عواطف عبداللطيف
أديبة
الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
-فعلا اصبح الوضع لا يطاق
-لا استطيع الاحتمال لا كهرباء لا ماء لا حياة سموم امراض
خوف وذعر والبنات يكبرون
-لم يبقى شيئا ذهب الكثير ولم يبقى الا القليل
رن جرس هاتفه المحمول ليلا وكان صوت شقيقه على الطرف الاخر
-متى ستترك العراق يانمير
-لم يبقى شيئا انشاء فقد انتهيت من كل شئ
-ماذا بقي لك
-سأبيع اثاث البيت غدا
-لا تفكر بالمبلغ
-لقد انتهيت من تأجيربيت الوالدة وعرضت بيتي للأيجار
-وماذا تنتظر
-لا احد يريد ان يؤجر سأضطر الى تركه فارغا خوفا على بناتي
-تعجل الامور اخرج الى عمان اولا لنرى ماذا سنعمل لك ولعائلتتك
ساتصل باصدقائي غدا ليحجزوا لك شقة هناك
-شكرا
-هل انتهيت من تصديق الوثائق المدرسية للبنات من اجل اكمال دراستهن
-نعم
-لا تتأخر
-انشاء الله
-لا اله الا الله
-محمد رسول الله
اشرق الصباح وجاء من اتفق معه على شراء الاثاث وهو ينظر الى
كل قطعة منها بالم وحسرة وبقي يفكر بالسعر المعروض عليه ولكنه
تذكر ما سمعه من اخيه ليلة الامس فوافق من اجل عائلته وبدأ المشتري
بنقلها خارج المنزل وفرغ البيت من كل شئ
اتصل بمكتب السفريات واتفق على تأجير سيارة لتنقلهم فجر الغد الى
عمان
وبدأ الجميع بحزم الحقائب والعتمة تزداد وهم يفترشون الارض والجميع يحلم
بالغد الذي سيحمل الامل لهذه العائلة في العيش من جديد
الاصوات تتعالى خارج البيت ولم يعد يسمع سوى اصوات المؤذنين في كافة
الجوامع القريبة
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
خرج مسرعا وزوجته تناديه الى اين انت ذاهب يانمير في هذا الظلام
فقط لأرى ماذا يحدث قد يكون هناك من يحتاج المساعدة خارجا لا بد ان يكون
هنالك سببا لم كل الجوامع تكبر هل محلتنا في خطر هل وطني في خطر
-ولكن بناتك مفزوعات
-كوني بجانبهم حتى اعود لن أتأخر
ولم تعد تسمع سوى صوت الأطلاقات النارية من كل جانب وضيائها
يزيل عتمة الليل وهي تردد الايات القرآنية وترتجف ولكنها يجب ان تكون
صلبة امام البنات
حاولت ان ترى من النافذة ماذا يحدث لم تستطع ان تتبين شيئا
سكت كل شئ أقلقها تأخيره
خرجت الى باب الدار لتبحث عنه في الظلام
تسمرت في مكانها وسقطت مغشيا عليها وهي تراه ملقى على الارض
مضرجا بدمائه ليروي بها تربه الوطن الغالي باطلاقة امريكية طائشة
ويصبح رقما في سجل الشهداء وتتعالى صرخات بناته لتصل الى عنان
السماء ويضيع الحق وتتبدد الاحلام
#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟