أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التناسق في قصيدة - أدرّب القلب - جراح علاونة-














المزيد.....

التناسق في قصيدة - أدرّب القلب - جراح علاونة-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


التناسق في قصيدة
" أدرّب القلب "
جراح علاونة"
أدرّب القلب على حبّكَ
كطفلٍ صغيرٍ يحاول المشي
للمرة الأولى
خطوة.. خطوتان
أحبّكَ،
أقولها بصوتٍ خافتٍ
هي خطوتي الأولى
نحوكَ..
أحبّكَ.. أحبّكَ،
أقولها كَمَن يردّد
اسمًا غريبًا؛
إنّها استهجاني
من جنون الحياة
وجنونكَ
إنّها ورغبتي بالعبث
أحبّكَ.. أحبّكَ.. أحبّكَ
أردّدها كصرخةٍ ثائرةٍ
وأعلم أنّها انتفاضة الروح
على صمت القلب
أدّرب القلب على حبّكَ
ككهلٍ يحاول أنْ يقطع النهر
دون أنْ يُصاب بالبلل!!"
دائما هناك روح للنص الأدبي، وعلى المتلقي أن يصل إليها ليكشف جمالية هذه الروح، تبدأ القصيدة بحديث عن فعل "حبك" الذي تحتاجه الشاعرة، فبدا الفعل مجهول غير مكتمل المعالم، وقد لفظ مرة واحدة وأقرن "أدرب" مستعينة بفعل "المشي"، وواضحت أنها كالطفل الذي لا يحسن الكلام، فبدا وكأن (النقصان) في "حبك" مسألة طبيعية، ثم تأتي صيغة المثني "خطوة ..خطوتان" ليتبعها اللفظ كاملا "أحبك" وهذا يشير إلى نجاح الشاعرة في تعلمها للفظ ما تحتاجه وترغب فيه
لكن دائما البداية صعبة وتحمل شيء من الخوف/الخجل وعدم الثقة لهذا أتبعت الكلمة "أحبك" "بصوت خافت"، كما أن تبرر/تفسر هذا الأمر بقولها: "هي خطوتي الأولى" فنلاحظ أنها تركز على البداية والتي نجدها في: طفل صغير، للمرة/خطوتي الأولى" فتكرار الأولى وتأنيثها يشير إلى أن لفظ "أحبك" لم يأتي بسهولة لكن بعد تعب وجهد.
لكن نتفاجأ بأن هناك خطوتان بعد أن سبقتها كلمة "نحوك" فبدا المشهد متناسق ومرتب بطريقة سلسة، فهناك طفل يريد المشي، فشاهد من يحبه/ من سيحقق له رغباته وحاجته، فساهمت هذه المشاهدة على قيامة بخطوة اضافية: "أحبك .. أحبك" وهذه الثنائية لم تقتصر عند كلمة "أحبك" بل تعدتها إلى التوضيح اللاحق "يردد" فتكرار حرف الدال وتتابعه يشير إلى توحد الشاعر مع ما تكتبه، مع مشاعرها وإحساسها.
إذن هناك تقدم/نضوج واضح عند الشاعرة، التي استطاعت أن تنجز خطوتين بسرعة، وهذا النضوج لم يقتصر على الفعل فحسب، بل تعداه إلى الفهم/المعرفة، من هنا أدركت أنها تقوم بأمر ليس (عادي)، لهذا عملت على تبرير/تفسير هذا الأمر من خلال قولها: "جنون الحياة، جنونك" فقد تجاوزت مرحلة الطفلة وبدت ناضجة وعارفة بأمر الحب، لكن في هذه المعرفة مقرونه بالاندفاع السريع والرغبة الجامحة: "جنون الحياة، جنونك، رغبتي بالعبث" وهذا يشير إلى المرحلة الثانية، مرحلة (المراهقة)، لكنها (مراهقة) واعية وتدرك تفاصيها، من هنا تم إيضاح تفاصيلها.
تصل الشاعرة بحبها إلى الذروة، عندما تكرر "أحبك" ثلاث مرات: " أحبّكَ.. أحبّكَ.. أحبّكَ" فالعدد ثلاثة يشير إلى الكمال والقدسية، بمعنى أن حبها اكتمل ونضج ووصل إلى الذروة، وهذا ما أكدته عندما أرادته أن قدمته بهذا الوصف: " أردّدها كصرخةٍ ثائرةٍ" فتكرار وتتابع حرف الدال جعلت لفظ "أحبك" تصل إلى المتلقي بقوة ووضوح ومن ثم ترسخ في العقل والقلب.
وكما كانت هناك بداية/"الطفل"، كانت النهاية/"ككهل" الذي لم يعد يحسن النطق/الكلام، فعادت إلى ما كانت عليه في البدايات الأولى لا تحسن النطق، فكتفت بكلمة "حبك" دون أقرانها بأنا، لكن جمالية الخاتمة:
" ككهلٍ يحاول أنْ يقطع النهر
دون أنْ يُصاب بالبلل!!"" أنه جاءت تحمل حكمة الشيخ/الكهل، فقدمت موقفها من "أحبك" بطريقة غير مباشرة، بطريقة تُوصل الفكرة/الرغبة/الحاجة إلى الحبيب بطريقة حكيمة وراشدة، فلم تعد تستخدم كلمات الشباب المتحمس المتمرد:
" أردّدها كصرخةٍ ثائرةٍ
وأعلم أنّها انتفاضة الروح "
من هنا نجد تطور الوعي/المعرفة متناسق مع الحالة العمرية للمشي وللنطق، وأيضا متناسق مع مراحل العمر، الطفل، المراهقة، الشباب والنضوج، ومن ثم الشيخوخة/الكهل.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعرة



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة في ديوان -صيحة الحنظل- سليمان الحزين
- شجاع الصفدي زلة منام
- قصة -قراءة من وراء الزجاج- نزهة الرملاوي
- عز الدين المناصرة ديوان قمر جرش كان حزينا
- رواية اجتياح أسامة المغربي
- تنظيم الفكرة في قصيدة -في الظلّ نسوني- كميل أبو حنيش
- الروح الأدبية في كتاب -الإصحاح الأول لحرف الفاء-
- وجية مسعود رمل وطريق الحرير
- رواية يس أحمد أبو سليم
- تركيب الألفاظ والمعنى في قصيدة -حائكة من طراز خاص- علاء حامد
- مجموعة الجرح الشمالي محمود الريماوي
- أحمد كركوتلي والحزن
- مفلح أسعد قصيدة يا أيها الإنسان
- وجيه مسعود اربعة تموزيات
- مجموعة -وما زال القطار يسير- عبد السلام العابد
- سعادة ابو عراق قصة (معركة الكرامة)
- من أدب الرسائل رسالة الفرح رسالة -أسامة الأشقر-
- الأم والبياض عند عبد السلام عطاري
- صالح حمدوني في نصوصه (زر في وسط القميص)
- ديمومة الحزن في ديوان -البلبل الغريب- محمد هشام المغربي


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التناسق في قصيدة - أدرّب القلب - جراح علاونة-