أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الصبار - سقوط الخطوط الحمراء














المزيد.....

سقوط الخطوط الحمراء


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 11:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"المعركة في بدايتها ولا خطوط حمراء"، صرّح نصر الله. ونفّذ. واول ما تلاشى، كانت ضاحية بيروت الجنوبية. مدن اشباح يهرع منها مدنيون وفي اعقابهم الغارات الاسرائيلية. ولماذا كل هذا؟ لان اسرائيل تريد استعادة قوة الردع التي فقدتها عندما انسحبت من لبنان في حلكة الظلام؛ ولان حزب الله يريد تقوية مكانته، التي تزعزعت بعد انسحاب سورية وفوز المعارضة في الانتخابات اللبنانية.

اننا امام معركة غير متكافئة، فقوة الردع الاسرائيلية تستند على ترسانة عسكرية ضخمة ذات قدرة تدميرية رهيبة، وعلى دعم كلي من الولايات المتحدة والدول الاوروبية، وحتى معظم الدول العربية التي فشلت في اتخاذ اي قرار بشأن الحرب. وعلى ماذا تستند قوة حزب الله؟ على ايمان عقائدي واستعداد للاستشهاد، دعم سوري وايراني، وشعور كبير بتعاطف الرأي العام العربي، ودون أي دعم من الحكومة اللبنانية.

في هذه الحرب لن يكون منتصرون. فاسرائيل لن تتمكن من تصفية حزب الله، اولا: لانه تحول الى جزء من واقع صنعته اسرائيل بنفسها عندما اجتاحت لبنان عام 1982 لاجلاء المقاومة الفلسطينية، وخلقت فراغا سرعان ما امتلأ بالمقاومة الاسلامية. وثانيا، لان احدا لن يمنع ايران، حليفة حزب الله، من لعب دور في الساحة اللبنانية مماثل لدورها في العراق وافغانستان الذي يتم بموافقة صامتة من امريكا.

صحيح ان انسحاب اسرائيل من لبنان مكّنها من إحكام قبضتها على الجولان، وقاد لانسحاب سورية من لبنان ايضا، الا ان الخسارة السورية لا تعني بالضرورة انتصار اسرائيل، التي تعرضت مدنها للقصف الصاروخي ثمنا على سياستها المغامرة.

ولا يعني هذا ايضا انتصار حزب الله. لقد أدخل حزب الله نفسه الى مغامرة غير محسوبة. فامتلاك قدرات دفاعية شيء، واستخدامها دون دعم دولي وعربي وحتى لبناني، ضد دولة تنتظر كل فرصة لاستعراض عضلاتها، هو شيء آخر تماما. ان نصر الله يتحدث كما لو كان المكلّف الشرعي والوحيد بإنقاذ الامة العربية من ذلها وبؤسها. ولكن كيف يمكن لنصر الله هزم اسرائيل، اذا كان خسر لبنان لصالح خصومه السياسيين رغم وجوده القوي هناك؟ وكيف يمكن الدخول في ام كل المعارك، اذا كان العراق، الذي كان من اهم الدول العربية، ينزف اليوم حربا اهلية؟

من اهم عبر هذه الحرب ان اسرائيل رغم كلامها عن السلام والانسحاب والاعتراف بالدولة الفلسطينية، فانها في الواقع تستهتر تماما بحياة وممتلكات وثقافة ومستقبل الدول العربية وشعوبها. ان الحفاظ على قوة الردع لا يبرر تدمير بلد بأكمله، وانما الهدف الحقيقي هو إبراز التفوق العسكري والاقتصادي الاسرائيلي على الشرق العربي.

اما الاهداف السياسية للعدوان فهي، اولا فرض حل استعماري جديد على السلطة الفلسطينية، ثانيا عزل النظام السوري وتأجيل موضوع الجولان لاجل غير مسمى، وثالثا، الضغط على ايران وضرب طموحاتها الاقليمية؛ واخيرا وليس آخرا، استكمال "الثورة البرتقالية"، التي اشعلتها المعارضة اللبنانية في 14 آذار برعاية امريكية، وذلك لضمان الهدوء في الجنوب اللبناني.

اشارة هامة في هذا الاتجاه كانت اقتراح رئيس الحكومة اللبناني، فؤاد السنيورة، وقف اطلاق النار مقابل نشر الجيش اللبناني في الجنوب بدل المقاومة، مدعوما بقوات مسلحة دولية. ثم جاء الاقتراح الدولي لصفقة، تشمل "اولاً تسليم الجندي المخطوف في غزة للسلطة الوطنية، وان يسلم "حزب الله" الجنديين المخطوفين في لبنان للدولة اللبنانية. وان تنسحب قوات "حزب الله" في الجنوب الى شمال نهر الليطاني. وان يزيد مجلس الأمن الدولي قوات الأمم المتحدة فيه، مع تعزيز دورها ليصبح امنياً وللمراقبة ومع صلاحيات رادعة. وترك مسألة نزع سلاح "حزب الله"، وان تسلم اسرائيل خرائط الالغام وان تسعى الامم المتحدة الى حل يقضي بانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا". (الحياة، 18/7)

صحيح ان وقف النار هو حاجة انسانية واخلاقية، ولكنه لا يعني السلام، بل مجرد استراحة حتى جولة العنف القادمة التي ستكون اعنف واشدّ. ان هذه الحرب التي بدأت دون رغبة من حزب الله، ولكن بسبب مغامرته، تحولت الى مقدمة للحرب القادمة. فقد عمّقت الكراهية لاسرائيل، واظهرت ضعف الانظمة العربية، وبرهنت ادعاء اسرائيل حاجتها لحيازة اسلحة الدمار الشامل.

في هذه الظروف الدقيقة لا بد من طرح برنامج سياسي حضاري بديل بعيد عن التطرف الديني المغامر. انها ليست مهمة عربية فحسب، بل دولية بالضرورة. ان اسرائيل تشكل ترجمة محلية للنظام العالمي الامريكي، والمعاناة التي يسببها هذا النظام لا تقتصر على العرب وحدهم، بل هي مصير معظم شعوب الارض. لذا فلا حل للشعب الفلسطيني او العربي الا بالتضامن مع شعوب العالم المضطهدة.

في مواجهة الجبروت الرأسمالي المدمّر، ستجد شعوب العالم حليفا لها في الطبقة العاملة في الدول الغربية. هذه الطبقة تعارض سياسة الحروب التي تمارسها حكوماتها، وتسعى لاحداث تغيير اجتماعي وبناء نظام عالمي جديد، يضمن للعمال ولشعوب العالم الحياة الآمنة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.





#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولمرت يفقد الدعم السياسي
- قانون الجنسية والعنصرية
- حكومة جديدة حياتها قصيرة
- حزب -دعم- عنوان العمال - للكنيست
- اسرائيل تعاقب.. حماس ترفض.. والشعب يدفع
- زلزال يهز الساحة السياسية
- نسبة الحسم وبناء الحزب العمالي
- وجه جديد نهج قديم
- باب الفرص الضائعة
- ما وراء خطاب شارون
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الصبار - سقوط الخطوط الحمراء