أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم القرعاوي - البحث عن البديل 8















المزيد.....

البحث عن البديل 8


سليم القرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


اي مهزلة نحن بها الان ,نحن اصحاب اول الحضارات في هذه المعمورة,واول من سن القوانين ,هل تعلم ان مدينة بغداد الحبيبة هي اول مدينة بالعالم نورت شوارعها وقهرت الظلام؟ الحرية هي منطلق النهضة والتنمية,الانسان الذي لايملك حرية لايستطيع ان يصنع الحياة,والانسان الذي يشعر بالاضطهاد لايتفاعل ولايستجيب للسلطة .الوصوليين والانتهازيين خدامها قمعوا الشعب وهم جلادين كالذئاب ينهشوا عقولانا قبل اجسادنا,الخبث البشري يستشري لكنه ليس البديل.
بينما سمير وعصام يتناقشون تدخل مفرزة من كلاب النظام اثنان من اليمين واثنان من اليسار واخر على الباب احدهم-هوياتكم ,اجازاتكم؟ سمير-اتفضل,عصام- اتفضل, يعيدها لهم ثم يتجهان نحو شخص ضخم الجثة يرتدي دشداشة يرتشف البيك جرة واحدة .احدهم مرحبا ستار؟ستار-هلا- اجازتك هويتك؟ستار-لا اجازة ولا هوية -احدهم :اتفضل ويانه؟بكل برود
ستار-لو تموتون ما اجي وياكم؟ وهما يحاولان السيطرة عليه بمسكه من الجانبين ينهض ويضع دشداشته بسرواله لتسهل حركته ويمسك بهم ويطبق راسيهما بكل قوة ثم يقبل نحوه الاخران يرمي الميز بما فيه من قناني كثيرة عليهما ويتجه بحركة سريعة يركل الذي يقف على الباب ويرميه على الزجاج ليتشظى في كل ناحية,يخرجون وراءه يرمونه بالرصاص ولكن من دون جدوى يعودون الى سيارة اللاندكروز وعلى وجوههم اثار ضرب ودماء .
خرجوا سمير وعصام مذعورين نحو شارع باته واذ يشاهدوا نعش ملفوف بعلم عراقي مرفوع من قبل اناس يتناوبون في حمله واناس يسيرون على خطوط افقية وراء النعش ويتقدمهم رجل يصيح باعلى صوته -
جل الله جل الله
لا اله الا الله
وحده لاشريك له
يحي ويميت وهو حي لا يموت
وله الملك وهو على كل شيء قدير
الرجال ترتدي الدشاديش والاشمغة يخلفون ورائهم حلقات من الناس المارة التي تسال عن من وافته المنية, من بين الناس كان سمير يسال:سيد طاهر وسيد كاظم وهما اخوان يعملان بالخياطة.سمير -سيدنا منو الشهيد؟سيد طاهر-هذا الله يرحمه ابن حجي علي الصفار استشهد ومعه اثنا عشر طاحت عليهم قذيفة على الموضع وكلهم سكتتهم,الله يلعن راس غليص,يتجه نحوهم شخص غريب يحاول ان يسترق منهم الحديث ينتبه سيد كاظم ويقول-بكرة سودة بكرة سودة
ينقطع الحديث تماما وعندما ابتعد ذلك الشخص عاد سيد كاظم للحديث وهو يقول لنا- بكرة بيضة بكرة بيضة
سيد طاهر- خوش سويت خوية هذا ملعون الوالدين يريد يسمع كلامنه تتعارف هي هذه الايام.
بهذه الاثناء يقبل علينا صبحي من جهة الجنازة وهو يرتدي ثلاث دشاديش الواحدة تلو الاخرى وحزام من القيد والحبال تلتف على جسده النحيل ووجهه الملتحي بدون انتظام يصيح باعلى صوته. فلفل حار......... فلفل حار
يتوجه له سيد كاظم يصيح بصبحي بعد ان يشير له باتجاه اقدامه الحفاة -حية وراك حية.......حية وراك.. حية حية.....؟
ينظر صبحي خلفه الى الارض ويبعد اقدامه بخوف وتتسارع خطواته ويستمر يصيح فلفل حار.... فلفل حار......
الى ان يتلاشى صوته ويختفي شبحه.
سمير وعصام يدخلان السوق المسقوف وعشرين متر تقريبا الى اليسار تاخذهم اقدامهم بدون ارادة وبشكل اوتماتيكي الى عجد الجامع الذي ترعرعا فيه منذ الولادة .وعندما فتح عينيه سمير منذ الوهلة الاولى شاهدهم يكتبوا على الحائط التابع ل-ال مكتوب والذي يكون مقابيلهم مباشرة اسم جديد الا وهو عجد موسكو.في هذا العالم تناقض لايخلوا من الجمال اكتسب تربية وتعليم من خلال الاهل والشارع والمدرسة والمنهج الشامل حيث كانت الطقوس الدينية في مناسبات عاشوراء والافراح لعيدي الاضحى والفطروغيرها من المناسبات التي كانت تقام في موكب الجمهور الذي يعتبر نفس المكان للجامع الكبير الذي كانت تلقى فيه الخطب والقصائد الشعرية والمحاضرات وتوزع فيه النذور والثوابات ل-اهل البيت من جانب ومن جانب اخر الى الطرف الاخر تبرع احد المناضلين ببيته ليكون مقر للحزب الشيوعي انذاك الذي كانت زيارة سمير له عندما كان عمره عشرة سنوات تقريبا حيث اكتشف انهم يتعاملوا معه باكبر احترام وكانه رجل كامل حيث قدموا له قدح من الحليب بالكاكاو كان لذيذ جدا جدا من خلال المقر تعلم الرسم ودخل مسابقات ومعارض للاطفال من كلا الجنسين وتعلم الشطرنج والموسيقى والمسرح والعاب القوى وكرة القدم حيث تنظم الدورات والبطولات .واكتشف وتعلق باشخاص لديهم تاثير على المقابل بكسب وده وتعاطفه معهم من خلال اسلوب مؤثر وواعي للدرجة الثقافية التي يمتلكوها و يتعاملوا بها مع الاخرين ,اشخاص افضل من المعلمين الذين يشاهدهم بالمدرسة الذي اسلوبهم الضرب وعدم احترام الطفل هؤلاء الاشخاص مازال يتذكرهم وهم يهاجرون مجبرين بعد ان ضرب النظام تنظيماتهم,فقتل من قتل وزج من زج في المعتقلات وشرد من شرد.ومازال يتذكرهم في سفراتهم العائلية ونشاطاتهم واحترامهم للانسان ,وعندما خلت المقاهي والشوارع منهم اختفت الثقافة والوعي بصورة ملموسة حتى اكتشف سمير بعد حين كم كانت مؤثرة هجرة هذه العقول الواعية من العراق لتترك فراغا ثقافيا له اثر سلبي كبير على الساحة السياسية والاجتماعية وعلى كافة الاصعدة. لذلك سادة الوحشية من قبل النظام الدكتاتوري يوم بعد يوم.
تذكر كيف كان هذا العجد ضاجا بالحيوية والحب من خلال لعب الاطفال للدعبل ,الطنب والاورطة والجعاب والصور والعاب الطيط وطاطيط والروجع والعاب بناتية مثل المحلقو والحبل والعاب اخرى, كانت صباحات ايام الشتاء لها اشعة شمس صفراء وطعم خاص وهي تشع بالحب والوئام والامن والسلام,كذلك كان نسيم الليل له حكايات وسوالف تتناقلها الاجيال من خلال تراث غني بادب وفن من صميم الوطن الحبيب كان حب الوطن هو الاسمى لا تفرقة دينية او قومية او طائفية,تسائل مع عصام اي مستنقع نحن به الان الى متى والى اين هل من منقذ؟عندما وصلوا الى شارع العيادة الشعبية اخذوا يمينا حيث الكورنيش الجميل عبروا الى الرصيف الاخر حيث النهر ,هذا النهر الجاري كانه يجري في عروق سمير ,كانت نظراتهم تفتش بين الوجوه الجميلة للواتي يبحثن بشباك لاتقل مهارة عن عشاق حائرين لوعهم الزمن المر بسبب غطرسة عشاق الحروب ,كان عصام قلقا وهو يضع قدمه اليمين على المصطبة وهو يقول-لايمكن ان التحق مستحيل لمن اقاتل من اجل اي شيءاي هدف اي مبدأ يجعلني احارب ولماذا حدثت الحرب ومتى تنتهي؟
سمير-اي من اجل رئيسكم يبقى بالحكم لازم تدافعون عن كرسيه! بهذه الاثناء يمر من جانبهم صبحي بهيئته المعهودة ويصيح باعلى صوته-النار الجزار...............النار الجزار............النار الجزار.............سمير يتوجه له ويقول-صبحي شنو غداكم؟يجاوبه صبحي-بانية خالي بانية........بينما عصام يشاهد ستار من الجهة الاخرى ويخبر سمير-باوع ذاك ستار البطل يمشي بطوله من يقدر عليه؟بهذه الاثناء تتوقف سيارة لاندروفر شرطة اجرام يترجلان ويتوجه شرطيان نحو ستار لك امشي اصعد ؟ستار ماشي اصعد وهو يصعد من اليمين يفتح الباب من الداخل على جهة اليسار ويخرج من السيارة هاربا ويعبر سياج النهر ويرمي بنفسه في النهر والشرطة يطلقوا الرصاص الى الاعلى ويصيحوا باعلى اصواتهم انهزم انهزم ستار يغوص غوصة طويلة .عصام وسمير متفائلين باستغراب مذهل وصبحي يعود وهو يقول-نعله على موتاكم ما تدوملكم.... نعله على موتاكم ما تدوملكم........مازالوا الشرطة منبهرين ومتشائمين احدهم يتصل بجهاز اللاسلكي واخر يغير اتجاه السيارة واحدهم ينظر الى ستار وهو في وسط النهر يستنشق الهواء بعمق ويغوص مرة اخرى تتجه الشرطة باتجاه السيارة يركبان وتنطلق. سمير يكلم عصام -ذوله الجرابيع مستحيل ايكمشوا ستار؟ لحظات يظهر في الضفة الاخرى من النهر يكمل المشوار سباحة ويخرج ويواصل مشيا على الاقدام باتجاه
البستان...
تابع رقم 9



#سليم_القرعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن البديل 7
- البحث عن البديل 6
- 5 البحث عن البديل
- البحث عن البديل 4
- (البحث عن البديل (3
- البحث عن بديل
- مايذكره المنفي


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم القرعاوي - البحث عن البديل 8