أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - شهيدة الشرف -مريم ماجد- ولكنهم باسم الشرف يقتلون النساء!














المزيد.....

شهيدة الشرف -مريم ماجد- ولكنهم باسم الشرف يقتلون النساء!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 20:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نظمت مسيرة تشييع كبيرة من الرجال في قضاء السدير في الديوانية أثر مقتل الشابة مريم ماجد في يوم 24 نيسان بعد محاولة اغتصاب في سيارة تاكسي قام بها المجرم ثم قام بإلقاء الشابة في النهر. وقد اطلق على الضحية" شهيدة الشرف" و"أيقونة الشرف" و " شهيدة العفة والحجاب".

بالتأكيد ان خروج تظاهرة من الرجال للتنديد بجريمة قتل امرأة أمرٌ يستدعي التأييد والترحيب. ولكن ما الذي اخرج الرجال في قضاء السدير عن بكرة أبيهم، لتشييع امرأة، مع انه وفقا للتقاليد والقوانين العشائرية المرأة لا تُشيّع؟ خاصة وإن جريمة مقتل مريم، هي واحدة من 12 جريمة قتل أو محاولة قتل جرت خلال الشهر الأخير- آذار- نيسان. ولم تنظم أية تظاهرة رجالية للدفاع عن النساء القتيلات، ولا تظاهرة نسائية ايضا. فلأي شيء جرى تنظيم التشييع في السدير؟ هل جرى تنظيمها تنديدا بجريمة قتل امرأة؟ أم تمجيدا للشرف الذي اعتبرت مريم ماجد، إنها دافعت عنه؟

لنا ان نتساءل هنا، كم عدد النساء اللواتي قتلن على ايدي أفراد أسرهن لأنهن تعرضن لجريمة الاغتصاب؟ لأنهن لم يدافعن عن انفسهن بما فيه الكفاية( اي لحد القتل)؟ الامر الذي استدعى ان يقوم الرجال بأسرّهن باستكمال المهمة فيقوموا بأنهاء حياتهن؟ تعرف الفتيات والنساء المغتصبات بأنهن في الأعم الأغلب سيقتلن إذا تم اغتصابهن. فهن ببساطة يعتبرن شريكات في الجريمة. احتاج الأمر إلى فتوى من رئيس المجلس الروحاني الأيزيدي ليمنع الأسر الأيزيدية من قتل بناتهن ونساءهن اللواتي اغتصبهن تنظيم داعش. اما عدد النساء المسلمات اللواتي قتلن من قبل اسرهن بسبب اعتقالهن واغتصابهن في السجون في المناطق الغربية ليس قليل. ان عقاب المرأة المغتصبة في العراق، في الأعم الأغلب، هو القتل! لأنها تعتبر قد جلبت العار للعائلة، وإنها لوثت " الشرف الرفيع للأسرة"! كذلك سيكون القتل هو مصير كل فتاة او امرأة تتجرأ على القيام بأي شيء يعتبر " مخلا بالشرف"، ولا نقصد هنا، ممارسة الجنس خارج إطار الزواج فحسب، بل أي تصرف يمكن أن يوصف بأنه مخل " بالشرف"، كالحديث في تلفون، او ارتداء ملابس تعتبر غير مقبولة، والخ.

ان الذي اخرَجَ الرجال لمسيرة التشييع هو الدفاع وتمجيد قيم الشرف، وليس استنكارا على مقتل امرأة على ايدي مجرم مغتصب. باسم الشرف قتلت الالاف من النساء، للحد الذي أصبحت عبارة "لا شرف في جرائم قتل الشرف"، تتردد، حتى من قبل رئيس حكومة إقليم كردستان، على اثر مقتل الشابة الكردية زهراء ذات الواحد والعشرين عاما بستة رصاصات في اربيل في نفس الاسبوع. 12

جريمة قتل او محاولة قتل تمت في شهر واحد، رمي امرأة من الطابق الثامن، خنق اخرى، واطلاق رصاص على ثالثة...وهكذا.. لم تّهز هذه الجرائم لخروج تظاهرات من الرجال(وليس من النساء). ان الذي تسكب عليه العبرات، ليس مقتل مريم، بل" تمجيد الشرف"! هذا ما يجري تمجيده والتباهي به، والافتخار به، والذي ينظر لمريم ماجد، انها جسدته ومثلته بمقاومتها التي أدت الى مقتلها.

القيم العشائرية لم ولن تدافع عن حياة النساء و لا عن حقوقهن، ولا حقهن في الأمان، ولم تسعى العشائر و بأية طريقة لحمايتهن من العنف. فالعنف يمارس بكل ألوانه على النساء من الريف للمدينة وبالعكس. في دولة لا تفتقر لقانون يحمي النساء فحسب، بل في دولة تقر قوانينها وبشكل منظم العنف ضد النساء. تقر بإعفاء المغتصب من جريمة اغتصابه بمكافئته على الزواج من ضحيته، بمكافئة ألخاطف بتزويجه من المختطفة. ففي افضل الاحوال ان لم تقتل المغتصبة، يجري تزويجها من المجرم الذي اغتصبها، والسبب هو "حمايتها من وصمة العار التي ستلاحقها" وكأن الوصمة والعار، ليستا قيما قابلة للفضح والتصدي وإزالتها من العقول والاذهان.

العنف ضد النساء جريمة. و العنف الجنسي والاغتصاب جريمة. وقتل النساء سواء من قبل افراد اسرهن او من قبل غرباء هي جرائم عنف، سواء تضمنت انتهاكات جنسية او لم تتضمن، وأي كان شكل العنف. ان تشريع القوانين من اجل تجريم المعنفين، وحماية النساء من العنف، هو مطلبنا. ويجب ان تجري المطالبة بإيقاف العنف ضد النساء. مريم ماجد لم تكن ضحية الدفاع عن الشرف، بل كانت ضحية جرائم القتل التي لا رادع قانوني لها في دولة تسقط فيها كل يوم امرأة جديدة ضحية العنف الذي لا حدود له ضد النساء.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصي هو سياسي – حول الحب والنسوية.
- تصويت الجماهير قد جرى وتم!
- وماذا يهم اللصوص لو افرغت ميزانية البلاد؟ كلمة حول- الاقتراض ...
- جمرة -الصراع الطبقي- تحت الرماد- بضعة مسائل عن انتفاضة اكتوب ...
- حقوق المرأة وضرورة النضال ضد التيارات الشعبوية
- بين حضور المرأة في انتفاضة اكتوبر في العراق( 2019) وغياب مطا ...
- 27عاما من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي(حشعع) وقضية ال ...
- هل التغيير امر ممكن؟
- وزارة للتركمان، توسيع رقعة المحاصصة الطائفية.
- يجب ان يتحول كل حي الى ساحة تحرير
- كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.
- كورونا والعاطلين وبدل البطالة
- نحن الذين نقرر اية حكومة نريد..
- انسحاب التيار الصدري من الاعتصامات واحراق الخيم في ساحات الا ...
- تاكتيك جديد لحرف الانتفاضة عن اهدافها- تظاهرات الصدر المليون ...
- مقايضة الامان بالمال!
- ألاحزاب الاسلامية اما قمع او افساد التظاهرات!
- بيان صحفي : انعقاد الاجتماع الاول للجنة التاسيسية لمنظمة أما ...
- العاطلون عن العمل في العراق والحاجة الى تنظيم موحد وشعار واح ...
- حملة الشهادات العليا :اما التعيين او بدل بطالة!


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - شهيدة الشرف -مريم ماجد- ولكنهم باسم الشرف يقتلون النساء!