أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - ذاكرة النار














المزيد.....


ذاكرة النار


وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)


الحوار المتمدن-العدد: 6881 - 2021 / 4 / 27 - 13:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن للنار حضورا ماديا ورمزيا في كل الثقافات، وقد أخذت تمثلاتها نصيبا مهما من الذاكرة الإنسانية، على اعتبار أنها سر من أسرار التقدم البشري، وهي إلى الآن، العامل المحرك لذلك، ويمكن أن نقيس تقدم الشعوب بمدى خبرتها في الاستفادة من كل مشتقات النار، فهي كما يقول شتراوس : تتيح أساطير الاستخدام المنزلي للنار انتقالنا من الطبيعة إلى الثقافة ، ومن الحيوانية إلى الإنسانية , بوساطة الانتقال من النيئ إلى المطبوخ .. وفي نفس الفترة التي أصبحت النار مدار استعمال منزلي، كانت إلهً يُعبد في المعابد، فهي إلهً خير، وتارة أخرى تعتبر إلهً للشّر، ولا تزال هذه الثنائية موجودة لدى الشعوب البرية، وترتبط النار بموضوعة الشمس في كثير من الأحيان، نظرا للفعل الذي تشتركان فيه.
كان الأفارقة في الزمن القديم على الديانات الطبيعية يعبدون النار والشمس على غرار الفرس، ويتخذون لعبادتها معابد جميلة مزخرفة توقد داخلها نار تحرس ليل نهار حتى لا تنطفئ، كما كان يفعل ذلك في معبد الإلهة "فيستا" عند الرومان. وقد كان بعض الرهبان الذين يأتون من أثيوبيا إبان القرن السادس عشر إلى شمال غرب إفريقيا وأروبا لهم وجوه موسومة بالنار، ولا سيما في روما.
عرفت بلاد السودان آنذاك، بأن أقوامها لا يحاربون أحدا، ولا يخرجون من بلادهم، بعضهم يعبدون الشمس ويسجدون لها بمجرد ما يرونها تبرز في الأفق، وبعضهم يعبدون النار كأهل ولاتة، والبعض الآخر مسيحيون على طريقة المصريين، وهم سكان ناحية كاوكاو. كما تتخذ قبائل زَكْرَك وهي بلا تتاخم كانُو في أرض أكواخها مواقدة كبيرة يوقدون فيها كثيرا من الجمر يضعونها تحت أسرتهم المرتفعة، فينامون عليها نظرا لشدة البرد، لأن لا أحد من السكان يطيق تحمل الشتاء.
وتكاد جميع الأدوية والعلاجات آنذاك تكون بالكي بالنار كما تعالج الحيوانات. لأن الطب لم يكم معروف عندهم، ولا يوجد أي طبيب من أي صنف ولا أي جراح أو عقاقيري. وقد وجد بالفعل بعض الحلاقين الذين تقتصر عملياتهم الجراحية على ختان الأطفال. ولا يصنع الصابون في هذه البلاد، ويستعمل الرماد مكانه . وفي الموت، تجتمع النساء حول النار إذا مات لهن زوج أو أب أو أخ ويرتدين لباساً خشنا، ويلطخن وجوههن بسواد دخان القدور ثم يستدعين أولئك الأنذال الذين يتجولون وهم لابسون ثياب النساء، ليضربوا على دفوف مربعة ويرتجلوا أنظاما حزينة مبكية في رثاء الميت .



#وديع_بكيطة (هاشتاغ)       Bekkita_Ouadie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة الوشم
- السحر والاسم
- السحر واللغة
- المدرسة عند الأزتك
- الجنس عند الأزتك
- طقوس الولادة عند الأزتك
- الوصايا الثمانية عند الأزتك
- العِقاب في حضارة الأزتك
- التربية في حضارة الأزتك
- التعليم في حضارة الأزتك
- أنشطة النزوح القسري
- عيد البصل
- العيد عند الهنود الحمر
- العيد الروماني
- عيد -كاذي-
- العبادة الفلسفية: العيد الرابع
- جمالية ورَمزية زَوايا النَظر رقشٌ ب» ذاكرة الأسامي « للقاص م ...
- العبادة الفلسفية
- مَوسِم آخِتْ. قراءة في ديوان - مخطوط أكتو- للشاعر سعيد هادف.
- التربية والتعليم


المزيد.....




- جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
- الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع ...
- تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو ...
- مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي ...
- إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م ...
- القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
- قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال ...
- بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - ذاكرة النار