أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - رأينا: نكبة العصر الذهبي النضالي وانتصار الزمن القصديري الشعبوي














المزيد.....


رأينا: نكبة العصر الذهبي النضالي وانتصار الزمن القصديري الشعبوي


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6880 - 2021 / 4 / 26 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معلوم أن الأحزاب السياسية (مع استثناءات قليلة)، منذ أن اتخذت لعبة الانتخابات أساسا لوجودها، بعد تشرذمها وانشطاراتها البركانية، قد نجحت في نحت مفاهيم ومصطلحات جديدة، أضافتها إلى قاموس العلوم السياسية مثل: "الأعيان"، و"مول الشكارة"، والشناقة"، و"المناخبية"، و "الحيتان الانتخابية "، و "السماسرة"، وذلك بفضل تفشي التدافع النفعي/الوصولي و التخلي عن مفاهيم عريقة مثل "التنظيم السياسي/ الهياكل التنظيمية" باعتبارها الأداة المعبرة عن الإرادة الشعبية، و "القاعدة الشعبية" التي تتكون من مجموعة من الأفراد والتنظيمات (المنظمات الموازية والجمعيات والمناصرين والمتعاطفين والمتطوعين..، إلخ) الحاملة لرسالة التنظيم والفاعلة في الحركية والأنشطة السياسية التي تربط بين التنظيم والقواعد.
كما نجحت في اعتناق العقيدة "الميكيافيلية" التي ترى أن أهم هدف في السياسة هو الحصول على السلطة والحفاظ عليها بعد الوصول إليها بكل الوسائل الممكنة وفق منطق (الغاية تبرر الوسيلة)، بعيدا عن الأداة التي تسرع الحتمية التاريخية للتطور، باعتباره التعبير الصحيح عن الإرادة الشعبية، من دون أن ننسى تفوقها في صناعة العازفين، والمحايدين، والصامتين، والمتربصين والانتهازيين والفاسدين..
وإذا كنا نعيش اليوم لحظة تاريخية استثنائية للتحولات السياسية و الاقتصادية الاجتماعية والثقافية المكثفة بسرعة الأرقام التي حصلنا عليها في العديد من المجالات في زمن قياسي، فإن نتائجها النفعية، للأسف، كرست التفاوتات الاجتماعية بين مغرب المركز ومغرب "الحاشية السفلى"، وعمقت اللامساواة الاجتماعية والمجالية، وعملت على خلق حماية نفعية للكراسي واحتلالها عبر الالتصاق الأبدي بها، من أجل تكريس الريع والنفوذ والمحسوبية والزبونية.
و في هذا الصدد نذكر بأن سقوط الاشتراكية عام 1989 تمخض عنه نوع من الميوعة السياسية و أنواع من الحرية السلبية في العمل السياسي، كالحق في تدبير الشأن العام حتى ولو تطلب الأمر شراء الذمم، تبعا لمفاهيم السوق.
والأمر الخطير الذي لم ينتبه إليه الفاعل السياسي في ما مضى و اليوم هو التغير الذي أحدثته الثورة التكنولوجية في الاتصالات واقتصاديات المعرفة، التي غدا معها "حبل الكذب قصير"..
و بما أن الأحزاب سياسية بطبعها، والسياسة أمر وتدبير، فإن هذا التعريف للأحزاب يعني ضرورة جعل فعلها متجددا ومتغيرا وليس راكدا كما هو الحال عليه. كما لا يمكنها أن تؤدي مهامها إذا لم تكن قادرة على أن تتجدد وتنمو.
وعلى ضوء هذه الشظايا، نقول: إن أي حزب له نص تأسيسي يحدد تنظيمه الداخلي يجب احترامه، كما من المفروض أن يكون له نشطاء وقاعدة يجب الاحتكام إليها ديمقراطيا، بل و عليه أن يساهم في النقاش العمومي وفي التعبير عن القضايا الجوهرية، الأساسية والمهمة، التي يعيشها الوطن، كما يجب عليه احترام السيادة الوطنية والديمقراطية، وتنفيذ القوانين والمبادئ المنصوص عليها في الدستور، كما يتعين عليه أن تكون ممارسته العملية مستدامة بحيث يحافظ على علاقات منتظمة ومتنوعة مع الرأي العام وليس الاكتفاء بالظهور في المناسبات الانتخابية فقط، وأن يحصل على التأييد الشعبي ببرنامجه السياسي وليس بالولاءات والاغراءات والتملق والكذب والغوغائية، والتمييز بين ممارسة السلطة وبين التأثير عليها باستبلاد المواطن البسيط بالخطابات الشعبوية وبالتخويف والتحريض والتيئييس والتهييج وخلط الأوراق، أو "ضرب شي بشي" بالتعبير الدارج.
من هنا، ينبغي للأحزاب السياسية أن تكون مؤسسات، منتجة للأفكار والمقترحات مقابل دعم الناس لها. أحزابا تصنع القرار وتنضبط له، وليس مجرد أحزاب تنفيذية. أحزاب بتمويل مستقل وشفاف بين أعضائها وقواعدها. أحزاب تقوم بانتخابات أولية بين قواعدها وأعضائها قبل تقديم ترشيحاتهم الوطنية، وهذه هي المساهمة الحقيقية في البناء الديمقراطي الحقيقي. و هذه هي الأحزاب التي ينبغي أن تليق بها صفة أحزاب وطنية لأنها ذات وظائف ثلاث مرتبطة بتقدم الوطن، و نعني بهذه الوظائف الثلاث: إنتاج البرنامج السياسي والدفاع عنه، صناعة الرأي العام واختيار النخب السياسية.
فالأحزاب السياسية وفق هذا التصور، تعتبر مؤسسات وساطة داخل المجتمع، ومؤسسات انتخابية تحترم الديمقراطية الداخلية والخارجية، و في خدمة المصلحة العامة دائما، لأنها بمثابة أداة تمنحها الطبقات الاجتماعية نفسها للدفاع عن مصالحها وبلورتها اقتصاديا وسياسيا وثقافيا داخل المجتمع.
كما على الأحزاب أن تعزز ظهور طبقة سياسية وطنية ومواطنة، مسؤولة وقادرة على تحمل المسؤولية وتدبير الشأن العام.
و على الأحزاب السياسية أن تكون رافعة للدولة الديمقراطية قولا وفعلا، وأن تساهم في الإرادة السياسية للشعب عن طريق احترام إرادته، وليس عن طريق إثارة النعرات الانقسامية والقبلية والعصبية.
و على الأحزاب السياسية التي تنشد محاربة الفساد، أن تقضي المفسدين لا أن تكون حاضنة للفاسدين، ويجب عليها أن تعلن عن إستراتيجياتها المتكاملة لعموم الناس لحماية مقومات الديمقراطية وأسس سيادة القانون.
وأخيرا، وأمام ما يحدث الآن في الساحة السياسية من تنابز وشخصنة للصراع بين بعض الأحزاب السياسية، يدفعنا إلى وضع علامات استفهام محيرة بين انتكاس العصر الذهبي النضالي، وانتصار الزمن القصديري الشعبوي، بأفول نجم أحزاب بعينها..تستغل الفراغ وانعدام الثقة، لتزرع ما يكفي من الشك والقلق باسم الشرعية و الولاء للأمة والوطن..



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ صحفي حول اجتماع سكرتارية التنسيق الوطنية للائتلاف الديم ...
- حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل- بلاغ
- بيان حركة قادمون وقادرون -القنيطرة المستقبل، حول قضية النساء ...
- رسالة إلى الشباب المغربي بمناسبة ذكرى 20 يونيو 1981 على درب ...
- الطريق الرابع و مغرب -الحاشية السفلية-
- حركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل تدعو إلى التحرر الاقتصاد ...
- حركة قادمون وقادرون: بيان فاتح ماي 2020
- ذكرى رحيل جان بول سارتر في زمن كورونا
- حركة قادمون وقادرون
- مثقفون وباحثون يدعون إلى تعزيز الروابط المغربية الإفريقية وا ...
- الخط الرابع..رؤية للنقاش
- شذرات أولية حول ميلاد مغرب المستقبل
- ميلاد مغرب المستقبل
- حركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل- البيان العام الختامي
- المجلس الوطني الثالث لحركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل
- لماذا أنشأت حركة قادمون وقادرون –مغرب المستقبل، بعيدا عن حزب ...
- لماذا أنشأت حركة قادمون وقادرون –مغرب المستقبل، بعيدا عن حزب ...
- رسالتي..
- رسالة الى وزير الصحة المغربي
- بيان الكناديز المغرب


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - رأينا: نكبة العصر الذهبي النضالي وانتصار الزمن القصديري الشعبوي