حاتم بريكات
الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 15:09
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بالتوازي مع الإصلاح واستعادة الثقة فأعتقد أن الدولة الأردنية مطالبة بأن ترصد وتتابع تواصل وتمويل بعض ممن يسمون أنفسهم معارضة وعدد من الصحفيين والنشطاء مع محاور ودول خارجية، لأن البلاد على ما يبدوا ستدخل في موجة جديدة من ربيع الإخوان والليبرال ولكن بحلّة جديدة مدعومة من مكتب لندن بشكل منفرد هذه المرة بعد أن باعت تركيا مشروع "الربيع العربي" الأول وصبيانه لأجل مصالحها.
باعتقادي أيضاً أن الشعب الأردني مطالب بأن يعيد قراءة المشهد بعيداً عن العاطفة وأن يتوقف عن تعاطي تشخيصه السابق للوضع بناءً على العاطفة الدينية التي يسوِّقها قادة وأعضاء التنظيم الفاشل أو على شهوة الحرية الزائفة التي يرفعها الليبرال كمصيدة قادرة على إيقاع أكثر الفئران السياسيين سُمنةً.
من يتأمل التاريخ يعرف أن شعوب هذه المنطقة لم تقُم يوماً بثورة حقيقية وهي بالمناسبة ليست قريبة أبداً من هذه الفكرة، فالثورة بمعناها الحقيقي تعني إلغاءات جذرية لما كان وغرس جذور جديدة للمستقبل، وللثورة متطلبات سابقة علمية وثقافية وفلسفية والغضب لا يعتبر مصوغاً كافياً لقيامها بل قد يكون أحياناً مقبض تحكم للأعداء إذا لم يكون واعياً، والأمثلة في منطقتنا كثيرة وتم ذكرها مراراً.
في نفس الوقت إن كانت الحكومة الأردنية جادة في استباق هذا المشروع فلا طريق أمامها إلا أن تستعيد ثقة الناس في الدولة والمؤسسات وأن تعيد القطاع العام لأصحابه، وأن تحصِّل ما نُهب بالفساد، وأن تترك عنها اقتصاد الريادة والوهم وأن تعود إلى الاقتصاد المادي الملموس المتمثل بالزراعة والتعدين والصناعة والاستثمار بالقوى البشرية بشكل حقيقي وليس المتاجرة بهم
#حاتم_بريكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟