أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟














المزيد.....


من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6877 - 2021 / 4 / 23 - 20:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عندما ترتفع نسبة الفائدة على القروض , ويرتفع التضخم المالي , وتخفض قيمة العملة المحلية بوجه العملات الأجنبية , يكون البلد في مشكلة اقتصادية لا يحسد عليها ويصبح رئيس الحكومة هدفا سهلا لمنافسيه. نظريا , فان انخفاض سعر العملة المحلية بوجه العملات الأخرى تزيد من نسبة التضخم المالي في البلاد , كما حدث في العراق مؤخرا بعد تخفيض قيمة الدينار بوجه الدولار الأمريكي , ونتيجة ارتفاع نسبة التضخم في البلاد , فان نسبة الفوائد على القروض سوف ترتفع , كي تتجنب البنوك التجارية الخسارة. هذا المثلث تحدث عنه مؤخرا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان , والذي ذكر فيه ان " بلاده تخوض نضالا ضد (مثلث الشر) في مجال الاقتصاد , ويتضمن الفائدة , أسعار الصرف , والتضخم". هذه المتغيرات الثلاث أصبحت عقبة في وجه استقرار الاقتصاد التركي , بعد ان وصلت نسبة التضخم المالي ما بين 14% و 16.65%, الفائدة على القروض بين 17% و 19%, فيما وصل سعر الصرف الليرة التركية الى حد 7.2 ليرة للدولار الأمريكي في اذار 2021.
كيف يقف "مثلث الشر " حجر عثرة امام النمو الاقتصادي؟ التجارب العالمية تؤكد ان سهام " مثلث الشر" تبدء مع تعاظم العجز في ميزان المدفوعات الوطني , وهو ذلك الميزان الذي يشمل التجارة الخارجية و المدفوعات المالية. فكلما زاد العجز في هذا الميزان زادت التزامات الدولة الخارجية , وطالما وان دفع هذه الالتزامات لا يتم بالعملة المحلية وانما بإحدى العملات العالمية , فان الدولة تضطر بدفع مبالغ إضافية من عملتها المحلية من اجل شراء العملات الأجنبية , الامر الذي يؤدي الى ارتفاع قيمة العملة الأجنبية بوجه العملة المحلية , او بكلام الاقتصاديين انخفاض في قيمة العملة المحلية. على سبيل المثال , قد تنخفض العملة المحلية من 10 وحدات للدولار الواحد الى 15 وحدة.
ماذا سيحدث في السوق بعد انخفاض قيمة العملة المحلية؟ في الاقتصاد المفتوح (كثير الاعتماد على التجارة الخارجية) , تصبح السلع المستوردة غالية الثمن داخليا , والتي سوف تؤثر على جميع نواحي الحياة. اكثر من ذلك , انخفاض قيمة العملة المحلية تؤدي الى ارتفاع الطلب الخارجي على السلع والخدمات المحلية , وبذلك فان أسعار السوق المحلي تبدء بالغليان من طريقين: زيادة الصادرات الى الأسواق الخارجية و زيادة أسعار المواد المستوردة , انه التضخم المالي.
التضخم المالي , بطبيعة الحال, لا يعفي قطاع , وهكذا يبذء الزحف نحو البنوك التجارية , لينتج عنه ارتفاع بسعر الفائدة. فلو كان سعر الفائدة 7% والتضخم 10% , ستكون النتيجة خسارة البنوك التجارية 3% من قيمة القروض, ومن اجل تجنب الخسارة تبدء البنوك برفع نسبة الفائدة على القروض.
ماهي النتيجة من كل ذلك: انخفاض في الاستثمارات المحلية , انخفاض في الطلب العام على السلع والخدمات , تراجع في الإنتاج الوطني , و زيادة نسبة العاطلين عن العمل. هذا هو ما تعانيه ايران , تركيا, إندونيسيا, باكستان , و الفلبين.
نظريا , ان إطفاء نار الأسعار هو زيادة أسعار الفائدة , وبعد ان تنخفض نسبة التضخم المالي , تنخفض معه نسبة الفائدة , ولكن على شرط تخفيض حجم العجز في ميزان المدفوعات , حتى اذا تطلب الامر تخفيض الاحتياطي الخارجي.
في كثير من الأحيان تلعب السياسة الداخلية والخارجية دورا مغاير لما تسطره النظريات وتؤكدها الدراسات الاقتصادية. على سبيل المثال , تخفيض قيمة الدينار العراقي لم يكن شان اقتصادي بقدر كونه قرار سياسي من اجل تخفيض حجم العجز المالي في ميزانية عام 2021. او إصرار السيد رجب اردوغان على إبقاء نسبة الفائدة صغيرة , حتى لو تطلب الامر اعفاء رئيس البنك المركزي التركي من منصبه. اردوغان أراد إبقاء نسبة الفائدة منخفضة من اجل إرضاء أنصاره من رجال الاعمال , حتى وان احرق التضخم المالي أصابع كل فقراء تركيا.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث العربي و اخبار انقلاب الاردن
- الحالة الاقتصادية لدول الشرق الاوسط النفطية في ظل وباء كورون ...
- صناعة الفقر
- ضرورة تشر الثقافة القانونية في العراق
- الاتهامات و تزوير الحقائق في خدمة النظم الديكتاتورية
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصاد
- مبادرة - المشرق الجديد - ..أداة انفراج او خراب للشرق الاوسط؟
- كيف يفسر قانون العرض والطلب الرواتب المليونية لبعض مدراء الش ...
- تاثير السياسة النقدية على الاقتصاد العراقي
- نحو استثمار امثل للفائض المالي المتوقع للعراق
- مع مبادرة - الشرق الاوسط الاخضر- للامير محمد بن سلمان
- V او ب ؟ ربما K!
- تاثيرات الفائض المالي السالبة على الاقتصاد الوطني
- الشاب الذي سخر من معاهد التنبؤ الامريكية
- هل ان الموازنة بين الايرادات والمصاريف الحكومية امرا ضروريا؟
- ما هو اقتصاد الظل ؟
- الله و كورونا
- الاثار الاقتصادية للعجز المالي المستمر
- نبذة تاريخية عن مقاومة ابناء الكاظمية ضد انقلاب 8 شباط 1963
- نظام السوق لا ينفع في اوقات الازمات


المزيد.....




- المغرب يطمح إلى مركز عالمي لإنتاج معادن البطاريات الكهربائية ...
- -كلاشينكوف- تعزز إنتاج درونات KUB الانتحارية
- -كرتونة رمضان- في مصر تواجه أزمة غير مسبوقة بعد ارتفاع أسعار ...
- أبرز المحطات التاريخية في علاقة الذهب بالدولار
- إعادة التسلح في الاتحاد الأوروبي: ما تأثير هذه الخطوة على اق ...
- الشرق الأوسط وأفريقيا.. ثالث أكبر هدف لهجمات القراصنة عالميا ...
- معهد كيل: اقتصاد ألمانيا سيحقق نموا بـ 1.5 بالمئة في 2026
- انكماش الاقتصاد البريطاني بشكل غير متوقع في يناير
- تحذيرات المستثمرين تتزايد.. هل أصبح -ركود ترامب- مسألة وقت؟ ...
- بعد سنوات من النمو الاستثنائي.. أرباح BMW تهبط بقوة في 2024 ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟