أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفوان الحريرى - قصة شعرية قصيرة














المزيد.....


قصة شعرية قصيرة


صفوان الحريرى

الحوار المتمدن-العدد: 6875 - 2021 / 4 / 21 - 15:09
المحور: كتابات ساخرة
    


تحيا الاميس

منذ اكثر من ربع قرن
كنا نحتسي الخمر في احدى مقاهي باريس
قال صديقي العراقي حمزة
كلنا عرب في عظامنا الخوف يعيش
فهيا نعرى خوفنا لبعضنا
ونقول ما في النفس يجيش
قلت ...قل انت حمزة اولا
فانت مبدع االفكرة وامير السكرة
سكت و ولمحت دمعة في عينيه يخبأها

اخرج من شنطته وريقات عتيقة
وقال كانت هذه اول اشعارى
قلنا ويحك حمزا لا نريد شعرأ
نريد ان نحكي حكايات الخوف المسجونة داخلنا
هز وريقاته فنزفت وقال
هذا شعر من الوطن
وطن خائف مازال فينا يعيش

كنت في الخامسة
كانت مدرستى تسمي روضة وحضانة الياسمين
ورغم الحب واللهو جاء يوم الخوف الحزين
كان مدير مدرستنا الطيب الحنون يبكي
فقد اخبروه الخبر
بعد غد سوف يحضر فخامة الرئيس
ثم رفع حمزة وريقاته
في مساء هذا اليوم حضروا بكل طقوسهم السوداء
احاطوا الحضانة بالعسكر
هربت كل القطط التى كنا نعرفها
كنا نطعمها ونصادقها ونلاعبها
هربت من صوت خطي الاحذية الثقيلة التى تدب
ونعيق اوامر القادة كالسياط في اجواء المكان
فبين القائد والقائد قائد
يتنافسوا بحماس الظربان
في من اعلي في الصياح
في الصباح أحضرونا مبكرا
رصونا كالسبايا والعبيد
فتشونا ثلاثة مرات ومنعوا الكلام
وحرموا علينا الحركة ودخول الحمام
صرخوا فينا... افهموا هذا حدث هام
هذا حدث عظيم ستقابلون الرئيس
ابعدوا المدرسات ....
احضروا بدلا منهن بعض الموميسات
وراقصات تحت التدريب
ملصوقة على وجهن البسمات ويمضغن الكلمات الجوفاء
فتشوا الجدران وداروا بالكلاب تشم المكان
بعد سويعات القلق جاء الخبر
اقترب موكب الرئيس
في السماء كانت طائرات للمراقبة
على الاسطح كان هناك رجال للمراقبة
على الارصفة كان العسكر متخشبين مرصوصين
بين الاعمدة بنظرات ميته
يحملون بنادق شرفية ليس بها رصاص
منعوا مرور المارة واختبئت حتى الصراصير
وصل موكب الرئيس
قفز من السيارات رجال حرس الرئيس
ارتعش رجال الامن الذين كانوا يستأسدون علينا
منذ قليل وتخشبوا
حين لمحوا حرس الرئيس
والموميسات اللائي احضروهن كبدائل للمدرسات لاسباب ا منية
لصقن بسرعة بسمات اوسع وتمارحن كالمدهوشات
لكن الاطفال سرقوا ببراعة المشهد
صففوا طويلا ولوحوا بالزهور
لكن ما ان اقترب الرئيس
حتى صاحوا يحيا الاميس ..يحيا الاميس
ارتعب الرئيس
لكنه اقترب من الاطفال بحنكة الاب الامام
وقال لهم ومن الاميس ؟
قالوا نصفه امير... ونصف رئيس
فيكون اسمه الاميس ...انت الاميس
ضحك الرئيس
فتنفس الحشد الرسمي الصعداء
اقترب الرئيس من طفل جميل
كل ما فيه مشذب نظيف
داعب بيده الغليظة وجنه الطفل
فجفل وارتعد
وتلجلج في فمه الكلام
فقال له متقاربا ....اتعرف من انا
انت فخامة الاميس
انت من تركب الشعارات
وتركبنا نحن المراجيح
في الصباح تفتتح المشاريع
وفي المساء لا تمل حفالات المديح
انت من تملك القصور والذهب كامير
وانت من ينتخبوك بالصندوق كرئيس
انت الاميس
ونحن الرعايا نحن المتاعيس
قال مؤامرة مؤامرة
اقبضوا على كل اولياء الامور
وكل المدرسات
واسحبوا كل الحلوى الموزعة والهديا من الاطفال
وفي صباح يوما اخر
حضر ضابط كبير واجتمع بنا
قال ما اكثر شئ تحبوه في هذه الحضانة
قلنا له القطط
فأمر القوات بالقبض على كل القطط
وامر بذبحها امامنا
صرخ طفل في هستريا ليه ..ليه
قال حتى تتعلموا الادب في حضرة الاميس
نطقها وحسب انه قال الرئيس
فتلوه في اليوم التالي
فكل شئ في بلادنا مسجل من اجل فخامة الاميس



#صفوان_الحريرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا ...- احا ياعرب -
- قصة قصيرة ...اسوار وراء اسوار
- ش ش ش (شمم شرقي شريف ش ش ش) قصة قصيرة تعرى كثير من المجتمعات ...
- قصة قصيرة جدا ...بعنوان - موت السلطان طرطر-
- قصة انتخابات
- أحترس على عضوك يامواطن
- الانسان المعاصر بين عنصرية السياسة والاعلام
- الإخوان المسلمين والانتحار الجماعي مشهد يبحث عن منطق
- من قصائد الثورة - تفسير مؤقت وحقيقة مؤجلة
- سبعة في سبعة ( مقال رقم 9)
- عربة اسمها الهستريا
- قصة قصيرة للوطن
- قضية مفتوحة مفتوحة
- لا احد يحملق في الحقيقة
- قد سرقوا منا الثورة يا سادة عند صلاه الفجر
- سبعة في سبعة (8) لماذا تحول الربيع العربي الى الذبيح العربي ...
- قصائد الثورة
- قصيدة شعرية -الخطاب الاخير لفخامة الرئيس-
- قصيدة الثائر والداعر
- سبعة في سبعة (7) وعند العرب كل انتخاب انتحاب


المزيد.....




- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...
- لماذا يعد -رامايانا- أكثر أفلام بوليود انتظارا؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفوان الحريرى - قصة شعرية قصيرة