أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ياسين الحاج صالح - أهل بيت الموت!














المزيد.....

أهل بيت الموت!


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 11:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ قيام إسرائيل، انبنت فاعليتها الردعية على إقحام المدنيين في الحروب المتواصلة التي خاضتها ضد العرب. ولدى الإسرائيليين مذهب كامل حول هذا الشأن: ينبغي أن تكون إسرائيل مجنونة أو غير مسؤولة في مواجهة أعدائها، كي تكسر عينهم ولا يتجاسروا على مواجهتها، وعليها التصرف مثل أزعر الحارة الذي يخشاه الجميع. صاغ موشيه دايان مبدأ الزعرنة هذا كما يلي: "يجب أن تكون إسرائيل مثل كلب مسعور، أخطر من أن يضايقه احد". التطبيق الأمثل لهذا المذهب هو إدماج المدنيين والبنى التحتية المدنية بصورة ثابتة ومستقرة في أي عمل عسكري. فلم تخض إسرائيل أبدا حربا عسكرية محضا، وبالخصوص حين تواجه بمقاومة حقيقية، كما هو الشأن في حروبها اللبنانية والفلسطينية. سيكون من المبتذل القول إنها دولة إرهابية. إن تجربتها المكونة عام 1948 هي تجربة مذابح وإجلاء وتطهير عرقي. وهذا شيء يتخطى الإرهاب المبتذل، أي استهداف المدنيين للحصول على نتائج سياسية، إلى الإبادة والاقتلاع الجذري الشبيه بالهولوكوست النازي. الإرهاب الإسرائيلي تكويني، وليس محض ممارسة شاذة من الصنف الذي تمارسه دول العالم جميعا. ولهذا الإرهاب التكويني تجليات دموية: مذبحة دير ياسين 1948 التي حصدت حياة 254 فلسطينيا؛ مذبحة قبية عام 1953، وقد راح ضحيتها 66 فلسطينيا؛ مذبحة كفر قاسم عام 1956، ولم يقتل الإسرائيليون فيها إلا 47 فلسطينيا؛ هذا فضلا عن مذبحة أبو زعبل التي قتل فيها 70 عاملا مصريا عام 1970؛ وبعدها بقليل مذبحة مدرسة بحر البقر الابتدائية التي قطفت أرواح 46 طفلا مصريا... وصولا إلى قانا الأولى قبل عشر سنوات بـ106 من اللبنانيين، وقانا الثانية التي ما زالت دماء أكثر من 60 من أهلها خضراء. فضلا عن تعهد المذبحة العلم: مذبحة صبرا وشاتيلا. أما في فلسطين منذ مطلع الانتفاضة الثانية فصناعة الموت تكاد تكون جزءا من روتين الحياة اليومية تحت الاحتلال.
ونتكلم على تجليات دموية، وليس على تاريخ دموي، لأنه ليس للإرهاب التكويني تاريخ ولا أسباب، له ذرائع فحسب. وهو يفيض من الكائن الإسرائيلي، الحائز على ما قبل تاريخ (قبل الدولة) معقد نحتاج أكثر وأكثر إلى الغوص فيه. نحتاج كذلك إلى إقرار مبدئي باختلاف تاريخ اليهود المبدئي عن تاريخ الدولة اليهودية. يمكن أن نتعاطف مع الأول ونجد فيه سندا للكفاح من أجل الحرية والمساواة والعدالة لا يفعل التاريخ الآخر إلا تشويهه والتلاعب به. إن إسرائيل حليفة للموت، بينما التاريخ اليهودي الذي تنتحله، مثل غيره وربما أكثر من غيره، كفاح من اجل الحياة.
كان تاريخ دولة إسرائيل مسطورا بالدم، دم العرب، الفلسطينيين واللبنانيين، والمصريين والسوريين والأردنيين في عهد يتقادم، ولكن أيضا دم اليهود. بديع ونفاذ ما نسب إلى ميشيل بوتيل، الشاعر الفرنسي، في "السفير" قبل أيام: "إن أسوأ ما كان يمكن أن يحصل لليهود بعد الهولوكوست هو إنشاء دولة إسرائيل. فقد أفسدت هذه الدولة فكر الهولوكوست، ووقفة الصمت اللانهائية التي كان يجب أن تنتج عنه. وتاريخ الحضارة الغربية والعالم تحملا عواقب وخيمة لهذا الإنشاء. كما لو أن مجرمين تسلطوا على المقابر وشرعوا في ابتزاز الزائرين".
شهداء
لا تحرم المذبحة الإسرائيلية الجديدة لبنانيين من الحياة فقط، ولكنها تحرمهم من الحق في موت فردي حميم، من كفن خاص، من قبر شخصي، ومن شاهدة قبر هي بمثابة بطاقة هوية شخصية للميت. إنها تستهدفهم في هويتهم العامة، اللبنانية، بقدر ما تنكر على كل منهم ذاتية تخصه. وهي تمنحهم هوية لم يؤخذ رأيهم بشأنها: شهداء.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصلحة لبنان والعرب منع هزيمة حزب الله
- بالمقلوب: متطرفون عموميون ومعتدلون خواص!
- حرب ضد لبنان: استراتيجية ممتنعة وعدالة غائبة
- أقنعة النظام الشرق أوسطي المتعددة
- عن الأمن المطلق والمقاومة المطلقة وزيغ الحداثة
- محنة المثقفين السوريين بين أهل التخوين وأهل الاعتقال
- بين ليبراليتين في سوريا: -ليبرالية موضوعية- بلا وعي ذاتي، و- ...
- في صدد خصائص ثلاثة لليبرالية الجديدة العربية
- الليبرالية والديمقراطية والحداثة السياسية
- في أن الغرب طائفي، وأن موقع العقل الكوني شاغر
- إطلاق سراح الماضي لقطع الطريق على ثمانينات جديدة...
- احتلال الجولان وانتقاص مقومات الوطنية السورية
- تحت ظلال العار..!
- ميشيل كيلو وولادة المثقف السوري
- من -العروبة أولا- و-سوريا أولا- إلى الوطنية الدستورية
- -انغماس في العيب- حقاً!
- أوربا ومخاطر انفجار قيامي للشرق الأوسط
- خارج السلطة: تحول موقع الماركسية الثقافي
- تساؤلات بصدد الحرب الأهلية والحرب الطائفية
- في أية شروط تغدو الطوائف فاعلين سياسيين؟


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ياسين الحاج صالح - أهل بيت الموت!