استنفار فلسطيني .. ماذا يحصل في القدس؟

طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 04:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

جرب الصهاينة كل الطرق التي يتمكنون من خلالها اغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية دون ان ينالهم رد فعل فلسطيني مؤثر ، وهم على أي حال لايؤخذون بنظر الأعتبار أي رد فعل دولي من نوع التنديد والأستنكار ،وقال فلان وتكلم علان وخاصة اذا صدر عن قادة العرب ،فقد سبق له وفهم كل ردودهم التي لاتتجاوز الحبر على الورق ، بأستثناء ابطال المنازلات أولئك المجربون ،والذين اذا قالوا فعلوا رغم انهم قادة لأحزاب أو تنظيمات وليس دول !
وطريقة مجيئ الأمريكان والصهاينة بالسلطة الفلسطينية الحالية بعد اغتيال ياسر عرفات ،كانت تصب في هذا المجال ،حيث أصبحت السلطة الفلسطينية قسم أمني تابع للصهاينة ينفذ أوامرهم ويحميهم وبأغطية وحجج شبيهة بتلك التي يمارسها عرب التطبيع ، حيث انهم مافتتؤا ينادون ليل نهار الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي لحماية الفلسطينين وأعادة حقوقهم المغتصبة ،بينما يستمر العدو في اغتصاب ارض جديدة ويبني عليها مستوطنات جديدة لقطعانه،وأفراد السلطة عارفون جيدا ً ان كل كلامهم هراء في هراء ، وان التاريخ لم يسجل حادثة أعيدت فيها الحقوق المغتصبة بدون جهاد وكفاح مسلح ورفض للاحتلال .
صفة الثوار :
ـــــــــــــــ
يرفض الثوار الحقيقيون كل انواع الهبات والرواتب والصلات مع المحتل ،ويفرضون رأيهم بالقوة وبعضهم يرفض حياة المكاتب والرفاه والدعة حتى بعد تحرير الأرض واستكمال النصر على العدو ،وهؤلاء موجودون في قيادات الفلسطينيين الذين رفضوا مهادنة العدو وعرفوا ان طريق القوة هو الطريق الوحيد لأستعادة الحقوق ، وصحيح انهم بحاجة للتأييد الخارجي من الأشقاء والأصدقاء ولكنهم وعلى قول الأمام الشافعي " ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمركْ وإذا قصدْتَ لحاجَة ٍ فاقْصِدْ لمعترفٍ بقدْرِكْ " يدركون انهم المعنيون أولا ً بمواجهة المحتل ،وعليهم تقدير من يساندهم ويعترف بحقوقهم ،فلا يلجئون الى متردد خائن وجبان .
فلسطين تغلي وتثور :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ممالاشك فيه ان العدو قد ذاق الأمريين بمواجهات بطولية خالدة لقنه الفلسطينييون دروسا ً لايمكن نسيانها ،فالأنتفاضتين الأولى " عام 1987 م – 1993 م " وكان سلاحها الحجارة وانطلقت من غزة ، ثمّ إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين،وسميت بأنتفاضة الحجارة .
والثانية انطلقت بين اعوام " 2000 م – 2005 م " من القدس بعد ان دنسها شارون، وتميزت هذه الانتفاضة بكثرة المواجهات المسلحة .
وبدون شك يخيفه اصطفاف الفلسطينيين في انتفاضة ثالثة قد تهد كيانه المنهار داخليا ً ،فنشاهده اليوم يشدد يوم ويتساهل يوم آخر محاولا ً التخلص من الضغط الشعبي الفلسطيني الذي يضييق على خناقه خلال ايام شهر رمضان الفضيل ، ولايعزى سبب الغليان الفلسطيني الى منع الفلسطينيين من التوجه للصلاة في المسجد الأقصى ولكنه غليان تراكمي على ممارسات الاحتلال اللاانسانية والمدعومة من قوى الطغيان العالمي ، فهو يصدر الأوامر لسكان حي الشيخ جراح بترك بيوتهم واراضيهم والجلاء ، وان استسهل الأمر سيستمر بأجلاء احياء أخرى في القدس التي اعلنها عاصمة له بمساندة امريكية ، والى معاملاته العنصرية للشعب الفلسطيني صاحب الأرض الأصلي .
وقد يتسائل البعض اذا كان العدو يدرك قوة الغضب الفلسطيني وعجز العدو عن تحمل انتفاضة ثالثة فما الذي يجعله يوغل في الدم الفلسطيني وفي سياسته العنصرية المتطرفة ؟
والجواب ان السنوات الماضية استأنس فيها الصهاينة الى السلطة الفلسطينية في رام الله ،والتي طاردت كل صوت وطني ولاحقت كل من تستطيع ملاحقته ،غير ان هذه السلطة تعيش ايامها الأخيرة بعد الغاء محمود عباس الأنتخابات الفلسطينية خوفا ً من فشله فيها .
كما ان رئيس وزراء العدو نتنياهو يعيش ايامه الأخيرة في السلطة بعد فشله في تشكيل حكومة ، وستبرز ضده الأتهامات ودعاوى الفساد التي كان يقمعها مادام في السلطة ولهذا فهو يقوم بخلط للأوراق بما يشبه الفوضى ،ويستعد لأجراء مناورات لجميع صنوف الجيش الصهيوني هذه الايام ،ممنيا ً نفسه بأثارة حرب في أحدى الجبهات الساخنة مع الصهاينة لكي يستمر في منصبه وينقذ نفسه .
ويؤكد ذلك ماجاء بخطاب سيد المقاومة في بيروت بمناسبة يوم القدس ،حيث حذر العدو من أي مغامرة ،وان رد المقاومة سيكون ليس في حسبانهم .
ليلة القدر والمرابطة البطولية في المسجد الاقصى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استنفار فلسطيني غير مسبوق ،ينطلق من كل فلسطين صوب المسجد الأقصى للمرابطة فيه واداء شعائر ليلة القدر المباركة ،وهذه الأجواء الأيمانية المشحونة بالعزيمة تمدهم بقوة لايمكن للعدو ان يواجهها ،رغم انهم يواجهون جنوده المدججين بالسلاح بصدور عارية ،لذا تنكشف ساحته وتبرز أخطائه للعالم ككيان عنصري مغتصب وحشي ، لايمكن ان يجمله كذب الأمريكان وتدليسهم ،وان الله ناصر المظلومين ماداموا ينتصرون لأنفسهم .

#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات