قام المقدسيون بالتصدي لجيش الاحتلال وللمستوطنين والمتطرفين الذين يريدون اقتحام المسجد الأقصى والصلاة فيه وتحويله لكنس يهودي وإضا سقط الأقصى بيد اليهود اختلت العقيدة الإسلامية وطُعن الإسلام في كتابه المقدس، والمقدسيون الفلسطينيون من مسلمين ومسيحيين عندما يقومون بذلك إنما يدافعون عن العقيدة الإسلامية التي تعتبر المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وكما فال تعالى: ﴿ ... سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ... ﴾ ، ولم يقل القرآن إن الإسراء كان لهيكل سليمان، وهذا ما يجب أن يفهمه 2 مليار مسلم يتفرجون على ما يجري دون ان يحركوا ساكناً.
2- إنها ثورة شعب متمسك بأرضه ولن يكرر مرة أخرى مأساة النكبة والتهجير. وعندما يتصدى الفلسطينيون لمحاولات تهجير ساكنة الشيخ جراح إنما يركدون بأن زمن الهجرة واللجوء كما جرى عام 1948 لن يعود، وإن نجح الصهاينة في تهجير عائلات حي الشيخ جراح فإن مسلسل التهجير والطرد القسري سيتواصل في بقية مناطق القدس والمدن الفلسطينية الأخرى.
3- إنها ثورة غزة وفصائل المقاومة ضد الحصار وضد مخطط فصلها عن بقية فلسطين وعن المشروع الوطني وعن سياقها وهويتها الوطنية .
4- إنها ثورة أهلنا في الضفة ضد الاحتلال والاستيطان وعربدة المستوطنين والتهويد ومصادرة الأراضي والاذلال اليومي على الحواجز .
5- إنها ثورة أهلنا في الداخل من النقب الى الجليل ويافا واللد وكل مدينة وقرية ضد التمييز العنصري والتهميش والاذلال ومصادرة الأراضي وتشويه الهوية الوطنية ونشر الفتنة والجريمة المنظمة.
6- إنها ثورة وطنية للكل الفلسطيني، مسيحيين ومسلمين وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو الايديولوجية، ضد كيان استعماري استيطاني ارهابي.
7- إنها ثورة شعب مسلم دفاعا عن مقدس بالرغم أنه لا يخصهم وحدهم بل يخص ٢ مليار مسلم الا أن هؤلاء يتفرجون على ما يجري في القدس.
8- إنها ثورة شعب عربي دفاعا عن أمة عربية تخلت أنظمتها عن واجبها القومي والقانوني تجاه فلسطين بعد ان أضاعوا فلسطين بحروبهم الفاشلة.
9- إنها ثورة شعب قالوا عنه إنه باع ارضه واستسلم لواقع الاحتلال وأفسدته اموال الدول المانحة .
10- إنها ثورة شعب يعترف به غالبية دول العالم كشعب خاضع للاحتلال ومن حقه أن تكون له دولة مستقلة.
11- إنها ثورة حوالي 7 مليون فلسطيني داخل فلسطين من البحر إلى النهر وهم نصف عدد الفلسطينيين في العالم، ثورة تقول للاحتلال وللمستوطنين نحن هنا باقون ومثل عددنا ينتظرون العودة وليس أمام الاحتلال إلا أن يعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين.
12- إنها ثورة تجاوزت حدود الفصل الجغرافي والانقسام السياسي، وشارك الفلسطينيون فيها حسب خصوصية وضعهم وإمكانياتهم المتاحة.
13- إنها ثورة شعب الجبارين كما وصفهم الزعيم أبو عمار .

واخيراً، نتمنى أن تستمر الثورة في زخمها الشعبي وبُعدها الوطني الشامل وأن لا يتم حرف مسارها لحسابات هنا أو هناك.

[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواجهات في حي الشيخ جراح مجرد حلقة من صراع ممتد منذ مائة ع ...
- لماذا تحولت الانتخابات الفلسطينية إلى إشكال؟
- جدال بين ثوري وسلطوي
- وداعاً عز الدين المناصرة
- لماذا (إسرائيل) الأكثر استقراراً وتطوراً في الشرق الأوسط؟
- من وحي كتاب (الصراع في إسرائيل)
- دلالات مشاركة الأسرى الفلسطينيين في الانتخابات العامة
- حوارات الفلسطينيين في القاهرة :تحديات وتساؤلات
- حتى لا يرتد سلاح المقاومة على الشعب
- العدو يذكرنا إن نسينا أو تناسينا
- الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني
- فوضى (الربيع العربي) تطبيق للجيل الرابع للحروب
- تعريف الانقسام الفلسطيني: وفرص وسيناريوهات انهائه
- حركة فتح في مواجهة تحديات غير مسبوقة
- ما الذي جرى في لقاء الفصائل الفلسطينية في القاهرة؟
- العلاقات المغربية الفلسطينية: مقاربة سسيوتاريخية
- انتخابات فلسطينية مثيرة للقلق
- المشكلة في أمريكا وليس في رئيسها
- تساؤلات حول الانتخابات الفلسطينية
- آفة العدمية السياسية في العالم العربي


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ارهاصات ثورة فلسطينية معاصرة