محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 6878 - 2021 / 4 / 24 - 17:59
المحور:
كتابات ساخرة
صديق لي، ملحد دائما لكن دون علم زوجته، كان من عادته أن يقصد كل شهر رمضان بيت أحد الكفرة من أصدقائه ليتشارك معه وجبة الغذاء، لكنه الآن، وبسبب الحجر الصحي، فقد هذا الخيار، فأصبح مقيدا إلى جانبها دون أن يقدر على زيارة أحد، لكنه فكر قبلا في الحيلة، فبادرها بالقول ليلة أمس:
- الصوم في هذه الظروف الصحية الصعبة خطر حقيقي على الإنسان، فكما تعلمين، الحلق لا يجب أن يجف، وإلا فسيهون على الفيروس الانسلال من خلاله إلى القفص الصدري، وسيهلك المؤمنون في هذا الشهر الفضيل بشر هذه الجائحة.
- ماذا تقول يا هذا... كلام يكرره الملاحدة والمشركون، كلام لا يليق بك!
- كيف تقولين ذلك؟ ألم تشاهدي قبلا النشرات الصحية، الأطباء أهل الاختصاص من يقولون ذلك، لكنهم عاجزون عن نهيينا عن الصوم، خوفا من العواقب، فربما يتم تكفيرهم، أو ربما يثيرون ردود فعل عكسية قد تؤدي إلى التمرد أو أشكال أسوء من مسيرات التكبير..
- مهما يكن... أفضل أن أموت وأنا صائمة على أن أموت فاطرة، ألا تفكر في الآخرة؟
- بالطبع أفكر فيها، لكن الله سبحانه وتعالى يقول: ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، فإن اتضح الخطر، ثم اتجهت صوبه، فذاك انتحار حبيبتي، والله يحرم قتل النفس كما تعلمين..
لم تعقب الزوجة، لكنها غرقت في صمت طويل، وهكذا ارتاح باله، واستيقظ هذا الصباح على عادته، معدا براد شاي بنعناع مشحر وزيت وزيتون أسود، أما هي، فقد اكتفت بالشرب، ظنا منها أنها الوسطية في الاختيار!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟