ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 10:04
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الحلقة الثالثة - التوبة :23- 33
(23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
1- سبب النزول :
A- النبي أمر الناس بالهجرة إلى المدينة فرفض بعضهم الهجرة وبقي مع أهله وأولاده
وقال .. إن قاطعنا أهلينا وهاجرنا ، سوف تذهب تجارتنا وتهلك أموالنا و تخرب ديارنا .. فنزلت
B - ارتد 9 أشخاص عن الإسلام وانضموا إلى مشركي مكة ، فنهى الله أهليهم المؤمنين عن موالاتهم .. فنزلت
2- المعنى : الله يقول للمؤمنين لا تفضلوا الاقامة مع أهليكم المشركين على الهجرة ، وأمرهم بالتبرؤ منهم
فقالوا كيف نقاطعهم ؟
فأمرت الاية بمقاطعتهم إذا استمروا كفارا ، و حذرتهم بأن .. من يقيم معهم فقد ظلم نفسه
لباب التأويل في معاني التنزيل .. الخازن
2- السؤال : لماذا خص الاباء والاخوان دون الامهات والاخوات ؟
(24) قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
1- المعنى : الله أمر النبي بتثبيت المؤمنين وتقوية عزائمَهم على عدم تفضيل علاقتهم بأهليهم المشركين ، وأموالهم التي كسبوها ، وتجارتهم التي يخشون كسادها ، ومنازلهم التي يرغبون الإقامة فيها
على حبهم لله ورسوله ، والجهاد في سبيله بقتال أعدائِهما ، والصبر حتى يفتح الله لهم مكة ، لأن الله لا يهدي من يوالي المشركين
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم .. أبو السعود
2- الأسئلة :
A- لماذا لم يختصر .. آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ في كلمة واحدة .. أهليكم ؟
B - وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ .. هل الله سيهدي المؤمنين ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. مِنَ اللَّهِ / وَرَسُولِهِ / سَبِيلِهِ / يَأْتِيَ اللَّهُ / بِأَمْرِهِ / وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
(25) لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ
1- المعنى : الله يذكّر المؤمنين بأنه نصرهم على أعدائهم رغم ضعفهم وقلة عددهم ليحثهم على مفارقة أهليهم طاعة له وللجهاد في سبيله ، وضرب مثالا بيوم حنين لما اغتر المؤمنون بكثرتهم ( 12 ألف ) وقالوا لن نهزم اليوم ، وهزموا بعد ساعة من بدء القتال ، ثم فروا مدبرين أمام عدوهم ولم تنفعهم كثرتهم ، وضاقت بهم الأرض فلم يجدوا مكانا يهربوا إليه
مجمع البيان في تفسير القرآن .. الطبرسي
2- السؤال : لماذا لم ينصرهم الله إلا بعد أن تولوا مدبرين ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. نَصَرَكُمُ اللَّهُ
(26) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
1- المعنى : ثم أنزل الله (بعد الهزيمة) الأمنَ والطمأنينة وأرسل ملائكة لم تروها لا ليقاتلوا ولكن ليشجعوا المسلمين ويرهبوا الكفار ( فالملائكة لم تقاتل إلاّ يوم بدر) وعذب الذين كفروا بالقتل والأسر والسبي وسلب الأموال
معالم التنزيل .. البغوي
2- السؤال : هل هناك مانع من رؤية الملائكة .. وكيف شجعوا المسلمين وارهبوا الكفار .. إذا كانوا لم يقاتلوا ؟
3- التنويه :
A- الذين كفروا ( بعد إيمان ) أما الكافرين .. فهم لم يؤمنوا أصلا
B- الحديث عن الله بضمير الغائب .. أَنْزَلَ اللَّهُ / عَلَى رَسُولِهِ / وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا
(27) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
1- المعنى : ثم يتوب الله من بعد ذلك العذاب على من يشاء فيهديه إلى الإسلام ، ويغفر لمن تاب ما سلف من الآثام
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور .. البقاعي
2- السؤال : ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ .. لماذا لم يتب الله ( قبل ) ذلك العذاب ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. يَتُوبُ اللَّهُ / يَشَاءُ / وَاللَّهُ غَفُورٌ
(28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
القراءة : عَيْلَةً .. قرأها ابن مسعود / عايلة
1- المعنى : إن المشركين أنجاس البدن كالكلاب والخنازير ومن يصافحهم فعليه الوضوء ، (وقيل) لا يغتسلون من الجنابة وعليهم ألا يدخلوا المسجد الحرام بعد عام 9 هجرية ، فشق على المسلمين ، وتساءلوا .. مَنْ يأتينا بطعامنا سواهم من خلال التجارة ؟
فنزلت .. وإن خفتم (عيلة) أي الفقر .. فسوف يغنيكم الله بأخذ الجزية من أهل الكتاب ( وقيل ) سينزل عليكم المطر فيكثر الخير
زاد المسير في علم التفسير.. ابن الجوزي
2- السؤال : كيف يصف الله المشركين بالأنجاس بينما هدفه هو قتالهم حتى يؤمنوا به وبرسوله وبالقرآن ؟
3- التنويه : يُغْنِيكُمُ اللَّهُ / إِنْ شَاءَ / إِنَّ اللَّهَ
(29) قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
1- المعنى : لما حُرّم على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام ، انقطعت تجارتهم عن المؤمنين ، فنزلت .. وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً (الفقر) .. خذوا الجزية من أهل الكتاب عِوضاً عن انقطاع التجارة
الجامع لأحكام القرآن .. القرطبي
2- السؤال : هل حلت المشكلة بعد أخذ الجزية .. هل الهدف هو تحصيل المال أم دفع أهل الكتاب للإسلام عنوة ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ / مَا حَرَّمَ اللَّهُ
(30) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
1- القراءة : يُضَاهِئُونَ .. قرأها فريق يضاهون
2- سبب النزول : أن اليهود .. سلام بن مشكم ، نعمان بن أوفى ، شاس بن قيس، مالك بن الصيف .. سألوا النبي
كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا ولا تؤمن أن عزير ابن الله .. فنزلت
3- المعنى : قالت اليهود ان عزير ( كاهنا يهوديا سكن بابل سنة 457 ق م ) إبن الله ، لأنه كان يحفظ التوراة ، جمع أسفار التوراة ، وأدخل الأحرف الكلدانية بدلا من العبرانية ، وألّف أسفار .. الأيام ، عزرا، نحميا
وقالت النصارى أن المسيح ابن الله لأن الله خلقه بدون أب ، كقول الذين كفروا من قبل (أهل مكة )
لعن الله إفكهم جميعا
الوسيط في تفسير القرآن الكريم .. محمد سيد طنطاوي
2- السؤال : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ .. هل الله ( يلعن ) اليهود والنصارى ( وهم أهل كتاب ) ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. ابْنُ اللَّهِ / ابْنُ اللَّهِ / قَاتَلَهُمُ اللَّهُ
(31) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
1- المعنى : اليهود اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله وسجدوا لهم لكنهم لم يعبدوا عزيزا ، عكس النصارى اتخذوا المسيح إلها يعبدونه ، وأطاعوا رهبانهم فيما حللوا وحرموا حتى لو كان مخالفاً لشرع الله المنزه عما يشركون
الوسيط في تفسير القرآن الكريم .. محمد سيد طنطاوي
2- السؤال : لماذا تكرر المسيح بن مريم كإله بالآيتين 30 / 31 ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. مِنْ دُونِ اللَّهِ / لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ / سُبْحَانَهُ
(32) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
1- المعنى : يريد الكفار من اليهود والنصارى أن يعارضوا نور القرآن والإسلام ( وقيل ) الدلالة والبرهان ، ويأبى الله إلا إتمام دينه
التبيان الجامع لعلوم القرآن .. الطوسي
2- السؤال :
A- بِأَفْوَاهِهِمْ .. إذا كان إطفاء نور الله بالأفواه مجاز .. فلماذا ذكر الأفواه ؟
أ - ما الحكمة من تكرار لفظ الله مرتين ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. نُورَ اللَّهِ / وَيَأْبَى اللَّهُ / نُورَهُ
(33) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
1- المعنى : الله أرسل النبي بفرائض الإسلام، ليظهره على جميع الملل ، ولو كره المشركون ظهوره على مللهم
جامع البيان في تفسير القرآن .. الطبري
2- السؤال : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .. هل هذا اعتراف من القرآن بالأديان الاخرى ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ / لِيُظْهِرَهُ
للمزيد : شاهد الفيديو التالي
https://www.youtube.com/watch?v=DT956z5YlR4&t=16s
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟