|
كيف تم قتلي سعيد يوسف حج علي عودة
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6891 - 2021 / 5 / 7 - 09:19
المحور:
الادب والفن
كيف تم قتلي سعيد يوسف حج علي عودة شعرت بأن هناك من يسحب شيئا من جسدي، حتى بت لا أقدر القيام بأي حركة، حينها تكونت بداخلي طاقة هائلة لا أدري مصدرها، لملمت كل ما فيّ من قدرات وانطلقت، ولا أدري إلى أين اتجهت، تحمل شيئا مني، شيء قريب من أفكار كانت تراودني، لكنها ليست كالأفكار، بدت لي وكأنها كلام أو قول يختلط بالحلم وبما أشعر به، فكان عليّ أن أخرجه، لهذا كنت أختنق، فلم أستطع أن أميز الحلم من الواقع، هل أنا هذا؟ أم شيء آخر أو بعض مني؟ لقد كنت أرى جسدي ممددا على الأرض، الدماء تنز منه كأنه نبع ضعيف يخرج الماء، لهذا لم أكن على يقين لما يحدث لي، هل هو حلم أم حقيقة، فالدماء تخرج من جسدي أمامي، وأنا شيء آخر، وما يحريني أنني ما زلت قادرا على التحدث والتكلم وحتى الانتقال، لكن حركتي لم أكن أسيطر عليها، فأحيانا تأخذني إلى أعلى، ومرة تعود بي إلى أسفل، إلى جسدي الملقى على الأرض، إلى أن أخذتني بعيدا بحيث لم أعد أرى جسدي، فهل يمكن أن ترسو في مكان ما، أو تأتي لأحد ما لتخبره كيف تم قتلي. حلت تلك الطاقة في أكثر من شخص وبدا كل واحد منهم يتحدث كما وصله، وها هم يقدموها كما وصلتهم دون أي تغييرات أو إضافات. - "عليكم أن تعذروني أيها القراء، لأنني لست خبيرا في حبك القصص ولا في الكتابة، حيث أن اهتمامي منصبا على لعبة كرة القدم التي أعشقها، فبعد كل صلاة تراويح أذهب مع صديقي منذر إلى حوارة لكي نلعب الكرة مع زملائنا في مدرسة حوارة، فالكرة بالنسبة لي هي كل شيء. حينما كنا نسير معا، وعند بئر الماء تحديدا شاهدنا جنود الاحتلال يوقفون إحدى السيارات ويخرجون من فيها بجانب سور البئر، قاموا بتفيشهم واحدا تلو الآخر، عملنا على إبطاء خطواتنا، ونحن مشدوهون بالنظر إلى الجنود وهم يفتشون الركاب، قررنا العودة إلى بيوتنا فلم يعد هناك طريق للعب الكرة، لكن ما إن انتهوا منهم حتى سمعنا صوت أحد الجنود يخرج لنا من جانب الطريق ويرطن بكلام لم أفهم منه شيئا، كان صوته عاليا وبدت عليه العصبية، لا أدري ما يقول، لكن فهمت من إشارته أنه يطلب الهوية، فأخرجتها وأنا خائف، حينها تمنيت لو أنني لم آتِ إلى اللعب، لما سببه لي الجندي من فزع، حاولت أن أحدثهم بالإنجليزية وبما تعلمته منها: ـ ((I am going to blay fotbool بدا لي أنهم لا يفهمون ما أقول أو أنهم أظهروا عدم فهمهم، وأشار أحدهم بيده وهو يقول: ـ (ساع ساع) فلم أدرِ إلى أين أتجه، قررت العودة إلى بيتي في أودلا وقلت لصديقي منذر: ـ "يالله نرجع أحسن" وما أن ابتعدت بضع خطوات حتى سمعت صوت إطلاق الرصاص، شعرت بأن هناك كتلة من الثلج تخترقني، بعدها أخذ جسدي في الذبول وطاقتي على الحركة تتراجع حتى جاء ذلك الشيء الذي بدأ يسحب شيئا من جسدي المنهك، وخرجت مني تلك الطاقة. هكذا تم قتلتي". وقال "وائل الفقيه" بعد أن وصلته تلك الطاقة: "كان حلمي أن أكون بطلا رياضيا، أمثل أهلي ووطن، كان حلمي أن أكون أشهر لاعب قدم في العالم ... أنا الشهيد الحي سعيد عودة قتلني الاحتلال بدم بارد وتركني أنزف حتى الموت. أعرف أن العديد من أبناء جيلي سيحققون حلمي، ولكن هل هناك من سيحاسب الاحتلال بعد أن تم قتلي؟". وجاءت الطاقة إلى الشاعر "سامح أبو هنود" تقول: "هل فوحُ مسكِكَ أم عطرُ الجنان ذَكا أم أنّ ثغرُكَ لما (أُزلِفَت) ضحكا يا قلبَ أمكَ كم أعيا المصابُ به هل ناحَ في السّرِ مما صابهُ وَشَكا لم تذرف الدّمعَ يا صبرَ الفؤاد بها يا ذا اليقينُ الذي للروحِ قد مَلَكا يا زهرةَ القلب يا عصفورَ دنيتها هل قلتَ (أمي) قبيْلَ الصوت ما سَكَتا لا ما هَلَكتَ وهذي الأرضُ شاهدةٌ لكنّ قاتلُكَ المأفونُ مَن هَلَكا .. فامسك بجذرك في عمق التراب فما ألفيتُ غيرك أجدى منكَ إن مَسَكا" وجاءت إلى الشاعر "إسماعيل حج محمد" بهذا الشكل: "ربما وردٌ سيزهرُ ربما هذا الخريف الشؤم لكن إنما لا ينحني طفلٌ هنا إلا ليعرج للسما ... رأيتكَ في الجنازةِ عدوَ خيلٍ تقاتلُ ما سمعتُ لهنَّ آهُ شهيدُ الأرضِ يعبقُ في ثراها وهذي الأرضُ تعبقُ في ثراهُ" وجاءت إلى "محمود رزق الحواري": "عندما قتلوك يا سعيد وتركوك تنزف بدمائك الزكية.. قتلوا النخوة والضمير، قتلوا الكرامة، لقد نلت الشهادة يا سعيد، وتأكد أن دمك لن ينسى، وسيكون لعنة عليهم وعلى من يطبّع معهم إلى يوم الدين" وجاءت إلى الشاعر هنادي عفانة: "أطهوا الحجارة على نار جهنم.. أحركها بأنامل يلفها الألم.. حجارة تحمل تعاليم القسم.. وأفراس ترتعش ولسان يردد اسما متلعثما.. غدروك يا سعيد.. غدروك يا سعيد فارتديت زي الشهادة والعلم.. غدروك من قبل أن ينضج ذاك الطفل فيك وذاك الحلم.. والدك اليوم يكتب وصيتك على أسطح الليل مبتسماً، ويرسل خطابك على ظهور الريح والخيل. ووالدتك تصرخ مع كل طالع فجر يصحو مع الشمس: يا سعيد، يا سعيد، من قال إن الليل سيطيل لهم عمراً... من قال إن الله سينزل عليهم من بعدك المن والسلوى، من قال إن رصيد الأمهات نف ولَم يعد هناك صبر. من قال إن حفر التراب للشهداء قبر، وليس قصرا. من قال إنهم بالحياة أثرياء وإننا بالشهادة نزداد فقرا. اعلوا يا ولدي اعلوا يا سعيد بسماء ربك طيرا حرا حرا حرا". وجاءت إلى رياض سعادة: "حيث طالته يد الغدر والبطش الصهيوني مساء أمس بعد الإفطار فتركوه ينزف حتى ارتقى شهيدا. هنيئا لك الشهادة يا سعيد". وجاءت إلى الشاعر مراد السوداني والشاعر محمد دلة: "الفتى الشهيد سعيد يوسف عودة من أودلا الذي اغتالوه عن سبق إصرار وترصُّد.. سيبقى دمه يصفع وجوه القتلة.. وستتسامق أغصان دمه شجراً حربيا معانداً يكسر زيوف وجودهم. يا دمه .. شارة البروق وشرارة الجسارة." وجاءت إلى هبة جميل: "لو يرى العالم كم كان الفتى (سعيد يوسف عودة) سعيدًا، قبل أن تخترق ظهرَه رصاصةُ محتلٍّ وتقتله، يوم أمس. العالم أعمى حين يتعلّق الأمر بفتىً فلسطينيٍّ، جميلٍ، مبتسمٍ، ورياضيّ!". وجاءت إلى الشاعر محمود ضميدي بهذا الشكل: "سعيد يا سعيد يا سعيد سبقت إلى العلا فاليوم عيد وقد نلت الشهادة بامتياز وخط بمتنها عاش الشهيد" الشهيد البطل الطالب/ سعيد يوسف الحاج علي عودة ابن بلدتي حواره الذي أردته رصاصات الحقد الصهيوني بالأمس بالقرب من بلدة أودلا. رحم الله سعيدا، وتقبله شهيدا في الخالدين. المجد لك يا سعيد فقد حل عيدك قبل عيدنا، ونلت شهادتك قبل زملائك وقبل انتهاء العام الدراسي". وجاءت إلى صابرين فقهة: "سمي سعيد عودة انا طالب في الصف العاشر احب الرياضة وخاصة كرة القدم. حلمت بأحلام كبيرة واردت ان اكون اشهر لاعب كرة قدم في العالم كله. بالأمس كنت اتجول حول قريتي عودة قرب نابلس مع اعز اصدقائي الذين يهتمون بشؤوننا. وفجأة اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني قريتي واطلقوا النار علي بدم بارد وتركوني في الشارع انزف. عندما حاول صديقي مساعدتي، اطلقوا النار عليه ايضا، وأصابوه بجروح خطيرة. اعدمت بدون سبب غير ذلك انا فلسطيني اليوم استشهدت وتركت هذا العالم القاسي الى الافضل. ولكن هؤلاء القتلة الاطفال لا يجب ان يفلتوا من العقاب. من فضلك لا تشاهد فقط، تصرف." وجاءت إلى محمد فريد شريدة وإلى الإعلامي محمد شيخي: "لفلسطيني سعيد عودة (16 سنة) لاعب نادي مركز بلاطة أنهى الاحتلال الصهيوني حلمه بأن يصبح لاعبا محترفا بعد استشهاده برصاص المحتل على أرض قرية أودلا جنوب نابلس ♦ وكان الراحل ضمن الأسماء المعنية بالمشاركة في دوري بطولة شرم الشيخ العالمية لكرة القدم بمشاركة 12 دولة عربية، والتي ستقام في الثاني عشر من شهر جوان المقبل، ضمن فريق أكاديمية بيلي الألمانية الفلسطينية" وجاءت إلى الصحفي رومل شحرور: "معلش عمو سعيد .. حبيبي انت مش بحاجة لهالدنيا الفانية .. ربنا ريّحك من انك تكسب آثام الدنيا وآثام الصمت الجبان .. معلش يا عمو ان شاء الله تلتقي والديك وكل أحبابك على حوض الحبيب محمد .. بل وتكون شفيعا لهما وان يرزق الله والديك السكينة والصبر ** الى المطبعين العرب .. الشــ.هـ.يد #سعيد_عودة من حوارة وسكان اودلة جنوب نابلس .. طالب في الصف العاشر .. قتله من تريدون صنع سلام معهم من شذاذ الافاق الجبناء برصـاصة غادرة في ظهره" وجاءت إلى سعيد الوحيدي ""لم يزل يانعاً في عيون الصبايا ومستسلماً لغناء البلابل محتفلا بنجوم الدماء ولما يزل في الشوارع يمضي غزالاً ويمحو خطى الجند بالدم فوق الرمال و يأتي الى البحر كل مساء نبيا وقامته السرو والاحتفال غامضا كابتسامة طفل فسيحا كبيارة وسؤال" الطفل: سعيد عودة، 17 عاما، لاعب كرة قدم واعد بمركز الدفاع، قتله رصاص جيش "إسرائيل" أمس خلال مواجهات في أودلا." وجاءت إلى جمعة شنب: "لو يرى العالم كم كان الفتى (سعيد يوسف عودة) سعيدًا، قبل أن تخترق ظهرَه رصاصةُ محتلٍّ وتقتله، يوم أمس. العالم أعمى حين يتعلّق الأمر بفتىً فلسطينيٍّ، جميلٍ ، مبتسمٍ، ورياضيّ!"
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية يعقوبيل ناصر قواسمي
-
التضحية وجمالية تقديمها أحمد حسيان
-
عناصر الفرح في -عبرت الطريق- عبد السلام عطاري
-
الأدب والأحداث الميدانية -صاروخ تاه- وجيه مسعود
-
الأمنية وأثرها في قصيدة -رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍ- كميل
...
-
الدهشة في مجموعة -ماذا لو- سمير الشريف
-
معضلة السفر في كتاب -حرية مؤقتة- ناصر عطا الله
-
الصور والتشكيل في ديوان -منسي على الرف- عامر بدران
-
صوت المرأة في رواية -أنثى- ديانا الشناوي
-
التناسق في قصيدة - أدرّب القلب - جراح علاونة-
-
اللغة في ديوان -صيحة الحنظل- سليمان الحزين
-
شجاع الصفدي زلة منام
-
قصة -قراءة من وراء الزجاج- نزهة الرملاوي
-
عز الدين المناصرة ديوان قمر جرش كان حزينا
-
رواية اجتياح أسامة المغربي
-
تنظيم الفكرة في قصيدة -في الظلّ نسوني- كميل أبو حنيش
-
الروح الأدبية في كتاب -الإصحاح الأول لحرف الفاء-
-
وجية مسعود رمل وطريق الحرير
-
رواية يس أحمد أبو سليم
-
تركيب الألفاظ والمعنى في قصيدة -حائكة من طراز خاص- علاء حامد
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|