أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ينتحرون حتى في الجنة














المزيد.....


ينتحرون حتى في الجنة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:17
المحور: كتابات ساخرة
    


جميع من يسكن نيوزيلندا يعرف جملة من الحقائق البسيطة عنها ، اولها ان السكان لايتجاوزون اربعة ملايين نسمة يعيشون في جزيرة كبيرة تكونت بفعل البراكين، اكتشفها بحار يدعى كوك، هاجر اليها الاوربيون منذ اكثر من اربعمائة سنة ونيف وبطقوا فيها اروع ما في الشريعة الاسلامية واقصد نظام التكافل الاجتماعي (بيت المال)، حيث تتكفل الدولة بصرف راتب اسبوعي لكل عاطل او عاطلة عن العمل مع راتب خاص لجميع الاولاد منذ بداية ولادتهم حتى التحاقهم باول عمل لهم بعد التخرج من الجامعة.
ولكن هذه البلد تعاني من مشكلة قاتلة انها الدولة رقم واحد عالميا في نسبة الانتحار، وهذه النسبة تنحصر مابين اعوام الرابعة والعشرين والخامسة والاربعين وهي السنين الرائعة في عمر الانسان.
شغلني هذا الامر كثيرا، سألت العديد من الشباب.
كان الفرصة امامي - بفعل مهنتي - ان اعرف الجواب من هؤلاء الذين اقلهم الى بيوتهم في عطلة نهاية الاسبوع بعد ان يتجولوا بين البارات الى ساعة متأخرة من الليل
لم اعثر على الجواب
ولكن لماذا ينتحرون؟
ها هي نيوزيلندا ، بلد من اجمل بلدان العالم في خضرته وهدوءه، بلد يحتل فيه قطع غصن شجرة او صدمها من قبل سائق مراهق الخبر التلفزيوني الاول في نشرة الاخباراليومية المسائية ... بلد فيه اروع هدية تقدمها في اعياد رأس السنة الميلادية هي كتاب جديد بلد حباها بنعمة انها بلد بلاجيران، وهي نعمة لاتقدر بثمن في هذه الايام ، فالجزيرة المعزولة مثل نيوزيلندا
لاتعرف الحروب ولا الارهاب ولا حتى الاعتقالات.
ولكن شبابها ينتحرون!
هذه الجزيرة التي تغلق فيها معظم مراكز الشرطة في الخامسة مساءا من كل يوم مثل اي متجر في سوق عمومي، ليتسمر شبابها بعد ذلك امام التلفزيون، ويخلد كبارها الى النوم، وتنعم فيها الخرفان وعددها اكثر من مائة وثمانين مليون خروف
بهدوء عجيب ... هذه الجزيرة تضطجع على خاصرة الموت كل يوم .
لأن شبابها ينتحرون
لماذا..؟ لا احد يدري
سألت العديد منهم ، شبابا من مختلف الاعمار ومختلف المهن ، لااحد يملك الاجابة المقنعة، فبعضهم يعتقد ان الحياة مملة ليس فيها مايستحق العيش ، والبعض الآخر يهز كتفيه غير مبال حتى بالسؤال ولكن كلهم يعرفون ان نسبة الانتحار في نيوزيلندا هي الاعلى في العالم.
كانت تجتاحني رغبة في ان اصرخ بوجوههم. كنت اريد ان اقول لهم ، وهذا مافعلته ذات يوم، اذ صرخت بوجه شاب كان يتأفف لان عليه ان يصحو في اليوم التالي مبكرا للذهاب الى العمل.
هل رأيتم عسس الليل في البلدان التي يستحم ليلها بمياه البحر الاحمر او البحر العربي او حتى مياه النيل الذين يقعون كما الكلب في انتظار فريسته وهل رايتم من يقتل الناس على الهوية..
هل سمعتم باحد يقلب اهم ركن من اركان علم الفيزياء بقوله ان المادة تفنى وتستحدث مدعما قوله بوضع الاجساد البشرية في احواض تحوي سائلا لايذيبها فقط وانما يلغيها من الوجود.. هل سمعتم عن ذاك الذي يطعم كلابه ونموره قلوبا بشرية لاناس لم تعجبه اشكالهم او انهم تجرأوا ونظروا اليه؟ هل سمعتم عن شباب يذهبون الى الحروب وهم لايعرفون لماذا ؟ هل سمعتم عن عواميد الاسمنت التي تجعل من اجساد البشر قوالب لها ؟ هل سمعتم عن الغرف التي تتحرك جدرانها باتجاه بعضها لتعجن البشر بعد ان تطبق عليهم؟
اذا لم تسمعوا بكل هذا وقصص اخرى يشيب لها شعر الوليد فارجوكم صادقا ان تسمعوها الان وتتوقفوا تماما عن التفكير بالموت فبلادكم ايها السادة ليست اجمل منها الا بلادي ، وحين يضوع الياسمين في صباحاتكم المشرقة فليس اعطر منه الا خضر الياس في بلادي.
لديكم حدائق تفوح منها عطور الدنيا كلها ليس اروع منها الا عطر القداح في بلادي.. هل شممتم الجوري..؟ هل عندكم جبل حمرين..؟ هل عندكم الفتاة التي اذا شربت عصير الزبيب يظهر لونه في شرايين رقبتها..؟ هل لديكم عيون (كلي علي بيك). ربما عندكم اجمل من ذلك....
ولكنكم تنتحرون
توقفوا عن الموت ايها السادة
فليس الواحد منكم عنده من الاسى جبل يمشي معه وينتقل، وليس الواحد منكم ايها السادة حين يخرج في الصباح لايعرف في اي محطة من محطات الباصات يموت
انه يموت غصبا عنه لانه يحب الحياة حد الجنون ومن اجلها يموت
هل عرفتم الان لماذا نموت نحن ولماذا انتم تموتون؟؟؟



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا مهدي المنتظر وهذا صك البراءة
- هكذا تحدث عبد الباقي بن يرفوع
- هكذا تكلم عبد الباقي بن يرفوع
- ميوشة تنذر للملا مطشر
- مازالوا يضحكون حتى اعداد هذا الخبر
- ميوشة تزور قبر الملا مطشر
- ميوشة تتفلسف على النسوان
- ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل
- ميوشة تبيع الثلج في كراج النهضة
- ميوشة تكتشف عذاب القبر
- اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟
- ميوشة تعتكف عن اللطم
- ميوشة تسأل في عيد ميلادها
- بعبع المخابرات
- هذا العصفور لا احبه
- الى محكمة العدل الدولية.... اني طالق ،طالق، طالق
- قاتل الله الجاجيك
- رسالة غير مكتوبة الى رب العزة


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ينتحرون حتى في الجنة