منصف الإدريسي الخمليشي
الحوار المتمدن-العدد: 6891 - 2021 / 5 / 7 - 02:17
المحور:
الادب والفن
قصة ناصر:
الجزء الأول:
و كعادته مكبل اليدين عائد من بيته, لا يعرف أين يحط كلماته هو ذلك الرجل المسكين الحائر الذي لا يفهم ما الذي يجري, ناصر شاب في عقده الثالث باحث الدكتوراه في موضوع " الحرية الانسانية بين البرلمان و القرآن"
ناصر يبيع الجوارب في أزقة مدينة أثرية في دولة حمراء يردد بصوته الأعذب و المارة يتجولون, ( التقاشر 2 دراهم و 3 بمية دريال) كل أيام الأسبوع يبيع الجوارب من الساعة السابعة إلى حدود الثامنة مساءا إلا دقيقة خوفا من الشرطة أن تعتقله بتهمة مخالفة حالة الطوارئ, ناصر طالب باحث عن علم و قوت و دواء لأمه المسنة التي تعاني من داء السكري تحتاج يوميا لحد الآنسولين, توفي الأب عندما كان الشاب طفلا, حياته كلها عقد بالرغم من أنه انضم لصفوف الحركات النضالية التي تدافع عن حقوق المعطلين الذين يبحثون عن وطن, وطنهم الذي يعتبرونه هو وظيفة بسيطة و بيت صغير لمحاربة البرد و الشتاء, كلها مطالب عادية لناصر الذي يريد أن ينتصر للفقر.
ذات يوم في عيد الأضحى كان ناصر جالس على أرض من أراضي الله الواسعة يبيع الأحبال من أجل شنق الأكباش بعد ذبحها, جاء أحد المناصرين للنظام في زي قائد بالقوات المساعدة فأخذ منه سلعته التي كانت رأسماله الوحيد الذي لا يتجاوز مئة درهم كان يطمع ناصر في أن يسعد أمه لكي يجمع بضعة أموال و يقتني خروف كثمن رضى الأم لكنه أسخط النظام لأنه كان يبيع و يلبس اللون الأسود و يطبع على ملبسه كفى تجبرا و كفانا قمعا سنعيش من أجل أمنا نحن نشتري الرضى لم يكن يتوقع أنه هو مسخوط النظام, فاعتقل أحبال المشنقة و ترك أم الشاب المسنة بدون أضحية و الطالب الباحث قرر أن يكون أحد المناصرين لقضية حزب حماية المعطلين, مر العيد بدون أضحية لكن الجيران كانوا أرحم من العالقين في مطبات التفكير الذي يقهر الفئة المثقفة, ذات يوم كان ناصر يتجول هناك و وجد قطعة سكر... يتبع
#منصف_الإدريسي_الخمليشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟