الجزء الثاني
(نصّ مفتوح)
...... ....... ........ .......
عصرٌ يفرّخ سجون من أوداجِ الحزن
من قنوط الأيام والشهور والسنين!
عصرٌ لا يأبه بطموح البشر
براحة البشر
بنعاس البشر
عصر منفلتٌ من مخالبِ الضباعِ
من جشاعاتٍ تجثم ثقلها المريع
فوق دماء الربيع
عصرٌ خارجٌ عن القانون
عودةٌ مريبة إلى شريعة ماقبل الغابِ
قرفٌ من ضجر التلاطم
لماذا يفرش الشرُّ أجنحته
فوق رحيق الخير
يدمي سموَّ الروح
ضجرٌ عند الولادة
بكاءٌ على إمتدادِ يفاعةِ الشبابِ
حزنٌ على مساحات أحلامِ الكهول
شيوخٌ تقارع مرارة الحنظلِ
"غريبةٌ أنتِ يا روح في دنيا من حجر"
وجعٌ أكثر مرارةً من الفراق
فراق الأحبّة
فراق البنين
فراق نسيم الصباح
وجعٌ أكثر إيلاماً من فرارِ الأيّام
من فرار الحجلِ
من فرار عبق الياسمين
من فرار العشّاق إلى قفرِ الحياةِ
وجعٌ من لون الزمهرير
تتوالدُ المعارك كالأرانبِ
يتطاير من أوداجها أجنحة بشرٍ
عابرةً كهوف الموت
قبورٌ على مساحات البحر
قبورٌ على حافّات الليل
قبورٌ محنّطة بانشراخِ الحياة
قبورٌ صغيرة من بتلات الوردِ!
وجعٌ شفّاف ينضحُ أنيناً هادئاً
يتصالب مع زرقةِ السماء
يمتدُّ من فروةِ الحلم
حتّى أعماق ينابيعِ الروحِ!
أريدُ أن أنامَ نوماً عميقاً
أن أعيش قرناً من الزمانِ
أن أعيشَ عمراً مفتوحاً
على أغصان الحياة
لأكتبَ شلالاً من الفرح
شلالاً من العشقِ
أسقي أجنحة الطفولة العطشى
أزرع حبّات المحبّة في سماء الكينونة
في سماء العمر
أفرش محبّة البشر
فوق هضابِ الحياةِ
أعانق أصدقائي الشعراء
ألملم صديقاتي الشاعرات
وأدعوهنَّ إلى الشواطئ البكر
من قبابِ الروح
نعانق سويةً بهجة انتصار الشعر
على موبقاتِ الصولجان!
...... ..... ....... .... يُتبَع!
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: آذار 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]