أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - لبنان الأخضر... لبنان














المزيد.....

لبنان الأخضر... لبنان


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 03:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لو كانت تدري المليكة فيروز أن لبنانها الأخضر سيصبح أصفراً محترقاً بنيران الصواريخ, والقنابل التي تلقى على كاهله المتعب من قبل طائرات همجية, وأحمراً قانياً بدماء مئات الأبرياء, وآلاف الجرحى الذين يتوسلون الشمس لتضمد جراحهم التي مل القدر اللبناني من شفاءها فوهبها للسماء قرباناً على مذبح مسيح السلام, لو كانت تدري. ما كانت تغني لبنان الأخضر...لبنان.

لو كانت تدري أن وطن جبل الغيم الأزرق ستتحول سماءه إلى مرتع لطائرات القتل, والتدمير, والدم, وأن قمر الندي, والزنبق سيصبح وحيداً في سماء ما عاد له فيها مكان, بل أخذت الجوارح والصواريخ تأخذ حتى مرقده الذي ظل دائماً ينير ليالٍ سوداء في حياة كل لبناني نال ما نال من أهات, وآلام. لو كانت تدري لما غنت لوطنها.

لو كانت تدري أن حجل صنين بالعلالي سيغتال من أول طلقة نار عليه, وسيغادر قمم جباله إلى أمد بعيد, لو كانت تدري أنه سيخبر الحبايب عن حالها البائس, ودموعها الثكلى لما نادته خبر الحلوين يا حجل, لما غنت لحجل صنين الذي طالما كان يتوق ليطير في سماء ظل لسنين حزيناً, بائساً, يتوق لدبكة فرح.

لو كانت تدري أن الشمعة التي على دراج بعلبك, ستقد من نصفها, ويتحول ضيائها إلى ظلام دامس, وتغتال أيادي الظلام الوردة التي على سياجها, وأنه ذلك السراج التي كانت نقطة زيت فيه, دمرته آثار القدم الهمجية, ونيران الحقد, والكراهية, لو كانت تدري لما غنت لبعلبك البائس.

لبنان... كان سكوته دهراً, وصمته زمناً, وكلامه برهة. انقطعت أوصاله عن حياة من كان يحبهم, وتناثرت أشلاء قلبه المتفطر قبل تلقيه تلك اللكمات القاسية من أعتى قوى الشر في الكون, فازدادت قطيعته بين نفسه, وانهارت كل تلك الآمال, والأحلام, والأماني التي كان يعقدها على ذلك الحب, مع من كان يئن لألمه, ويبتسم لفرحه.

ترنحت كلماته, وهي تتنهد للخروج من دائرة صمتها الأزلي, فأثارت زوبعة قد أعمت أعين من كان ينتظرها, وسلمت رسالة فيها كفن, وكلمة واحدة آلمت ذلك الحجل الذي غنى للحلوين في بيروت, وبعلبك, وصنين, كلمة واحدة شامخة على جبال شاهقة عشقها المتيم بقلب ذلك البائس أطلق عنان ذلك الصوت الهادر لتأن مرة أخرى إلى لبنان الأخضر... لبنان.

كان يبكي أمام أحرفها الذهبية, وينادي قلباً قد فقد الألم من أوجاعه, وينام على آهات الفؤاد المكتوى بنار افتقادها. كيف سيطير ذلك الحجل مرة أخرى؟ بعد أن قامت كل جوارح الأرض بنتف ريشه, وسلخ جلده الذي طالما كان ناعماً, وحنوناً, وكلامه عذباً يقبقب على ذرى ذلك الجبل الهرم, وخلف تلك الغيوم الحزينة لتلقي بظلالها الكئيبة على جمراته الملتهبة بين أضلع متكسرة, وأرواح ملتوية, وكلمات تائهة.

غني يا فيروز... غني لبيروت... للبنان الأخضر... لبنان... حليانة الدنيا حليانة... بلبنان الأخضر, ولن تستطع كل نيران الأرض أن تحرق الأرز الصامد في وجه كل آلات القمع, ولهيب الغاشمين, وسترجع لياليك المضيئة بقمر الندي, والزنبق, وستبقى جبالك جبال الغيم الأزرق التي ظلت دائماً منارة يهتدي إليها كل من كان يتوق لكأس الحرية, ويسكب من ينابيعها خمراً لينسى بها أنين ليالٍ مبتورة.

لبنان الأخضر... لبنان, أصمد في وجه العدوان فشمس الحرية تشرق دائماً من بيروت, والسلام آت لا محالة, وأبقى كما أنت منارة تهدي إليك قلوب العاشقين, والبائسين, وكل من كان يبحث عن رقعة أرض يتكلم, يغني, يكتب, وينام عليها بحرية, وأمان, ويبحث عن عشق جديد, حب أبدي, وفرح يدوم ويدوم, وأعلم أنك عصي على الموت, ووقفت صامداً دائماً في وجه مدافع, وصواريخ, وقنابل الغل, والحقد الغاشمة, ولطالما كنت مثال التضحية, والفداء.

بلد الأحرار, موطن الشهداء, والأبطال, عاصمة الحرية, والكبرياء. لبنان الأخضر... لبنان, كن دائماً كما نريدك, ويريدك كل من يحبك قوياً عصياً على كل الحروب, كن كما تريدك المليكة فيروز... لبنان الأخضر... لبنان... حليانة الدنيا حليانة... بلبنان الأخضر.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتياح لبنان: حرب جديدة, أم تصفية حسابات قديمة؟
- تسلية أمنية وسذاجة كردية
- من صنع الزرقاوي, ومن أتى بنهايته ...؟
- معشوق الله
- الأمم تحتل قامشلو
- محكومون بالأمل - إلى محمد غانم وفاتح جاموس وآخرين...
- إيران النووية وأوراق جديدة للمساومة
- مجازر الأرمن ذكرى ألم متجدد
- حوار مع الكاتب والصحفي مسعود عكو
- أيُّ جلاءٍ نريد؟
- إنهم يقتلوننا... اللهم فاشهد!!!
- نوروزونا كل يوم
- حلبجة الشهيدة عروسة الحجل الحزين
- آذار نامه
- أطوار... وأشياء أخرى
- التبعية البعثية في مسودة قانون الأحزاب السورية
- ثقافة الأغبياء في الإساءة للأنبياء
- في البحث عن وطن
- نادي الجهاد:أزمة رياضية أم قضية سياسية؟
- ربيعنا الذي صار خريفاً


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - لبنان الأخضر... لبنان