أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - ترَاويح كافر















المزيد.....

ترَاويح كافر


محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


”وحده الموت يقول الحقيقة“..
..........
..........
نيكانور پارا..
شاعر تشيلي..


-----&&-----


لا أكره الكذب بقدر
ما أكره الحقيقة..
فهذه الأخيرة،
التي يعرفها الناس جيّداً،
مُلغمة بالدجل والوهم كثيراً
ولا أحد يستحي من ترديدها..
الحقيقة....
ماذا أستطيع أن أقولُ عنها؟..
إنّها لُعبة جبابرة الأرض العباقرة..

---------------------------------------------------------------

الكثير من الأشياء،
على نحوٍ غير طبيعي،
تبدو خاطئة.. خاطئة..

تجلس بسَخطٍ مع ذاتك..
مع فقراء الروح..
مع مساكين الحياة..
مع الذين لا يعرفون....
وتتأمل الله كيف يتهدّم من عينيك..
كيف يتبعثر ويتلاشى كطفلٍ صغير هابطٍ،
لتوّهِ، من أدغال الميتافيزيقيا..

إنّك تبحث عن مَخرج..
تبحث
عن استرخاء..
عن راحة..
عن إجابة أزلية..
عن صوت خفي..
عن إلهام ووحي..
لكنك لا تجد سوى
سجن ومنظر سماوي
قريب من الزوال الأبدي..

---------------------------------------------------------------

رُبما أنا صوفي..
رُبما أنا عدمي..
وجودي.. لاإكتراثي..
لكني أبقى أكثر ذكاءاً
من هذه الألقاب الغريبة
السخيفة الضجرة التعيسة..
فلا يَسحرُني شيء
غير ذلك الذي يقف أمامي
ويَرمقني بنظراتِ الموت الخاطف..
ينتشلني من كل شيء..
بلا كلمات..
بلا مكان..
بلا مُسببات..
فقط دندنات..
مِن أين أأتي بهِ؟..
كيف أُحيي جُثمان
هذا الذي مات؟..
مروّض الحمامات..
صديق البجعات..
صاحب النبوات..
خالق جميع الرسالات..
أين أجده، هذا إله الأراجيح
وربُّ السديم الذي يُغطّي المُحيطات؟..
إنّه حيٌ..
إنّه موجود..
إنّه يَعرفَني..
أما أنا فميتٌ..
لست بموجود..
ولا أعرف أحد..

---------------------------------------------------------------

شيطانٌ أخرس
يرفع يداه
للدُعاء..
شيطانٌ لا يعترف
لا بالأرضِ ولا بالسماء
يرفع يداه
المبتورة
خشيةً
من سيوف الورى..

---------------------------------------------------------------

التفكير في الحُرية
هو في حد ذاته حرية،
فبعض الناس لا تُفكر أبداً..

---------------------------------------------------------------

مَن يحبّني حقّاً
يكره كل شيء فيَّ
إلّا شيئاً واحداً أنا لا أبصرهُ..

---------------------------------------------------------------

دائماً ما كان شقيق أبي
يسخر منّي، ويضع النُكات
على المائدة مجرّد لتسفيهي
لا أقل ولا أكثر، فقط لأنني
لا أقدّس أيِّ إنسان أو أيِّ كتاب
تم تقديسه من قبل أناس مثلي..

- هل تؤمن بالقرآن على أنّه كتاب الله؟..
- كلا.. لا أؤمن..
- إذن أنت لست مثقفاً..
- لست مثقفاً؟.. حقّاً يا عمي؟..
- (إبتسامة) بل أنت صفراً إن أردت الحقيقة..

للأسف، انطلق بسيارته راحلاً إلى بيته
قبل أن أزجره قائلاً؛ عمو، أنا لستُ رقماً..
عمو، متى تستفيق؟..
كُلّنا أرقام.. كُلّنا من دون استثناء..
فأنت تقبل القسمة البشعة هذه
على ذاتك، وليس عندك مانع
في أن يُصيّرك، أولئك الأبالسة
اللطيفين، إلى عبدٍ مشلول غير
قادر على الحركة..
أنت تقبلها، هذه القسمة،
وأنا أرفسها بساقيَّ
وانهال عليها بالضرب
بكُلِّ ما أوتيت من قوّة..
ممتنٌ لك أنا على الصفر،
فهو إمّا يبقى صفر
لا ترعبه أعاصير
جحيم العالم الآخر،
وإمّا يغدو غير معروفاً
حاملاً لِلانهائية وحقيقة الأشياء..
تلك الحقيقة
التي تنظر لها الأرقام
الأخرى بعينِ الحِقد والغَيظ..
ممتنٌ لك، أكثر من ذي قبل،
على الصفر الذي لا يُرحّب
سوى بمَن هم أصفار....

---------------------------------------------------------------

ذات مرّة،
مُمددٌ على أرضية
الجحيم وجدتُ نفسي،
مُفكراً بهذا العالم الذي أصابه
ڤايروس التكرار المُلل..
كُنت بلا جلد..
كُنت أرى عظامي
وعضلاتي بوضوح..
كان مشهداً مهول..
لم أسمع صوت أحد،
سوى صوت الدم الذي
كان يجري
في عروقي..
لم أعرف ما الخطوة القادمة..
تركت الحلم وأكملت شخيري..

---------------------------------------------------------------

قد لُعنت...
لُعنت بهذا الشك الجلّاد اللامحدود..

---------------------------------------------------------------

أيها الراعي الغاضب
لا تُشأشئ للقطيع،
فإنّهم مغفلون وأوغاد..
استحيل إلى عصفورٍ
وطِر.. طِر بعيداً عنهم..
طِر بعيداً عن هذه الأصفاد..

---------------------------------------------------------------

اهدئ.. اهدئ
كَيلا تقتلك
المعرفة..

---------------------------------------------------------------

لا تحاول أن تكون نُسخةً
من هذا العالَم الميت..
فأنت ”أولرَدي“
كذلك..

---------------------------------------------------------------

ليس في الحقائق
ورود وفراشات..
فالحقيقة لا تحمل
سوى الأفاعي
والعقارب..

---------------------------------------------------------------

أتعتقدون أنني لا أشعر
بالراحة حين أقتل؟..
بالتأكيد أشعر براحة ولذّة
عظيمة ومتجددة..
وخاصة حين يفعلها مجرم مثلي
على مجرمين حثالى غير بريئين..
الآخر يقتل..
إذن هو سيء وشرير..
أنا أقتله..
ماذا يجعلني هذا؟..
صالح وأبٌ للخير؟..
ماذا؟.. حقاً ماذا يجعلني؟..
ألسنا عندما نخون نَقتُل؟..
نَقتُل الروح التي طالما نظرت إلينا
بعين الأمان الأبدي والجمال الفردوسي؟..
ألسنا بشعين، نحن البشر، دائماً؟..
ألسنا..
ألسنا بشر في النهاية كما يقولون؟..

أحسدُ الفهد حين يَنقضُّ
على فريسته وهو جائع..
فالبشر، حتى وهم بمعدة ممتلئة،
يفترسون كل شيء..

---------------------------------------------------------------

لا يعتريني الشك أبداً،
حين أفكر باليوم الذي
سيقتلني فيه أحد
أو أقتلُ أحد،
بأنّ ثمّة شيئاً ما
سيسدُ فَمي
ولا يتركني
أبتسم..
ما هذا الشيء؟..
فَهمي للناس..
فَهمي لنفسي..
أو رُبما فَهمي.. فَهمي المُلح
للأشياء الميّتة ذات اللامعنى..

---------------------------------------------------------------

لا أخشى من العقل
إن كان يخدع الواقع،
ولا أخشى من الواقع
إن كان يخدع العقل..
لكنني أخشى من كليهما
إن كانا يخدعان الإنسان..

---------------------------------------------------------------

الديك المُعمَّم
أهون من الكلب المثقف..



#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كِلانا...
- التي تُطاردني.. هاتيك الحقيقة.. قد أرتني..
- لا تقرأوني.. فأنا أكتب الكذب..
- القيثارة...
- تُرّهات لامنتمي (لاإكتراثي)..
- فرويد في قبري...
- خُذني...
- آه كم هو مُؤلم...
- حان الآن..
- صراعٌ مع الأغلال الوهمية
- أنا لستُ وحشاً...
- لُعبة الحيارى
- دُخان النار الأزليّة..
- لأنّنا خالقون..
- الإنسان...
- كيف تُفكّر الفراشة...
- أحياناً...
- الإنسانة والحمامة والطبيب..
- سينما.. كُلّ شيء هنا سينما..
- أنا أفكر.. إذن أنا عدم.. عدم..


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - ترَاويح كافر