|
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ الخلاصة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6881 - 2021 / 4 / 27 - 13:42
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
" لا أنت ولا أنا... لا أحد يعرف حدود جهله " .... تتمحور النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، حول الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، المتعاكستين بطبيعتهما . ولا أحد يعرف كيف ولماذا ، إلى اليوم ، وربما لزمن يطول ... فكرة الجدلية العكسية بين الزمن والحياة اكتشاف أو حقيقة موضوعية ، وهي ظاهرة أدركها بعض الشعراء والفلاسفة سابقا ، مثل رياض الصالح الحسين أو أنسي الحاج على سبيل المثال . تناقش النظرية فكرة الزمن أو الوقت ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ) . .... ثلاثة أسئلة ، توضح الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة بشكل منطقي ، على أمل أن يصل العلم الحديث قريبا وخاصة الفيزياء ، إلى إمكانية اختبار ذلك بالفعل . 1 _ هذا اليوم ( أو اللحظة أو السنة ) ينقص من عمرك أم يضاف إليه ؟ 2 _ هذا اليوم ( وأي فترة زمنية أخرى ) ، يوجد في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل ؟ 3 _قبل ولادتك أنت ( أو أي انسان آخر ) أين كنت بالنسبة للزمن والحياة ؟ بحسب طريقة التفكير الحالية ، السائدة في الثقافة العالمية والعربية خاصة ، لا يمكن التوصل إلى الأجوبة الصحيحة ( التجريبية أو المنطقية ) . لكن بعد فهم الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ( حيث اتجاه حركة الحياة يبدأ من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر ، بينما اتجاه حركة مرور الزمن بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر ) يمكن وبسهولة ، نسبيا ، معرفة الأجوبة الصحيحة الثلاثة . 1_ العمر الفردي ، يتزايد كل يوم بدلالة الحياة ، بينما تتناقص بقية العمر بنفس المقدار ، أو العمر يتناقص بدلالة الزمن . والسبب أنهما متعاكسان ، حيث أن العمر يمثل الحياة وبقية العمر تمثل الزمن . لحظة الولادة تكون بقية العمر كاملة ، بينما يكون العمر في بدايته ويساوي الصفر . ولحظة الموت يصير العكس تماما ، يكون العمر قد اكتمل بالفعل ، بينما بقية العمر تناقصت إلى الصفر . التفسير الصحيح ( المنطقي والتجريبي ) لهذه الظاهرة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، يكون باعتبار أن الحياة موجبة والزمن سالب ، وعلاقتهما تتحدد بالمعادلة الصفرية : الحياة ( س ) + الزمن ( ع ) = الصفر . العمر الحالي لكل فرد ، يمثل نقطة أو مرحلة بين الولادة والموت ( تتحرك من الولادة إلى الموت بشكل موجب بالنسبة للحياة ، وبشكل سالب بالنسبة للزمن ، من الاكتمال أو بقية العمر الكاملة ، يبدأ التناقص حتى الصفر ) . وهذه المعادلة " معادلة كل شيء " أعتقد ... كانت حلم ستيفن هوكينغ ، وهو يؤكد أنها سوف تكتشف في المستقبل القريب ، وأنها ستكون سهلة وبسيطة معا ( كتاب تاريخ موجز للزمن ) . س + ع = الصفر . الحياة + الزمن = الصفر . هل يوجد أبسط من ذلك ! هذه المعادلة البسيطة ، تفسر الكثير من المشاكل المزمنة في الفلسفة ، والمعلقة منذ قرون . أهمها مشكلة الصدفة ، حيث الوجود الموضوعي والواقعي ، يتضمن الصدفة والسبب معا . النتيجة أو الواقع = السبب + الصدفة . الحياة تمثل السبب والسلاسل السببية ، بينما يمثل الزمن الصدفة والاحتمالات المفتوحة ، والمجهولة بطبيعتها . أيضا في الفيزياء ، حيث تتمثل المشكلة بين فيزياء الكم وفيزياء الفلك أو الفيزياء الكلاسيكية ، بوجود نوعين مختلفين من القوانين . تتمحور فيزياء الفلك ومعها الفيزياء الكلاسيكية حول تكرار نتيجة التجربة وقابلية الاختبار بلا نهاية نظريا ، بيقين ، وبصرف النظر عن المجرب . بينما فيزياء الكم احتمالية بطبيعتها ، والنتيجة تتغير مع كل تجربة . وما يزال تفسير هذه الظاهرة ، أو الفرق بين نوعين من قوانين الفيزياء ، يدور في مستوى التخمين والتقدير الذاتي . تفسر الجدلية العكسية التناقض بين نوعي الفيزياء ، حيث أننا لا نرى ونخبر سوى الماضي . كل الأحداث والتفاعلات والحركات ، بلا استثناء تنتقل مباشرة من الحاضر إلى الماضي ، بسرعة الحركة التعاقبية للزمن ( 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض ) ، وهي التي تقيسها الساعة . وهنا يتكشف الجواب الصحيح على سؤال هايدغر وهاجسه المزمن : ما الذي تقيسه الساعة ؟ كما تتوضح الفكرة من رؤية الشمس ، حيث نرى الأشعة الشمسية على الأرض بعد مرور ستة دقائق على حدوثها أو انطلاقها ، لا في لحظتها . بينما في حالة فيزياء الكم _ بفضل أجهزة الرصد الحديثة _ يتم رؤية الحدث في لحظة الحاضر خلال تحوله إلى الماضي ، وهنا تدخل الصدفة ( أو الاحتمال ) إلى جانب السبب في تكوين النتيجة . .... أيضا تفيد الجدلية العكسية في توضيح العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا العلاقة بين الماضي والمستقبل ، والعلاقة الثالثة والهامة بين الواقع المباشر والواقع الموضوعي . وقد ناقشت العلاقات الثلاثة بشكل تفصيلي وموسع في الكتاب الأول ( النظرية ) . 2_ هذا اليوم ( وأي فترة زمنية مهما طالت أو قصرت ) ثلاثي البعد : _ يمثل الحاضر بالنسبة إلى الأحياء . _ ويمثل المستقبل بالنسبة إلى الموتى . _ ويمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . وهذه الفكرة _ الظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . مع أنها تحتاج إلى تفسير ، كيف تجتمع الأزمنة الثلاثة دفعة واحدة ؟! الحياة والزمن جدلية عكسية ، ومجموعهما يساوي الصفر دوما . بعبارة ثانية ، نحن نعرف الحياة بدلالة الزمن ، والعكس صحيح أيضا . وينكشف السؤال الجديد والمروع : من أين يأتي المستقبل ومعه الزمن ؟! .... يمكن اقتراح فكرة جديدة ، كنوع من التفكير بصوت مرتفع ، الكون متوازن ومستقر طالما أن مجموع الحياة والزمن هو الصفر . من غير المنطقي أن يكون في حالة تمدد ، أو انكماش . بعبارة ثانية ، الواقع المباشر يكافئ الواقع الموضوعي ويساويه بالقيمة المطلقة ، والفرق بينهما يتمثل بالتفاعل المستمر بين الحياة والزمن . الواقع المباشر يمثل الماضي الجديد أو المستقبل القديم أو متلازمة الحاضر والحضور والمحضر . .... 3 _ قبل ولادة الانسان _ وكل كائن حي .... يكون في وضع غريب ومدهش تماما : يكون جسده وحياته في الماضي ( المورثات في جسدي الأبوين ، وبقية السلالة القادمة من الأجداد والأسلاف ) ، بينما يكون زمنه أو وقته في المستقبل ( عمر الشخص ، يكون كله في المستقبل قبل الولادة ) . وهذا نفسه سؤال التنوير الروحي : أين كنت قبل ولادتك ؟! .... طبيعة الزمن أو الوقت ، مسألة جدلية وخلافية حتى اليوم . فريق أول يعتبر أن الزمن مجرد فكرة عقلية ، وبدون وجود موضوعي في الكون ، ويمثل هذا الفريق أرسطو . بالمقابل يوجد فريق معاكس ، يمثله القديس أوغستين ، الذي يعتبر ان الزمن مخلوق من الله ، له بداية ونهاية مثل بقية المخلوقات . وحتى اليوم ، الموقف الإنساني على المستويين الفردي والمشترك يتذبذب بين الطرفين الحديين ، ويشبه قضية الايمان بوجود خالق للكون . اتجاه حركة مرور الزمن ، يمكن تبينها من خلال الانتباه والتركيز : خلال قراءتك لهذه الكلمات ، فعل القراءة نفسه صار في الماضي . ( تحول من الحاضر إلى الماضي ، وهو يبتعد كل لحظة في الماضي الابعد فالأبعد ) . وتصلح فكرة العمر الفردي المزدوج بطبيعته ( عمرك مثلا ) كبرهان أيضا ، منطقي وتجريبي ، على اتجاه حركة مرور الزمن بالعكس من نمو الحياة وتطورها . وأما سرعة مرور الزمن فهي مزدوجة تتضمن النوعين ، الحركة التعاقبية وهي التي تقيسها الساعة ، والحركة التزامنية وهي تساوي سرعة الضوء أو تتجاوزها . بالطبع هذه القضية ، وغيرها أيضا ، سوف يحكم المستقبل على مصداقيتها أو خطأها . .... آمل أن تفتح هذه المناقشة ، باب التساؤل والحوار المفتوح حول الأفكار المطروحة ، فهي على الأقل محاولة للتفكير من خارج الصندوق . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ تكملة
-
هل تحدث الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) بالتزام
...
-
اسم الحب
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 6 _ القسم الثاني
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته _ القسم الأول
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 4
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته مع مقدمة جديدة
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 3
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 2
-
الكتاب الثالث _ النظرية الجديدة للزمن ، الملف الأول
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته _ مقدمة
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد ( الحب والوقت ) ..
...
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد 9 تكملة
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد 9
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد 8
-
النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، الجزء الثالث ، مع فصل جديد
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد ( الحب والوقت ) مع
...
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد 7
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد ( الحب والوقت )
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية 5
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|