أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجد رشيد العويد - لبنان بين فتاوى بائسة وحزب ظنّ أنه الدولة














المزيد.....

لبنان بين فتاوى بائسة وحزب ظنّ أنه الدولة


ماجد رشيد العويد

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا تختلف في المآل، ومن وجهة نظر عامة فتوى الشيخ عبد الله جبرين بعدم جواز مساعدة المقاتلين في الجنوب اللبناني بحجة أنهم "رافضة" لا يجوز دعمهم ولا الدعاء لهم. لا تختلف هذه الفتوى البائسة عن مواقف عدد كبير من الدول العربية المجاورة منها والبعيدة، مواقف أفتت بترك لبنان لنفسه تُدمّره آلة حربية متطورة، لتنقل لنا الفضائيات العربية الرسمية منها والخاصة مشاهد مروّعة تثير فينا بعد مشاهد الرعب نوعاً من الغضب لا أدري إلى متى يظل غضباً صامتاً غير فعّال. ولعل الذي يثير الغضب أكثر أن جبهات عديدة مع العدو ما تزال باردة لم يُسمع فيها صوت عيار ناري منذ عقود طويلة، ونبصر فضائياتها تلعلع بالشعارات والأغاني الحماسية بدل الرصاص في جنون ما بعده جنون. ويساعد على حالة الغضب هذه أن حزب الله لم يذهب بعد انتصاره عام 2000 إلى حلّ ميليشياته وإدماج مقاتليه في الجيش اللبناني، والتحول بدوره إلى حزب سياسي.
وإذا كان لفتوى الشيخ البائس عبد الله جبرين ما يماثله من فتاوى في الجانب الآخر الشيعي، وفي الحدّ الأدنى من آراء في العراق، بل وفي لبنان ذاته حيث ذهب حسن نصر الله، وهو يلبس ثياب المفتي، إلى اعتبار المقاومة العراقية، وهي سنيّة الطابع، إرهاباً، ويُشَتمّ من هذا نفس طائفي يُفقِده للسيد حسن حضوره الطاغي لدى الشعوب العربية، وذهب أيضاً إلى حدّ التلويح بالتهديد لمن يقوم بانتقاده على خلفية تمثيلية عرضتها منذ حين قناة lbcنالت بقصد الكاركاتير منه، ونسي حينها أنه ليس معصوماً. أيضاً، وفي هذا الإطار وفي خطابه الأخير، أشار إلى أن المقاومين هم من أحفاد الحسن والحسين وعلي رضوان الله عليهم. وبما أنهم مسلمون فكان يجب أن يكونوا من أحفاد أبي بكر أيضاً وعمر وعثمان وغيرهم، وهذا ما يزكم أنف محبة الناس له، ما يحملنا على القول أنه لو يُترَك الأمرُ لهؤلاء المفتين وللمقاومين من رجال الدين فإن الأمة يكون قد اجتمع عليها حكّام ظلمة مع رجال دين يقودهم تاريخ عتيق طائفي النزعة لا يريدون نسيانه، ويقودونها بدورهم إلى جحيم سوف يتجاوز لبنان إلى ما بعده.
ولا شك أيضاً بأن للسيد حسن نصر الله حضوره وتأثيره المباشر على العامة وأكاد أقول على الخاصة أيضاً، فبواسطة بندقية المقاومة التي يقودها حررَ الجنوب اللبناني الذي عانى الاحتلال لأزيد من عقدين، واستطاع أن يحرر من الأسر عدداً كبيراً من اللبنانيين والعرب في صفقة تبادل الأسرى قبل عامين. ولا ننسى هنا أنه ضحى بولده هادي، وهذه لا يفعلها سوى المؤثرين على أنفسهم، ولا يتمكن من هذه الخاصية إلا الذين كان بهم خصاصة، ومكّن العربي على وجه العموم من الشعور بالثقة التي أضاعها الحكام على شعوبهم، الثقة من أنه قادر على الحرب وعلى دحر العدو. لكن هذا كله لا يعفي السيد حسن نصر الله من أنه ذهب بلبنان إلى مجهول ناري أتى على كامل بنيته التحتية، ولا يعفيه من أنه أنشأ عبر مقاومته دولة ضمن الدولة. لم يكن مطلوباً من مقاومة ما على أية أرض وفي أي زمان أن تكون بديلاً عن الدولة، ولبنان الصغير هذا، أثبت بها قبل عام 2000 وبالتفاف شعبه حولها، وبديمقراطيته وسط بحر الديكتاتوريات العربية العفنة، أنه البلد الذي يريد أن يتابع فكرة بنائه الدولة على أسس حديثة ومعاصرة بعيداً عن الخطاب القومي الذي تعفن، وبعيداً عن الشعارات التي فقدت بريقها منذ زمن بعيد. وإذا نجحت المقاومة سابقاً في تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني فلأنها كانت وسط الحضن اللبناني يحميها ويدفع عنها غائلة العدو. وأما أن تراهن المقاومة، وبعد تحرير الجنوب، على امتلاك اللبناني والعربي والإسلامي على قاعدة أن تكون رأس حربة لهؤلاء جميعاً، وفي ظل القطيعة القائمة بين الشعوب وأنظمتها، فهذا ما ستفشل فيه لأنها تراهن على الشعوب في الوقت الذي تقيم فيه علاقات حسنة مع أنظمة قتلتها.
ما من ريب في أن السيد حسن نصر الله يخوض حرباً صادقة ضد كيان ظالم مجرم، وما من ريب في أنه أثلج صدور العرب جميعاً من غير أمثال الشيخ المريض عبد الله جبرين بقصفه المدن الإسرائيلية التي لم تُقصف بهذه الشدة وهذا العمق منذ تأسيسها، والذي لم تستطع عليه أية دولة عربية من دول المواجهة والصمود والتصدي. ولكن الذي فيه ريب أن تحلّ المقاومة محل الدولة، فهل يفعلها السيد حسن نصر الله بعد انتصاره المعنوي على أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، ويساعد على حلّ ميليشياته، ويعيد لنفسه رأسمالها الرمزي الذي كوّنه لدى عامة الشعب العربي، وينتصر على نزعة البطولة التي تتملّكه، والتي تجعله رهينة أنظمة تمدّه بالمال والسلاح؟



#ماجد_رشيد_العويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدن الطلل
- السور
- اعتذار
- رائحة في الذاكرة
- كلمة في وداع الرجل الكبير
- تحية إلى سمر يزبك
- هل يجبّ انشقاق عبد الحليم خدام ما قبله؟
- المطلوب محاكمة حزب البعث قبل خدام
- الوهق
- بانتظارهم
- هل كانت الرقة رافداً من روافد العجيلي
- ثقة مستعادة
- صمت المثّال
- حجر على صراط
- طيبة
- الموت الأصغر
- السادن
- على جناحي ذبابة
- صيف حار
- وأخيراً رأيته


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجد رشيد العويد - لبنان بين فتاوى بائسة وحزب ظنّ أنه الدولة