أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وصفي أحمد - في معرض الرد على توما حميد














المزيد.....

في معرض الرد على توما حميد


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 18:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في البداية , لابد لي من القول أن النقد البناء حق وواجب لكل انسان , وأرى من واجبي أن أقول أن غياب الديمقراطية داخل الأحزاب الشيوعية كانت من أهم الأسباب التي ساهمت في تراجع الأحزاب الشيوعية عموماً , وفي منطقتنا خصوصاً , دون أن أغفل الظروف الموضوعية التي أحاطت بهذه الأحزاب منذ نشوئها والتي تمثلت في ارهاب الدولة المنظم من قبل كل الأنظمة التي حكمت دولنا والذي لا يتحمله الانسان إلا من يمتلك ارادة قوية تمكنه من الصمود أمام هذا الارهاب إلى حد الاستعداد لتقديم أرواحهم قرباناً في سبيل المباديء التي أمنوا بها , كما أجبر هذا الارهاب الأحزاب الشيوعية والاشتراكية والعمالية لأن تضطر إلى العمل في بشكل سري , كما عمل غياب الديمقراطية على المستوى الأنظمة إلى أن تكون الأحزاب الشيوعية وعاء يستقطب الجماهير من مختلف الطبقات والشرائح وهذا ما يفسر الخلافات التي عصفت بهذه الأحزاب وما أدت إليه هذا الخلافات إلى انشقاقات خطيرة أدت إلى شرذمة قوى هذه الأحزاب .
كما لابد لي من القول , أن ممارسات الحزب الشيوعي السوفيتي في الضغط على الأحزاب العالم ثالثية في تبني سياسة التحالف مع القوى البرجوازية من أجل دفعها لتحقيق الاشتراكية في ما عرف يومها بـ (( طريق التطور الا رأسمالي )) , وهو في حقيقة الأمر يعني خدمة مصالح البيروقراطية الروسية على حساب مصالح الجماهير وطليعتها في الدول المذكورة .
ويبقى دور الذي لعبه غياب الديمقراطية داخل الأحزاب الشيوعية في نشوء مجموعات بيروقراطية تصادر أو على الأقل تهيمن على قرارات الحزب وإلا بماذا نفسر بقاء قادة شيوعيين على رأس أحزابهم من أمثال خالد بكدتاش سكرتير الحزب الشيوعي السوري وعزيز محمد على مستوى الحزب الشيوعي العراقي والذي وصفه بهاء الدين نوري بالستاليني عندما تحدث في مقابلة مع الدكتور حميد عبد الله في معرض حديثه عن تجربة التحالف مع نظام البعث ومن ثم تمسكه بهذا التحالف بالرغم من كل الممارسات القمعية التي كان يقوم بها هذا النظام ضد رفاق الحزب وأصدقائه .
وإذا اعترض علي بعض الرفاق من أن الحزب لم ينقطع عن القيام بعقد مؤتمرات وبالتالي فإن بإمكان المعترضين تغيير قياداتهم , لكن التجربة أثبتت استحالة تحقيق ذلك حيث كانت القيادات الشيوعية تهيأ الأجواء لإعادة تدوير أنفسها , فحسب عامر عبد الله فإن المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي قد تم (( اعداده واختيار غالبية أعضائه من جانب فخري كريم وهناء أدور وآرا خاجادور وبإشراف عزيز محمد . ورغم ذلك فلم يستطع فخري كريم أن يحصل على الأصوات الكافية للفوز بعضوية اللجنة المركزية , وكذلك عادل حبة ورحيم عجينة , فتقرر في المؤتمر , وباقتراح وتدبير من عزيز محمد , ضمهم إلى عضوية اللجنة المركزية كأعضاء أصلاء , وفيما بعد أصبح فخري كريم عضواً في المكتب السياسي , وبدأت الخلافات تدب بين المجموعة المؤتلفة والمختلفة حيث تمت تنحية رحيم عجينة ( عضو المكتب السياسي ) , وكذلك آرا خاجادور ( عضو المكتب السياسي ) , وأما كاظم حبيب ( عضو المكتب السياسي ) وكان من المتحمسين والمندفعين ضد المعارضة الحزبية فقد قدم استقالته من عضوية المكتب السياسي واللجنة المركزية بسبب حالة القنوط والاحباط .
ولا أستثني الحزب الشيوعي العمالي في العراق , حيث يسيطر عدد قليل من الرفيقات والرفاق على مقدرات الحزب وسياساته , ويمنعوا بمختلف السبل أي تغيير في بنيته الفوقية بحجة من انحرافه عن خطه الذي رسمه منصور حكمت , وماذا كانت النتيجة ؟ كانت النتيجة سلسلة من الانشقاقات والانسحابات بسبب الشعور لدى المنشقين والمنسحبين باستحالة التغيير .
في الختام , أقول لا غنى عن الديمقراطية في أي عمل , كي تحصل حالة من ديمومة الأفكار وتطورها مع تغيير الزمن .
المصادر :
1 ـ الدكتور عبد الحسين شعبان , عامر عبد الله ومرارة الأمل .
2 ـ ارنست ماندل , حول البيروقراطية وحركة الطبقة العاملة .
3 ـ حديث خاص مع الرفيق فارس محمود .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى تشرين بين المشاركة والمقاطعة
- نحو تحالف مدني واسع
- رحم الله الزعيم
- صعود حزب العدالة والتنمية
- تركيا والإسلام السياسي
- سقوط إخوان السودان
- إخوان السودان في السلطة
- الإخوان المسلمين في السودان
- الأب الروحي لجماعات الارهاب الإسلاموي
- الاسلام السياسي , صعود أم أفول أخوان مصر انموذجاً
- أزمة الحكم في العراق
- أأسمع جعجعة ولا أرى طحيناً
- ماذا يريد ترامب من إيران
- هل من عودة الجزء الأول
- الجزء الثاني من هل من عودة
- ما السر وراء الغزو الأمريكي للعراق
- حزب البعث العربي الاشتراكي بين الأمس واليوم
- ماذا بعد داعش
- ما حقيقة الصراع الأمريكي الإيراني
- جنة النظام الملكي ... نار النظام الجمهوري


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وصفي أحمد - في معرض الرد على توما حميد