|
من تدمر إلى قانا 2 هل تسمعني؟ حوّل ..!!
بدرالدين حسن قربي
الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 11:00
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لانعتقد أن الدولة الصهيونية تحتاج، أو تفتقد الدليل للتأكيد على وحشيتها وأعمالها الإجرامية إلا إذا احتاجت البدهيات في حياتنا إلى براهين للتدليل على مثل أن القومجيين والعروبيين في دول الصمود والتصدي والمقاومة والمقاولة، وبلاد الممانعة والمصاولة والمنازلة والمجاولة هم دول استبداد وقمع وقهر، وأنظمة (تشبيحٍ) وإذلال للمواطن وسرقته وإفقاره. من هنا نقول إن قانا 1 أو قانا 2 أو ماكان من بداية سني النشأة والتكون للدولة العبرية كمجازر ديرياسين، البريج وقبية القدس وخان يونس، وقلقيلية وكفرقاسم والسموع وقانا و..و..و.الخ وحتى اليوم، ليس فيه الجديد إجراماً وتوحشاً. فأهداف هذه المجازر معروفة لأصحابها، ولعل من أهمها إشاعة الرعب والهول والموت والتدمير الذي يتسبّب في هجرة الكثير والكثير من المواطنين العزّل والمدنيين الأبرياء المسالمين إلى مناطق أخرى من الأرض أو البلد أو الدولة التي كانوا فيها. ولنا على هذا الكلام شاهد (أمركاني) و(عروبي قومجي) مما تتداوله الصحافة ووكالات الأنباء هذه الأيام. مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية - طلب عدم الكشف عن اسمه – قال: إن تعليق الضربات الجوية على الجنوب اللبناني سيبدأ العمل به فورا. وخلال هذا فإن إسرائيل ستنسق مع الأمم المتحدة لتنظيم " ممر آمن " لمدة 24 ساعة للمدنيين وسكان جنوب لبنان الذين يرغبون بمغادرة المنطقة. ومن الممكن تجديد فترة الأربع والعشرين ساعة للممر الآمن بعد نفاده حسبما جاء في تصريحات مواطنه السيد/آدم ايرلي مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية. أما الآخر وهو السيد/الياس مراد رئيس تحرير صحيفة البعث السورية فلقد قال: إن المجازر التي ارتكبها "الإجرام" الإسرائيلي في لبنان وتدمير منشآته هي "جزء من مخطط تهجير وإبادة للشعب اللبناني كما فعل في فلسطين المحتلة. فالطرفان (الأمريكي والعربي) أشارا إلى هدف التهجير، وزاد عليه العرباوي هدف الإبادة والاستئصال. هذا ولئن واجهت وتواجه المجازر الإسرائلية على العموم تغطيةً دولية، ترافقها في معظم الأحيان استنكارات وتاسفات وحزن من معظم العواصم العالمية وكل العواصم العربية، وهي أشبه ماتكون بطقوس عهر للتغطية والنفاق والمجاملة على هكذا جرائم، التي تقف فيها معظم دول العالم متفرجةً بين شامتٍ وغير مبالٍ أو ساكتٍ أو مبررٍ لتأكيد أن للسياسة عهر ومجون في منظومة القيم وعالم الواقع. ولعل النظام السوري والجار اللبناني يشكل نموذجاً إعلامياً وشاهداً على ماقدمنا من القول والفعل أو الفكرة والكلمة. فلقد وزعت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس بشار الأسد أعرب باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن " الصدمة والألم للمجزرة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل صباح اليوم بحق المدنيين الأبرياء في قانا والتي تعكس مرة أخرى همجية هذا الكيان الغاصب وإرهاب الدولة الذي يمارسه تحت سمع العالم وبصره ". كما اعتبر السيد/الياس مراد إضافةً لما نقلناه عنه: أن قيام العدو الإسرائيلي بارتكاب مجزرة قانا أمر "ليس غريبا على الكيان العنصري الصهيوني القائم على مثل هذه الأعمال"، كما وتمنى االسيد/ مراد أن تتأثر "ضمائر البعض في لبنان" وأن توقظها "دماء وأرواح الأطفال اللبنانيين الذين استشهدوا في المجزرة".
وعَوْدٌ إلى عنوان المقال، لتذكرَنا جريمة قانا الأولى والثانية بمجزرةٍ تمت منذ 26 عاماً وقريباً من هذه الأيام، ولم تحظ بالتغطية الإعلامية أو الإدانة أوالشجب الدولي أوبالعقوبات اللازمة على مرتكبيها بل مرت وسط تعتيمٍ إعلاميٍ كامل من التقاء مصالح اقليميةٍ ودوليةٍ. نعم..!! على يد نظامٍ استبدادي قمعي ارتُكِبَتْ مجزرةٌ من أكبر مجازر القرن العشرين بامتياز، عندما قام العديد من ضباط الجيش وعناصره وبأوامر من رئيس النظام نفسه وأخيه بقتل قرابة ألفٍ سجين ومعتقل داخل غرفهم وزنزاناتهم من كرام الناس وأحرارهم وعلمائهم ومفكريهم وأصحاب الرأي فيهم، ممن رفضوا الخنوع لقيم القمع والاستبداد والفساد التي حاول البطّاشون والإرهابييون فرضها على البلاد والعباد، وذلك في أقل من ساعةٍ من زمن ودون أية محاكمات حتى صورية أوغير ذلك من الإجراءات التي تعارف عليها بني الإنسان، ثمّ ليدفنوا في مقابر جماعية لايعرفها أحد. فتجاوزوا فيما فعلوه في مجزرتهم تلك مافعله الصهاينة في مجازر كفر قاسم وديرياسين وقانا عدداً وقتلاً وفتكاً، وكان للنظام المختار فضل السبق عليهم بما اقترفت يداه وبالطريقة المميزة التي نفذ بها جريمته الوضيعة، فحققوا بذلك أكبر عملية تهجيرٍ طوعاً وكرهاً لعشرات الآلاف من الناس، وأكبر عملية إبادةٍ جماعية وقتلٍ وتشريدٍ لمعارضيهم.
نحن لانقارن بين مجازر قانا وتدمر، كي نقلل من شأن ضحايا قانا الأولى والثانية أو لنبرّرَ لهكذا مجازر وحشية، فقتل نفسٍ واحدةٍ هو جريمة جريمة جريمة بكل معاني الإنسانية والقيم والأخلاق والشرائع والقيم، وإنما نريد التذكير ولفت عناية القاريء إلى أن قانا ليست المجزرة الأولى أو الأخيرة التي ينفذها وحوش البشر في منطقتنا بل هنالك مجازر أخرى لم يتكلم عنها الإعلام ولم نر لها وعنها صوراً، وهي أكبر وأكبر وأكبر من مجزرة قانا التي نراها عبر وسائل الإعلام. مجازر (قانا) نفذها معتدون آثمون ومغتصبون من أعداء أمتنا، ضحاياها معروفون بأسمائهم وأماكن دفنهم وعددهم. أما ضحايا ( تدمر) نفذها بطاشون مستبدون قمعيون دمويون من أبناء جلدتنا، يتكتمون على أسماء الضحايا وأماكن مقابرهم الجماعية وعددِهم الذي هو أضعاف مجازر الأعداء.
ولئن كان جزارو( قانا وأخواتها ) يبررون مجازرهم ويفتئتون لكل منها عذراً، ويفتعلون تبريراً، فإن جزارينا أخذوا الطريق من أقصره، فما برروا ولا اعتذروا، وإنما قنّنوا وقالوا في تشريعٍ رسمي وقانون (شغّال عمال على بطال): لايجوز ملاحقة أيٍ من العاملين في الإدارة ( إدارة أمن الدولة) عن ( الجرائم ) التي يرتكبها أثناء تنفيذ المهمات الموكولة إليهم أو في معرض قيامهم بها إلا بموجب أمر ملاحقة يصدر عن المدير...!!
فلئن كنا نُدِين، ونفضح وحوش مجزرة ( قانا )، فإننا ننادي ونطالب بفضح وبهدلة كل الجزارين على صفحات الجرائد والفضائيات والاتجاه نحو المنظمات الانسانية والدولية بهذه القضية لفضح الطغاة والمجرمين والقتلة، والعمل على أخذهم بالنواصي والأقدام بكل فئاتهم ورتبهم ومناصبهم أحياءً وأمواتاً إلى ساحات القضاء والمحاكم الدولية لمحاكمتهم عن جرائمهم ضد الإنسانية والبشرية مستخدمين كل الوسائل القانونية والمشروعة للكشف عن ضحاياهم ومقابرهم الجماعية.
الرحمة والمغفرة والرضوان للشهداء أطفالاً ونساءً ورجالاً في (قانات) فلسطين الصامدة، وفي (قانا) و(قانات) لبناننا المقاوم ممن قتّلوا وذبّحوا بأيدي شعب الله المختار وعلى يدي أجهزة القمع والتصفية للنظام الجار، ولشهدائنا في ( تدمر) ممن هم ضحايا النظام المختار. الذل والهوان لكل أعداء الإنسان وقيم الإنسانية في الحياة الكريمة للإنسان من الظلمة والظالمين والفاسدين والمفسدين والمتاجرين بأرواح الكادحين وكرامتهم ولقمة عيشهم من سلالة فرعون وجنوده، والويل لطغاة العصر وجزاريه من يومٍٍٍ يسألونك: متى هو..!!؟ قل: عسى أن يكون قريباً
#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أسر المواطن إلى أسر الوطن
-
عادت (مي) والعود أحمد
-
أمَ المجازر..!؟ مجزرة تدمر
-
ليالي الصالحية أم الليالي التدمرية..!!؟
-
هلوسات في الفكر والسياسة
-
السادس من أيار/مايو بين لوائنا السليب وجولاننا المحتل (قراءة
...
-
عن خطابٍ خشبي سألوني!!
-
بشهادة « الحُص» ، الحق حَصْحَص..!؟
-
قنطار لبنان أم قناطير الشام !!؟
-
السادس من أيار/مايو يوم شامي متجدد
-
محطات شامية
-
اختر الإجابة الصحيحة، أو هاتها من عندك!!!
-
آهات البشر بين منتظري المسيح والمهدي المنتظر
-
محطات سورية ( 10 ) أخ كريم وأسرة كريمة
-
محطات سورية ( 9 ) الله لايعطيكم عافية
-
الإعلام السوري العلني في - جبهة الخلاص الوطني -
-
الثورة الفرنسية في شامستان
-
محطات سورية 1
-
محطات سورية
-
ذكرى الميلاد المجيد
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|