أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!














المزيد.....

الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 11:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في المشهد الأكبر والأهم من مشاهد الصراع الضاري الدائر بالحديد والنار بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، وفي جنوبه على وجه الخصوص، نرى في وضوح العلاقة الجدلية بين "الوحشية" و"المقاومة"، فكلما عنفت "المقاومة" واشتدت، أظهرت إسرائيل وآلتها الحربية مزيدا من "الوحشية" في القتل والتدمير؛ وكلما اشتدت هذه "الوحشية" وعنفت، أظهر "حزب الله" مزيدا من "المقاومة".

بعضنا يُفضِّل أن يرى "الوحشية الإسرائيلية" ونتائجها فحسب، أي من دون أن يرى، في الوقت نفسه، النصف الممتلئ من كأس الماء، حتى يصبح في مقدوره تبرير موقف سلبي وقفه، أو يريد أن يقفه، من المقاومة البطولية التي يبديها "حزب الله". وبعضنا يُفضِّل الرؤية الجزئية، أو النصفية" المعاكِسة.

ومع أننا نميِّز هذا الفريق من ذاك، في النيَّات والدوافع والأهداف، فإننا نفضِّل "الموضوعية" في النظر والفهم.. والموقف، على أن تظل "الموضوعية" جزءا لا يتجزأ من انحيازنا التام إلى المقاومة البطولية التي يبديها حزب الله" في مواجهة عدونا القومي الأول وهو إسرائيل المتحالفة مع الولايات المتحدة، أو الولايات المتحدة المتحالفة مع إسرائيل.

لقد أظهر "حزب الله" من قوة وصلابة وذكاء المقاومة، في وجهيها العسكري القتالي والسياسي، ما دفع إسرائيل إلى إظهار مزيد من الوحشية الحربية الكامنة فيها. ولا شك في أنَّ العالم، وعالمنا العربي منه على وجه الخصوص، قد ساهما كثيرا في تحرير تلك الوحشية الحبيسة من كثير من القيود.

وفي هذا الطور الجديد والأعلى من الوحشية الحربية الإسرائيلية والذي بدأ بمجزرة قانا، وبموقف مجلس الأمن الدولي منها، سنرى الأرض في جنوب لبنان، شبه المفرغَة من سكانها، وقد أمعنت فيها آلة الحرب الإسرائيلية البرية والجوية والبحرية حَرْقا وتدميرا.

هُم، أي الإسرائيليون، تأكَّدوا الآن أنهم في عجز شبه مطلق عن قصم ظهر "حزب الله"، عسكريا وسياسيا وشعبيا، عبر الحرب الجوية، وغيرها من أشكال الحرب عن بُعْد، أو عبر "شيء من الحرب البرية".

هذا العجز شدَّد لديهم الميل إلى مزيد من الوحشية الحربية، فارتكبوا مجزرة قانا؛ ثمَّ أعلنوا وقفا مؤقتا (48 ساعة) للضربات الجوية للمدنيين في بعض المناطق الجنوبية؛ ثمَّ وقف مجلس الأمن الدولي من المجزرة موقفا فهمه المدنيون اللبنانيون في الجنوب على أنه تشجيع لإسرائيل على المضي قدما في حربها عليهم، وفي ارتكابها الجرائم في حقهم.

ترتَّب على كل ذلك مزيد من إفراغ المناطق الحدودية الجنوبية من سكانها حتى يصبح ممكنا وسهلا توسُّع إسرائيل في حربها البرية التي هي الآن، أو من الآن وصاعدا، تعدل الحرق والتدمير الكاملين للمناطق الجنوبية.

لقد أعدوا العدة لحرب برية (مع ضربات جوية وبحرية) يتحول بها الجنوب إلى مسرح لجرائم حرب، يجب أن تنتهي، بحسب توقُّعهم، إلى قصم ظهر "حزب الله"، وإبعاد مقاتليه إلى ما بعد شمال الليطاني، ومنح القوة الدولية، التي تسعى الولايات المتحدة في تأليفها والتي ليست سوى "تدويل" للاحتلال الإسرائيلي، ما تحتاج إليه من أرض، تنتشر فيها، وتعمل انطلاقا منها.

وبدعوى منع السلاح من الوصول إلى "حزب الله" من سورية، أو من إيران عبر الأراضي السورية، سيشمل هذا الاحتلال، أيضا، حدود لبنان مع سورية، وسنرى كثيرا من مظاهره في مطار بيروت والموانئ اللبنانية.

أما الجيش اللبناني، الذي سيجيء به إلى ما بين نهر الليطاني و"الخط الأزرق" هذا "الجيش الدولي"، الذي جاء به الجيش الإسرائيلي، فسيتوفَّرون على "تطويره" بما يجعله نسخة، عسكرية وسياسية، من "الجيش الدولي"، الذي من جنوب لبنان سيشرع يخلق "الشرق الأوسط الجديد".

وفي مناخ كهذا، تُنْقَل السلطة الفعلية في لبنان إلى قوى الرابع عشر من أيار، وأشباهها ومشتقاتها الجديدة، فنرى "الدائم" من "وقف إطلاق النار"، ومن "الحل"، يُتَرْجَم بلبنان جديد أسوأ من "لبنان 17 أيار"، فالتدمير الحربي الإسرائيلي يأتي لصنَّاع "الشرق الأوسط الجديد" بما يحتاجون إليه من نفوذ سياسي ـ عسكري في لبنان، وعلى المستوى الإقليمي؛ أمَّا تمويل إعادة بناء ما دمَّرته آلة الحرب الإسرائيلية فيأتيهم بما يعزِّز ويوسِّع هذه النفوذ.

ولدرء كل تلك المخاطر، ما ظهر منها وما استتر، ليس من خيار سوى خيار "المَنْع".. مَنْع أي حل يمكن أن يُتَرْجَم بتفريغ الجنوب من الوجود العسكري لـ "حزب الله"، أو بتجريد هذا الحزب من سلاحه، فَلْيَظل الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا إذا ما كان إنهاؤه مشروطا بإنهاء الوجود العسكري لـ "حزب الله". ومَنْ يرى غير ذلك إنما هو كل مَنْ له عين لا ترى!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!