أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب هنا - قانا و-متلازمات جينوفيز-














المزيد.....

قانا و-متلازمات جينوفيز-


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تحضرني الآن ذكرى الآنسة "كيتي جينوفيز" التي أخذها الصراخ في شوارع نيويورك عندما تعرضت للاغتصاب والطعن أمام 37 من الشهود دون أن يحركوا ساكناً. ربما هذه الذكرى لم يسمع عنها الكثير من قراء جيل اليوم، ليس لأنهم أقل اطلاعاً بقـدر عـدم اهتمامهم بما يدور خارج مربع الوضع الفلسطيني، وفي أحسن الأحوال، الوضع العربي. وعندما انكب علم النفس على دراسة هذه الحالة التي ندى لها جبين العـالم جـراء الصمت الذي ترافق مع الوقائع، بل والذي حمل الأمة الأمريكية مسؤولية ما تعرضت إليه الآنسة "كيتي"، خرج بمصطلح أطلق عليه "متلازمات جينوفيز"، هذه المتلازمات عرفت فيما بعد بالصمت حيال كل الوحشية التي يتعرض لها أي كان أمام أعين الآخرين الذين لا يحركون ساكناً.
ولكن ما يحدث اليوم، وما يتعرض له الشعبان الفلسطيني واللبناني من أفظع الجرائم وبدعم من الولايات المتحدة وبصمت يكاد يكون مطلقاً، تقف "متلازمات جينوفيز"عاجزة أمام تفسيره، الأمر الذي ربما يدفعنا للاعتقاد بخطأ تفسير علم النفس حيال الصمت الذي ترافق مع وحشية الاغتصاب والقتل قبل أربع عقود ونيف، لدرجة قد يكون فيها أقرب إلى المنطق اعتبار سلوك الولايات المتحدة الأمريكية اللامبالي لما يتعرض له الشعبان الفلسطيني واللبناني، إنما هو سلوك عادي جداً لا يشغل بالها من قريب أو بعيد، خاصة وأن الأمر يتعلق بإسرائيل التي قامت على القتل الوحشي والتدمير الممنهج حتى تستمر في المحافظة على كيانها الدخيل، أو هكذا الاعتقاد السائد على المستوى السياسي بغض النظر عن الحزب الحاكم داخل هذا الكيان، فكلهم على السواء.



وبعد أن وطأت لهذا السلوك بالمتلازمات، لدي العديد من الملاحظات التي لابد من الوقوف عندها تحاشياً لصب الزيت على النار وإشعال ما تبقى من جسور ما زالت تربط الأمة العربية ببعضها.
- أولها: ينبغي ألا نكيل الاتهام للأمة العربية بكل مكوناتها، فهي ليست النظام الحاكم في كل قطر عربي.
- ثانيها: إن التمييز في هذه المرحلة بالذات واجب وضروري حتى ننصف البعض الذي ما زال مستعـداً لتقديم الدعـم اللازم من أجـل الاستمرار في التصـدي والصمـود في وجه العـدوان على الشعبين وخاصة اللبناني في ظل المذابـح التي يتعـرض لها في كل بقعـة من أراضيـه، وآخـرها حتى الآن "قانا".
- ثالثها: إن التمييز بين الشعوب والحكام مسألة في غاية الأهمية حتى لا نعطي المبررات السياسية أو الأخلاقيـة للأنظمة العربية التي شجعت بشكل أو بآخـر على استمرار العـدوان وبالتالي جر جماهيرها نحو البقاء في الكنف الأمريكي.
- رابعها: إن ما حدث في "قانا" مرشح أن يحدث في أي بقعة من بقاع لبنان وفلسطين، بل وفي العالم العربي في أي وقت،دون سماع أكثر من الكلمات الخجولة التي تصدر رفعاً للعتب ليس إلاّ، الأمر الذي يدفعنا، بل ومن الضروري أن يدفعنا نحو المزيد من الاعتماد على الذات وبالتالي تطوير الأدوات التي تستخدم في هذه المعركة بما ينسجم وحجم إمكانياتنا، وأعتقد أنها هائلة فيما لو أجدنا استخدامها على الوجه الحسن.
- خامسها: "قانا" في 1996 ليست هي "قانا" في 2006 لا سيما بعد هذا التطور النوعي في الإمكانيات والتكتيك الذي أجاد استخدامهما وعمل على تفعيلهما حزب الله خلال الفترة الماضية حاسباً الحساب لتكرار مثل هذه الجرائم والتحضير للرد عليها في الوقت المناسب.


وعليه لابد لنا، من النظر إلى هذه الجريمة تبعـاً لمعيارين، الأول: أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي لن تتوقف ما دمنا في موضع الدفاع بكل المقاييس المتعارف عليها، والثاني: قدرتنا على الرد، حتى نشكل مع العدو توازن رعب يدفعه صوب التفكير ألف مرة عندما يخطر في باله القيام بمثل هذه الجرائم على أننا في كل الأحوال نستطيع أن نجعل من أنفسنا متلازمات قانا وبنت جبيل ومارون الرأس وجباليا وغزة وجنين، وفقـاً للرؤيا التي تردع اسرائيل وتدفع العالم وعلى رأسه أمريكا إلى إعـادة حساباتهم قبل التـزام الصمت حيـال ما تتعرض له الشعوب العربيـة في أي مكان.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان وحزب الله في طور التحول
- رسالة الى غسان كنفاني في الذكرى ال33 لاستشهاده
- -17-مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 15
- -13- مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 11
- مازال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوباً
- شهادة ابداعية


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب هنا - قانا و-متلازمات جينوفيز-