أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-القدس والإنتخابات الفلسطينيّة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-القدس والإنتخابات الفلسطينيّة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 08:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا خلاف بأنّ الإنتخابات الرّئاسيّة والتّشريعيّة الفلسطينيّة استحقاق دستوري ومطلب شعبيّ، لكنّ السّؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يجب إجراء هذه الإنتخابات في الظّروف والأحوال كلّها؟ وما نشاهده من بيانات بعض النّاطقين أو القياديّين في تنظيمات فلسطينيّة أو في قوائم مستقلّة سجّلت لخوض هذه الإنتخابات بأنّ الجواب نعم يجب خوضها، والقائلون بهذه "النّعم" كما يبدو أنّ بعضهم لا يعرف تماما خصوصيّة القدس، وبعضهم لا يدرك مخاطر ترك القدس وحدها.
وقبل الخوض في الموضوع دعونا نستذكر خطيئة سيّء الذّكر دونالد ترامب الرّئيس الأمريكي السّابق الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر 2017، ونقل سفارة بلاده إليها تلبية لإملاءات سيّده بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليّة. وفي تصريح لاحق لخطيئة ترامب صرّح :"لقد أسقطتُ القدس عن طاولة المفاوضات!" وقد تمسّك نتنياهو وحكومته المتطرّفة بقرار تابعه ترامب، ساعده في ذلك تهافت "كنوز اسرائيل وأمريكا الإستراتيجيّة في أنظمة عربيّة" على تطبيع علاقاتها مع اسرائيل تنفيذا لأوامر ترامب، والخلل الهائل في موازين القوى الإقليميّة. ومنذ ذلك الوقت فإنّ سلطات الاحتلال الإسرائيليّ لا تسمح حتّى بإقامة معرض رسومات في القدس له أيّ علاقة بأيّ مؤسّسة رسميّة فلسطينيّة، وللتّذكير فإنّ الاحتلال شدّد الحصار على القدس منذ العام 2007 باكتمال بناء جدار التّوسّع الاحتلالي، وعزلها عن محيطها الفلسطينيّ وامتدادها العربيّ.
ومع التّأكيد على بطلان قرار ترامب وكلّ ممارسات الاحتلال في القدس وفي غيرها، والتي تتناقض مع القانون الدّوليّ ومع قرارات الشّرعيّة الدّوليّة، إلّا أن الاحتلال يسيطر بقوّة السّلاح سيطرة مباشرة على القدس، وبطرق متفاوتة على بقيّة الأراضي المحتلّة، ويمارس فيها الموبقات كلّها.
والاحتلال لا يزال يرفض السّماح بإقامة الإنتخابات الفلسطينيّة في القدس، لكننا نجد بعض المغيّبين أو المتغيّبين عن واقع القدس ينادون بإجراء الإنتخابات رغم عدم سماح الاحتلال بإجرائها في القدس، أو على رأي المتهافتين على الإنتخابات تحت كلّ الظروف، و"ليترك الأمر للمقدسيّين للإشتباك مع الاحتلال وإجراء الإنتخابات رغما عن الاحتلال"! ويقدّمون "النّصائح" المبكية المضحكة بإجراء هذه الإنتخابات في المساجد والكنائس، أو في سفارات وقنصليّات دول أجنبيّة! فهل يعتقد أصحاب هذه الدّعوات أنّ الكنائس والمساجد لا تخضع لسلطة الاحتلال، وهل يعلمون أنّ شرطة الاحتلال تقيم حواجزها عند بوّابات المسجد الأقصى، وتتحكّم بالدّاخلين للصّلاة في المسجد وتمنع من تريد من دخوله، وهل يعلمون أنّ المسجد الأقصى مقسّم زمانيّا ويدخله المتزمّتون ودعاة بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه بشكل شبه يوميّ، ويقيمون صلوات تلموديّة فيه تحت حراسة قوى الأمن الاحتلاليّة، فكيف ستجري الإنتخابات في المساجد والكنائس، وليت أصحاب هذه الدّعوات يحاولون دخول القدس للصّلاة في الأقصى دون تصريح من سلطات الاحتلال، وعن أيّ سفارات وقنصليّات يتكلّمون؟ هل يقصدون السّفارة الأمريكيّة أم الإنجليزيّة أم الفرنسيّة؟
وهل هناك فلسطينيّ أو عربيّ أو مسلم لا يعرف أهمّيّة القدس، وما تمثّله بمسجدها الأقصى الذي هو جزء من عقيدة المسلمين، فهو القبلة الأولى وثاني الحرمين وثالث المسجدين ومعراج خاتم النّبيّين. والقدس العاصمة السّياسيّة والدينيّة والحضاريّة والعلميّة والإقتصاديّة لدولة فلسطين العتيدة.
وهل يعي المتهافتون على الإنتخابات أن إجراء الإنتخابات دون القدس ومواطنيها -لا سمح الله-يعني تنازلا رسميّا عن الحقّ الفلسطينيّ والعربيّ فيها، وهذه خطيئة كبرى وخيانة عظمى، لا يقدم عليها إلا من شكّلوا قوائم إنتخابيّة مموّلة من كنوز اسرائيل وأمريكا الإستراتيجيّة، ويطمحون بالفوز لتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، وهذا ما لا يمكن تصوّره، وشعبنا يدرك الأمور جيّدا رغم طاحونة الإعلام الهائلة التي تسعى إلى تضليله وحرفه عن بوصلة التّحرّر والإستقلال وحق تقرير المصير وإقامة الدّولة المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف بعد كنس الاحتلال ومخلفاته كافّة.
من هنا تنبع أهمّيّة تأجيل الإنتخابات وتفعيل مؤسّسات منظّمة التّحرير، بمشاركة جميع الفصائل والأحزاب على اختلاف مشاربها، والعمل على تفعيل المقاومة الشّعبيّة لدحر الاحتلال. والتّاريخ لن يرحم أحدا.
29-4-2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّة قراءة من وراء الزّجاج وأسرى الحرّيّة
- يوميّات ضياع أمّة-صليل السيوف
- بدون مؤاخذة-السّباق المراثوني على المناصب
- بدون مؤاخذة-حركة فتح تنتحر أم تُقتل؟
- بدون مؤاخذة- لن يتركوا الأردن وشأنه
- بدون مؤاخذة-الصّراع على القيادة والوطن ضحية
- بدون مؤاخذة-الإنتخابات التشّريعيّة والإنتحار السّياسي
- قصة فوق الغيوم والخيال
- بدون مؤاخذة-لو كنت مسؤولا
- ماجدة صبحي تحيي تراث قريتها بيت صفافا
- بدون مؤاخذة-الانتخابات التشريعية الفلسطينية والجدل حولها
- بدون مؤاخذة-حقوق الإنسان والكيل بمكيالين
- سميرة مفرح في رحاب الله
- استشهاد الأسير داود الخطيب في سجون الاحتلال جريمة تستحق العق ...
- بدون مؤاخذة-انشقاق القائمة المشتركة لصالح نتنياهو واليمين ال ...
- بدون مؤاخذة-عندما تتخلى اسرائيل عن مسؤولياتها كدولة احتلال
- شقيقي داود وأيّام الشّقاء
- بدون مؤاخذة-كي لا نضيع بين بايدن وترامب
- بدون مؤاخذة -شعب الجبارين شعب القيادات
- قصّة صهيل الأصايل والتاريخ


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-القدس والإنتخابات الفلسطينيّة