أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - تسع قصائد















المزيد.....


تسع قصائد


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6877 - 2021 / 4 / 23 - 18:25
المحور: الادب والفن
    


محاولة في البهجة
************

مددتُ يدي إلى الله
إلى ما شاءَ الله.
وإذ نظرَ إليّ برحمتهِ التي وسعتْ كلَّ شيء
لم يضعْ في كفّي المُتوسّلةِ ذهباً
ولا دنانير فضّة،
لم يضعْ فيها سوى حرف صغير
كانَ يلتمعُ أملاً كعيدِ طفلٍ يتيم.
وإذ نظرَ اللهُ إلى دمعتي الحرّى
وقلبي المُحطّم
سارعَ ليضع وسطَ الحرفِ نقطة.
فامتلأ قلبي ذهباً ودنانير فضّة،
حكمةً وبهجةً ومحبّة.
هكذا كنتُ صحراء فكانَ الحرفُ جَمَلاً،
هكذا كنتُ ضياعاً فكانت النقطةُ معنى،
هكذا كنتُ حتّى امتلأتُ،
هكذا طرتُ أنا وجَمَلي
طرتُ كغيمةٍ من نور.


موقف الألِف
*************
1.
¬أوقَفَني في موقفِ الألِف
وقال: الألِفُ حبيبي.
إن تقدّمتَ حرفاً،
وأنتَ حرفٌ،
تقدّمتُ منكَ أبجديةً
وقدتُكَ إلى أبجديةٍ من نور.
وقال: سَيُسمّونكَ "الحُروفيّ".
فَتَبصّرْ،
فالليلُ طويلٌ والراقصون كُثر،
وهم أهلُ الدُّنيا وأنتَ مِن أهلي.
فكيفَ سيكون بَصَرُك؟
وكيفَ ستكون بَصيرتُك؟
وكيفَ ستختار نجمَك،
وأنتَ لستَ ممَّن يقرأ الشَّمس
أو طالعَ الشَّمس
ولا بالذي يقتفي أثرَ القافلة
بحثاً عن الذهب،
ولا بالذي يقودُ الشِّراعَ في البحر
بحثاً عن الجزيرةِ المفقودة؟
فكيفَ ستختار نجمَك؟
أعرفُ أنّكَ ستقول: "الغريب".
لكنّ هذا لا يُجيب.
وستقول: "المَنفيّ" أو "المَحروم" أو "الضائع"
أو "المُمتَحن" أو "المُشتاق" أو "السَّجّاد"
أو "المَنسيّ" أو "المُتضرّع" أو "المُنوّن"
أو "المُتصوّف" أو "الزاهد" أو "العارف".
وكلّ هذا لا يحيط.
هو يشيرُ إلى الجزءِ، وأنتَ في الجزءِ أجزاء.
وهو يشيرُ إلى المعنى،
وأنتَ في المعنى قلب.
وهو يشيرُ إلى القلب،
وأنتَ في القلبِ طفل.
وهو يشيرُ إلى الطفل،
وأنتَ في الطفلِ حلم.
وهو يشيرُ إلى الحلم،
وأنتَ في الحلمِ نهر.
فَتَبصّرْ،
كيفَ سأسقيكَ من أنهارٍ من عَسلٍ مُصفّى،
أنهارٍ لذّة للشاربين
لا فيها لغوٌ ولا تأثيم؟
وكيفَ ستجلس في مقعَدِ صدْقٍ عندَ مليكٍ مُقتدر؟
كيفَ وقد قالَ مَن قال:
يا ليتَ قَومي يعلمون.
فكيفَ سيعلم بكَ قومُك
وهم يجهلون نجمَك؟
وكيفَ تبصرُ ويبصرون،
وأنتَ الذي يتقاذفكَ الليلُ جمراً
والنهارُ ثلجاً
والفجرُ صلاةً
والظهرُ ارتباكاً
والغروبُ بحراً
والعصرُ بكاء؟
2.
ثُمَّ انتبهَ إلى دمعتي وقال:
ستصعدُ يا عبدي درجاً،
كلّ درجةٍ بألف،
وكلّ ألفٍ بمائة،
وكلّ مائةٍ بكفّ،
وستحتار أيّها أقرب.
ولكنّ الوقت ليسَ وقت تأمّل،
فاقرأْ واصعدْ.
وفي كلِّ صعود
قل اللهمَّ مالكَ المُلْكِ تُؤتي المُلْكَ مَن تَشاء
وتنزِعُ المُلْكَ ممَّن تَشاء.
ثُمَّ قلْ:
اللهمَّ أنقذْني من قسوةِ الصحراء
وقرّبْني من فجرِها.
وأنقذْني من غدرِ البحر
وقرّبْني من زرقته.
وأنقذْني من الفتنة
وعلّمْني سرَّها
حتّى ألبسه خاتماً.
وأنقذْني من الشِّراع
واجعلْه أبيضَ كقلبي.
وأنقذْني من السَّواد
واجعلْ لي هيبته وخطاه.
وأنقذْني من الثرثرة
فلا أنطقُ إلّا رمزاً.
وأنقذْني من الهمسِ وأعطني شفتَه.
وأنقذْني من صعودِ القلبِ إلى الحنجرة.
ومن صعودِ الكفّ
حتّى كأنّها تلمسُ الغيم
وهي تستغيث
ولا مغيث لها سواي،
ومن صيحةِ الضَّعْف
حتّى أن لا سامع لها إلّا أنا،
أنا الذي أقرب إليكَ من حبلِ الوريد.
وقل اللهمَّ إنّي عَاشقٌ وَمُحبّ،
مُحبٌّ ومفتون،
مفتونٌ تتقاذفه الدروبُ والبلدانُ والسِّنين.
خلقتَني فكنتُ لكَ باب سؤال،
وبيت كلمة،
وشبّاك سرّ.
فاجعلْني من العابرين إلى شمسِك،
شمسكَ التي تبدأُ بالياء وتنتهي بالسِّين.
إذْ ما كنتُ يا مَن يقولُ للشيء كنْ فيكون
ما كنتُ إلّا حرفاً،
ما كنتُ إلّا ألِفاً
مَصيري إلى التُراب
إذ خلقتني من طين.




موقف الصبر
**************
أوقَفَني في موقفِ الصبر
وقالَ: الصبرُ امتحانٌ عظيم.
فماذا ستفعلُ يا عبدي؟
أعرفُ أنّ كلماتكَ سترتبك
وينهار معناها
مثل جبلٍ من الثلج
وستدمع عيناكَ مثل طفل ضائع
في السُّوق.
أين منكَ إرادة يوسف الصّدّيق؟
وأين منكَ حلم يعقوب
وقد ابيضّتْ عيناه من الحُزْنِ فهو كَظيم؟
وأين منكَ، قبل هذا، صبر نوح وإبراهيم وأيّوب؟
وأين منكَ صبر مَنْ أرسلتُه رحمةً للعالمين؟
وأين منكَ صبر الأوّلين:
صبر عليّ والحُسين؟
أين وأين وأين؟
أين وقد أنفقتَ حياتَكَ
في عاصفةٍ تتلوها عاصفةٌ،
وفي نارٍ تتلوها نار،
وفي طوفان يتبعهُ طوفان،
وفي أُحُد تتبعُها أُحُد،
وفي كربلاء تلدُ كربلاء جديدة،
وفي منفى يتبعهُ منفى:
منفى أبعد مِن السَّماء
وأقرب مِن حَبلِ الوريد؟





موقف الشَّوق
**************
أوقفني في موقفِ الشَّوق
وقال: أحَسِبتَ أنّكَ اشتقتَ إليَّ وحدك
وبكيتَ دمعاً ثقيلاً
وكتبتَ حرفاً وكلمةً وقصيدةً وكتاباً؟
أراكَ، إنّي أراك
في حيرتِكَ تتردّد
وفي سؤالِكَ تنهار
وفي غربتِكَ تتشظّى
وفي يومكَ المرّ
تغربُ ثُمَّ تشرق
ثُمَّ تحترقُ ثُمَّ تغرق
ثُمَّ تزّلزلُ ثُمَّ تنجو
ثُمَّ تطفو ثُمَّ تنام
ثُمَّ تموتُ ثُمَّ تحيا
لترتّلَ القرآنَ ترتيلا.
أراكَ، إنّي أراك
في شوقِكَ العارمِ المستجير
يوماً بعدَ يوم
وفصلاً بعدَ فصل
وعمراً بعدَ عمر،
فأتجلّى لكَ في كلِّ حرفٍ
من حروفِ القرآنِ يا عبدي.




اثنان
**************
قالَ لي حرفي:
مَن هلكَ في حُبِّ القائلِ للشيء كن فيكون؟
قلتُ: هلكَ اثنان
رجلٌ لم تكنْ في يدهِ أصابع
فلم يطرق الباب
ولم يعرفْ أنّ بإمكانه أن يؤشّرَ من بعيد
لتنفتحَ لهُ الباب.
ورجلٌ أخذتهُ العزّة بالاستعارة
فتصوّرها قصيدةً يكتبُها كما يشاء
لا كما يشاءُ الذي يقولُ للشيء كن فيكون.



صلاة صوفيّة
**************


1.
قلتُ: أعطني خوفاً مِن دونِ رجاء.
فوضعَ في يدي حرفاً مِن دونِ نقطة.
2.
ثُمَّ خلقَ لي نهراً مِن دونِ ماء.
3.
ثُمَّ رسمَ لي شمساً مِن دونِ ضياء.
4.
ثُمَّ صوّرَ لي قلباً مِن دونِ دم.
5.
ثُمَّ أعطاني وجهاً مِن دونِ عينين.
6.
ثُمَّ منحني وطناً مِن دونِ هواء.
7.
ثُمَّ قرأَ عليَّ كتاباً
لم يُذكَر اسمهُ عليه.
8.
فبكيتُ.
9.
قلتُ: أعطني رجاءً مِن دونِ خوف.
10.
فأراني صلاةً مِن دونِ دمع.
11.
وكتبَ لي لوحاً مِن دونِ بدايةٍ ولا نهاية.
12.
ومَنحَني كُرسيّاً مِن دونِ قوائم.
13.
وسقاني كأساً مِن دونِ خمرة.
14.
وأعطاني ذهباً مِن دونِ بريق.
15.
وأنزلَني بيتاً مِن دونِ شُبّاك.
16.
وَسَتَرني مِن النّاسِ ولم يسترني مِن نفْسي.
17.
فارتبكتُ حتّى...................
18.
متُّ.
19.
ثُمَّ هتفَ بي
فنطقَ قلبي بِاسمه.


إشارة البحر
************
إلهي،
ماذا فعلتُ
كي أنفقَ العمرَ كلّه مع البحر؟
وكيفَ أنجو منه
وهو الذي يحيطُ بي
كما تحيطُ جدرانُ السِّجنِ بالسّجين؟
كيفَ أنجو منه
وهو الذي يتعرّى أمامي
بألوانه الباذخة
وأمواجِه الغامضة
فأذهبُ إليه كالمسحورِ حيناً،
وكالضائعِ حيناً،
وكالمجنونِ أحياناً أخرى؟
كيفَ أنجو منه
وهو الذي غرقَ فيَّ
قبل أن أغرقَ فيه؟
غرقَ في أعماقي السَّحيقة
حتّى صرتُ كلّ ليلة
أموتُ غريقاً
فأحملُ جُثّتي على خشبتي الطافية
هائماً دونَ أن يراني أحد،
هائماً
إلى الأبد.



أنين حرفي وتوسّل نقطتي
**************
إلهي
أحببتُكَ أكثر ممّا أحبّكَ الأنبياءُ والأولياء.
فهم أحبّوك
لأنّكَ أرسلتهم بمعجزاتِ النارِ والنور.
أمّا أنا فأحببتُك
لأنّكَ أوّلي وآخِري
وظاهري وباطني،
لأنّكَ سقفي الوحيد الذي يقيني
من المطرِ والجوعِ والصواعق،
من الوحشةِ وانزلاقِ الأرضِ والذاكرة.
ولأنّكَ الوحيد الذي يستمع
إلى دموعي كلّ ليلة
دونَ أن يتعب
من أنينِ حرفي
وتوسّلِ نقطتي!



إشارة المحنة
**************
إلهي،
أنا لا أشبهُ أحداً.
أنا لا أشبهُ، أحياناً، حتّى نَفْسي!



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زائر مجهول لا يكفُّ عن الضحك والقهقهة
- الحديقة في يومٍ ماطر
- مطر عند الفجر
- ضفدع باشو
- تبّاً لِهُبَل!
- يمحو أكثر مِمّا يكتب
- يدافع عن موته حدّ الجنون
- نديم
- لا أتذكّرُ من البحرِ شيئاً
- العودة إلى الفرات
- قصيدة الغرق
- تَمايُل
- ذُهُول
- تبادل
- كلُّ شيء يتمرأى بك
- غياب
- كلُّ الطّرق تؤدّي إلى البحر
- صيحة من خلف الباب
- ما الذي تبقّى لي من نبضاتِ قلبي؟
- أدوار مسرحيّة


المزيد.....




- -الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا ...
- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - تسع قصائد