أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - الحرب بسبب مياه النيل!! (مذكرات زول سوداني)!!














المزيد.....

الحرب بسبب مياه النيل!! (مذكرات زول سوداني)!!


فيصل الدابي

الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 20:11
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما كنا صغاراً في حي النصر بمدينة كوستي، لم تكن لدينا أي مشكلة في الذهاب إلى مناطق السباحة فعلى طول نهر النيل الأبيض، كانت تتوفر ينابيع السباحة، فمثلاً كنا نسبح في مرسى بنطون طيبة، وكنا نسبح في عدة مواقع بالقرب من ميناء كوستي، كما كنا نسبح في عدة مناطق بجوار الردمية التي كانت تبعد حوالي كيلومتر واحد من ميز السكة حديد، لكن على الرغم من توفر كل تلك المسابح النيلية المجانية في ذلك الزمن الجميل، كانت لدى أولاد حلتنا أغرب هواية على الإطلاق، إنها هواية السفر على الأقدام إلى الينبوع المتفرعة مياهه من مياه النيل الأبيض والذي كان يقع على مسافة بعيدة جداً جداً لا تقل عن عشرة كليومترات خارج مدينة كوستي في اتجاه مدينة ربك وكانت تقبع إلى جوار الينبوع حلة صغيرة مكونة من قطاطي القش كنا نطلق عليها حلة الينبوع، كان الهدف الأساسي من تلك الرحلة الطويلة الشاقة هو السباحة في ذلك الينبوع بالذات والدخول في مشاجرات ومضاربات بالايدي من أولاد حلة الينبوع الذين كانوا يعتبرون ذلك الينبوع ملكاً مسجلاً لهم ويعتبروننا غزاة قادمين من كوكب آخر!!

لا اتذكر من هو أول شخص أرشدنا إلى موقع ينبوع الشر البعيد جداً جداً من مدينة كوستي، ولا أعرف حتى الآن ما هي الدوافع القوية التي كانت تدفعنا دفعاً للقيام من وقت لآخر بشن الغزوات والغارات الينبوعية والدخول في مشاجرات وحروبات كر وفر مع أولاد الينبوع ثم العودة من هناك ببعض الكدمات والخدوش؟!! وهل كان دافع الممنوع مرغوب هو الذي يدفعنا دفعاً للذهاب إلى ينبوع الشر البعيد رغم توفر عشرات الينابيع النيلية الآمنة القريبة جداً جداً من حلتنا؟!! لقد استمرت حروبات الينبوع لعدة سنوات وكانت تكثر في العطلات المدرسية السنوية، ومن المؤكد أننا كنا نشعر بأكبر قدر من الاثارة والتحدي بمجرد أن يصيح أحدنا: يلا نمشي الينبوع!!

بعد اجتياز المسافات الماراثونية الطويلة، كنا نجد الينبوع أحياناً خالياً من أولاد الينبوع، لكن ما أن نبدأ السباحة في مياه الينبوع حتى يظهر أحد أولاد الينبوع ثم يسرع وينادي رفاقه ومن ثم تبدأ المشاجرات والمضاربات، في بعض الأحيان كنا نجد بعض أولاد الينبوع يسبحون بداخله ومن ثم كانت الاشتباكات تبدأ بمجرد وصولنا للينبوع، ذات مرة، وجدنا إثنين من أولاد الينبوع يسبحون داخل الينبوع، وكنا نحن خمسة، جلدناهم جلدة نظيفة حتى هربوا إلى حلة الينبوع وهم يبكون ويصرخون، فرحنا بانتصارنا عليهم ورحنا نسبح بمزاج في مياه الينبوع الصافية، فجأة سمعنا صيحات عالية، وعندما التفتنا تجاه حلة الينبوع رأينا عدداً كبيراً من سكان حلة الينبوع يحملون العصي ويركضون نحونا كالاعصار بقصد الانتقام لجلد الولدين الينبوعيين، في تلك اللحظات طرنا في الهواء بلا أجنحة وهربنا في اتجاه مدينة كوستي تتبعنا صيحات وشتائم قبيلة الينبوعيين ومن المؤكد أننا قد حصلنا على أكبر قدر من المتعة والاثارة من تلك المطاردة الينبوعية العنيفة بدليل أننا، وبعد مرور أيام قليلة من وقوعها، صحنا في بعضنا البعض: يلا نمشي الينبوع!! وعلى ما أذكر فإنني لم اتوقف مطلقاً عن المشاركة الفاعلة في قيادة حروب الينبوع إلا بعد رحيل عائلتي من حي النصر إلى مربع سبعة وعشرين البعيد جداً عن حي النصر والبعيد جداً جداً عن ينبوع الشر ومن ثم تم اجباري على التقاعد المبكر وعدم المشاركة في حروب الينبوع المثيرة!!



#فيصل_الدابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً للمحفظة الجلدية ومرحباً بالمحفظة الالكترونية!!
- عبور النيل بسبب بطيخة!! (مذكرات زول سوداني)!!
- صيد السمك في النيل!! (مذكرات زول سوداني)!!
- الغرق في نهر النيل!! (مذكرات زول سوداني)!!
- إدارة النفايات، أهم الأولويات
- أهمية إنشاء مشروع سد السودان العظيم!!
- الحل السوداني لمشكلة السد الاثيوبي والسد المصري!!
- أكبر مفارقات جنوح السفينة ايفرغيفين!!
- المعلقة السودانية رثاء نوال السعداوي
- المعلقة السودانية موديل تعويم الجنيه
- أول بائعة ورد سودانية مبروك الدخول لعصر الرومانسية!!
- طرد نيوزلندي وسوداني بسبب عدم ارتداء الكرفتة !!
- التيس يعشق الحرية أما بعض البشر فلا !!
- تعلموا من هذا التيس يا هؤلاء!!
- احتفال احترازي باليوم الرياضي القطري
- أسرع طريقة للهروب من الواقع!!
- توزيع نتائج امتحانات كورونا !!
- وزارة الطعام أهم من وزارة الكلام!!
- قبيلة ترامب تغزوا الكونغرس الأمريكي!!
- مذكرات زول سوداني غزوة الينبوع!!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - الحرب بسبب مياه النيل!! (مذكرات زول سوداني)!!