|
الزعيم الجنرال ابو حرب
عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن-العدد: 6887 - 2021 / 5 / 3 - 20:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اسهل طريقه لتدمير بلد مقاوم او ممانع او لديه قدر من الممانعه ! هي ان تقوم المخابرات الامبرياليه وبشكل خفي بدعم وصول ضابط فاشي براجماتي مغامر في هذا البلد الى السلطه ثم تغازله وتنفخه بالمديح وتقنعه بانه المفضل لديها والاقرب لها من الاخرين اي القوى الاخرى الوطنيه الراديكاليه المتطرفه المحسوبه على الطرف الاخر !! ولاباس ايضا ان تدعمه ب المال والسلاح او بالسلاح فقط ان كان لا ينقصه المال ولا بأس بمد الجسور والروابط الامنيه معه فالجنرال مفيد وسياساته مفيده he could be useful and we have to support him فقط يكفي الدوائر الامبرياليه ان يصل هذا الجنرال البليد المغرور الواهم واشباهه الى السلطه لكي تضمن ان هذا الرجل وحاشيته سيقوم بتدمير كل شئ في البلد ابتداء من بعض المكاسب الاجتماعيه التي حققتها الثوره او كلها مرورا بتصفيه قوى المعارضه الوطنيه الحقيقيه وتمزيق النسيج الاجتماعي عبر اثاره النعرات القوميه والطائفيه والمذهبيه والجهويه بقمعه السياسي الجنوني العنيف لاصحاب القوميات والطوائف والمذاهب الاخرى والاحزاب الاخرى الوطنيه بمختلف مشاربها الفكريه والسياسيه تحت شعار الوحده الوطنيه والامن والامان وصولا الى جر البلاد او الانجرار الى حروب ومغامرات عسكريه خارجيه او داخليه او الاثنين معا وخوض نزاعات في الداخل او مع الجوار - يمكن تجنبها بطرق سلميه - تكون نتيجتها تدمير كل المكتسبات الوطنيه التي تحققت طوال عقود في البنيه التحتيه والثروه والسلام والاستقرار الاجتماعي واخيرا توفير ذريعه للتدخل الامبريالي السياسي العسكري تحت ذرائع شتى منها حمايه الديموقراطيه من الدكتاتور ( الذي ساهمت هي بصنعه ودعمته منذ البدايه !! ) ووقف انتهاكات حقوق الانسان او حفظ السلام او حمايه المصالح الدوليه او انقاذ الدوله والمجتمع من الفشل ! الفشل حسب المفهوم الاميركي اي مفهوم فشل الدوله والذي يتم تقديمه مع القائمه السنويه للدول الفاشله في مجله فورين بوليسي الاميركيه كل عام وهو طبعا الفشل الذي تتسبب في معظمه السياسات الاميركيه العولميه المتحكمه بهذه البلدان والنشاط الهدام للمخابرات الاميركيه فيها طبعا الجنرال ابو حرب الذي نقصده هو ذلك الجنرال الشعبوي الفاشي اليميني الذي يظهر فجأه من بين انقاض صراعات رموز الثوره اليساريين وهو في الغالب شخص بليد جاهل فاقد للثقافه والوعي الثوري ومزاجه السياسي اقرب لليمين الفاشي في بعض الاحيان يرفع هذا الجنرال شعارات يساريه ويطبق بعض برامج اليسار لكنه في جوهر نظامه السياسي وقراراته وسلوكياته يعتبر يمين فاشي و يفضح حقيقه نواياه وتوجهه في اقرب فرصه او ازمه سياسيه او اقتصاديه عاده ما يكون نظامه اكبر المتسببين بها !! عندها يتراجع عن بعض او اهم البرامج اليساريه الاجتماعيه التي تصب في مصلحه الكادحين واحيانا يتخلى عنها كلها وعند مراجعه تاريخ هؤلاء نكون بصدد نوعيه من الجنرالات متشابهين في التفكير والمزاج والعقد والتنشئه التربويه والميول الثقافيه وينحدرون في الغالب من طبقه اجتماعيه معينه مأزومه ك (البورجوازيه الصغيره او الفئات الوسطى ) ونادرا ما يأتون من صفوف الكادحين الفقراء !! وتكون طريقه ظهورهم وملابسات صعودهم الفجائي او التدريجي الى السلطه متشابهه ! وتبعث على الريبه ! لانها في الغالب الاعم لعبه امبرياليه استخباريه اميركيه ! قذره لا تصدر الا عن عقل جهنمي شيطاني قذر ك عقل السي اي ايه او الموساد وغيرها من اجهزه القمع الامبريالي الصهيوني لعبه تستفيد طبعا ولا يمكن ان تنجح الا اذا توفرت الظروف الاجتماعيه المتأزمه جدا وهي الظروف التي كما اسلفنا تسهم الامبرياليه وادواتها في صنع بعض منها !
جنرال ابو حرب او اشباهه هؤلاء تتابعهم بذكاء المخابرات الامبرياليه الاميركيه من وقت مبكر وتحرص على الاتصال بهم والتأثير عليهم بشتى الوسائل وتوجيههم في اتجاه معين احيانا دون اي شعور منهم !!
ولكن لا يمكن لامثال هؤلاء الذين يظهرون فجأه على مسرح التاريخ كابطال قوميين شعبويين في نظر قطاع واسع من شعوبهم اي كتله الغفل و البله ممن يميلون الى تمجيد القوه : اوساط البروليتاريا الرثه و الاميه الفلاحيه المعدمه والفقيره ومفقرو الطبقه الوسطى من المهنيين والموظفين وكذلك اوساط العاطلين والمعطلين عن العمل وايضا قطاع لا باس من النساء الاميات او الساقطات الكائن المستضعف مهيض الجناح قلنا ان الجنرالات من هذه النوعيه لا يمكن لهم ان يحققوا مرادهم من دون ان تساعدهم الظروف الاجتماعيه الموضوعيه المتأزمه فهم في الغالب يأتون بعيد ذروه صراع سياسي عنيف بين اجنحه الثوره يمين يسار او الفرقاء داخل اليسار بالترافق مع خيبات امل شعبيه من برامج فاشله او مغامره ومتسرعه لهذا اليسار الثوري المبتدئ حديث العهد بالاداره والسلطه ! هذا ما لاحظناه في السبعينات والثمانينات او يأتون في اعقاب حرب اهليه نشبت مع الثوره كاحدى توابعها او بعيد تدخل خارجي اجنبي استعماري او غير استعماري او بعد وصول احد التيارات اليمينيه السياسيه المضاده للثوره المدعومه خارجيا من بلد معادي او من جهه استعماريه وهنا كثيرا ما تكون احزاب دينيه متطرفه ارهابيه او بعيد محاوله محمومه لبقايا النظام السابق الذي اسقطته الثوره العوده الى السلطه وهنا ياتي دور حصان طرواده !! الفارس الملهم المتسلل الجنرااااااااااااال ابو حرب يأتي الجنرال ابو حرب ويأتي زمنه في ذروه نشاط الثوره المضاده التي تدعمها وتقودها الامبرياليه الاطلسيه الاميركيه تحديدا واذنابها الرجعيون في كل مكان فالاميركان مشهورون بدورهم الكبير في انتاج العشرات من هؤلاء ودعم الكثير منهم على امتداد دول العالم الثالث في اسيا وافريقيا وايضا في اميركا الجنوبيه لاحظ فتره اواخر السبعينات - اواخر الثمانينات وهي الفتره الذهبيه التي انتعشت فيها ظاهره ابو حرب الكارثيه ولاحظ كثره الدول العربيه التي برز فيها !! عموما هي ظاهره سادت وبرزت بامتياز طوال عقود القرن العشرين ولا زالت مستمره حتى الان
هناك تنويعات كثيره لظاهره الجنرال ابو حرب ابتداء من بونابرتيه لويس بونابرت ( نابوليون الثالث ) منتصف القرن التاسع عشر مرورا بعساكر قومجيه فاشيست جرى استنساخهم في كل مكان من اوروبا الى ما يسمى العالم الثالث والعالم الثاني بعضهم تسبب بحروب عالميه مجنونه وصولا الى جنرالات اليوم الذين يعتلون السلطه بقوه الحديد والنار محمولين احيانا على اكتاف جماهير الشعب ولسان حالهم يقول ( نحن نشكر الظروف ) مستفيدين بطبيعه الحال من حاله زواج العسكر مع الطبقه البورجوازيه وتبرجزهم ونشوء ما يمكن تسميته ب ( الارميتاريا ) وسيطرتها على اهم مفاصل الاقتصاد مستفيدين ايضا من الهلع البورجوازي والامبريالي من حاله فقدان السيطره والخروج من دائره النفوذ الامبريالي الاميركي الصهيوني وهي الحاله الاكثر انتشارا في بعض البقاع الجغرافيه في العالم نجدها على وجه الخصوص في اميركا الجنوبيه ابان السبعينات والثمانينات وفي الشرق الاوسط حتى الان في الكثير من الدول التي تحكمها بورجوازيه طفيليه تابعه شديده الهيمنه ولها قبضه بوليسيه متمكنه على البلد والتي سقطت في اوحال الازمه الاقتصاديه الطاحنه وتسببت بسياساتها الكارثيه في افقار شرائح واسعه من المجتمع ودفعت البلاد الى حاله المجاعه والافلاس والغرق في الديون والفساد والنهب المنظم تلجأ هذه الطبقات البورجوازيه الحاكمه الى الاستعانه بالجنرال ابو حرب ودعمه وتمكينه من استلام السلطه لضمان بقاء مصالحها الاقتصاديه غير المشروعه وخوفا من وقوع البلد في يد الثوار اليساريين الاشتراكيين الذين يسببون الرعب والخوف لها ببرنامجهم الثوري المسمى ب التأميم كما كان الحال سابقا في السبعينات او الوقوع تحت قبضه الارهابيين الدينيين كما هو الحال اليوم ايضا لا يفوتنا ان الامبرياليه الاطلسيه وعلى رأسها اميركا كانت ولا زالت تقدم شتى انواع الدعم للجنرال الملهم الشريك والصديق حليفنا في المنطقه منقذ الشعب الجنرال المؤمن الذي يتم تقديمه بشعارات حمايه الوحده والجمهوريه والملكيه الخاصه ومصالح كل الطبقات وحبيب الشعب والفقراء نصير الغلابى والمستضعفين المحافظ على الهويه والتراث والاصاله والذي يقف بالضد من المتطرفين الارهابيين او المخربين عملاء روسيا والصين على تنويعاتهم قديما وحديثا العملاء الفاشلين الطوباويين المعزولين عن الواقع اصحاب الافكار والبرامج المستوره التي لا تصلح للتطبيق هذه هي الظاهره الاجتماسياسيه التي نكبنا بها وبغيرها من الظواهر الجنرال ابو حرب ملك الديماغوجيه استاذ البراجماتيه لديه الصفات التاليه : بورجوازي طفيلي - شعبوي يميني - فاسد مبذر - صاحب مشاريع ترفيه في بعض الاحيان - جاهل غير مثقف - عميل تابع للامبرياليه - مطبع مع الصهيونيه بدرجه ما - قمعي دموي سفاح يقمع بالحديد والنار كل الحراكات الشعبيه او الاضرابات او الاعتصامات يقمع الصحفيين وسجونه مليئه بالمعارضين من كل نوع وهي سجون زاخره بكل تقنيات التعذيب وصنوف الاهانه والاذلال - ديكتاتوري يقوم بتصفيه بقيه القوى السياسيه - شمولي يسيطر على جميع اجهزه الدوله بما فيها اجهزه الهيمنه الايديولوجيه والمرتفعات الاقتصاديه وكل اوعيه الاقتصاد و منظمات المجتمع المدني والنقابات ويجيرها لمصلحه النظام يقوم بتمييع البرلمان يزور الانتخابات ويجعلها انتخابات شكليه - ذو اعلام موجه سفيه مطبل - يتعاون بكثافه مع الامبرياليين والصهاينه يقدم احيانا تسهيلات وتنازلات في السياده الوطنيه ووو
#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اواخر ايام النظام
-
حان وقت التدوير الوظيفي
-
من هو المدير الجيد
-
سد النهضه مشروع كارثي
-
ليل اميركي طويل يوشك على الانتهاء
-
الماء أساس الحياه ( مرحلتان زرقاء وخضراء ) (2-2)
-
الماء اساس الحياه (1-2)
-
حلف ابراهام
-
اميركا ، صفحات سوداء وإرهاب لا نظير له
-
ده بتاع اتوبيس
-
اخر ايه من سفر التنين
-
عن محور المقاومه
-
الشيطنه
-
المستقبليات بين التفاؤل والواقع
-
مفرقعات السيد بومبيو
-
أنظمة الجمهورية الثانية وانحطاطها الأيديولوجي
-
الزمن الصيني القادم
-
هل من رجوع الى الصواب
-
اميركا المنقسمه في الداخل
-
الترامبيزم
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|