أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علاء كعيد حسب - في حوار حصري قبل وفاته.. المناضل المغربي علي بوشوى: الوطن فوق كل شيء.. و المناضلون الحقيقيون تم التنكر لهم














المزيد.....

في حوار حصري قبل وفاته.. المناضل المغربي علي بوشوى: الوطن فوق كل شيء.. و المناضلون الحقيقيون تم التنكر لهم


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 6884 - 2021 / 4 / 30 - 18:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ليلة الجمعة 23 أبريل 2021، فقد المغرب مناضلا من طينة خاصة، مناضلا يساريا رسم مسارا من الشهامة و الوطنية و عزة النفس و الكرامة، مناضلا كان رمزا للإخلاص و الوفاء، مناضلا إسمه علي بوشوى.

و بوفاته في ليلة باردة من ليالي شهر رمضان المبارك، تكون صفحة اخرى قد طويت من كتاب اليسار المغربي، مخلفة معها تاريخا مجيدا في حب الوطن و النضال لأجله. بوشوى، أو سي علي كما يناديه أحبائه و معارفه و أهل قريته تغدوين التي أحبها طوال حياته، من مولده حتى وفاته، جعلنا ندرك، جميعا، أن الوطن يسمو على كل شيء و أن حبه من حب الله.

قبل ثلاث سنوات و نيف، و بالتحديد في يوم الثلاثاء 17 أكتوبر من سنة 2017، إلتقيت علي بوشوى، للمرة الأولى، بقريته تغدوين، أثناء نشاط خيري نظمته جمعية الإنطلاقة للتنمية المستدامة التي يرأسها صهره محمد بوسالم. كان بشوشا هادئا بقدرة رهيبة على التجاوب مع أجيال تصغره، دون ان يشعر مخاطبه بفارق السن و التجربة.

كانت، بالنسبة إلي، فرصة لا تعوض للنبش في تاريخ رجل بحجم علي بوشوى، عايش الأهرام و عاصر المحطات التاريخية الحاسمة التي كان له فيها موقف و كلمة.

إستأذنته في إجراء حوار معه، فرحب بذلك بكثير من الطيبة و الكرم، فكان هذا الحوار الذي يعتبر الوحيد، على ما أعتقد، الذي أجراه سي علي بوشوى، طوال حياته:



ما هي أبرز المحطات النضالية التي عايشها علي بوشوى قبل وبعد الاستقلال؟

قبل الاستقلال، ولجت الكُتَّاب في سن مبكرة، حيث حفظت القرآن الكريم في سن الخامسة عشرة، لأقوم بعد ذلك بتدريس مجموعة من التلاميذ نواحي مراكش. لكن، و بسبب الأوضاع غير المستقرة داخل الأسرة، غادرت قريتي تغدوين صوب مراكش في خضم الحماس الوطني السائد حينها للالتحاق بالحركة الوطنية و المشاركة في المظاهرات من بداية سنة 1953 إلى غاية سنة 1956. بعد مراكش، كانت الوجهة الثانية مدينة الرباط، حيث انخرطت في الجامعات المستقلة لحزب الاستقلال أو ما يعرف بحركة 25 يناير 1959 التي أسسها المهدي بن بركة و الفقيه البصري. بعد ذلك، انضممت إلى حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي شاركت في جميع أنشطته السياسية ومظاهرته حتى غاية 1969، لأشارك بعد ذلك في خلايا سرية و يتم إلقاء القبض علي في سنة 1973.

بخصوص اعتقالك سنة 1973 ضمن خلية سرية، ما حيثيات ذلك؟

تم كشف الخلية التي كنت أنتمي إليها بسبب خطأ من أحد الأفراد، ليتم اعتقالي على إثر ذلك لأني كنت مسؤولا عن مستودع للأسلحة، و كانت مهمتي تزويد الخلايا السرية في مدينتي الدار البيضاء والرباط بما يحتاجونه منها.

هل كنت من ضمن الخلايا التي يؤطرها الفقيه البصري؟

نعم، جميع الخلايا التي كنت أنتمي إليها أنا و المناضلان الشهيد عمر دهكون و امبارك بودرقة، إضافة إلى خلايا أخرى في مدينة الدار البيضاء كنا نتواصل معهم أو نزودهم بالسلاح، يتم تأطيرها من طرف الفقيه البصري.

ما دام الحديث أوصلنا إلى الفقيه البصري، ما الذي يتذكره علي بوشوى عن هذه الشخصية التي أسالت الكثير من الحبر؟

ما زلت أتذكر حادثة رشقه بالطماطم، من طرف مجموعة من الشباب الذين رفضوا مضمون خطابه الذي ألقاه في تجمهر بالأوداية بمناسبة إنتخابات سنة 1963، قبل أن يتدخل شبان من المؤيدين له لإيقافهم.

ماذا عن المهدي بن بركة و عبد الله إبراهيم؟

التقيت بالمهدي بن بركة عدة مرات وجالسته مرارا، كما ذهبت سنة 1962 مشيا على الأقدام رفقة عدد كبير من الشباب الذين شاركوا في مسيرة، من الرباط إلى سلا، لاستقباله بعد رجوعه من المنفى الاختياري. ما زلت أتذكر محاضراته وندواته التي كانت دائما في مستوى مناضل فريد مخلص في نضاله و مقنع لشباب جعلهم يؤمنون بأن النضال من أجل الوطن هو كل شيء.

أما عبد الله إبراهيم، فقد عشت معه محطات عديدة، من قبل الإستقلال إلى الحكومة التي ترأسها و حتى محاضراته، و ما زالت ترن، لغاية الآن، في مسامعي، مقولته بإحدى المحاضرات التي تمحورت حول الدساتير، و التي قال فيها: "كنا ننتظر من الناس أن يتعلموا جيدا و ينالوا قسطا مهما من الثقافة، لكن جل الشباب تعلموا فقط كلمة: نعم".

هل تعتقد أن النكران و الإقصاء و التهميش كان جزاء المناضلين الحقيقيين الذين ناضلوا و ضحوا من أجل هذا الوطن؟

لكي أكون صادقا، فالواقع أكد بان المناضلين الحقيقيين سلبوا من جميع حقوقهم. إذ ظهرت، بعد الإستقلال مجموعة من الأفراد تحمل صفة مقاوم، وهي لا علاقة لها لا بالمقاومة ولا بالنضال، فيما المقاومون الحقيقيون تم حرمانهم من كل شيء، فمنهم من تم التنكر له و منهم من تم إعدامه أو اختطافه أو نفيه إلى الجزائر.

بصفتك ابن الحوز، من هم المناضلون من أبناء الإقليم الذين كانوا رفاقا لك في النضال؟

من المناضلين الحقيقيين الذين أذكرهم من أبناء إقليم الحوز: إبراهيم شعبي، حماد آيت المحجوب و إبراهيم بن زيدان.

هل كنتم تنتمون إلى خلية واحدة و لديكم إتصال فيما بينكم ؟

­­شخصيا، كان لي ارتباط مباشر بالقيادة المركزية بالرباط، و كنت حينها أسير خمس خلايا، بعضها سرية.

ماهي رسالة المناضل علي بوشوى لشباب اليوم ممن لم يعاصروا استعمارا و لا قمعا و لا اضطهادا؟

أقول لهم أن الوطن فوق كل شيء.. أن يهتم الإنسان ببلاده و وطنه، لأن "هاد البلاد هي لي تخلق فيها و خاصو يدافع عليها، لأنه ما غاديش يعيش فشي مكان آخر. و لي بغا يكون راجل خاصو يكون راجل فبلادو".



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب بعد ثلاث سنوات على مقاطعة قطر
- عزيزي مرتضى القزويني.. تبا للميكروفون الذي جعل صوتك السام مس ...
- -دواد أولاد السيد.. من الفوتوغرافيا إلى السينما-.. إصدار جدي ...
- الحقوقي في وطننا.. من السجون و المعتقلات إلى المطاعم الراقية ...
- رواية -هوت ماروك- للشاعر و الروائي -ياسين عدنان-: كوميديا سو ...
- الفنان الملتزم صلاح الطويل ل-الحوار المتمدن-: محاصرة شكل من ...
- ثلاث ساعات في جحيم الدائرة الأمنية الخامسة بساحة جامع الفنا ...
- ثلاث ساعات في جحيم الدائرة الأمنية الخامسة بساحة جامع الفنا ...
- عند مدخل المدينة الشرقي.. صوت الكمان
- الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش: فرنسا و م ...
- درويش و ماركيز و هتلر و شمشون
- للاستئناس و المؤانسة: -خونا الحشرة-
- سعيدة آيت جامع الدويري.. حين تحلق الريشة خلف أنامل القيد
- القنوات التلفزية المغربية خلال رمضان: قنوات للعذاب النفسي و ...
- قرارك أيها الملك: قرار جائر
- على خطى الشاعر العراقي - لقمان محمود - في ديوانه ( القمر الب ...
- هل تتبنى الهيئة الوطنية لحماية المال العام (فرع مراكش) ملف ت ...
- مسار الفنان المغربي(عبد الكريم خولة): حين تمتد الأصالة إلى ا ...
- خمس خطوات نور في العتمة
- (محاميد الغزلان) تستعد لاحتضان فعاليات الدورة الأولى للمهرجا ...


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علاء كعيد حسب - في حوار حصري قبل وفاته.. المناضل المغربي علي بوشوى: الوطن فوق كل شيء.. و المناضلون الحقيقيون تم التنكر لهم