أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...النص الكامل















المزيد.....



رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...النص الكامل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6890 - 2021 / 5 / 6 - 19:07
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


رسالة إلى السوريات _ ين الذين لم يولدوا بعد
(نص الرسالة الكامل )

الشعور فردي ، والواقع مشترك ، والحقيقة متعالية بطبيعتها .

لا يعرف الكثيرون سوى مشاعرهم ورغباتهم ، مشكلتنا أيضا .
الواقع بدأ يتكشف بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن ، لحسن الحظ .
الحقيقة هنا وهناك بالتزامن ، تدمج كل شيء بلا استثناء .
....
العلم يتضمن مختلف أنواع ، ومستويات ، المعرفة السابقة .
( العلم لا يفكر ) ، العبارة المنسوبة إلى هايدغر ، ليست عبارة غبية وجوفاء فقط ، بل تنطوي على الحد الأقصى من الادعاء والغرور .
العلم أداة وغاية بالتزامن ، أداة للمعرفة المتكاملة وعتبتها العليا .
يتمحور العلم حول المنطق والتجربة ، ويتضمن الحقيقة نظريا .
....
الفقرة أعلاه ، أكثر من رأي واقل من معلومة .
وهي حلقة مشتركة مع ، النص الجديد ( السعادة ) .
....
....
( رسالة مفتوحة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...)

لماذا ، وكيف ، يتعذر التعبير المناسب عن الواقع الحقيقي ( الموضوعي ) بدلالة المنطق الجدلي فقط ، والأحادي أكثر ؟!

الواقع أو الوجود الموضوعي ثلاثي البعد بالحد الأدنى ، ويتعذر اختزاله إلى اثنين أو واحد .
هذا الموضوع يمثل مشكلة مزمنة في الثقافة العالمية والفلسفة خاصة ، وأعتقد أنه سيبقى بلا حل صحيح ومناسب ، سوى انتقال التفكير إلى المنطق العلمي _ التعددي بطبيعته .
سأكتفي عبر هذا النص بمناقشة الموقف المعروف في الفلسفة ، والذي يعتبر أن الوجود ثنائي : وجود بالقوة وهو المستقبل ، ووجود بالفعل وهو الحاضر . وقد ناقشت الفكرة سابقا ، لكن حدث تطور في تفكيري حول الموضوع ، وأعتقد أنه يحمل بعض الفائدة للقارئ _ة المهتم بهذا النوع من الكتابة .
تمثيل الشيء أو الفكرة ( الوجود أو غيره ) بشكل ثنائي فقط ، لا يكفي للتعبير الصحيح والمناسب عنه .
نحتاج إلى إضافة الحد الثالث " الوجود بالأثر " وهو يمثل الماضي .
سأكمل مناقشة الموضوع في أخر النص ، عبر ملحق خاص .
1
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...
الواقع كلمة أساسية في فهم ( أو سوء فهم غالبا ) أي شيء .
وأنا الآن أكتب هذه الأفكار ، موجود بشكل مباشر وحقيقي في الواقع .
وانت تقرأ _ ين ها في واقع جديد ، ويختلف بالكامل عن الواقع الذي أعيش فيه ويتحدد باليوم أحد 25 / 4 / 2021 .
لن تحل مشكلة الواقع ( تعريفه وتحديده بشكل علمي ، منطقي وتجريبي ) ، لا في زمنك ولا خلال هذا القرن كله .
لو كانت مشكلة الواقع ممكنة الحل ، وبسهولة ، لما اختلف حولها الجميع إلى يومنا ( أنت وأنا قبلك ) .
نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات .
فرويد : سوف يبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد .
هايدغر : كيف يحضر الانسان في العالم ، ينبغي تحليل الحاضر أولا .
....
الجدلية العكسية بين الحياة والزمن بؤرة سوء الفهم المشترك .
ولا أعرف إلى متى يستمر الرفض اللاشعوري ، وغير الواعي بالطبع ، للنظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، وهي تتضمن الجدلية مع البرهان .
وقد قدمت 3 أسئلة ، من خلال التفكير العميق فيها ومحاولة الإجابة الصحيحة _ التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم _ يتكشف الواقع المباشر بوضوح .
الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل .
1 _ هل ينقص عمر الانسان ( الفرد ) ، عبر كل يوم جديد ، أم يتزايد ؟
2 _ اليوم الحالي هل يوجد في الحاضر أو الماضي أو المستقبل ؟
3 _ قبل ولادة الانسان ( الفرد ) بقرن مثلا ، أين يكون ؟
....
سوف أبدأ من السؤال الثالث : أين كنت قبل قرن من ولادتك ؟
قبل ولادة الفرد ( أنت وأنا والجميع ) لا يكون في العدم ، كما كان يعتقد غالبية الناس أو عند الله ( الجواب الغيبي ) .
بل يكون في وضع مدهش ، ومحير بالفعل :
جسده ( أو موروثاته ) يكون في الماضي ، عبر سلاسل الأسلاف ...حتى الجد _ة الأول _ى للإنسان ، وصولا إليك مباشرة عبر الأم _ الأب .
ويكون زمنه ووقته ( عمره ) في المستقبل ، بالعكس من الجسد الذي كون في الماضي بالطبع .
يبدأ الحاضر مع كل ولادة جديدة ، وينتهي أيضا مع كل حالة موت جديدة .
بعبارة ثانية ،
يبدأ الحاضر والحضور والمحضر ( الواقع المباشر ) مع ولادة كل فرد ، إنسان أو حيوان .
قبل الحاضر الأمس والماضي كله _ وصولا إلى الأزل _ أو الحلقة المفقودة بين الحياة والعدم . أو بين بداية الحياة والعدم .
( لا أحد يعرف كيف حدثت القفزة الأولى : من العدم إلى الحياة ) .
بعد الحاضر الغد والمستقبل كله _ وصولا إلى الأبد _ الحلقة المفقودة المقابلة بين الزمن والعدم . أو بين بداية الزمن والعدم .
( لا أحد يعرف كيف حدثت القفزة الأولى العكسية : من العدم إلى الزمن ).
هذه الفكرة الجديدة ، ظاهرة موضوعية ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أنا لا أتفلسف هنا ، ولا أتخيل .
بل أدرس ، بشكل منطقي وتجريبي ن ظاهرة موضوعية محددة بوضوح .
السؤال الثاني : هل اليوم الحالي ( أو الفترة مهما طالت أو قصرت ) في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل ؟
الجواب ثلاثي بطبيعته ولا يقبل الاختصار :
بالنسبة للحياء جميعا ، اليوم الحالي يجسد الحاضر .
وبالنسبة للموتى جميعا ، اليوم الحالي يجسد المستقبل .
وبالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، اليوم الحالي يجسد الماضي .
لا اعتقد أن طفل _ة بعد العاشرة متوسط الذكاء والحساسية ، يحتاج على شرح او برهان بعد بالنسبة للسؤال الثاني .
السؤال الأول : هل يتزايد العمر أم يتناقص ؟
بدلالة الحياة يتزايد العمر من الصفر حتى العمر الكامل .
بدلالة الزمن يتناقص العمر من بقية العمر ( الكامل ) إلى الصفر .
وهذه ظاهرة ، لكن بشكل غير مباشر ، ولها حل واحد صحيح ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) ، العلاقة بين الحياة والزمن صفرية :
س + ع = 0
الحياة تأتي من الماضي إلى الحاضر .
والزمن بالعكس يأتي من المستقبل إلى الحاضر .
تتكشف المسألة ، لو فكرنا بعمر وردة أو فراشة تعيش لعدة أيام فقط .
تتوضح الجدلية العكسية بين الحياة والزمن بدلالة العمر القصير ، وبعد الموت أكثر .
للبحث تتمة
....

لماذا ، وكيف ، يفضل غالبية البشر إلى يومنا ، بما فيهم أنت وأنا ، الفكرة الخطأ على المعلومة أو الفكرة الجديدة والعلمية ؟

من كتاب الدماغ والفكر
ثورة علوم الاستعراف
تنسيق فرانسوا دورتييه ، ترجمة محمد الدنيا ، وزارة الثقافة 2007
( لا شيء ينفي أن الرضيع يفكر ، بدءا من سن بضعة اشهر على الأقل . وفي السجل ، سجله هو ، أن بإمكانه ، عند تساوي عتاد أو مواد الامتحان ، أن يفكر على نحو أدق من طفل اكبر سنا في مرحلة إعادة التنظيم الاستعرافي . ولكن ، خلال النمو ، وعدا تنشيط الكفاءات المبكرة في الحالات المثلى ، التفكير يعني أيضا الوصف والكف .
الكف ليس شيئا سلبيا أو مجرد توقف نشاط ، ولكنه عملية إيجابية فعالة تقوم بها بعض أجهزة الجسم وتستهلك وقودا ( غذاء ) وتنتج طاقة تمنع نشاطا آخر . وقد يقوم الجهاز العصبي بنشاط آخر ليكف الكف . ويتناول الكف أي نشاط حركي ( عضلي ) أو إفرازي ( غدي ) أو فكري وانفعالي ، ويسمى الكف الشعوري لدافع أو سلوك ما قمعا وغير الشعوري كبتا ) .

1
الفكرة والمعلومة تربطهما علاقة من نوع التتام بين مرحلتين ، مثل المراهقة والنضج . تمثل الفكرة المرحلة الأولية والمشتركة ، بينما تمثل المعلومة المرحلة الخاصة ، الفردية والمكتسبة بطبيعتها .
الفكرة تجمع بين الصح والخطأ .
المعلومة تقارب الصح وتلامسه عبر التجربة والدليل .
العلم والفكر العلمي بمستوى ثانوي ، بين الواقع والحقيقة ، بينما الأيديولوجيا وبقية الأفكار ما قبل العلمية توجد بالمستوى الأولي الموروث والمشترك ، بين الرغبة والواقع .
....
المعلومة تتضمن الفكرة ، لكن العكس غير صحيح .
تتضمن المعلومة الفكرة ، كما يتضمن الشباب الطفولة والمراهقة .
بكلمات أخرى ،
الشعور والاعتقاد قبل الحقيقة والواقع ، وهو فردي ونسبي بطبيعته .
....
الإحصاءات لا تكذب .
الناس هم الذين يكذبون .
الإحصاءات علم ، والعلماء بشر .
2
الحقائق الثلاثة للزمن أو الوقت
1 _ للوقت ثلاثة أنواع أو مراحل معروفة وظاهرة للحواس ، الغد والمستقبل كمرحلة أولى ، اليوم الحاضر ، الأمس والماضي أخيرا .
2 _ يميز الانسان المتوسط بينها ، بسهولة نسبيا .
حيث الماضي والأمس حدث سابقا ، المستقبل لم يصل بعد ، والحاضر بينهما .
3 _ العلاقة بين الأزمنة الثلاثة غامضة ، ومصدر ثابت لسوء الفهم .
....
في البداية ، نشعر ونعتقد أن الزمن يبدأ من الماضي وينتقل إلى الحاضر ثم المستقبل أخيرا .
لكن ، بعد الانتباه إلى الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، تتكشف الصورة والحركة المزدوجة ( تشبه حركة الدرج الكهربائي ) .
للمغالطة الشعورية أشكال عديدة ومتنوعة ، أكثرها وضوحا : حركة القطار المجاور أو الباص ، حيث نشعر ونعتقد أن القطار الذي نجلس فيه قد تحرك بالفعل .
ثم نكتشف بالتجربة أن شعورنا يخدعنا ، ولا يعكس الواقع والحقيقة .
الشخصية النرجسية لا يمكنها فهم ذلك ، فقط الشخصية الموضوعية تميز بوضوح بين الشعور والواقع والحقيقة ( مستويات الوجود الموضوعي ) . حيث أن الشعور فردي ، يخطئ غالبا ، ويمثل المستوى الأولي والبدائي للمعرفة . بينما الواقع موضوعي ومشترك بين الجميع ، والحقيقة مع أنها موضع خلاف مزمن ، يوجد شبه اتفاق حول تمثيل الحقيقة العلمية خاصة للواقع ( هذه الفقرة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والبحث ) .
....
" الثقافة هي ما يبقى ،
عندما نكون قد نسينا كل شيء "
3
الواقع أو الوجود أو النتيجة = سبب + صدفة .
وهذه القاعدة العامة ، الشاملة والكونية .
....
نجح ناشيد سعيد عبر كتاب التداوي بالفلسفة ، بتحقيق خاصية الرفعة في الأسلوب ، التواضع والترفع بالتزامن .
بينما يستمر فشل حسين عجيب الفكري والأدبي ،
بقي الأسلوب في الكتاب الأول ( النظرية ) يتذبذب ، بين الغرور وتملق القارئ _ة ، مصدر الركاكة في النص المذكور وغيره .
4
علاقة التكلفة والجودة وجهان لعملة واحدة .
رفع الجودة هدف انساني مشترك ، بالتزامن مع خفض التكلفة .
وهنا تكمن المغالطة المحورية ، يتعذر رفع الجودة وخفض التكلفة معا .
علاقات الأخوة تمثل : جودة دنيا بتكلفة دنيا .
وتشبه الحياة في العطلة .
العلاقات العاطفية : تمثل جودة عليا وتكلفة عليا .
وتشبه التحضير لامتحان .
العلاقات الجديدة تمثل البديل الثالث بالفعل ، السلبي والايجابي بالتزامن .
....
....
لماذا ، وكيف ، يتفوق س فرويد على ب سكنر ، حتى اليوم ؟

السؤال تكملة لمقالة مترجمة بعنوان " لماذا نسينا باستور وما يزال فرويد بيننا " ، قرأتها منذ سنوات حيث يرجع الكاتب السبب ، لكون فرويد فيلسوفا أكثر منه عالما ، وموضوعاته جدلية بطبيعتها . على العكس من باستور العالم الكيميائي المشهور ، حيث أدرجت مكتشفاته ضمن المعرفة العلمية .
1
يتمحور اهتمام التحليل النفسي على الماضي ، وخبرات الطفولة أو ( الكبت واللاشعور بحسب تعابير التحليل نفسها ) . وعلى العكس منه ، تتمحور السلوكية حول المستقبل والنتيجة أو ( التعزيز بنوعيه السلبي أو الإيجابي ، أو العقاب والمحو بحسب التعابير السلوكية ) .
بكلمات أخرى ، يتمحور تركيز التحليل النفسي على السبب والبداية ، بينما يتمحور اهتمام السلوكيين على النتيجة والهدف .
علميا وفكريا ومنطقيا ، انتصرت السلوكية على التحليل النفسي . لكن ثقافيا ما يزال العكس هو الصحيح غالبا .
الموقف الثقافي الحالي يتضمن كلا المدرستين الهامتين في علم النفس .
....
تدين النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، بالفضل لتعديل السلوك المعرفي ، بمعرفة أن اتجاه حركة الزمن أو الوقت تأتي من المستقبل إلى الحاضر ، وليس من الماضي إلى الحاضر ، التي تمثل اتجاه حركة الحياة بالفعل .
والدين لمناهج تعديل السلوك المعرفي ، يرجع أساسا لاكتشاف الماضي الجديد ( أو الذاكرة الجديدة ) ، أحد المفاهيم الأساسية في النظرية .
....
نمط العيش الفردي _ المتوسط _ ثابت نسبيا ، وعلى درجة كبيرة من التوازن والاستقرار والمرونة ، سواء من خلال المقارنة مع الأسلاف أو مع بقية الأحياء .
2
يمكن تصنيف أنماط العيش الفردي بطرق عديدة ، ومتنوعة .
ومع كل التحفظ على هفوات التصنيف وسلبياته ، يبقى الإجراء الأفضل ، وخاصة مع غياب شبه كامل للبديل الموضوعي والمناسب ، ويكون أكثر منطقية ومصداقية بالفعل .
بدلالة الزمن أو الوقت يسهل تصنيف أنماط العيش الفردية :
1 _ الموقف التقليدي ، التمحور حول الماضي .
2 _ الموقف العام ، التمحور حول الحاضر فقط .
3 _ الموقف العلمي والمعرفي بصورة عامة ، التمحور حول المستقبل .
4 _ يمكن إضافة الموقف الرابع ، نمط العيش يوما بيوم .
....
الحياة استمرارية ، والزمن أيضا لكن بشكل معاكس .
يمكن تحديد الفرد بدلالة الحياة أو بدلالة الزمن ( الوقت والعمر ) .
متلازمة الجهد والوقت ، أو الحياة والزمن ، موضوع جديد على الرغم أهميته الفائقة ما يزال ضمن مجالات غير المفكر فيه ، في الثقافة العالمية والمحلية على السواء .
...
ليس الموت عدو الحياة بل الزمن
والعكس صحيح أيضا .
3
" أنصر أخاك ظالما ومظلوما "
حديث متفق عليه
تأويله : أنصر أخاك ظالما أو ، تعني أن تردعه عن الظلم .
تفسيره : علاقات القرابة أهم من القوانين الأخلاقية الجديدة .
يتعذر الجمع بين التفسير والتأويل ، أو القراءة الصحيحة ، في أغلب النصوص الفكرية أو الأدبية .
بذلك تتحقق مصداقية موقف جاك دريدا ، وعبارته الشهيرة :
" كل قراءة إساءة قراءة " .
القراءة نشاط مزدوج بطبيعته ، يدمج التفسير والتأويل بشكل لا شعوري .
عبر التأويل تكون القراءة من خارج النص ، والقارئ أهم من الكاتب والرسالة معا .
والعكس مع التفسير ، حيث القراءة والقارئ _ة بخدمة النص وسياقه الخاص .
4
في التحليل النفسي ، تعتبر البدايات والأسباب ( مرحلة الطفولة خاصة ) هي القاعدة ، والأهم لما يحدث لاحقا .
على العكس من موقف السلوكية ، حيث النتيجة والهدف هما الأهم والغاية .
" الشعور والسلوك وظيفة لنتائجه " القاعدة الأساسية في مناهج تعديل السلوك الإنساني _ والمعرفي خاصة .
السلوك ، ومعه الشعور الذي يتم تعزيزه ( سلبا أم إيجابا ) سوف يتكرر في المستقبل . والعكس ، السلوك مع الشعور الذي تجري معاقبته سوف يتوقف وينطفىء أو يتناقص على الأقل .
يوجد سوء فهم للتعزيز ، وخلط عام بين التعزيز السلبي وبين العقاب .
التعزيز السلبي ، يتم عبر إزالة المثيرات المكروهة ، وهو تعزيز للسلوك بطبيعة الحال . ويختلف عنه التعزيز الايجابي بإضافة المثيرات المرغوبة .
بينما العقاب يكون بإزالة المثيرات المرغوبة أو إضافة المثيرات المكروهة والمنفرة .
....
يتحدد ويتعرف التعزيز أو العقاب بالنتيجة فقط .
يخلط الكبار قبل الصغار بينهما ، حيث يعرف كلا من التعزيز أو العقاب بدلالة النتيجة . التعزيز يزيد السلوك ويقويه ، والعقاب بالعكس يزيله أو يضعفه .
الخلط هنا خاصة بالنسبة للصغار ، التلاميذ في المدرسة أو الأولاد في المنزل ، يشعرون بالمراقبة والانتباه أحيانا كنوع من الاهتمام أو التعزيز ، بينما الغاية منه ردع الطفل _ة . يعمل كتعزيز بالنسبة للطفل _ة ، وليس كعقاب كما هي الغاية من ممارسته .
5
الحكم النهائي للمستقبل في جميع القضايا ، لكن المشكلة الثابتة والمزمنة ، مع الحاضر والآن وكيفية التوفيق بينهما .
بالنسبة لمن يختارون الماضي ، فهو الجنون بعينه .
الماضي موجود بالأثر فقط ، وكل ما لا يتضمنه الأمس المباشر ( خلال 24 ساعة السابقة ) يتلاشى في العدم بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
....
....
لماذا ، وكيف ، نجح كتاب التداوي بالفلسفة ؟!
بينما يفشل مخطوط ( النظرية الجديدة للزمن ) بالتحول إلى كتاب ...

موضوع غريب ومختلف ، يحتاج إلى أسلوب مختلف بالكتابة .
1
أنت وأنا ، والجميع ، لدينا ما نخجل منه أمام أنفسنا .
هذه الفكرة ، الخبرة ، المشتركة بين تيارات التحليل النفسي ورموزه الخمسة فرويد وآدلر ويونغ وفرانكل وفروم مع بقية الفرويديين الجدد .
وبحسب قراءتي لأدبيات التحليل النفسي ، هي الوحيدة المشتركة بين الجميع . ربما يتحفظ عليها الفرويديون الجدد ، وقد يرفضونها صراحة .
....
لا أنصح القارئ _ ة بالمتابعة ، إذا لم يتمكن من فهم العبارة بالفعل ، عبر تطبيقها على حياته الشخصية .
....
الحيوان والعدو في الداخل أولا ، البهيمة أو الطفل وغيرها من التسميات المختلفة والمتعددة لفكرة واحدة : المشكلة في العقل هنا وليست هناك .
لأوضح أكثر :
يعيش الفرد الإنساني بمستوى معرفي _ أخلاقي ثابت نسبيا .
وهو بين الدرجات الأربع ، من الأدنى إلى الأرقى :
1 _ الصدق النرجسي .
نموذجه النميمة والوشاية والثرثرة القهرية ، لا يجهله أحد .
للأسف يرافقنا حتى الموت . ( معلومة وليست فكرة فقط ) .
2 _ الكذب .
3 _ الصدق .
4 _ الكذب الإيجابي .
نموذجه التواضع وانكار الفضل .
المستوى الرابع استثنائي ونادر بالفعل ، ولم يكن لدي أدنى فكرة عنه قبل سنة 2012 . مع أنني التقيته كممارسة عند بعض الصديقات والأصدقاء .
لكن بشكل عابر ، ولم أكن أفهمه .
وهذا المستوى الذي كتب فيه تشيخوف وسبينوزا ورياض الصاح الحسين وبيسوا وشيمبورسكا وغيرهم كثر بالطبع .
ما أزال يتملكني الذهول ، والقداسة ، عندما أتذكر أن غالبيتهم لم يبلغوا الخمسين وخاصة رياض 28 سنة فقط .
....
المستوى 1 و2 نمط المرض العقلي واتجاهه الثابت .
المستوى 3 و 4 نمط الصحة العقلية الثابت أيضا .
بين 2 و 3 نعيش جميعا ، غالبية البشر .
المحظوظون مثل حضرتي ، نتجاوز الستين والسبعين ، ونلامس المئة أحيانا .
ومن الطبيعي أن نتعلم بعض الحكمة ، والابداع ربما .
2
فكرة ، خبرة ، أو اسم وكلمة على رأس اللسان .
لكن ، مع فشلك في تذكرها .
....
ماذا يحدث بعدها ؟
....
الدماغ عضو التفكير ، وينتج الأفكار كما تنتج المثانة البول .
هذا مثال يتكرر عند الفيزيولوجيين .
وبحسب أريك فروم ، كان فرويد يفكر بهذه الطريقة .
....
الدماغ عضو الفكر والثقافة ، وهو يجسد المشترك الإنساني ، وبين مختلف الأحياء . بل اكثر من ذلك ، يمثل مركز القيادة والسلطة في الآلات .
3
يوجد تمرين بسيط وعميق الأثر ، يتمثل بمحاولة تذكر حدث بالأمس الأقرب بالتزامن مع تخيل حدث متوقع في الغد .
هذا التمرين أفضل دواء لعلاج الضجر أو القلق المزمن .
( التعود على مستوى متوسط من التوتر ، وهو بالفعل يتجاوز الضجر أو الاثارة المنخفضة بالتزامن مع تجاوز القلق والاثارة المرتفعة ) .
....
نخجل من أنفسنا لأننا نكبر وننمو ونتعلم ، ونحقق النضج المتكامل .
بينما الغالبية ، من لا يعرفون الخجل من النفس خاصة ، يعيشون حياتهم على مستوى الحاجة فقط ، أو الاستجابة السلبية وردود الأفعال .
هذه الفكرة غير مكتملة ، وتبدو كأنها تعتبر أن الخجل صفة إيجابية .
يمكن تشبيه مرحلة الخجل ، بمرحلة المراهقة ، حيث كثيرون لا يتجاوزون الصبيانية أو المرحلة الطفالية في الحياة . ويتمثل ذلك بالبقاء في مستوى الصراع فقط ( لا يفهم ، أو لا تفهم ، سوى لغة القوة ) .
4
كتاب ناشيد سعيد التداوي بالفلسفة ، جدير بالقراءة والتأمل والمناقشة .
وقد نصحت الأصدقاء والقراء ، بقراءته أكثر من مرة .
5
النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ،
تحولت ، بفضل الحوار والجدل العنيف أحيانا ، من أفكار مجردة إلى قوانين علمية تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
وخاصة الأسئلة الثلاثة ، التي تتمحور حول الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، كما أنها تصلح كبرهان ثلاثي لها بالمقابل .
1 _ هل يزداد العمر الشخصي ، كل يوم ، أم يتناقص ؟
2 _ اليوم الحالي ، هل يوجد في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر ؟
3 _ قبل ولادة الفرد ، بقرن مثلا ، أين كان _ ت ؟
عالجت الأسئلة الثلاثة سابقا ، وسوف أناقشها بطرق جديدة .
....
....
رسالة إلى السوريين _ ات الذين لم يولدوا بعد ... تكملة

التسامح عتبة الفضائل ، وشرطها المشترك والشامل بلا استثناء .
لا يقتصر التسامح على الجانب الارادي والقصدي ، تلك مغالطة .
التسامح مهارة عليا ، فردية ومكتسبة بالضرورة . بالإضافة لكونها مزدوجة ، فكرية وعاطفية بالتزامن ، الجانب الفكري يشبه تعلم لغة جديدة ، والعاطفي يتصل بالحب عبر تكامل الشخصية الفردية بمختلف جوانبها .
موقف الانتقام والثأر ، أو رد الفعل ، لا يجهله أحد ، أولي ومشترك .
موقف التسامح ثانوي ، ومكتسب ، يتمحور حول المستقبل على عكس اتجاه الانتقام الذي يتمحور حول الماضي دوما .
العلاقة بينهما من نوع التتام ، التسامح يتضمن القصاص والانتقام بينما العكس غير صحيح .
يمكن تشبيه العلاقة بين التسامح والانتقام بالعلاقة بين المربع والمستطيل مثلا . المربع يمثل حالة المستطيل في شروط خاصة فقط ، بينما المستطيل يتضمن المربع . والتشبيه الأفضل بمراحل العمر ، التي تمثل علاقات التتام النموذجية ، حيث كل مرحلة تطورية _على المستويين الفردي أو المشترك _ تتضمن ما سبقها بينما العكس غير صحيح .
( المنطق الثنائي الذي تمثله علاقة الوجود بالقوة والوجود بالفعل ، أحد المعيقات الأساسية في فهم الفكر الجديدة بالعموم ، لا النظرية الجديدة للزمن فقط . بحث هذه العلاقة في الملحق )
1
الإدمان عتبة الصحة العقلية وسقف المرض .
الخوارزمية أو التسلسل المنطقي ، والانتقال من ثنائية الجدل إلى تعددية الحوار ضرورة ، على المستويين الفردي والمشترك .
الحياة ثنائية القطب بطبيعتها .
المرض العقلي يتمثل بالانزياح الواضح نحو الهوس أو الاكتئاب .
التمدد الهستيري نحو الخارج _ الآخر ( النرجسي ) ، أو الانكماش والتمركز الذاتي الشديد ( النرجسي المقابل ) .
2


من مبدأ اللذة إلى مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع.. اتجاه الصحة والنضج المتكامل

1
اللذة ، طبيعتها وأنواعها وماهيتها ، محاولة تحديد عامة
لدينا ثلاثة علاقات ، مستويات ، بدلالة اللذة
1 _ اللذة والألم ، تشبه علاقة وجهي العملة الواحدة .
2 _ علاقة اللذة والفائدة أو الضرر ، ما تزال في مجال غير المفكر فيه .
3 _ علاقة اللذة والسعادة أو الشقاء ، وهي موضع جدل مزمن .
....
اللذة كمية بينما الفائدة ، أو الضرر ، غير كمية غالبا .
يمكن أن ينقلب الألم إلى لذة ، والعكس أسهل ، حيث تتحول اللذة إلى مشاعر مؤلمة ومزعجة أحيانا وقبل أن ننتبه .
الفائدة أو الضرر ، يمكن استبدالها بفكرة المصلحة بهدف التوضيح والفهم .
ما هي مصلحة الانسان الفرد ؟!
يوجد خطأ مشترك وسائد في الثقافة العربية ، حيث يتم وضع المصلحة الشخصية ، أو الفردية ، على التضاد مع المصلحة العامة والإنسانية .
وهذا خطأ وغلط .
صحيح لا يمكننا الدمج بين المصلحتين الفردية والإنسانية ، حيث تختلفان غالبا على مستوى الحاضر والمباشر . لكنهما ليسا نقيضين مطلقا .
2
يمكن ، وأعتقد أنه من الضروري أيضا ، تصنيف المصلحة الفردية عبر ثلاثة مستويات ومراحل :
1 _ المصلحة المباشرة .
تتصف بالتمركز الذاتي ، بصورة عامة .
2 _ المصلحة المتوسطة .
تتصف بالخطط والبرامج والالتزام ، وهي عادة بين سنة أو خمسة .
3 _ المصلحة العليا ( المتكاملة ) ، وهي تتمثل بالقيم الانسانية المشتركة .
هذه المرحلة تتصف بالنضج الفردي ، المتكامل ، بدلالة الصحة العقلية والتسامح والمرونة والتفكير الإبداعي والسعادة والحب . وهي متلازمة الصحة والنضج بحسب تجربتي الشخصية .
....

ملحق
بسهولة يمكن التمييز بين عدة أنماط للعيش بدلالة الجهد والانتباه
1 _ العيش بدلالة الجهد الأقصى ، مثالها النموذجي التحضير لامتحان أو مقابلة هامة . وتمثل علاقة جودة عليا بتكلفة دنيا .
ميزة هذا النمط الغياب الكلي للضجر والملل .
ومشكلته الأساسية التعب .
2 _ العيش بدلالة الجهد الأدنى ، مثاله خلال العطلة واليوم بعد الامتحان خاصة .
3 _ العيش يوما بيوم ، أو بدلالة ردود الأفعال .
وهي حالة عامة ، ومنتشرة بمختلف الثقافات والمجتمعات والأزمنة .
4 _ العيش وفق خطة ، في اتجاه هدف معلوم .
كلنا نعرف هذا النمط ، ونجيده أيضا ، لكننا نهمله غالبا . ونعود إليه فقط عند الضرورات والكوارث .
يمكن تعداد أنماط مختلفة أيضا ، لكن أعتقد أن الحالات الأربع السابقة تشمل نختلف أنماط العيش للبالغين .
....
مشاعرك مسؤوليتك ، نتيجة ومعلومة . مشتركة بين العلوم والفلسفة .
ومع ذلك نسارع للتهرب من المسؤولية الشخصية ، بشكل متناقض ومضحك بالنسبة لشركائنا خاصة .
....

ملحق
( مشكلة الواقع )
تتحول الثنائية إلى دائرة مباشرة ، لحظة تحولها إلى مزدوجة .
....
ما يزال التفكير الفلسفي بالعموم في المستوى الجدلي ، الثنائي بطبيعته .
المثال الأبرز على ذلك ، ثنائية الوجود بالقوة والوجود بالفعل .
لقد فهمت الفكرة بفضل أريك فروم ، فهو يناقشها قبل أن يستخدمها في العديد من كتبه ( المترجمة ) .
لكن ، تفكير أريك فروم نفسه يبقى ثنائيا ، حيث يساوي بين المنطقين الجدلي ( الثنائي ) والتعددي ( العلمي ) ، ويعتبرهما طريقين إلى المعرفة العلمية ، وبنفس درجة المصداقية والأهمية بالتزامن .
أعتقد أن ذلك الموقف خطأ بالمجمل ، وهو السبب الأساسي لبقاء الواقع المباشر أو الموضوعي ، مجرد فكرة ذهنية ، وبدون أي تحديد !؟
وأعتقد أن تفسير ذلك سهل ، بسيط وواضح ، بدلالة الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
....
الوجود بالقوة يمثل المستقبل .
الوجود بالفعل يمثل الواقع المباشر أو الحاضر .
الوجود بالأثر يمثل الماضي .
بعد تحويل الفكرة ، أي فكرة بصورة عامة ، من الثنائية إلى التعددية ، يتكشف الاتجاه : البداية والنهاية ( أو المنطلق والهدف ) .
وهكذا الأمر بالنسبة للزمن ، وهذه الفكرة قد أدركها العديد من الشعراء والفلاسفة كما ذكرت مرارا ، ولكن الغريب في الأمر أنهم لم يمنحوها الاهتمام الكافي !
....
بعد فهم الجدلية العكسية ، وحقيقة العلاقة بين الحياة والزمن ، يتكشف الواقع المباشر ، بوضوح :
المستقبل يمثل الوجود بالقوة بالنسبة للحياة ، ولكنه بالعكس يمثل الوجود بالأثر بالنسبة للزمن .
الماضي يمثل الوجود بالأثر بالنسبة للحياة ، لكنه بالعكس أيضا يمثل الوجود بالقوة بالنسبة للزمن .
الحاضر ، أو متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ، أو الوقاع المباشر يمثل الوجود بالفعل .
....
هذه الأفكار الجديدة بطبيعتها ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
وأحاول أن أفهم سبب رفضها أو تجاهلها ، سوى من قبل قلة نخوية ، وأجدني عاجزا عن تفسير ذلك .
أن النرجسية المشتركة تمثل التفسير الصحيح ، والحقيقي .
....
الحوار مفتوح ، وأرحب بالنقد المكتوب لطفا
....
....
رسالة إلى السوريين _ ات الذين لم يولدوا بعد ( الخاتمة )

التسامح والسعادة علاقة تتام ، حيث تتضمن السعادة التسامح بالضرورة .
بينما التسامح والجشع علاقة تناقض ، أحدهما يلغي الثاني بالتأكيد .
الجشع أو انشغال البال المزمن وعدم الكفاية مرض موروث ، ومشترك ، عقلي ونفسي واجتماعي بالتزامن .
أحد أهم الأسئلة المعلقة منذ عشرات القرون ، وهو مشترك بين التنوير الروحي وعلم النفس الاجتماعي الحالي :
لماذا لا يعيش الانسان بسعادة ( أنت وأنا والجميع ) ؟!
سأؤجل مناقشة هذا السؤال إلى نص جديد ، يتمحور حول السعادة أو نقيضها ، الشقاء ( المزمن ) الذي يغرق فيه السوريون _ ات عامة .
أرجو وآمل أن يكون السوريات _يون وغيرهم في زمنكم ، قد تعلموا فنون العيش بسلام وسعادة وحب وإبداع ....لكن بصراحة لست متفائلا .
1
ما هو الجشع ؟
أنصح القارئ _ة بجولة عبر غوغل ، لتكوين صورة عن الجشع .
باختصار شديد ، الجشع هو الجوع العقلي أو عدم الكفاية المزمن .
لا يوجد انسان لا يعاني من مشكلة الجشع وعدم الكفاية .
الاستثناء الوحيد ، هم المرض في الحد الأقصى ( النرجسية والفصام ) .
....
الجشع ( عدم الكفاية وانشغال البال المزمن ) مرض الإنسانية الموروث ، والمشترك ، وما يزال بدون حل .
لا تهدف هذه المساهمة إلى حل المشكلة فكريا ، أو سلوكيا ، فهذا يتجاوز المقدرة الفردية كما أعتقد . والفضل يعود أولا إلى أدبيات التنوير الروحي ، واريك فروم خاصة ، بفهمي الحالي للمشكلة التي أحاول عرضها بشكل مبسط ومختصر وواضح .
2
الجانب الفكري من المشكلة ، يتصل بالموقف من الواقع والزمن خاصة .
الواقع المباشر : هنا _ الآن ، كيف يكمن تحديده ، كمقدمة لفهمه ؟
الوجود أو الواقع الموضوعي دينامي ، ومتغير بطبيعته .
هذه الفكرة مشتركة ، ومتفق عليها بين العلم والفلسفة والتنوير الروحي .
لكن الاختلاف في التفاصيل ، والتفسير .
الحياة والزمن ، أو الوقت والجهد ، جدلية عكسية وما ينقص من الحياة يتعوض مباشرة بدلالة الوقت ( أو الزمن ) ، والعكس صحيح أيضا .
بعبارة ثانية وأكثر وضوحا ،
محصلة الحياة والزمن تساوي الصفر دوما .
والاختلاف في الزمن ( الجديد ) بالتزامن مع الحياة ( الجديدة ) .
....
الواقع الموضوعي ، يتضمن الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل .
بعبارة ثانية ،
الواقع المباشر : هنا _ الآن .
الواقع الموضوعي أو الوجود : ( هنا _ الآن ) + هناك المزدوجة ( الماضي والمستقبل ) .
3
الملل والتعب مشكلة الانسان المزمنة ، ليست بلا حلول ، ولكن .
الملل والأمان متلازمة ، يتعذر الفصل بينهما .
الاثارة والقلق ( أو التعب ) متلازمة ، ويتعذر الفصل بينهما .
....
ماذا تفعل _ي عادة ، عند الشعور بالملل ؟
هذا السؤال الصحيح ، يحتاج إلى الجواب الحقيقي ( الشخصي ) .
ماذا يفعل حسين عجيب عندما يشعر بالملل ؟
حتى الخمسين ، كنت أدخن أو اشرب كأسا او اهرب إلى هناك ... ( الأصدقاء والثرثرة وغيرها ) .
وكان الملل اليوم ، والطبيعي ، يتحول إلى سأم بشكل دوري ، ومستمر .
السأم هو الملل المزمن .
تستيقظ ضجرا .
هذه إشارة حمراء ، بلا تردد ، يلزمك المساعدة التخصصية .
4
لنتخيل مراهق _ ة بحالة ملل :
توجد خيارات عديدة ومتنوعة ( تناول الطعام ، التلفزيون ، النت ، الاتصال مع الاخر _ ين ، الكحول ، التدخين ) .
لكن ما سبق خيارات سلبية ، حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل .
الخيار الإيجابي ( او الهوايات ) ، يتمثل بحل مشكلة الحاضر لمصلحة المستقبل وبالتوافق معه .
يميل الانسان إلى تكرار السلوك السابق ، بنسبة تفوق التسعين بالمئة .
هذه معلومة ، يتفق عليها العلم والفلسفة والتنوير الروحي ( اتجاهل الأديان الرسمية ) ، لأنها تحولت إلى سلطات لا عقلانية ، يديرها موظفون أو رجال دين هم أشبه بالآلات ، واقرب لها من الحياة التي تتجه إلى المستقبل المجهول بطبيعته . اتجاه الحياة إلى المستقبل ( المجهول ) ، ثابت ووحيد ، والعكس اتجاه الزمن إلى الماضي ( المعلوم ) ثابت ووحيد بالمقابل .
....
السلوك الفردي والجديد لحل مشكلة الملل ، لا يحدث صدفة سوى بحالات نادرة واستثنائية . بل هو سلوك مكرر أو تقليد لآخرين _ ات .
وهو أحد نوعين فقط : سلوك إيجابي ( عادة شعورية وإرادية ) أو سلبي ( عادة انفعالية ، لاشعورية وغير واعية ولا إرادية بالتزامن ) .
السلوك الإيجابي ، يقلل من حالة السأم .
السلوك السلبي ، يضاعف حالة السأم .
....
ملحق 1
تحية إلى الأستاذ محمد الرياحي ...
سوف أكمل بعض الأفكار الواردة في النص ، خلال مناقشة الموضوع القادم ( السعادة ) ، الكلمة المفقودة من حياة السوريين خلال النصف الثاني للقرن الماضي _ بالتزامن مع النصف الأول من الحالي _ على الأقل ، حيث عشت حياة أقل ما يمكن وصفها به ( شاقة وخطرة ) . وكنت فاعلا ، في الثقافة السورية _ بشكل إيجابي _ أضعاف ما يعتقد السطحيون بمختلف مواقعهم .
....
من هو الشهيد ، أو كيف يمكن تعريفه وتحديده ، بشكل موضوعي ودقيق بالتزامن ؟
ذلك السؤال ناقشه الأستاذ محمد الرياحي سنة 1973 _ 1974 ، بعد حرب تشرين . وبعدما أوضحت طريقة تفكيري :
الله هو نفسه إله إسرائيل وسوريا ، هذه حقيقة مشتركة .
الشهيد بالنسبة لسوريا ، هو المجرم بالنسبة لإسرائيل .
والعكس صحيح تماما بالمقابل .
فكيف يمكن حل هذه المسألة ؟
أتذكر ابتسامة الأستاذ محمد تلك اللحظة ، وسوف ترافقني طويلا ..
السؤال الصح نصف الجواب الصح ،
وتابع السؤال الصح شكلا ومضمونا ، حين تكون الفكرة المناسبة في الوقت المناسب وفي الظرف المناسب .
كان الصف يتفجر بالفوضى واللغط ، يمكنك تخيل ذلك .
لكن الأستاذ محمد ، كان يستخدم سلطته الأخلاقية لا الوظيفية .
بينما كان آبائنا على النقيض ، يستخدمون سلطتهم الوظيفية ( الاجتماعية ) دوما وبلا استثناء يذكر .
أحيل إليك السؤال الشبيه ، السوريان وجوارهما ( القارئ _ة ) اللذان لم يولدا بعد :
ما معيارك للتمييز بين الشهيد أو القتيل ( أو الميت ) .
ملحق 2
تحية إلى بريخت
القاعدة : يخسر من يغضب أولا .
الاستثناء : يربح من يحب .
والعكس صحيح ، حتى في زمنك أيضا ، على مسؤوليتي .
ملحق 3
( عند الشهيد تلاقى الله والبشر )
من قصيدة للشاعر سليمان العيسى ، كتبها خلال حرب تشرين أو رمضان أو أكتوبر 73 .
فهمتها أول قراءة ، أن الشهيد حلقة وسطى بين الله والانسان .
بعبارة ثانية ،
الشهيد نصفه إله ونصفه بشر .
لم اكن قد سمعت بهرقل وغيره من أنصاف الآلة ، أو ربما أكون قد سمعت بها ولم أنتبه . وهو الاحتمال المرجح ، لأنني أتذكر جيدا ، درجة الغضب من بعض الزملاء عندما شرحت فكرتي ، ودرجة العناد والحدة التي دافعت بها عن الفكرة وتفسيري الشخصي للقصيدة .
بينما كان الأستاذ محمد الرياحي يبتسم ، بالطريقة الأبوية _ المتفهمة والمتسامحة _ التي كنا نفتقدها جميعا ( وما نزال ) .
أتمنى أن يكون زمنكم وقادتكم ودولتكم أفضل ، ويكون حظكم أفضل منا .
....
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...الخاتمة
- رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...تكملة
- رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...
- لماذا ، وكيف ، يفضل غالبية البشر الفكرة الخطأ على المعلومة ؟
- لماذا ، وكيف ، يتفوق فرويد على سكنر ؟
- لماذا
- ملخص النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، جديد ومتكامل
- الحب كله
- ملحق النظرية الجددسة للزمن _ الخلاصة
- ملحق النظرية الجددسة للزمن _ تكملة
- هل تحدث الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) بالتزام ...
- اسم الحب
- الفكر العلمي جديد بطبيعته 6 _ القسم الثاني
- الفكر العلمي جديد بطبيعته _ القسم الأول
- الفكر العلمي جديد بطبيعته 4
- الفكر العلمي جديد بطبيعته مع مقدمة جديدة
- الفكر العلمي جديد بطبيعته 3
- الفكر العلمي جديد بطبيعته 2
- الكتاب الثالث _ النظرية الجديدة للزمن ، الملف الأول
- الفكر العلمي جديد بطبيعته _ مقدمة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...النص الكامل