أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غانم عمران المعموري - ارتجافات الوعي في قصيدة - ذاكرة .. في عيون .. غائرة - للشاعر العراقي رجب الشيخ .














المزيد.....


ارتجافات الوعي في قصيدة - ذاكرة .. في عيون .. غائرة - للشاعر العراقي رجب الشيخ .


غانم عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6877 - 2021 / 4 / 23 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


"ذاكرة .. في عيون .. غائرة"
هناك
خلف محجر العيون هوة عميقة
وجدار مشروخ من قفاه
وباب يقف عليه
حارس ربما لايفقه سر الأشياء
برأس منزوع ... ويدين مبتورتين
فوق كتف يتدلى ....
على عنق الخيبة
بسذاجة سراب نائي
تحصد رغبات الصمت ....
تخاف النور خلف
أوتار عارية القسمات
تفوح
في الجانب الأيمن منها
غمغمات ......
تهمس في أذن الريح
تتلعثم فيها الأزهار ...
وينام الضوء
ما بين سلالم وكوابيس
ويهمس
حالماً تحت ظل الشرفات.


عند ارتجافات الوعي وعودة اللاشعور بمحفزّ وجدانيّ يبعث صرخة الروح داخل قفص الأسرار والكبْت وعدم البوح بالآلام والمعاناة عنِندما تتكسر كُل القيود أمام فكرة مرّت بدور النقاء والموهبة النابعة من ضمير حيّ لتتبلّور مصقولةً بمعلوماتية أدبية وفكرية متغذية من شريان الثقافة النقي

لذلك جاءت عنونة القصيدة " ذاكرة .. في عيون .. غائرة " بمثابة المرآة العاكسة للكشف عن سيكولوجية الذّات الشاعرة وما يُحيط بها من ارهاصات نفسية وما يُريد أن يطرحه حيث " تتجلى هنا غاية وقصد يريده الشاعر أو من يقوم بإرسال رسالته إلى المتلقي عبر عملية اتصال لا تحتاج إلى تشفير ؛ بل أنها رسالة اعلامية واضحة المباني والمعاني ,قَصَدَ صاحبها إيصالها إلى جمهور خاص أو عام , عبر كلمات قصيدته بما تحمل من إيحاءات وتشبيهات, وصور بلاغية متنوعة بالوصف والتشبيه, ونزف خلجات نفسية عميقة على سطح الورقة"1.

تَشع القصيدة حزمة من الأنوار المتوهّجة بصور شعرية مُتشظاةٍ من البؤرة والفكرة الأساسية لتّكون كلٌ منها تيمة فنية هادفة بأسلوب انزياحيّ يمنح المقطع صورة حسيّة بإيقاع موسيقي داخلي يُحرّك ويُّحفز مُخيلة المتلقي للتأمل والتلذذ بتركيبة أحدَثة في كيانة هزّة وارهاصة نفسية ربما يجد ضالته فيها لتجانس الألفاظ والمعاني مع شريط الذكريات والآلام التي كانت في سُبات فجاء ذلك المقطع الشعري بانزياحاته بمثابة المُنشط والمُهيّج لتلك الذكريات...
تُمثل القصيدة خروجاً على المألوف وتمرداً على الواقع المُزيّف عن انزياحات التي لها أهمية بالغة في الشعر الحديث حيث يقول ريفاتير أن الانزياح " يكون خرقاً للقواعد حينًا ولجوءًا إلى ما ندر حينًا آخر فأما في حالته الأولى فهو من مشمولات علم البلاغة فيقتضي إذاً تقييماً بالاعتماد على أحكام معيارية وأما في صورته الثانية فالبحث فيه من مقتضيات اللسانيات عامة والأسلوبية خاصة " 2.
لذا فقد جاءت الانزياحات في القصيدة " وجدار مشروخ من قفاه, على عنق الخيبة, بسذاجة سراب نائي, تحصد رغبات الصمت, أوتار عارية القسمات, تهمس في أذن الريح, تتلعثم فيها الأزهار ..., وينام الضوء, "
يمتلك الشاعر قدرة على تشكيل اللفظة فنياً وجمالياً بما يتجاوز إطار المُعتاد والمألوف مما يجعل القارىء يتوقع التشكيل الحديث التجديدي ومنها معانٍ ودلالات وأسلوب جديد يُباغت فيه المتلقي بإثارته عن الصدمة الجمالية ذات الإيقاع الموسيقي الداخلي لذلك فإنه " يعد الانزياح من أهم المظاهر الأسلوبية التي تميز النصوص الشعرية, وهي تلك النصوص التي يتصرف فيها المبدع عن طريق لغته, وإخراجها من نسقها الأول, ليعيد تركيبها من جديد بما ينسجم ومتطلبات نصه؛ ولابد للمبدع من أن يعي فكرة حصول الانزياح في النص الذي هو بصدد إنتاجه كي يقوم بالتحكم في درجة وقوع انزياحه في النص, من حيث القوة والتأثير, وأن يشعر المتلقي أن هناك مايجذبه إلى هذا النص أو ذاك"3.
وإن ذلك واضح في إضفاء الشاعر على الجدار الصفات البشرية من الاحساس والشكل والاعضاء المكونه له بأسلوب فني جميل وجعل للخيبة عنق بتصرف لغوي دلالي ووصف السراب النائي بالسذاجة التي دائماً تطلق على الشخص الذي يتمتع ببساطة التفكير ويفتقر إلى الذكاء والحكمة والحُنْكة وينخدع بسهولة, واستعمل فعل يحصد في موضع غير مألوف لكنه حقق جمالية ابداعية مُثيرة للمتلقي, واطلق صفة التعرّي على الأوتار بأسلوب انزياحي هادف, وتهمس في أذن الريح, حيث جعل للريح أذن للدلالة على انتشار الخبر بسرعة, وكذلك أضفى صفة التلعثم على الأزهار والنوم للضوء..
تمكن الشاعر من خلال رصد دلالة العبارات والمقاطع الشعرية ذات الصور المتعددة والمتحدة المعنى والهدف بحثاً عن غير المألوف والمجهول ليُّفعْلها ضمن سياقات مليئة بالانزياحات مما يُحقق جمالية شعرية تستقبلها أُذن المتلقي باحساس وجداني ما دامت القصيدة نابعة من ضمير حيّ هدفه إيصال رسالة سامية..



#غانم_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحفر في لا وعي النص في قصيدة - أقسمت لها به ...- للشاعرة ال ...
- الوجع العراقيّ في قصيدة - جرس الدرس الأخير - للشاعر العراقي ...
- البُعد الإنساني في قصيدة - نعم أنا شاعرة - للشاعرة العراقية ...
- رسم الشخصية الشعرية في قصيدة - غيمة ايلول - للشاعر العراقي ع ...
- الكبْت الجنسي والصورة الحسيّة في قصيدة - محروم - للشاعر العر ...
- الذاكرة الشعريّة في نصوص - يا لَهذا - للشاعر العراقي البابلي ...
- التَّمحور حول الذَّات والانبعاث في القصيدة - احتاج لدبوس - ل ...
- إنطاق المسكوت عنه في رواية - عندما أعيد خلقنا - للكاتبة السو ...
- جدلية التأثير والتأثر في رواية - ساعة عدل - للدكتور المصري م ...
- وحدة الهَّم الشعري في قصيدة - أوراق وخنادق - للشاعر العراقي ...
- المبنى السَّردي وتجليّ الذات في المجموعة القصصية - سواسية من ...
- المبنى السَّردي وتجليّ الذات في المجموعة القصصية - سوايسة من ...
- التَّمرد على المألوف في - كلّما قلتُ قالت إلى أين ؟ - للشاعر ...
- تجليات الصورة الشعرية في قصيدة - محاولة لإكمال صورتي الفوتغر ...
- حِبكة التكرار الإبداعي في ( مثل نبيٍّ يتوسلُ معجزة ) للشاعر ...
- ما يُخبأهُ النص في - فوانيس في مدن الضباب - للشاعر العراقي ا ...
- المُتخيّل الابداعي في قصيدة - حروف تصرخ في زنزانة البوح - لل ...
- المُتخيّل الابداعي في قصيدة - حروف تصرخ في زنزانة البوح
- سحر البلاغة وعذب الكلام في قصيدة - خرف- للشاعر كامل حسن الدل ...
- لمحة بسيطة من كتاب الباحث سعد الساعدي - نظرية التحليل والارت ...


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غانم عمران المعموري - ارتجافات الوعي في قصيدة - ذاكرة .. في عيون .. غائرة - للشاعر العراقي رجب الشيخ .