بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 17:50
المحور:
الادب والفن
لا مِن المحزونين ولا..السعداء.. ربما بين منزلتيّ: ضوء وظل.. منزلة، متاهة : العشبة والخلود..
لم يكن حالما حين التقاها على متن طائرة غادرت الجنوب..
أستغرب امتناعها عن طعام قدمه لها ، لفق عذراً َما يوائم جيلها من أجل صحة رشيقة..
مشدوها بعفويتها الجنوبية وشقاوتها.. فاجأته : قرأت كل كتبه ..وفاجأته : كان رأيها حول كتابيه الأخيرين : اتهاما لنضوب ينابيعه..
رأها حيوية كحياة خارج حدود اللغة .. جميلة مثل صباحات جنوب أخضر ترعرعت طفولته وصباه بين افياء بساتينه..
هو يشعرها.. يعرفها، ولو سحب أوتار قيثارة ذاكرته يوصله اللحن الصافي الى صورة توثق حقيقة مشاعره..
وهو يحاول التذكر بينما هي تشاكسه وتقرأ على مسمعه ما حفظت من كتبه وتقول رأيها في كل جملة..
صمتت لحظة وهي تغرس يدها في حقيبتها وتخرج ظرفا..:
أنا انتقدت كتاباتك، صريحة حد القسوة.. هذه مخطوطتي. .أقرأ وأنتقد .. سأنشر مقالتك في مقدمة الكتاب.
مخطوطة؟! سألها، هل انتِ كاتبة؟! شاعرة؟ او قاصة؟ أو..؟ ماهذه المخطوطة؟
بنظرة استغراب.. قائلة:ما اكثر اسئلتك.. لم اكن اعرف كاتبا كبيرا مثلك يطرح كل هذه الاسئلة دفعة واحدة .. صياغة جملة واحدة تفي ..
انك في الفترة الاخيرة تعاني من مشكلة فكرية وأنصحك بالعزلة لتبق صورتك الجميلة بذاكرة قراء احبوا لغتك وأفكارك..
خذها مني وأعتزل.. ابتسم وهو يتأمل عينيها.. جمال فاتن.. كل هذا الجمال في امرأة واحدة..
كيف أحتشدت مراحل العمر في جسد بض ٍ !! براءة الطفولة في عينيها، شقاوة الشباب في صوتها وكركراتها، وحكمة موشومة بحنكة جداتنا في حديثها..!
صاحت به لاتنظرني هكذا، هيا تحرك، الركاب غادروا الطائرة.. وهو يهم بالنهوض سألها: اين ستذهبين؟ :الى الفندق..
:اي فندق؟
:دعني اتذكر.. نعم.. وهما يترجلان سلّم الطائرة كرر سؤاله.. الفندق؟
:اسمه جنة الشرق. صفع ذاكرته الاسم .. وهو يتأملها تمنى ان يقول شيئا لتشاركه أفكاره ولعله يتذكر اين سمع هذا الاسم وقد استدرك طاردا أفكاره أكيد قد سمعت به فأنا من سكان هذا البلد..
نظر في عينيها قائلا:حسنا .. في المساء. هل ستكونين وحدك ام معك شخصا ما؟.
ابتسمت قائلة:أنت لم تتركني وحدي.. فقد وضعت معي عاشق أخرق.. سأهجره وأقرر السفر لتسلم جائزة فوز روايتي وسيقتلني في نهاية الرواية.
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟