فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 22:22
المحور:
الادب والفن
حينَ سألتُ "رُوزَا لُوكْسَمْبُورْغْ ":
ماذَا ينقصُكِ ...
وأنتِ تملئينَ مابينَ السطورِ
بحكايةٍ عنْ عالمٍ دونَ ذاكرةٍ ...؟
بينَ نقطةِ البدايةِ ونقطةِ النهايةِ
فصولٌ لَا تُطْوَى تحتَ إِبْطِ الزمنِ ...
فصولٌ
كتبتْهَا سطورٌ ...!
لكنَّ نقطةً مَا تقفزُ لِتملأَ
مَا فضُلَ منْ نقطٍ فقدتْ معنَاهَا ...
على وجهِ الكلامِ
والكلامُ فقدَ رأسَهُ وقدمَيْهِ ...
فلَا أجدُ سوَى ذاكرةٍ دونَ تَاءْ
مبسوطةٍْ أوْ مربوطةٍْ ...
كانتْ تنظرُ إلى رأسِي وتقولُ :
لَا ينقصُنِي رأسُكِ
تَنقصُنِي الحياةُ خارجَهَا ...
أطَأُ واقعاً
مابيْنَ رأسِكِ وقدمِي ...
حُفَرٌ دونَ نقطٍ /
دونَ سطورٍ /
دونَ علاماتٍ /
فمَنْ يملؤُهَا بالغناءْ ...؟
الطيورُ ماتتْ ...
قبلَ أنْ تحطَّ على شجرةْ
الشجرةُ سقطتْ ...
قبلَ أنْ تخضَرَّ فروعُهَا
الفروعُ اِنحنَتْ ...
قبلَ أنْ يُبَلِّلَ الماءُ الترابْ
ويأكلَ الجرادُ يَخْضُورَهَا ...
والجرادُ
جردٌ للخساراتِ ...
حملَ الغابةَ على ظهرِهِ
وسافرَ إلى بلادِ اللهِ الواسعةْ ....
في العالمِ يتامَى / أراملْ / ثكالَى / مشرَّدونَ / وعازباتٌ دونَ بريدٍ /
يفتِّشُونَ في جيوبِهِ
عنْ بابٍ في السماءِ ...
يخرجُ منهُ اللهُ
حاملاً بِكَفَّيْهِ أوراقَنَا ...
لِنملَأَ بياضَهَا بِمَا حملنَاهُ
منْ أحلامْ...
هرمْنَا ولَمْ يهرَمِْ الحزنُ ...
مازالتْ ضفائِرُهُ سوداءَ
تلمعُ ليلاً ...
يُصفِّفُهَا بِمشطٍ كهربائيٍّ
فيصنعُ للعالمِ رَاسْتَا أفريقيةً ...
تُمَشِّطُهَا حُمَّى الزّْهَايْمَرْ
لينسَى أنَّهُ العالمُ ...
ليسَ في ذاكرةِ العالمِ ...
سوَى مقبرةٍ
يكتبُ شواهدَهَا
موتَانَا ...
ويرسمُ حدادَ قبورِهَا
أكفانُ النساءْ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟