أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 08:36
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
احتمِ بشمسِكَ أنتَ
ولو كانتْ بحجمِ برتقالة.
ولا تحتمِ بشموسِ الآخرين
ولو كانتْ بحجمِ السّماء.
*
حتّى لا تُغلِّفْ قصائدكَ بغيرِ الحقيقة
اكتبْ قصائدكَ عارياً،
عارياً تماماً.
*
مُمتلئاً بنقائكَ حدّ اللعنة
ما الذي تفعلهُ في مدنِ الوحوش؟
*
مُثلّثُ الأصدقاءِ والأعدقاءِ والأعداء
لا يتوقّفُ عن الدّوران.
فيصيبني بحروفِ الأرق
ويصيبُ حروفي بنقاطِ الهذيان.
*
دمعةٌ في عينيكَ
وضحكةٌ في شفتيكَ
لا تفترقان!
أيّةُ حياةٍ هذه؟
*
لأنَّ بنكَ الأحزانِ الذي يُموّلُ عذاباتي الهائلة
لا يكفُّ عن منحي المزيد
من الحروفِ والنقاط
دونَ طلبٍ أو مُقابل،
لذا أرسلتُ برقيةً مستعجَلةً له
كتبتُ فيها:
ارحمْني من كرمِكَ الذي يُشبهُ أنيابَ النّمر.
*
كلُّ قصائدِ العالمِ لا تكفي
لوصفِ لواعِج حُبّي،
حُبّي الذي طورِدَ دونَ هوادة
منذ الطفولة وحتّى النَّفَسِ الأخير.
*
سأشربُ كأساً وهميّاً
قُبالةَ بحرٍ وهميّ
لأكتبَ قصيدةً وهميّةً
يقرأها قارئٌ وهميّ.
الشّيءُ الحقيقيّ الوحيد
في كلِّ هذا الوهم العظيم
هو الواو والهاء والميم.
*
قبلَ أربعين عاماً
سمعتُ أغنيةَ حُبٍّ
فكتبتُ قصيدةَ حُبّ.
اليوم سمعتُ الأغنيةَ نَفْسَها
فكتبتُ قصيدةَ حُبٍّ أخرى
تشبهُ القصيدةَ الأولى،
لكنّي نسيتُ أنْ أذكرَ فيها
زلازلَ أربعين عاماً.
*
قبلَ قليلٍ طرقَ بابَ حياتي
زائرٌ مجهولٌ لا يكفُّ عن الضّحكِ والقهقهة
وقالَ لي:
كم أتمنى أنْ أعرف
ماذا خلفَ الباب
من حروفٍ
وحروبٍ
ونساء!
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟