أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - أعداء الانسانية يرتكبون مجزرة قانا الوحشية كوسيلة لفرض الاملاءات الاسرائيلية – الامريكية على لبنان















المزيد.....

أعداء الانسانية يرتكبون مجزرة قانا الوحشية كوسيلة لفرض الاملاءات الاسرائيلية – الامريكية على لبنان


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 12:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة امس الاول (بين السبت والاحد)، قامت حكومة مجرمي الحرب الاولمرتية – البيرتسية بارتكاب مجزرة رهيبة ضد البشرية والمدنيين اللبنانيين في قرية كفر قانا في الجنوب اللبناني. فبالقنابل التدميرية الامريكية الصنع قامت طائرات هولاكو بقصف عمارة من عدة طوابق، يستتر في طابقها الارضي عشرات من الناس الابرياء غالبيتهم الساحقة من الاطفال والنساء العزل من السلاح، وكانت حصيلة القصف القتل الجماعي الذي حصد ارواح اكثر من خمسين ضحية، من الاطفال والنساء الابرياء الذين دفنوا تحت ركام البيت الذي قصفه همج البشر.
لقد كانت هذه المجزرة الدموية الوحشية احد معالم مضمون ومدلول الرسالة التي تحملها معها رسولة ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم والجرائم الامريكية، وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، وطرحتها امام حكومة الكوارث الاسرائيلية التي التقت مع مسؤوليها قبل ساعات معدودة من ارتكاب مجزرة قانا الثانية. فنذيرة الشر والجرائم الامريكية اسرعت في عودتها الى المنطقة، وصلت امس الاول السبت، لتنسيق الخطى مع حليفها الاستراتيجي – حكومة العدوان الاسرائيلية – ومن ثم الانتقال للقاء الحكومة اللبنانية لاملاء الشروط الاسرائيلية – الامريكية عليها لوقف الحرب العدوانية الاسرائيلية – الامريكية على لبنان. وقد اسرعت رايس في العودة الى المنطقة قبل انعقاد مجلس الامن الدولي باربعة ايام، اذ سيطرح على جدول اعماله وقف الحرب على لبنان وما يتبع ذلك من شروط. وما يُرعب تحالف العدوان الاسرائيلي – الامريكي انه رغم مرور حوالي ثلاثة اسابيع على الحرب التدميرية فان المجرمين المعتدين لم يحققوا أيا من الاهداف العسكرية او السياسية التي خططوا لانجازها. فشلوا في القضاء على المقاومة اللبنانية وحزب الله عسكريا، لم ينجزوا أي نصر عسكري، بل هزموا عسكريا في مثلث بنت جبيل – مارون الراس – عيترون، كما فشلوا في عزل حزب الله والمقاومة على الساحة الداخلية اللبنانية من خلال القصف والتدمير المنهجي للبنية التحتية وتشريد حوالي ثمانمئة الف لبناني من الجنوب وبيروت الغربية والقتل المنهجي للمدنيين. كما يرعب تحالف العدوان الاسرائيلي – الامريكي تزايد مكابس الضغط الشعبية والدولية المطالبة بوقف الحرب الاجرامية وقبل ان يحققوا اهدافهم الاستراتيجية المجرمة.
فالمظاهرات الحاشدة المنددة بجرائم الحرب الاسرائيلية والمطالبة بوقفها تجتاح مختلف مدن وعواصم بلدان العالم، في اوروبا وآسيا وامريكا اللاتينية وحتى داخل اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، وبداية التحرك الجماهيري، في البلدان العربية. اضافة الى ذلك بداية تصدع الغطاء الدولي الداعم للعدوان الاسرائيلي – الامريكي على لبنان، ففرنسا وروسيا والصين تضغط لاصدار قرار في مجلس الامن الدولي لوقف هذه الحرب الكارثية المجنونة، بعضهم، وخاصة فرنسا، لا يريد ان تنفرد الادارة الامريكية وتحتكر الدور في التوصل الى تسوية تقطف هي وحدها ثماره السياسية.
ولهذا، فان مهمة كوندوليزا رايس الحالية العمل على تغيير الموازنة على ساحة الصراع، خلق موازنة جديدة وواقع جديد قبل اصدار قرار في مجلس الامن الدولي وما يرافقه من اجراءات لتجسيده، يسمحان ويخلقان الظروف المناسبة لتجسيد الشروط الاملائية الاسرائيلية- الامريكية في لبنان. والترجمة الفعلية لتغيير موازنة الصراع – حسب ما تنسق رايس والادارة الامريكية مع حكومة اولمرت – بيرتس – هو احراز مكسب ملموس يكسر ظهر المقاومة اللبنانية وحزب الله.
وكسر ظهر المقاومة اللبنانية وحزب الله يتلخص كما يخطط المستعمرون الجدد في امرين اساسيين: الاول، تصعيد لم يسبق له مثيل في جرائم القتل والتدمير الهمجي للاحياء السكنية المدنية، واستعمال القذائف "الذكية" الواردة من امريكا، التي تزن اطنانا من المتفجرات لزرع الخراب والدمار الشامل في لبنان. فحتى بدء تنفيذ قرار مجلس الامن بوقف الحرب، يأمل المجرمون ان يصرخ لبنان والمقاومة اولا ومجزرة قانا قبل فجر امس الاحد، نموذج لما يخطط له التصعيد الجنوني للحرب. والثاني، ممارسة سياسة الارض المحروقة في الجنوب اللبناني، تصعيد عمليات القصف والتدمير الاسرائيلي لتسوية قرى الجنوب اللبناني بالارض، خاصة المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية – الاسرائيلية ونهر الليطاني، هدم هذه القرى وتشريد وتهجير اهلها الى ما بعد نهر الليطاني، وذلك بادعاء ان هذه القرى واهلها كانوا القاعدة الحاضنة للمقاومة اللبنانية، الانتقام منهم، وسحب البساط من تحت اقدام حزب الله في الجنوب، فاذا نجح المعتدون في تغيير الموازنة وخلق واقع جديد، كما يتوهمون، فعندها يمكن املاء الشروط الاملائية الاسرائيلية – الامريكية التي تحملها رايس معها والتي يتلخص اهمها فيما يلي:
* أولا: ارسال قوات دولية كبيرة العدد ورادعة حسب البند السابع من الوثيقة الدولية للامم المتحدة، لترابط في الجنوب اللبناني وعلى الحدود السورية – اللبنانية (بحجة منع تزويد حزب الله بالسلاح الايراني والسوري عبر الحدود السورية). وقوة ردع حسب البند السابع اشبه ما تكون بقوة احتلال، اذ تتمتع بصلاحية التدخل العسكري تحت يافطة تجاوزات لقرار مجلس الامن. ونشر قوات لبنانية الى جانب هذه القوة.
* ثانيا: تجريد حزب الله من ترسانة الصواريخ وابعاد وجوده الى ما بعد نهر الليطاني.
* ثالثا: اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين المأسورين لدى حزب الله.
وفي الوقت الذي كانت فيه كوندوليزا رايس تخطط مع اولمرت وحكومته لتصعيد العدوان على لبنان، بما في ذلك ارتكاب مجزرة قانا ومجازر شبيهة في الجنوب اللبناني، في هذا الوقت بالذات بث كاوبوي البيت الاسود، جورج دبليو بوش، الحصوة بتصريحه ان الحرب على لبنان خلقت الظروف المناسبة لبناء شرق اوسط جديد!! وبالطبع هو يقصد بلورة تحالف اقليمي من الانظمة العربية المدجنة امريكيا واسرائيل تحت المظلة الامريكية، تحالف يخدم المصالح الاستراتيجية للهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة ويكشر عن انيابه المفترسة ضد سوريا وايران وجميع القوى المناهضة للهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة.
مجزرة قانا الاولى التي ارتكبها العدوان الاسرائيلي قبل عشر سنوات حركت الرأي العام العالمي واجبرت المعتدي الاسرائيلي على وقف عدوانه، فهل ستؤلف مجزرة قانا الثانية التي ارتكبت امس منعطفا جديدا يحرك الدماء المتخثرة في الشرايين العربية والعالمية ويقود الى وقف الحرب العدوانية الكارثية؟! لقد اعلنت الحكومة اللبنانية اثر مجزرة قانا انها لن تلتقي بنذيرة الشر والجرائم رايس الا بعد وقف الحرب. نأمل ان تبقى صامدة على موقفها، خاصة وان رهان المعتدين على زرع الفرقة في الشارع اللبناني قد فشل، فالشعب اللبناني موحد اكثر من أي وقت مضى في دعمه للمقاومة اللبنانية وادانته لجرائم المعتدين وصموده في وجه جرائم همج البشر. اما بالنسبة للشروط الاملائية الاسرائيلية – الامريكية التي تتجاهل المصالح الوطنية اللبنانية فلن تكون مقبولة لبنانيًا. لن يقبل لبنان التعايش مع قضية لاجئين مأساوية كالقضية التي خلّفتها النكبة الفلسطينية في الثمانية والاربعين، فعودة النازحين قسرا الى الجنوب اللبناني لتعمير ما هدمه تتار المغول لا تنازل عنها. كما انه يجب اخذ رأي الحكومة اللبنانية والمقاومة اللبنانية فيما يتعلق بانتشار القوات الدولية، موقع تواجدها، عددها، طابعها ومدة وجودها الزمني. كما انه لا تنازل عن تبادل الاسرى.
الايام القليلة المقبلة حبلى بالمآسي الكارثية، ولكننا على ثقة، انه مهما ارتكب المجرم من مجازر دموية في قانا وبيروت وبنت جبيل وصور وغيرها، فانه لا يمكن كسر ارادة شعب يناضل من اجل الحياة والكرامة الوطنية والسيادة الوطنية المطهرة اراضيه من رجس المحتلين. وما ارتكبه الغازي الاسرائيلي امس من مجزرة رهيبة ضد الابرياء اللبنانيين هو اثبات جديد على انه لا مفر من تسليم حكومة اولمرت – بيرتس والضباط والطيارين الملطخة ايديهم بدماء المدنيين اللبنانيين الابرياء الى ايدي العدالة، الى محكمة لاهاي الدولية، لمحاكمتهم كمجرمي حرب لينالوا العقاب الذي يستحقونه هم ومجرمو الحرب في ادارة بوش المجرمة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السنوية ال54 لثورة يوليو المصرية: هل تتململ يا سيا ...
- حرب ارهاب الدولة المنظم على لبنان
- مخاصي العرب يقاقون في القن الامريكي - الاسرائيلي
- منهجكم الشاروني المخضّب بدماء العدوان والمجازر مصيره الفشل ي ...
- تفعيل مكاب الضغط لا بديل للمفاوضات السياسية يا حكومة الحرب و ...
- في الذكرى السنوية الثانية لقرارات محكمة لاهاي الدولية: من لا ...
- نشّف الحليب وقلّت قيمة الراعي
- هل الدافع الحقيقي لاجتياح القطاع خطف الجندي يا حكومة المجرمي ...
- خدمة المصلحة الوطنية العليا المحك الاساس للوحدة الوطنية الكف ...
- على ضوء انعقاد منتدى قيسارية: هل يمكن الفصل بين محاربة الفقر ...
- ألوحدة الوطنية الفلسطينية الخيار المصيري لدحر العدوان ومخطّط ...
- مهام وتحديات أساسية على أجندة الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- ما لكم سوى وحدة الصف الكفاحية إرحموا شعبكم من مغبة تصرفكم!
- بناء على معطيات تقرير -المعهد الاسرائيلي للدمقراطية-: النيول ...
- مقاومة المحتلين بدأت قبل الزرقاوي ولن تنتهي بعده! لسنا مع ال ...
- لن ينجح الدجالون اعداء الحزب الشيوعي في دق الاسافين بين الحز ...
- ماذا وراء لقاء مبارك – اولمرت في شرم الشيخ؟
- في الذكرى السنوية ال39 للحرب والاحتلال: اما لهذا الليل المدل ...
- العربوش عربوش حتى لو وصل اعلى العروش
- هل ما يبعث على التفاؤل من محادثات أولمرت- بوش في واشنطن؟


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - أعداء الانسانية يرتكبون مجزرة قانا الوحشية كوسيلة لفرض الاملاءات الاسرائيلية – الامريكية على لبنان