أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد سمير عبد السلام - الاستباق و التحول - التفاعل المعاصر بين التراث الثقافي و العلوم و الفنون دون مركز















المزيد.....



الاستباق و التحول - التفاعل المعاصر بين التراث الثقافي و العلوم و الفنون دون مركز


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 03:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا يمكن فصل مفهوم الحضارة عما يحدث فيه من عمليات استباق ، و اتصال بما يتجاوز اختزال الممارسة الحضارية نفسها في أي إطار ، فضلا عن التداخل الجذاب الذي يطرحه الفن المعاصر بين المصدر الثقافي – سواء أكان معروفا ، أم مهجورا – و الصورة التمثيلية الجديدة للواقع ، كمفهوم يتجذر فيه الفن بقوة خارج الوعي و النظرية معا .
لقد انتهك مسلسل النهايات حدود التاريخ الموصوف بما هو إنساني شامل ، و كذلك ثقة الإنسان في مفاهيم بات من المتعذر اعتمادها كمصادر للمعرفة ؛ مثل الوعي و الفن و الحضارة و غيرها ؛ فالنقوش الجدارية و الصور و الممارسات الطقسية التي ارتبطت بحضارة ما ؛ مازالت في حالة من العمل و الصيرورة التكوينية الزمكانية ؛ لتعيد التساؤل حول الذات و تدخلها في علاقات معقدة مع الآخر / الممكن ، ضمن انفتاح الفن المعاصر و خلوه من الحدود .
إننا في اتجاه تحد يصاحب الالتباس الجمالي الجديد بين العنصر الثقافي ، و آثاره التأويلية المكملة ؛ فهو يمارس لذة الانعتاق من الخطاب الثقافي المهيمن عن طريق قراءة أثر الخطاب نفسه في مسافة جديدة من التحول ، و الامتداد في فراغ استقبالي جديد .
إن مفهوم الحضور المصاحب للصورة في سياقها الآخر يمعن في غياب إبداعي مشحون بطاقة الاختفاء ، بما له من تأثير قوي في استعادة المصدر المقدس من بنيته ، مع تجاوزه لمفهوم الذات الحضارية ؛ فيرتبك مفهوم البنية في سياق التنوع الخلاق ، مع احتفاظه بطاقة الأثر الأولى ، مختلطة بعملية التحول ، و الحوار مع ممارسات الواقع ، و الفن ، و التاريخ معا في تكوين لا يمكن التنبؤ به إلا من خلال مزيد من فاعلية إعادة إنتاج المصدر في سياقات اختلافية .
هل يمكن اعتبار المنجز الحضاري حدثا إذا ؟ أم أنه تأجيل شبحي للمنجز خارج عملية الحدوث ؟ لقد تجاوزت أفكار ما بعد الحداثة و ما بعدها Post-modernism and beyond لدى إيهاب حسن و جان بودريار منطق القوة الذي صاحب تاريخ الإنسان ، مقترنا بوحشية الشعور بالكينونة الثقافية لدى حسن ، و بطلب القوة عن طريق المحاكاة عند بودريار .
لهذا كان التشكل الشبحي / اللعبي المراوغ في بؤرة السياق الفني الطليعي المعاصر ؛ ذلك الذي يصفه آرثر دانتو بالانقطاع عن مسلسل التاريخ الفني السابق فيما يعرف ب Post-history أي تجاوزه للنزوع التاريخي ؛ كما أنه لا يحمل أي سمة تميزه عن اللا فن في اتجاه تنوع غير متناه ؛ فكل شيء يمكن أن يصير فنا ضمن التعبير Any thing can be art ؛ لذلك فالفن المعاصر تجاوز الإلهام الذاتي المقدس للفنان حتى النهضة عند مايكل أنجلو ، كما تجاوز صفاء المادة في العمل الفني ضمن حقبة الحداثة Modernity ؛ ليؤكد اتساع التحويل ، و إعادة الاستخدام التي تصل إلى أدوات الفنان نفسها (1) .
و مثلما تداخل الفن المعاصر مع مفهوم الحضارة في تحديه لذاته ، و تنوعت فيه المصادر الثقافية المهجورة ، فإن الوعي قد اندفع بقوة الممارسة التأويلية السلبية عند بول ريكور ، انطلاقا من تجاوز غير واع للظاهرة ، و الوعي الزائف معا . تبدأ إذا مرحلة سلب المدلول التصوري الواحد في اتجاه اندفاعة ديونيزية نحو التفكيك ، و التأويل ، و الكتابة الأولى التي تحدث عنها ديريدا Derrida ، و لكننا نلمح مثل هذه الممارسات الجديدة في إغواء المنجز الحضاري الشرقي القديم بالامتداد خارج الذات ؛ و على الأخص حضارة مصر القديمة التي تقبل ضمن منجزها الثقافي حوارا ضمنيا مع الآخر يكشف عنه التأويل ، وقد اخترت بعض العناصر المتواترة فيها ، حال استباقها لخطاب الهيمنة الذي يبقيها ضمن حدودها دون الكشف عن الحوار الخلاق المتضمن في عناصر الموت و التدمير اللا واعي ، و اللعب ، و الأفضية الجمالية للزمن في تماسها مع روايات الدنا المعاصرة DNA ، و مساءلة الحدوث الواقعي عن طريق تفجير الزمن .
أولا : طاقة الموت :
الخوف من الموتى أو من الموت يقف وراء الديانات الأولى عند جيمس فريزر ، و له أصل بالديانات كلها لدى ول ديورانت ، و لكن التحلل اللا عضوي لم يكن مجرد صورة لحالة ثابتة ، أو مرحلة انتقالية بعينها ، بل كان طاقة لها قوة دافعة كبيرة ضمن الحياة نفسها ، فالصمت الأبدي لم يكن مختزلا ضمن نطاق صامت ، لكنه يمتد في صخب عنيف ، و مواجهة تتسم باللا تجانس الجذري مع الأحياء في الوقت الذي تغري فيه قداسة هذا الصمت بالانجذاب نحو مصير " أوزوريس " و طاقته المستعادة التي تعمل كبديل لما يسمى بالحياة .
بم توحي مسرحة ذكرى أوزير إذا ؟ يذكر سليم حسن أنها تحيي ذكرى موت أوزير و بعثه ، و تنتهي بهزيمة أعدائه على يد حور بما فيهم ست و أتباعه ، فما على الشخص إلا أن يحصل على العوامل السحرية التي استعملتها إيزيس ، لإرجاع الحياة إلى زوجها الميت ليكتسب مصير أوزوريس الذي صار من نصيب كل الناس بعد عصر الأهرام ، فضلا عن استخدام المصريين للتعاويذ المحجمة للموتى الذين تجردوا من أجسامهم (2) .
المسرحة تستدعي حضور الطاقة الشبحية التي تشبه الصوت المجرد من مادة الحياة ، تجسداتها حال محاكاتها للطاقة الفاعلة لحدث الموت بوصفه فقدا للعضوي و عودة أبدية في آن . الموت احتفال صاخب بالوفرة الأوزيرية مجردة من الصمت الأول المصاحب للصدمة ، من تفريغ الكينونة في اتجاه الشبح ، ذلك الذي يملك الإغواء السحري بإحلال طاقة الصمت محل الجسد .
لم يكن عالم الموتى – إذا – معزولا عن الأحياء ؛ و لكنه شارك في استعادة ذاتية للحياة عند استشرافها لمصير أوزوريس و عودته ، فهل كان الموت إحلالا بنيويا للحياة ضمن نطاقها غير المحدد؟
إن الموت ليشتعل بوصفه صمتا مجردا من سكونه الزائف في اتجاه إبداع لمادة حركية مؤثرة للصمت خارج مدلوله الأول و تتخلق هذه المادة من غيرية مرآوية للذات في علاقتها المقدسة بالطاقة الجديدة و ذكري الألم الحتمية معا .
لقد ارتبطت استعادة أوزوريس التمثيلية بمبدأ الوفرة و عودة الحياة على الأرض بعد جدبها ، كما ارتبطت بصخب الصراع بين حورس / البديل القوي صاحب الإيحاءات السماوية ، و احتفالية النصر ووفرة البدائل الملكية له ، و ست الذي قهرته قوى الموت الحية و أشباحها المسرحية ، إذ لا يمكن للمصري أن يتمثل مخاوف الموت دون إحلال أوزوريس و عودته ضمن بنية الموت لتفجرها باستباق العودة المقدسة .
ولم يكن الانفصال الظاهر عن أرواح الموتى ممثلا لحالة انعدام التوافق بين مجالي الحياة و الموت بوعي يسقط طاقة الموت في العدم ، و إنما هو مفهوم للعمل من داخل الطاقة نفسها ، لمساءلة العدم باستحضار طقوس الحياة التي تعرف العدم من خلال البديل و هو العودة ذات الطابع الاحتفالي لدورة الوجود .
هكذا ينعدم التحديد ضمن لعب البدائل و العناصر التمثيلية و السحرية لتصير صدمة إيزيس الأولى معوقة بنوع من الحضور يخون ذكرى الموت من داخلها .
و يتداخل تصوير طاقة الموت لدي المصريين مع تصورين آخرين توسع كل منهما في مجال مختلف من فاعلية الموت ، مما يعكس الامتداد الطبيعي للعنصر الحضاري ، و إعادة تمثيله في اتجاه لا يرتد لأصل واحد و إنما للمساءلة المستمرة للمدلول و الممارسة الاختلافية حيث كل مجال تأويلي يصلح لقراءة تصور ما من خلال الآخر .
( 1-2 ) : يد المجد /
يرصد جيمس فريزر التأثير السحري ليد المجد hand of glory لدى الأوربيين القدماء ، فهي تملك طاقة الإسكات و الإيحاء بالصمت الأبدي ، ويد المجد عبارة عن يد رجل مشنوق تؤخذ و تملح و تحفظ حتى إذا وضعت فيها شمعة مصنوعة من شحم مجرم تم شنقه أيضا ثم أضيئت مثلما تضاء الشمعدانات فقد جميع الحاضرين قدرتهم على الحركة ، و أصبحوا عاجزين تماما ، و أحيانا كانت اليد تستخدم كشمعة ؛ فتوقد النار في الأصابع الجافة ، و كان عدم اشتعال النار في أحدها يعني وجود شخص يقظ بالمنزل . و استخدمت يد المجد للسرقة (3) ، و لكن يبدو أنها تخرج من خطابها المهيمن لتتماس مع هوامش الفاعلية الدالة للموت نفسه و قد جاء في بديل مضاد للصمت الذي يحدثه ؛ و هو يد المجد المشتعلة حين تبعث روح الشر في صخب التجسد المتجدد .. المثول المشوه الوحيد في الفضاء للحياة في طابع شكلي محض . هذا المثول يذكرنا بتضخم الصمت في لوحة النائم و تكوينات الذاكرة الرخوة في لوحات دالي dali ، و التدمير المجسد للموت في تشويهات فرانسيس بيكون المعقدة ، و صخب معركة حورس ؛ تملك اليد قوة تغري بالتحلل الذاتي للحي حين يندمج بوهج الموت الذي يملك الفاعلية من خلال الجزء / اليد .
لقد خرجت من العضوي ؛ لتستبق طاقة الصمت بالاشتعال الحي لليد الميتة فيخرج الصمت من مدلوله الأول ، فلا يمكن تأويله ضمن بنيته ، اليد مجموع تمثيلي للنائمين .. تحرق أرواحهم باستعادة آلام المجرم الأول ، فتقتل أبوية الحياة لتكسب الموت مدلوله الآخر الملتبس بالاختفاء لا العدم ، و تقيم احتفالا لاواعيا بحياة التدمير في الشموع / الأصابع التي خرجت من وظيفتها الثقافية إلى استبدال الكائن و الكشف عن عنف الصمت الكامن في نومه الظاهري .
اليد أيضا منتجة للوفرة ، فالخيرات المستلبة احتفال بالمجرم القديم الذي تطهر من عقدة الذنب ، و صار أبا للتو ، و احتل موقع المجموع المهدد دوما بالخصاء . هل هي وفرة العودة منحت له مثلما تخضر الأرض مع قدوم أوزوريس ؟ إننا أمام تكرار للموت كأنما لم يكن هناك صمت أبدا ، بل احتفالية نكاد نسمعها فيما يسمى بالذات بقدر التباسها بفرح التفكيك الصامت .

( 1-3 ) : بوذا /
تجاوز التكوين و ما يصاحبه من خبرات الألم يرتبط وثيقا بتأثير الموت لدى بوذا و أتباعه ، إنه يستشرف الموت لتأجيله في مسافة روحية ملتبسة ، و شفيفة خارج تجسد الحياة أو تعيينها في موضوع ، فالتأمل الخالص يخرج الموضوع من ماضيه الأكثر تعلقا بالحياة ، و ما فيها من حضور طاغ للموت ممثلا في الألم .
إن الصمت السابق على الموضوع يتحقق في مستقبل يحمل ذكرى الحياة بوصفها موتا تم تجاوزه رغم أثره القوي في تشكيل خبرة التأمل ؛ فمن غير الممكن تمثل الفراغ دون استحضار لصخب الألم ، و ما فيه من تحد للموت رغم أنه مصدر قوي لتشكيله .
التجاوز لدى بوذا أكثر انجذابا للصخب بما يحمل من طاقة للموت يعاد تكرارها الملتبس بصمت الروح خارج الحياة و الموت معا .
يذكر ول ديورانت روايات أتباع بوذا و ارتكازها على تحوله من الثراء و المتع إلى السكينة العليا في النيرفانا ؛ فقد رأى شيخا كهلا ثم رجلا مريضا ، ثم آخر ميتا ، فاكتشف ما في طبيعة الولادة من تعس ، و ألم فهرب إلى الصحراء زاهدا ، و كان ينفق الساعات الطوال واقفا ، أو راقدا على الشوك أو يترك التراب ، و القذر يتجمع على جسده أو ينام بين جثث الموتى العفنة التي يأكلها الطير و الوحوش (4) .
لقد تماس بوذا على نحو مباشر بشخوص يوجين يونسكو و بيكيت Becket المسرحية ، و لكن العبث لديه تكرار لتجاوز العبث في الصمت أو الفراغ ؛ فإعادة إنتاج الموت لديه تستبق التحلل العضوي بمحاكاته دون استسلام لامبال للتحلل ، و لكن لاستعادة النقاء الملوث دائما بصخب العدم .
في مسرحية " خراتيت " ليونسكو يتعجب بيرانجيه / الفرد من أن يعيش الإنسان ؛ فالموتى أكثر عددا من الأحياء إذ يزدادون مقارنة بقلة اللحظة الراهنة للأحياء ، ثم يدخل في مواجهة عبثية مع قوى البشر المتحولين إلى خراتيت قوية تسائل أصالة النمط بالكشف عن تحولاته غير المبررة (5) .
الشعور بالذات عند يونسكو متولد عن استلاب الوعي من خبرته بالصوت الداخلي و المجموع ؛ فالموت ينتشر فيهم مثل صورة الخراتيت دون إرادة زائفة . الخرتيت يحمل صراخ الألم ، و التحول معا لينقلب على كليته من داخل طاقة الاختفاء و التحول ضمن حياة تحاكي الموت المصاحب للامبالاة بيرانجيه الأولى ، و اندفاع بوذا نحو الصحراء .
لم يكن الموت مركزيا في التصورات الثلاثة السابقة ؛ إذ ارتبط بطقوس جمعت في تكوينها المحلي و العالمي ؛ لإعادة تمثيل الحياة كبديل لطاقة الموت دون أن تنتسب هذه الطاقة إلى الحياة أبدا .


ثانيا : التدمير اللاواعي :
تتماس الرواية الشعبية المعروفة لمقتل أوزوريس بغرائز التدمير الفرويدية مباشرة ، و طبقا لفرويد يرتبط التابو ارتباطا قويا بالميول اللاواعية في علاقتها المعقدة بالطوطمية ، قتل الحيوان الطوطمي مثلا أو تجنب الاتصال الجنسي مع أبناء الطوطم من الجنس الآخر ، كما يرتبط بالميل اللاواعي لانتهاك المحظور ، فمن ينتهك التابو يصير تابوا بإيقاظ الحسد ، و إثارة اللذة و الخوف معا ، و الوقوع المباشر في غواية انتهاك الحظر (6) .
لقد تجسد أوزوريس كملك متعال للوفرة ، و الزيادة دون استلاب للآخر ، فأثار قوى الحسد اللاواعية لدى ست فلابد من قتل الملك و الشعور بلذة تدنيسه ، و احتلال موقعه و الزيادة في الاحتلال لتفريغ الوجود الأرضي من الوفرة حين تنحسر في حدود القاتل / الأب المهدد دوما بالخصاء ، و استدعاء التدنيس المكرر دائما في فراغ الطوطم ، فما معنى بحث إيزيس و طقوسها ثم قوة حورس ؟ إنه التحلل اللاواعي للملك ضمن إغوائه للحاسد بأن ينتهكه ، و يفرغه من كينونته المزعومة ، فيصير الوجود انتهاكا دائما للوفرة ، و الغرق في دماء الحسد اللامتناهية ، و كأن البديل المتعالي للمركز يترك المركز دون مدلول كما يذهب ديريدا ، كما يتماس هذا التدمير بالتوجه الثقافي المضاد لهيمنة الرأسمالية على الإيروس erotic عند ماركيوز Herbert Marcuse، ثم فاعلية الهامش ضمن الدراسات الثقافية لدى رايموند وليامز و إيجلتون ؛ فدائما ما يقترن استحواذ الأب على هامش لاختراقه ، و تدميره من داخل هيمنته الخاصة ، مثلما يذهب بودريار في وصفه لمحاكاة القوة كبديل عن مركزيتها المزعومة ، مما يعزز ازدواجية الملك في علاقته المعقدة بالهامش ، و الأب أو التابو البديل بين تعزيز الوفرة المثيرة للحسد اللاواعي و استلابها ؛ و لكن يوتوبيا الوفرة مازالت حاضرة ضمن الغياب / الموت و البديل / حورس ، و استشراف الإكمال في رحلة الموت التي تكسب الميت قداسة المحظور ، و تؤسس لفاعلية الغياب المولد عن تنامي غرائز التدمير .
ثالثا : التشكيل الجمالي للزمن :
يلتحم البعد الثقافي في صورته التشكيلية للدنا – لدى أحد مكتشفيه و هو جيمس واطسون – بالفضاء الجمالي لدائرية الزمن عند المصريين ، و قد لاحظت في وصف واطسون ، و لغته التأويلية المصاحبة لدقة الكشف العلمي ما يؤكد النسبية الثقافية للعلم في التوجهات المعاصرة ضمن ارتكازها على السياق الثقافي و ألعاب اللغة و أهمية التأويل ؛ و ترجع تلك التغيرات لأبحاث هيدجر و ليوتار ، و غيرهما ، ما يهمنا هو ارتكاز واطسون على مبدأ التضاعف المشكل للدنا و ما فيه من جمال يقترن بالوفرة ، و الإكمال في سياق التضاعف نفسه ؛ فهو يشير إلى أن الأكثر إثارة في اللولب المزدوج هو التضاعف ؛ فتتابع القواعد في السلسلتين المجدولتين سويا مكمل لبعضه ، فإذا ما أعطينا تتابع القواعد في إحدى السلسلتين تحدد التابع في السلسلة الأخرى ، و كان من السهل تصور كيف تستطيع سلسلة مفردة أن تعمل كقالب لتمثيل سلسلة لها التتابع المكمل (7) .
إن استخدام اللولب المزدوج يشير إلى جماليات الصيرورة كطاقة للإكمال و التضاعف فيما هو عضوي ، و ممثل للحياة معا ، تلك الطاقة التي تملك التحول ضمن الوعي المدرك لواطسون فتستبدل بحركيتها المخيلة للتو ضمن عناصرها الخاصة التي التحمت بالصوت ، فصار يشاركها الوفرة الديناميكية بمقاومة الغياب مثلما يمثله العضوي دائما ضمن تحلله في الموت ، و سنرى كيف تصور المصري لولب الزمن ضمن تضاعف جسدي بديل للغياب أيضا .
يقول واطسون :
" وما أن وصل الليل إلى منتصفه ، حتى كنت قد أصبحت أكثر حبورا فلقد طالما قلقت أنا و فرانسيس ( يعني فرانسيس كريك ) من أن يكون تركيب الدنا في آخر المطاف قبيحا ، لا يشير إلى طريقة تضاعفه .. و لكن ما يفرحني الآن و يدهشني هو أن الجواب سيغدو غاية في الجمال ، و رقدت في سعادة تزيد على الساعتين و أزواج من جزيئات الأدنين تسبح أمام عيني المغلقتين " (8) .
لقد استبق واطسون الحدوث بحلم اليقظة المائي ليتسع التضاعف من خلال نموذجه الحلمي الآخر في الامتداد و التحول . إنه التجدد المصاحب لصيرورة الزمن في رسوم وادي الملوك كما يصفها الأثري إريك هورنونج Erik hornung ضمن حديثه عن تجدد الحياة في العالم السفلي كما وجدت في كتاب البوابات بمقبرة سيتي الأول و رمسيس السادس في وادي الملوك ؛ فحياة الموتى ترتبط بظهور إله الشمس ، و لكن عندما ينتقل إلى مقاطعة أخرى ، يعودون إلى هجعة الموت ثم تعود الحياة مرة أخرى ، و تتجدد من خلال سفر الإله المتكرر في العالم السفلي . و يبدو التصور اللولبي الجمالي للزمن في الهيئة التي تتخذها مدة الحياة كما يصفها هورنونج في رسم توضيحي بكتاب البوابات حيث يظهر اثنا عشر إلها حاملين مدة الحياة في الغرب أي في مملكة الموتى ، و تتخذ فيها شكل ثعبان عملاق منقوش بعلامة هيروغليفية تعني المدة حيث المعين الذي لا ينضب للزمن و في النقش المصاحب للرسم يسمى ثعبان الزمن " متوى " / الحبل المزدوج و يشير التعبير نفسه إلى مشهد آخر في كتاب البوابات يظهر فيه الزمن على هيئة حبل مزدوج مجدول غزله إله بفمه منبثقا مما هو خفي و من أعماق مقدسة يعود إليها بصورة دائرية (9) .
لقد استشرف التركيب المزدوج طاقة حدوث الحياة و تجددها ضمن تأثيره التصويري أو الحلمي فالالتفاف يقاوم التلاشي المصاحب للعضوي كما هو عند واطسون ، و يؤسس لدائرية الوجود في وادي الملوك ، كأنما كان الفراغ الأبدي منتجا للتضاعف ضمن سحر العضوي نفسه ، دون تبرير لصخب التجسد ووفرته الثعبانية المتكررة ؛ فهو وفرة للحياة ضمن التلاشي الزائف ، و تأكيد لتضاعف الأثر في تكراره ذي الاتساع الجذاب في مخيلة واطسون ، حاملا للطاقة المتجددة في صورة مختلفة أكثر ارتباطا بتأويل يحتفي بالانتشار التصويري لطاقة الجسد ، أو يعيد إنتاج الدال كما حدث في فنون ما بعد الحداثة ، و عمارتها ؛ إذ أعادت إنتاج الدنا و الطرز الثقافية المختلفة مستغلة تجريد الطاقة المصاحبة للعنصر الثقافي و العلمي معا .

رابعا : اللعب /
اللعب يكشف زيف الهوية أو المركز من داخل ما يقع فيه من استبدال إبداعي يرتبط بالكتابة اللامحدودة للأثر كبديل عن الهوية الغائبة ، ليس ثمة تحديد في نطاق هذا الحدوث رغم محاولات الهيمنة التي يفرضها الخطاب بافتراض وجود مدلول ما خلف لعب الدوال و الصور في الكتابة ، ويبدو أن الكتابة المصرية التصويرية تؤكد اللعب ، و الاستبدال كمفهومين وجوديين للتكوين الإلهي كموقع لوفرة الوظائف دون ثبات لمنطق أو مدلول ، ووفق ديريدا ينقل المركز نفسه دائما في بديل خارجه بحيث لا يمكن تصوره في شكل كائن موجود ، بل موقع لعدد لامحدود من استبدالات العلامة التي تتخذ هيئة المركز أو تنضاف كتكملة Supplement لغياب المركز (9) .
إن تعدد الأشكال و الوظائف في نطاق الإله الواحد يؤكد لقاء الأثر كموقع للمركز بالحياة نفسها في تعدديتها اللانهائية فحورس يعمل كبديل لغياب أوزوريس و الأخير يمتد في وفرة الموتي و إله الشمس . و أبيس Apis يتحول عقب موته في قوة بديلة للمكمل المقدس و هكذا .
و أتفق بهذا الصدد مع إريك هورنونج في أن الشكل المركب للإله في مصر لا يخرج عن كونه علامة هيروغليفية ؛ أي طريقة من طرق الكتابة ليس للاسم ، و لكن لطبيعة المعبود ووظائفه لهذا أطلقوا على هذه العلامات آلهة كما تصوروا أن الآلهة علامات في لغة أسمى فهي أكثر من رموز لا حياة فيها و يمثل هورنونج للوفرة في الواحد بالإله تحوت الذي يأتي في هيئة أبي منجل أو القرد أو القمر ثم يظهر في صورة بشرية خالصة و أخرى مركبة من بعض هذه العناصر التي لا يمكنها استيعاب عناصره الغنية (10) .
نحن بصدد كسر جذاب للحدود بين الصورة و الواقع و التصور التأويلي للوجود بأكمله ضمن التباس الحياة بلعب الكتابة ، و لم تع الفلسفة بذوبان مثل هذه الحدود إلا بعد تجاوزها لمركزية العقل في الحداثة العليا ثم التفكيك ، و ما بعد الحداثة ، و لكن اللعب الآن لم يحد بنطاق فلسفي بل صار عالميا بوصفه حدثا في الفكر الغربي خارج النزوع الكلي Totality القديم ، و قد وفرت الكتابة التصويرية بمصر طاقة غير محدودة لتحرير الأثر من خلال تعقيد الوظائف ، و مساءلة المدلول بوصفه غيابا ، و الذات بوصفها موقعا للمجموع ، و البدائل ذات الطاقة الحية الفاعلة .
يصف سليم حسن النقوش التصويرية على جدران المقابر بالكثرة التي تتجاوز الزينة و المتعة الفنية فهناك مائدة القربان التي تحوي نقشا لألف من الخبز ، و ألف من الأوز و الثيران و النبيذ حيث يطلب من الزائر أن يقرأها ليستعيد المتوفى حقائقها ، كما رسمت حاملات القرابين و المأكولات في اتجاه باب المقبرة ، و هنا يؤكد سليم حسن أن التعاويذ السحرية كان بإمكانها تحويل هذه الرسوم إلى حقائق يتمتع بها الميت (11) .
إنها بهجة اللعب مع الصور / الآثار الحية المتجددة كبديل عن غياب المدلول سواء أكان الميت أم حاجياته ، و لكنها لذة مجردة و طيفية بما يكفي لانتهاك المدلول الأول للحياة العضوية و ما فيها من ألم ، فالحياة الشكلية الجديدة تعمل في فراغ الأولى بالوعي المدرك للزائر ، كأنها استباق لحياته الراهنة أو إغواء بولوج الوفرة المتجددة للصور الحية المصحوبة بقداسة التبديل و اللعب ضمن لذات الحياة الأولى دون الحياة الأولى في الوقت نفسه .
الوفرة تفجير للموت أيضا بالكشف عن الانشطارات المتكررة التي يحدثها غياب المدلول / الذات في الفضاء ، فهو إحياء ضمني للكتابة اللامحدودة للأثر و قد التحمت بطاقة مجردة من المحدود في اتجاه كثرة مضاعفة يولدها اختفاء الشخص / الواحد في نسيج أطياف جديدة ذات اندفاع لعبي ، و لذة جسدية للنقوش داخل مقبرة يلتبس فيها المدلول الأول للوجود بأحلام الاتساع الكوني .

خامسا : إشكالية الحدث الذي لم يحدث /
بدأ الشك في أصالة حدوث الحدث في سياق العلاقة المعقدة بين الواقع في صورته الوحشية و الصورة الفوتوغرافية أو الفنية في توجهات ما بعد الحداثة و ما بعدها ، فالحدود الفاصلة تذوب في الإشكالية التمثيلية للواقع بحد ذاته ؛ مما يسهم في إضعاف الخطاب الواقعي المهيمن على الواقع نفسه في اتجاه احتمالات الدلالة الفنية التي خرجت بدورها من نظرية الفن .
و طبقا لجان بودريار Jean Baudrillard ؛ فإن استباق الحدث في المخيلة أو الحلم أو من منظور الكاميرا يقضي على أصالة الحدث كأنه لم يحدث ، و قد قرأ بودريار أحداث الألفية الجديدة و الحادي عشر من سبتمبر 2001 و حربي الخليج انطلاقا مما يمكن أن نسميه تفجير الزمن حيث ينفجر المستقبل / الحدث المتوقع بتأثير أحلام الماضي الاستباقية التي هي بالأساس مناهضة لحالة الحدوث .
يرى بودريار أنه لا فرق بين الحرب و اللاحرب فسيناريو حرب العراق كان قضاء على جريمة افتراضية تماثل توقعات فريق البوليس للجريمة قبل حدوثها في فيلم Minority report لسبيربيرج أي معاقبة المجرم قبل القيام بالجريمة ، و هو ما يجعل الحرب طيفا ، أو في حالة محو للحدث الأصلي (12) .
و في حضارة مصر القديمة انسحاب لبعض الأحداث المدونة في اتجاه الطاقة الروحية للحدث دون أن يحدث ، فهو يلتحم بالطقس و أثره دون حد تعسفي بين التاريخ و السحر أو الماضي و المستقبل الفارغ من الحدث المصور ، و يرصد هورنونج بعضا من مثل هذه الأحداث في مؤلفه Idea into image ؛ إذ صور توت عنخ آمون الذي توفي و عمره لا يزيد عن عن ثمانية عشر عاما و قد قهر الأفارقة و الآسيويين الذين لم يحاربهم ذات يوم ؛ أما رمسيس الثالث فقد زخرف معبده الجنازي الخاص في هابو بمشاهد معركة ضد الحيثيين في قادش كان رمسيس الثاني قد استخدمها في معبده " الرمسيوم " رغم اختفاء الحيثيين تماما من المشهد السياسي (13) .
إنه امتداد الممكن في الماضي و المستقبل معا لاستبعاد هذا الممكن نفسه كحدث و استرجاعه كطقس احتفالي باللاحدوث ، الذي نلمحه ضمن صور الأحداث المعاصرة و أبنيتها التي تسمح بتفكيك على نطاق واسع ، و مناهض لأي خطاب يحاول اختزالها ضمن عنصر ثقافي واحد .
محمد سمير عبد السلام

الهوامش : / (1) راجع :
Arthur danto and others – Any thing goes – university of California – 1998 - p 1-16
(2) راجع / سليم حسن / موسوعة مصر القديمة / ج3 / العصر الذهبي / هيئة الكتاب 2001 من ص 511 إلى 514 .
(3) راجع / جيمس فريزر / الغصن الذهبي / ت : أحمد أبو زيد / هيئة الكتاب 2000 ص 171 .
(4) راجع / ول ديورانت / قصة الحضارة / م2 ج 3 / ت : د / زكي نجيب محمود و محمد بدران / هيئة الكتاب 2001 من ص 67 إلى 69 .
(5) راجع / أوجين يونسكو / خراتيت / ضمن الجزء الأول من أعماله الكاملة / ت : د / حمادة إبراهيم / هيئة الكتاب 1998 ص 418 و ما بعدها .
(6) راجع / فرويد / الطوطم و التابو / ت : بو علي ياسين / دار الحوار بسوريا / ط1 / سنة 1983 من ص54 إلى 56 .
(7) راجع / جيمس واطسون / اللولب المزدوج / ت : د / أحمد مستجير / هيئة الكتاب 2004 ص 236 و 237 .
(8) راجع / جيمس واطسون / السابق / ص 227 .
(9) راجع / إريك هورنونج / فكرة في صورة / ت : حسن حسين شكري / هيئة الكتاب 2002 ص 50 .
(10) راجع / جاك ديريدا / البنية و العلامة و اللعب في خطاب العلوم الإنسانية / ت : د / جابر عصفور / فصول م 11 ع 4 شتاء 1993 من ص 253 إلى 242 .
(11) راجع / إريك هورنونج / ديانة مصر الفرعونية / ت : د / محمود ماهر طه و مصطفى أبو الخير / مكتبة مدبولي 1995 ص 124 و 126 .
(12) راجع / سليم حسن / موسوعة مصر القديمة / ج 2 مدنية مصر و ثقافتها في الدولة القديمة / هيئة الكتاب 2001 ص 303 و 304 .
(13) راجع / جان بودريار / روح الإرهاب / ت : بدر الدين عرودكي / المجلس الأعلى للثقافة بمصر 2005 ص 85 و 86 .
(14) راجع / إريك هورنونج / فكرة في صورة / ت : حسن حسين شكري / هيئة الكتاب / 2002 ص 126 .



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرشيف الكتابة .. قراءة في ديوان النشيدة ل .. علاء عبد الهادي
- مقاومة الهامش في ديوان المدخل إلى علم الإهانة ل ..مهدي بندق
- العقل يتجاوز إطاره
- ارتباك الواقع في مجموعة هشاشة عقول ل نبيل عبد الحميد
- جماليات الاندماج الكوني.. قراءة في الغزلان تطير ل محمد المخز ...
- هارولد بنتر .. و الاستعادة المقدسة لتموز
- فرح التفكيك .. قراءة في ديوان لك صفة الينابيع ل .. علاء عبد ...
- التسامح الحضاري في سيرة نجيب محفوظ و أحلامه
- الأدب يفجر أسئلة العمل و العمل الافتراضي
- عبد الرحمن منيف ... الوجه الجمالي للشخصية العربية
- ما بعد الحداثة... و جماليات التناقض..قراءة في الأشياء الفريد ...
- مطاردة الفراغ... قراءة في ما بعد الحداثة و ما بعدها و الملام ...
- الفكر النسائي من قضايا الهوية إلى تجاوز الواقع
- تحولات المألوف .... قراءة في رقصات مرحة ل محمد حافظ رجب
- صدمات سياسية ...قراءة في عرض مجاني للجميع لأحمد الشيخ
- قضايا النشر و اليسار في الحوار المتمدن
- موسيقى السرد .... قراءة في البغدادية لسعيد الكفراوي
- تجليات التداخل و التجاور- قراءة في نثار المحو لجمال الغيطاني
- الذاكرة و استشراف الحياة قراءة في عصافير النيل لإبراهيم أصلا ...
- سيمفونية الروائح و الأمكنة - قراءة في مجموعة أوتار الماء لمح ...


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد سمير عبد السلام - الاستباق و التحول - التفاعل المعاصر بين التراث الثقافي و العلوم و الفنون دون مركز