أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - حول رمزية المقاومة المطلقة














المزيد.....

حول رمزية المقاومة المطلقة


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ آلاف السنين والبشرية لازالت تعيش على قرع طبول الحرب الدائمة غير المنقطعة , باعتبار أن الحرب تمثل الفعل الحركي تجاه الطرف الآخر , فإن ردة فعل الطرف الآخر طبيعية ومشروعة بقوانين العلم التطبيقي والطبيعي , غير أن التخبط النفساني المطبق في سلوك أحد الأطراف المتقاتلة , تدفعه دائماً إلى جمع أكبر قدر من المبررات الساذجة التي تمكنه من إقناع نفسه وجمهوره وتالياً العالم من حوله, بأن الظلم وقع عليه من الطرف المقاوم , فمهما أبدى من وحشية وهمجية وفعل هستيري يبقى هو المظلوم البريء , وتبقى ردة الفعل تمثل المقاوم الظالم ذاته ونعته بالمجرم والمعتدي وأخيراً بالإرهابي المخرب كما هو حال المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين .
خلط عجيب في مقادير الحروب , والأدهى من ذلك أن هذا الخلط يجري على مرأى العالم وفي وضح النهار , لو قدر للطرف القوي أن يكون ضعيفاً في المعركة , لبرر لنفسه وأعطاها الحق المطلق في الدفاع , وردة فعله التي تظهر على هيئة مقاومة مطلقة تتأتى من ذلك الحق المطلق المشرع في الكتب السماوية والقوانين الوضعية.
بالخوض في واقع المقاومة العربية , نسمع دائماً أصوات من كل الجهات تنادي باستمرار المقاومة ودعمها كونها الخيار الوحيد للتحرر , الكل يجمع على جدواها وفعاليتها في رسم وقائع على الأرض , فلولاها لما نالت الدول العربية استقلالها الأخير , ولو أنه أتم لاحقاً بخطوات سياسية حددت الموعد النهائي لخروج المحتل , وقد خرج عسكرياً لكنه بقى سياسياً وذلك لمقتضيات المصلحة الاستراتيجية التي وضعها منذ لحظة احتلاله , بالمقابل انحسرت المقاومة من بعض الأراضي التي رحل عنها , واتسعت أكثر في الأراضي التي احتلت مجدداً بعد خروجه منها, والمقصود بذلك خروج بريطانيا من فلسطين وإحلال إسرائيل بدلاً عنها .
مع احتلال إسرائيل لفلسطين ازداد وضع المقاومة تعقيداً عما عليه في السابق, فلم يعد يكفي أن تنعت إسرائيل المقاومة الفلسطينية بمختلف مشاربها بالإرهاب وحسب , بل أخذت أمريكا تشد على يدها وتصلي لأجلها بالبقاء وسحق المقاومة التي تتفق معها في نعتها بالإرهاب , السؤال الذي يجب طرحه في هذا الصدد , هل ثورة استقلال الولايات الأميركية عن بريطانيا في عام 1786 إرهاب أم مقاومة ؟ إذا كان إرهاباً كحال المقاومة الفلسطينية فمعنى ذلك أن جورج واشنطن أحد أبرز رموز الاستقلال الأميركي إرهابي أيضاً , لا بل حتى الثورة الفرنسية وثورة أكتوبر الروسية الاشتراكية إرهاب , أم أن الإرهاب يفصّل فقط على مقاسات الدول العربية والشعوب الإسلامية ؟.
فالبرغم من التصنيفات الطائشة للمقاومة , تظل المبعث الدائم للأمل في التحرر وبناء المستقبل الواعد , هذا ما تم التعبير عنه بوضوح من قبل الشعوب العربية التي خرجت من جحورها التي حفرتها الأنظمة وراحت تنادي بحياة المقاومة والمقاومين , سيما بعد الاعتداءات الإسرائيلية لغزة ولبنان بشماله وجنوبه , لو جرى استفتاء على المقاومة لعجزت الأرقام والنسب بالتحدث عن نفسها , ولفاقت نسب الاستفتاء الهزيلة التي يجريها الحكام العرب لأنفسهم بين فترة وأخرى أضعاف مضاعفة .
من الواضح أن الشارع العربي يغلي أملاً ورجاءً باستمرار المقاومة بغض النظر عن منبعها المذهبي أو العرقي , ولأنه عاجز عن مشاركتها في أرض المعركة لأسباب عدة تتصل بعوامل الجغرافية والمكان , فتراه يتخذ منها رمزاً يكفل له استرداد ما أخذ ويمده بشعور التحرر قريباً كان أم بعيداً , وحالة الإغلاق التام التي تمارسها الأنظمة على شعوبها , تدفع الأخيرة باللجوء إلى خندق المقاومة دون الدخول إليه , كنتيجة مباشرة لابتعاد الأنظمة عن خط المقاومة تجنباً من السخط السياسي الدولي وتبعاته عليها .
إن المقاومة المطلقة تتحدد بزمانها ومكانها المفتوحين على أرض المعركة المباشرة اللا منتهية , أمّا نسبيتها فمكانها الوحيد العدم , في حين تمثل رمزيتها المتنفس الأخير للشعوب وذلك لغرضين .. أولاً : للإجرام الوحشي الذي يرتكبه العدو يومياً في فلسطين , ثانياً : للقمع التعسفي الذي تسلكه الأنظمة يومياً إزاء شعوبها على امتداد الرقعة العربية .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها
- لبنان بين استقلالين
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها
- المعارضة السورية وثقافة الاتهام
- أبعد من الذبح
- ثمن أن يفيض الفرات
- عندما يفيض الفرات
- التماثل بين مساري الأيديولوجيا والشمولية


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - حول رمزية المقاومة المطلقة