أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - النجف ... بين الامس واليوم














المزيد.....


النجف ... بين الامس واليوم


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6894 - 2021 / 5 / 10 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النجف ... بين الامس واليوم ..... ج1
يقول الفيلسوف " شوبهاور" إذا كنت ترغب في سلام الروح والطمأنينة فعليك بالإيمان، وإذا كنت ترغب في أن تكون نصيرا للحقيقة، فعليك بالشك .
مابين الروح المسالمة التواقه للامن والسلام والابداع فان الايمان هو القناعة بان الانسان سيد المخلوقات، فما هي السياده في ان تكون منتجا فاعلا مؤثر، تبلغ من المراتب شأنا، ومن التأثير عنوانا ومؤسسا لمفاد العنوان الرئيسي للايمان . تلكم الامور هي الملازمة الطبيعية لحقيقة وجودك، اما الشك فهو السلك الموصل لليقين . كان هوذا ديدن النجف . بروحية الشك " السارتري" في البحث والتدقيق لتظهر الحقيقة بادق تفاصليها واسانيدها .
النجف .. مدينة وكانك أمام معمل إنتاج فخم لرجال تحمل دواوينها في اصطفاف مهيب، لرجال الشعر الابلغ، أيات ودرر وجواهر، يا للجواهري . انهم يتسيدون بل اساطين من غزتهم ملكة العلم والبحث والاستدلال والادب والشعر، وذهبوا مع جنها وجنونها، بيارق تتماوج وتطرب لها الرؤوس، ويتسارع لها وجيف القلوب، وترحل العقول مع ابيات شعر كانها قصور، وقصائد كانها مدن، ودواوين كانها مجرات .
أسطورة بعد أسطورة من منبع واحد ومكان حدد له ان يكون له هو المنتج، انها ارض الغري والسلام، انها موطن التقي النقي الزكي، ابا الحسن علي . من المتنبي الكوفي ، للجواهري النجفي ،من الروح الاسيانه لابن الرومي لشجرة الدر الحبوبي، من فلسفة ابي نؤاس وصفرائه ، لعبد الامير الحصيري وندمائه، من رهين المحبسين وفاقد بصر العينين، لعبد المنعم الفرطوسي الذي ابصر بعماه الثقلين . قصائد حفرت بلوح الذات، من قصيدة العزاء الكميتيه لانشودة البكاء الحسينيه.
مكتبات وكانها خلية نحل تصطف المجلدات في رفوف، تنحني لها القامات. سلام على الرؤوس الملقحات ببذرة الابداع . سلام على اليراع وهي تنقش بل تحفر بما خفي في صلد وصماء صخر حين تنهال شلالات الابداع . مجلدات تعانق الرفوف لتفارقها ثم تحتضنها اكف وصدور، حيث هناك تبدا اللهفة عند أنفس لهوف، ليبدا الابهام المطبوع بالاحبار، وهو يلعق رضاب الالسن بطعم عبق المداد والاوراق . هناك عند غرف وسراديب الطابوق ( الفرشي) في ازقة النجف وحاراتها .
من مكتبات السوق الكبير امتدادا لمعارض ومهرجان الكتب في شارع الرسول ص عناوين تزدحم عند الرفوف وعلى باحات المحلات . مدينة تعج بالمعرفة ودوائرها . صحف يومية واسبوعية ومجلات ودوريات منذ نهاية القرن التاسع عشر .اوائل الصحف الادبية والعلمية والبحثيه والادبيه ، تملا الساحات ، في مطابع تحني القامات وتصطبغ الانامل، وتكل الايدي من تنضيد الحروف . مؤتمرات وصالونات ادبيه تحتدم فيها ألسن صدق ورؤوس متخمة بالمعرفة مدينة تلقفت من المنبر الحسيني بما هيأ من قدرة لمن يعتليه . تصدر المنبر نوعان من الخطباء، والغاية واحده باختلاف الاساليب، ولكن اين هذا من ذاك ؟ الاول تستحضرهم واقعة الطف كاثارة عاطفيه تحتشد الانات لتزدحم في الصدور ثم تنفجر اهتزازات جسديه تغسلها الدموع الممراح وتتطهر بها الانفس، وتتسلح بها العزيمة، ولتعلن ان طريق الحسين ايثار ومبادره، لم تصلها الارادات بعد، ولكن ما حيلة العاجز ان يدرك الاعجاز الحسيني الا البكاء، ونفاذ القدرة في الوصول الى ذات القرار . اما الجانب الاخرمن الخطباء منابر اعتلاها، رجال وكانها مكتبات عملاقه ركبت على رقاب بشر، الايثار، رفض الظلم، نوال الحرية، طريق الشهادة من اجل المباديء الساميه . تستحضر الشاردة والوارده، الاية المنصوص عليها بسجلها ومكانها وزمانها وحدثها، وهي توثيق لعناوين وشخوص وحوادث لم يختلف عليها الا الاغبياء، تتبعها الاحاديث النبوية في عنوانها الصريح، لمن وعلى من ولماذا ؟ دون مواربة ومبالغه، مهما فعل المتصدون لذلك . خطباء يذهلوك بسرعة البديهية والذاكرة، وسعة المعرفة، والبينة والدلاله، اية وحديثا وقصائد . ألسن تكهرب العقول بصدقها ومصداقية طروحاتها . علمية دقيقه، رهيفة شفافه، تثير تبكي الالم والطغموية والتهميش والاعتقال والابادة والمظلومية، تثور تفجر الكوامن تاسس لثورة جياشة داخل الخوالج . تسخر من زمن كتب سطوره وعاظ السلاطين وماجوري سلطه . رجال يركبون اجواء الساحة، وكانهم في الواقعة وعلى مسرح الحدث ينقلوك عبر الازمان فتنعدم سنونه وايامه. ارادتان تتقاطع حد النقطه . بلا صريخ ولا عويل حين يحدثوك، لا لطم على الصدور ونثر الشعور وتمزيق الجيوب . انها لحظة صمت لاعادة وترتيب الاوراق، حتى يتسائل المرء من اين اطل على الازمة .
لنا رجعة مرة اخرى



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة جندي ... زمن الموت .
- وطن للبيع ... من يدفع ؟
- علي ع ... رجل دولة العدالة
- لا ... تثرثر . ان كنت أميًا .
- أمة ... إستأسد فيها الفئران
- ايران .. هل ادركت لعبة الانتظار ؟
- في كل بيت نائحة ... ستلعنكم .
- يونس بحري .. اسطورة الارض
- بالروح بالدم نفديك .. ابا يائير .
- ميلادك .. كوكب درٌي . انار طريق الثوار
- بين موسى النبي ... وموسى الوصي .
- الشعب والطاغية ... إرادتان متضادتان
- قليلا من الحياء ...سادتنا الامراء
- أهو .. عرس عند الغجر ؟
- النجف .. حاضرة الكبار.. هل اغتنموك الصغار ؟
- الحرب ... أكو ... ماكو ؟
- لعل مقصدكم شريف ... لكن الواقع أنزع جلباب عفته .
- الرجوع للحصار ... أخر المشوار
- جوع كلبك .. يتبعك
- بايدن .... هل سيثبت - الترامبيه-


المزيد.....




- راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم ...
- مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا ...
- انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
- 15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا ...
- روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات ...
- عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
- الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
- انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية ...
- لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق ...
- الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - النجف ... بين الامس واليوم