أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم خانى - لماذا يتجرع اردوغان الذل من اجل مصر














المزيد.....


لماذا يتجرع اردوغان الذل من اجل مصر


حاتم خانى

الحوار المتمدن-العدد: 6881 - 2021 / 4 / 27 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اردوغان يستميت من أجل اعادة العلاقات مع مصر وهو مستعد لتقديم المزيد من التنازلات من اجل تحقيق هذا الهدف حتى انه قد لا يتوانى او يتردد عن طرد الاخوان المسلمين المصريين او اعتقالهم او تسليمهم الى القاهرة من اجل اعادة هذه العلاقات , فقد ايقن اردوغان ان الدخول الى العالم العربي لا يتم عبر دعم الميليشيات السورية المعارضة للاسد او عبر المسلمين السنة العراقيين او البقاء مع علاقاتها مع قطر الصغيرة لوحدها , بل ان بوابة العالم العربي وشوارعه وفضاءاته يتم الدخول من خلاله واليها عبر مصر , وعن طريق مصر وحدها يمكن ان يضمن اردوغان المواقف الموالية للدول العربية الاخرى ويكسبهم الى جانبه لكي يستمر في مخططاته بقيادة العالم الاسلامي ومجابهة الغرب الذي عاجلا او اجلا سيصطدم بمطامح تركيا للسعي الى ان تكون قوة عظمى . فعن طريق مصر ستكون الاسواق العربية مفتوحة امام البضائع التركية , وستكون الاموال العربية في خدمة المشاريع التسليحية التركية ومصانعها النامية , فمصر هي الركيزة الاساسية في البنيان العربي وقد اثبتت كل المعطيات التاريخية والواقعية هذا الامر واي دولة عربية حاولت التفرد في سياساتها بعيدا عن مصر كان الفشل من نصيبها .
تركيا حاولت الدخول الى الخليج العربي عبر قطر وفشلت , وحتى لو انها تمكنت من اقناع بقية دول الخليج للدخول في علاقات معها , فان تلك الدول سترتاب مع بقاء العداء التركي لاكبر دولة عربية , وحاولت ذلك عبر كسب المسلمين السنة العرب واقناعهم بالخطر الشيعي الايراني , الا ان هؤلاء السنة اثبتوا عدم قدرتهم لتغيير الشارع العربي لصالح قيادة تركيا السنية لهم نتيجة تذبذب المواقف التركية مع الانظمة العربية من جهة ومع الاحزاب العربية المعارضة لتلك الانظمة , فقد دعمت تركيا الاخوان المسلمين العرب والكثير من الاحزاب الراديكالية في سوريا وليبيا والصومال والهاربين من الدول العربية اليها , وكل هؤلاء لم يكونوا مفتاحا للشارع العربي بقدر ما كانوا عقبة رئيسية في هذا المضمار حيث ان الشارع العربي وحتى الانظمة العربية قد شبعت من الاستمرار في النهج الاسلامي المتشدد القديم نتيجة التغييرات الحاصلة في الدول الغربية ايضا ويقينها ان هذا الفكر المتشدد بدأ يهددها هي ايضا من داخل بلدانهم .
كما ادركت تركيا بانها بدون مصر لايمكنها الاستمرار في استكشافاتها في شرق المتوسط وان اتفاقها الاستراتيجي مع الحكومة الليبية لترسيم الحدود البحرية لقي معارضة شديدة من كل دول المنطقة وحتى من حلفاء تركيا ايضا ووجود هذا الاتفاق سيان من عدمه , ولم يحقق ما ارادت تركيا من الوصول اليه , وهكذا وقفت وحدها لتصطدم مع اليونان وقبرص وفرنسا وكل دول حوض المتوسط الاخرى بما فيها مصر التي كانت سببا مباشرا لفشل هذا الاتفاق .
كما فشلت تركيا في التغلغل في الشمال الافريقي مع كل المحاولات المبذولة لدعم الاحزاب الحاكمة في تونس والجزائر وكل الاغرءات التي قدمتها عند تسويق بضاعتها في المغرب , كل هذا الدعم اللامحدود اصطدم بادراك انظمة تلك الدول ان علاقاتها مع تركيا يجب ان تمر عبر مصر الجارة القوية والمؤثرة على تلك الدول .
وهكذا ادركت تركيا بعد فشل كل تلك المساعي ان اي خطط لبناء علاقات موزونة في المنطقة يجب ان تتشارك فيها مع مصر , ولان اردوغان بحاجة ماسة للعالم العربي والاسلامي ولدول الجوار من اجل الاستمرار في سياسته الابتعاد عن الدول الاوربية وامريكا وتكوين قطب اسلامي قوي يحقق الاكتفاء الذاتي في تصنيع اسلحته وتطوير ترسانته وتنمية قدراته العلمية من خلال الحصول على الاموال العربية اللازمة لديمومة اقتصاد تركي قوي يلزمه في تشغيل صناعاته الحربية وكذلك حاجة تركيا الى اسواق لتصريف منتجاتها , وهذا القطب الاسلامي لا يمكن ان يصبح مرادفا للاقطاب العالمية الاخرى الا مع مشاركة مصر وخاصة في مستهلها مع ما تملكه مصر من امكانيات بشرية وفنية وخبرة عسكرية واسعة , حتى لو كانت الدول الاسلامية الاخرى جزءا من هذا القطب مثل باكستان وقطر والدول التركمانية .
هكذا ادرك اردوغان ان السعي لانشاء اي قطب يحاول ان يتزعمه في المنطقة لن ينجح الا مع مشاركة احدى دولتين في هذه المنطقة مصر او... اسرائيل .
دهوك 27.4.2021



#حاتم_خانى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن الكوردي وأحزابنا الاسلامية
- خطاب الرئيس واقليم السليمانية
- استقدام قوات تركية
- السيستاني والحرب الاهلية في العراق
- من نننخب ....... لبرلمان كوردستان


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم خانى - لماذا يتجرع اردوغان الذل من اجل مصر