حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إسرائيل تتصرف بحرية، في التدمير، الفتك، البطش؛ الأنظمة العربية وقعت في شر أعمالها، قمعها لشعوبها قابله خنوع أمام محنة ضرب لبنان، حربها للجامعات فضحتها تكنولوجيا إسرائيلية كاسحة، مبادراتها للسلام والحكمة والتعقل لم تلقي إلا منتهي الاستهتار. خزي ما بعده خزي، ومذلة تفوق سابقاتها، والبقية لا بد وأن تأتي.
لكن الصورة لا بد أن تكتمل، الأنظمة العربية المستسلمة معروف أولها من آخرها، فأين فتوحات ملالي إيران الموعودة؟ أين الصامدون وراء الجولان؟ أين مئات الملايين من المسلمين المبعثرين علي الكرة الأرضية؟ الأنظمة العربية الغاطسة ليست وحدها، إنه حالها وحالهم، يشتركون في نفس الصفات، الإسراف في الكلام، علو الصوت، لوم الزمن والظروف، التباكي من المؤامرات التي تحاك ليلاً ونهاراً، الرفض والتهديد والوعيد، التمسك بالسفاسف والقشور، القهر والكبت، العنصرية والتمييز، اجترار الماضي وتناسي خطاياه.
جاءت محنة لبنان علي طبق من ذهب مرصع بالألماس، لتصفية الحسابات وتوزيع اتهامات الخيانة والعجز، فرصة ذهبية ألماسية لمعارضي الأنظمة العربية من حكومات وحركات، وكأنهم بأفضل حال. الحال من بعضه، لا تعايرني ولا أعايرك، كلهم في الهم والعجز والانكسار سواء، لا يستحقون ما هو أكثر، لم يسعوا لعلم، لحرية رأي، لحقوق إنسان، لاحترام المواطنين من كافة الطوائف والملل والأجناس، لم يتيحوا الفرص المتساوية أمام الجميع. علا صوت تشاتمهم علي صوت الصواريخ والقنابل، نيران الكراهية أكثر سخونة من لهيب الحرائق، آنات الجرحى لا تهزهم، ألِفوها، مأ أكثرها بأياديهم، علي بني جلدتهم وغيرهم.
لبنان لا يهمهم، لا أنظمة عربية بائسة فاجرة، ولا أنظمة معارضة كارهة صارخة، هدفهم جميعاً الكراسي، به يدقون الرقاب، تحت شعارات ملونة خادعة زائفة. كرهوا العلم، جميعاً، فذاقوا المهانة، في لبنان وغيره، يستحيل أن يتعظوا، تاريخهم جميعاً واحد، أنظمة علي الكراسي ومعارضيها، مكانهم ليس علي الأرض،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟